..||.. الشفق ♥ سيناريو ..||..

173 2 0
                                    

في حياتي لم يخطر على بالي ولا فكرت حول الطريقة التي سوف أغادر بها هذا العالم،

الأسباب كثيرة ومتعددة يمكن تجميعها وتوفيرها لتنفيذ طريقة موتي ، وفي الواقع لم

يخطر على بالي أني توقعت مغادرتي هذه الحياة بهذه الطريقة ، ولم يسبق لي أن كانت

لي فكرة عن ذلك.

كانت الغرفة الطويلة محطة اهتمامي ، احتبس تنفسي ونظرت نظرة ثابتة في أعين الصياد

القاتمتين مما اضطره للرد بالمثل.

أن تموت بطريقة مميزة وبدلا من شخص آخر وتحب شخصا بديلا فأكيد أنه سبيل ممتاز للموت ،

هي طريقة نبيلة غير أنه لم يكن أمامي طريق لإيجاد الموت سوى فوركس ومن هنا استمد ذلك

التحول قيمته ، من شدة خوفي لم يكن بإمكاني أن أتأسف على ما قررته.

الحياة عموما قد تمنحك أشياء لا يمكن تخيلها والتي بإمكانها أن تمضي بك إلى أقصى ما

يمكنك أن تذهب فيه ، وكل هذه الأماني التي يمكن وصفها بالمنطقي تجعلك تخاف حينما

تحقق حلمك وتصل به إلى النهاية.

ابتسم الصياد وهو يتقدم بابتسامته العميقة والودية بتأني ليقتلني.

النظرة الأولى

كانت السيارة التي استقلناها إلى المطار أني وأمي مفتوحة النوافذ

وكانت درجة الحرارة بالمطار تقارب 23 درجة

حيث كانت السماء صافية الأديم وخالية من الغيوم التي تعكر لونها الأزرق بين الفينة والأخرى

- بيلا هل من الضروري أن تلتحقي بوالدك في فوركس ؟

- لقاء والدي بفوركس أكيد أنه سيفرحني ويسعدني خاصة وأني اشتقت إليه كثيرا

من عادتي في مثل هذا الوقت أرتدي القميص الأبيض المخرم والذي ليس له أكمام

- تعودت على ارتداء هذا القميص كلما حانت لحظة الوداع ، هل تعلمين هذا يا أمي ؟

- ولماذا تصرين بالضبط على ارتداء هذا النوع من الملابس في مثل هذه المناسبة ؟

يعجبني ذلك ، كانت سترة الفرو مع قبعتها ما فكرت أن ألبسه

مدينة فوركس التي توجد في شبه جزيرة أولمبيك والمعروف عنها أنها مدينة مظلمة وكئيبة ،

والمتسائل عن موقعها الجغرافي سيجدها عند أقصى شمال غرب ولاية واشنطن وخاصيتها أنها

دائما تحت رحمة الغيوم الكثيفة وتنزل بها أعلى نسب تساقطات المطر أكثر من مكان على السطح الأمريكي

لم تأت بي أمي إلى هذه البلاد بمحظ إرادتها ولكنها هربتني حين لم يكن عمري لا يتعدى عدة أشهر

..||.. الشفق ♥ سيناريو ..||..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن