البداية.

19.8K 1.5K 595
                                    

"صباحُ الخير چايكوب!"

أغمضتُ عيناي في ملل و زفرت الهواء قائلاً بضجر:"إنهُ هاري سَيدة دايڤيس، للمرةِ المليون أنَا هاري مايكل روز و لستُ چايكوب."

أجَل أنَا هاري التعيس الأعزب الذي لا يمتلكُ حياةً.. أعملُ في مجلة بعنوان غبي و أكتبُ كل أسبوع في عمودي الخاص، أمتلكُ مدير عمل حقير يتذمر طوال الوقت و يطلب مني العديد من المهام المُرهِقة و أعيش وحدي مَع كلب.

رائع!، كلب.

لا أعلمُ أين المغامرة في حياتي؟، أينَ التشويق و الإثارة؟.

لما لا أقتلُ شخصاً، أحملُ سلاحاً نووياً.. أحارب الأشرار أو أسافر لتمضية الأجازة الصيفية.

لما حتى لا أدعوا فتاةً مَا إلى موعدٍ غرامي!، هذَا مُشين.

قاطع تفكيري صوت جارتي العجوز صاحبة ذاكرةِ السمكة، "آوه أنَا أسفة يا عزيزي، كيفَ حالك؟."

"بخير سيدتي أنَا بأفضل حال!."زيفتُ إبتسامة و حملت الصناديق الثقيلة التي أخرجتها من شقتي و أغلقتُ الباب بقدمي.

لم تكن تلك الصناديق سوى بعض مُقتنيات مديري الأثرية.. طلب مني منذُ مدة الإعتناء بها و الآن هو يريد إسترجاعها.. ياللقرف.

حاولت نزول سلالم المبنى الذي أسكن فيه لأستمع إلى صوت جارتي تتحدث مُجددَاً:"أتريد مني أن أساعدك في حمل تلك الصناديق الثقيلة، چايكوب؟."

"شُكراً لكِ سيدة دايڤيس، أبقي حيثُ أنتِ و أحملي نفسكِ."هتفت بينما أخرج من باب المبنى أخيرَاً.

يداي كانتا تحملان العديد من الصناديق و الأشياء الغريبة و التي صدقَاً لا أعلمُ حتى لما أحملها.

تأكدت من وجود محفظتي في جيبي و بدأتُ المشي نحو الشارع الرئيسي لإيقاف سيارة أجرة لإيصالي إلى مبنى المجلة.

و بعد مدة من السير أنَا لمحتُ فتاةً تجري نحوي من بعيد، تلهث و تنظر ورائها كُل ثانية.

"إحذري!"صرختُ في محاولة مني لتحذيرها و لكن فات الأوان هي فقط إصطدمت بي لتسقط كل الأشياء التي كنتُ أحملها و كدتُ أن أقع أنَا الأخر لولا إمساكها بخصري و تثبيتي ثمّ تحركت يديها إلى الأسفل قليلاً.

هي لم تُبعد يداهَا عني لعدة لحظات حتى إبتعدت أنَا قائلاً:"إحم.. المعذرة."

"أنَا أسفة للغاية سيدي!."إعتذرت لأبتسم.

حسنَاً علىّ الإعتراف أنها جميلة، تمتلك ذلك الشعر القصير ذا لون بُني غامق، عيناها زرقاء اللون و تمتلكُ رموشَاً كثيفة و..

"سيدي؟."مالت برأسها نحوي لأتحدث بسرعة:"لا بأس، لا مُشكلة."

أومأت برأسها عدة مرات ثمّ لوحت لي و عادت تركضُ مبتعدةً عني بينما أنَا أراقِبها.

نزلت على رُكبتاي و عدتُ ألملم الأشياء التي سقطت و حملت الصناديق و أكملت المشي.

أنَا حقًا مللتُ من مَا أفعل، أظن أنه علىّ ترك ولاية كارولينا و البحث عن مكان أخر للعيش فيه، ربما أذهب إلى الصين و أعيش هنّاك.. أتناول الصراصير و الزواحف مثلهم.

أو حتى أبحث عن عصابة تجارة سلاح و أنضم لهم.. لا أعلم صِدقاً.

وصلتُ إلى الشارع الرئيسي بعدَ لحظاتٍ و أوقفت سيارة أجرة، وضعت الصناديق بداخلها و جلست.

مددت يدي داخل جيبي لإخراج محفظتي و لكنها لَم تكُن هنّاك!، بحثتُ عنها كثيراً و لكنها لم تكن موجودة.

الفتاة!، هيّ..

لقَد سرقت محفظتي!.

هي سرقت مِحفظتي \\ h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن