انتبه يحيى وفتح باب السيارة واتجه نحو امه وبدا يحملها
بينما هذا التصرف جعل امه تتاكد انه هذا ابنها فرجولته كما عهدتها لن يسمح لاحد ان يلمس ما يخصه ولكنها حاولت ان تجعله يتكلم فسالته وهو يحملها وهى بين احضانه / اشكرك يا بنى على مجهودك معى ولكن لم يرد عليها يحيى وتظاهر بانه لم يسمع ولم تكن تعلم ان مجرد خروج صوتها الحنون الذى اشتاق له كاد ان يصهره بين يديها ولكنها اصرت على سماع صوته فعاوت سؤاله وقالت / ما اسمك
للمرة الثانية لم ينطق ولكنه اسرع فى خطاه نحو الحجرة التى قام زياد بحجزها لها انفا وما ان دخل واثناء ما كان ينيمها على السرير الا وقبل ان تبتعد عن حضنه ازالت بيدها قبعته
فاهتز هو وعلى الفور خلع نظارته التى تخفى نصف وجهه وقال اسمى يحيى . اسمى يحيى يا امى
شهقت مدام صفاء وجذبته لحضنها وهى تصرخ من فرحتها واخذت تقبله وتبكى وتقول سندى ووليدى
لم يكن يحيى اقل منها شوقا فقد ارتمى فى حضنها كما الطفل الجائع لحضن امه ودفن نفسه فى حضنها واخذ يبكى
اخذت تاخذ انفاسها بصعوبة وتحمد الله على شفاءة وتشد على حضنه ولا تعلم هى انها كانت كالعصفورة بين يديه فقد غاصت هى بين احضانه
اخذت تلهث وتقبله فى كل حزء بوجهه وقد اختلطت دموعها بدموعه وشهقاتها بشهقاته ظلت متشبثه بقميصه وكانها خائفة ان يوليه منها الزمان مرة اخرى بينما هو ترك لها العنان لتتشبث به لانه كان اكثر منها احتياجا لحضنها فالرجل رجل حتى وان كان قلب الاسد لا يرتاح الا بحضن انثاه ايا كانت امه او زوجته فالرجل وان صار كهلا يظل طفلا بين يدى حواءهالام بحار من خير والبحر تدوم عطاياه
اماه احبك يا عمرى يا بهجة قلبى ومناه
ضمينى واسقينى حبا ودعينى احلم اماه مرت ساعات قليلة ويحيى جالس بجوار امه ويحاوطها بيديه اما هى فظلت متشبثة بقميصه
خلال تلك الساعات قص فيهم يحيى عما حدث له وعن اصراره ان يظل ميت حتى يرى الكل بطبيعته
مدام صفاء ودموعها لم تجف من وقت رؤيتها له قالت / لقد كنت اعلم كل شىء عن شهندة ولكن لم اقل لك شىء لانى وجدتك لن تصدقنى فحبك لها كان خالصا ورايت انك تتبدل للافضل فلم ارد اصدامك فيها واكتفيت ان اراك سعيدا
يحيى بالم / ليتك صدمتينى لكان خيرا لى ان اعيش مغفلا
نجرى وراء سراب الحب احيانا
نهوى الذى لم يكن ليهوانا
واخر قد جرى فى اثرنا شوقا
يناشد الايام كى يحظى بلقيانا
ما اصعب الحب فى هذه الدنيا
وما اشقاها ان كان الهجر ماوانا مدام صفاء بتاثر على هنا / ولكن تلك الملاك هى الوحيدة التى تحملت فوق طاقتها اعطت ولم تاخذ حتى كلمة شكر ولن تتخيل مدى اصرارها على علاجك وكنت اراها تعتبر نفسها امك و...
قاطعها يحيى بتاثر / اعلم ما تتحدثين عنه واكثر مما تتخيلى انتى فقد رايتها على طبيعتها وهى تتصرف بدون اى خجل من وجودك وتعلم بانى بجوارها ميت كنت اراها وهى تحملنى بصعوبه وتغسلنى كنت احاول اخفف نفسى عنها ولكنى كنت متلذذ باصرارها ولم اخجل ابدا وان ارى نفسى امامها عارى فقد كنت اشعر انها تغطينى بروحها ثم تنهد بعمق واستطرد ولكنها ضاعت من يدى فى لمحة بصر واخذت ابنى
مدام صفاء / لا تقلق علي ولدك معها يا بنى فهى اصل الامانه والامان
يحيى / ابنى سيكون بخير ان كانت هى بخير ولكن انا قلق عليها وبحثت عنها كثيرا
مدام صفاء / قبل ان اسافر استودعتك الله واستودعت اموالى واستودعتها هى ايضا فكنت اشعر وكانها ابنتى وقد استجاب الله لوديعتى وحافظ لى عليك وعلى اموالى وانا واثقة انك ستجدها وفى احسن حال وما كادت تكمل كلامها الا ودخل عليهم زياد دون ان يطرق الباب ووجه يوحى بان هناك خبر ما فقام يحيى من مكانه وقد استشعر ان هناك شىء عن هناه وبتوتر سال / هل عرفت اى خبر عنها
زياد بسرعة وهو مضطرب ايضا / حتى الان لا ولكن الدكتورة منى ابلغتنى بمعلومة اشعر انها طرف الخيط فقد ابلغتنى ان الدكتور حسام منذ ايام وهو متغير فلا ياتى الى المستشفى الا ساعة واحدة ويختفى بسرعة وهذا ليس بعادته انيا خذ اى اجازة وعندما قالت له انها قلقة على هنا قال لها بهدوء لا تقلقى ولم يزيد عن ذلك فاعتقد انه يعرف مكانها
تركه بسرعة يحيى وغادر الحجرة وذهب لمكتب الدكتور امجد وساله عنه ولكن لم ياخذ منه اجابة شافيه
فالدكتور امجد حقا لا يعرف شىء عن هنا ولا يعرف انها من ابنه من الاساس ولا يعرف من هو ذاك الشخص الذى يسال عن ولده فيحيى كان خافى معالم وجهه ولم يقدم له نفسه
عاد يحيى مرة اخرى الى والدته وكله غل فقد شعر ان الدكتور امجد يعرف شىء ولكنه خشى على ولده والجدير بالذكر ان مشاعر يحيى تاججت فى هذه اللحظة فزادت على ضيقه وقلقه غيرته فاخذ يتخيل كونها مه وماذا يفعل معها وماذا يقول لها
زياد بلهفة / هل عرفت شىء
كاد يحيى ان ينطق الا ان جرس هاتفه منه عن الرد وما ان نظر الى شاشة هاتفه الا وظهرت ملامح الخضة مع اللهفة على وجهه فقد كان رقم حارس العقار الذى يوجد به شقته فرد بسرعة وما هى الا لحظة واغلق الهاتف بسرعة وهو يقول انا قادم حالا ولكن اياك ان تغيب عن عينك
زياد بلهفة / ماذا حدث
يحيى قبل راس امه وقال لها دعواتك لى فجارتنا عادت وهى الوحيدة التى تعرف مكانها
مدام صفاء / اذهب لها يا بنى على الفور ولا تقلق بشانى واشارت لزياد لان يذهب معه
وما هى الا دقائق وقد وصل يحيى الى العمارة فقد قاد هو سيارة زياد وكان ياكل الاسفلت اكلا وكانه كاد الا يلامسه من الاساس واخيرا وقفا امام باب الشقة وقد تملكه الخوف والقلق وخشى ان يسمع منه ما يدمى قلبه على هناه وحسب ما اتفق مع الحارس اختفى يحيى وزياد بجوار باب جارتهم بينما طرق الحارس الباب حتى تطئن الجارة له وتفتح
وما ان فتحت حتى تفاجات بقدم يحيى امامها ويحول بينها وبين غلق الباب وكادت ان تصرخ الا ان كان الاسرع وكممها وقال لها بهدوء / ارجوكى اهدىء انا لست المجرم انا زوجها واريد الاطمئنان عليها وعلى ابنى
اكد البواب على كلام يحيى ليهدا من روعها وبالفعل بدات الجارة تهدا وابعد يحيى يده عن فمها وقد استشعرت هى بصدق كلامه فقالت / لقد قمت بتوصيلها عند ببا مستشفى (...) ووجدت نفس الشخص الذى هاتفته واقفا منتظرنا وما ان راها الا وحملها الى سيارته
يحيى وقد اقترب منها وهو يضيق عينيه وسالها بصوت اجش يحمل كل معانى الغيرة والخوف والضيق معا / ما اسمه
الجارة وهى متوترة / اعتقد اسمه حسام
اتسعت عين يحيى وبسرعة خرج من امامها دون ان يتفوة بحرف
شكرها زياد نيابه عنه وتحرك خلفه وهو يعلم ان صديقه يتاجج من نار غيرته فحاول الا يتفوه معه بحرف
وقاد يحيى مرة اخرى سيارة زياد بنفسه وعاد يطير بها وكانه يقود طيارةوليست سيارة وما ان وصل الى المستشفة الا وركض نحو منى يسالها عن تليفونه
ولكنةهذا لم يغنى عنه شىء فقد حاول مرارا الاتصال به ولكن هاتفه مغلق فعاد الى الدكتور امجد وكاد ان يتشابك مه الا ان زياد حال بينهم وساله بهدوء عن ابنه فنفى الدكتور امجد معرفته بمكانه كما استبعد ان تكون هنا معه ولكنه سال يحيى عن كنيته فرد زياد بسعة نيابة عنه / هذا ابن عمها وهى مختفية منذ ايام فجاء ليسأل عنها
خرج يحيى وهو فى قمه ضيقه ولم يبلى ان زياد ظل مع الدكتور امجد بالداخل
مر اسبوع والحال نفس الحال
بينما اشقاءه فى قمه سعادتهم وبداوا يخططون لمشاريعهم الغير مشروعه التى تغلف من الخارج بشرعيه صناعة الحديد
بينما حالة هنا تحسنت كثير ولم تفارق يوسف عن حضنها ولم تفتا ليل نهار تتذكر يحيى وتبكى عليه
اما الدكتور حسام فتعامل معها بتودد وكان يفعل لها كل ما تحتاجه وسارت هناك الفة كبيرة بينه وبين يوسف الصغير فقد كان ياخذه معه فى اى مكان يذهب فيه لشراء اى متطلبات لهم حتى انه اشترى له كثير من الالعاب لتلهيه
بينما اتصلت شهندة بزياد وابلغته انها ستصل الى القاهرة خلال هذا الاسبوع وانها ستاخذ ابنها فقد اشتاقت اليه وما ان قص زياد على يحيى ما قالته شهندة حتى ابتسم بسخريه بجانب فمه وقال الان تذكرت ان تشتاق لابنها وهل كل تلك الفترة لم تشتاق اليه ثم استطرد قائلا اراها تجد عندها فراغ فارادت ان تملاه باللعب معه
وقد تحسنت ايضا حالة مدام صفاء وخرجت من المستشفى الى بيتها
مدام صفاء ليحيى وهو جالس على طرف السرير بجوارها / كم اشتقت لبيتى واخذت تقص له حركات هنا ولمساتها فى البيت وكيف كانت تنظفه بنفسها وتصنع له طعامه المضروب بنفسها
يحيى بتاثر / اشعر بانفاسها تحوم حولى اينما ذهبت ولم اذق حلاوة اى طعام الا طعامها فقد ادمنته كما ادمنت صورتها فى احلامى
تحسست مدام صفاء لحيته وبابتسامة قالت / ولما تترك لحيتك هكذا هل هذا لاجل التخفى
يحيى بحزن / لا ولكنى رايتها وهى تحلق لى وتهتم بى واقسمت ان لم تحلقها هى لى لاتركها حتى وان طالت ولامست الارض
مدام صفاء بخبث / اراك تحبها حد الغرام بها
يحيى / كيف لا اشتاق واهيم بنفسى فهل هناك اعز من النفس على صاحبها وهى نفسى فقد كنت انا نفسها وانا ميت فهل قليل عليها ان تكون هى انا وانا حى
مدام صفاء وهى تربت على كتفه وبابتسامة صافيه قالت / لا تقلق يا بنى ستجدها فروحك بالتاكيد تنادى روحها وروحها تسمعك وستلبى ندائك
كاد ان يرد ولكنه وجد زياد يقوم من مكانه مصعوقا فور رؤيته لرقم المتصل على هاتفه مما جعل يحيى هو الاخر ينتفض على اثره ويقوم من مكانه فقد استشعر ان المتصل سيقول شىء عن هنا ومن شدة قلقه جذب على حين غرة الهاتف من يد زياد ونظر للرقم وما ان وجد الاسم والدة هنا الا ورد بنفسه بسرعة وخوف وقال بصوت مهزوز الو
لم تدرى والده هنا ان الصوت مختلف عن صوت زياد ولكنها اجابت بسرعة وبسعادة / كيف حالك يا استاذ زياد
يحيى استشعر الهدوء والفرحة فى كلامها فشعر هو الاخر بقليل من الامان ولم يجبها على سؤالها ولكنه رد بسؤال اين مكانها ؟
والدة هنا وهى تضحك / ابلغك اعتذارى يا بنى فمن فرحتى نسيت ان اتصل بك
كلمتها زادته اضطرابا بينما يقف زياد بجواره فى حالة تاهب لمعرفة سبب الاتصال ولم يقل حاله المتوتر عن حال مدام صفاء فقد توترت هى الاخرى وتريد معرفة اى معلومه عن هنا
يحيى بنفس الاصرار وهو مضيق عينيه اعاد سؤاله / قلت لكى اين هى ؟
والدة هنا بلا مبالاه / لقد كنا عندها ليلة امس فقد جاء الدكتور حسام واخذنى انا واخويها لنحضر عقد قرانه عليها واخيها الاصغر كان هو وكيلها
هنا تفاجا كل من زياد ومدام صفاء بيحيى وهو يصرخ فى وجهها وبصوت عالى / كيف حدث ذلك الم اقل لكى ابلغينى فور معرفة طريقها ايتها البلهاء ويلك انتى وهو والجميع منى
فزعت والدة هنا منه وخافت وكادت تغلق فى وجهه الا انه صوته المرعب سالها مرة اخرى / اين هى الان
والدة هنا / لقد اخذها وسافر الى باريس لقضاء باقى علاجها هنا
يحيى بصريخ واين ابنييييى ؟
والدة هنا وهى لا تزال مفزوعه فهى لم تعلم ان مجرد جملتها قد هدمت حياة ذلك المتكلم وكانت كفيله لتحوله لكتله من النار تحرق كل من يقف امامها / من ابنك هذا هى لم يكن معها سوى الصغير يوسف ابن صديقتها المتوفيه ولم تتخلى ابنتى عنه واخذته معها
يحيى وهو يجز على اسنانه / متى سافرت
والدة هنا / اليوم وقد اوصلها اخيها مع زوجها للمطار وعاد فى التو
يحيى وهو على نفس وضعه من الغل والغيرة / وما موعد اقلاع طائرتهم
والدة هنا / فى تمام الخامسة
اغلق يحيى الهاتف واخذ يكسر كل ما يجده فى طريقه ويصرخة باعلى صوته ويقول / لقد تزوجت . لقد ضاعت هنايا منى . واخذ يكسر حتى جرحت يده ونزفت ولم يبالى واخذ يزار كما الاسد المجروح على هناه التى ضاعت فى ثانية من يديه اخذ يقول وهو يحادث امه وزياد لقد ضاعت منى روحى ونفسى وعدت ميتا مرة اخرى . فهى كانت حياتى ولا حياة بعدها وبسرعة جذب السكينة الموضوعة على حرف طبق الفاكهة الموضوع على المنضدة بجوار والدته وكاد ان يقطع شرايين يده الا ان زياد لحقه من خلفه وكبله وعصره بيديه لتسقط السكينه بينما كانت تصرخ مدام صفاء على ابنها
افلت يحيى من زياد وهو يقول لما لا تريدنى ان انهى حياتى اتريدوا جميعا ان تستمتعوا وانا اعيش ميت بينكم هل اصبحتم تتلذذون وانتم ترونى هكذا
صرخت فيه امه وقالت / لم اعتاد على رؤيتك بهذا الضعف
قاطعها زياد وبكل عصبيه صاح فيه / كيف لقلب الاسد ان يصبح بهذا الوهن والضعف
رد يحيى بصوت عالى منهار / يصبح هكذا عندما يفقد قلبه وعقله وقد فقدتهم معها فقد اصبحت ملكا لغيرى وتشرف هو بوجود اسمها معه
والدته بدموع / لازال هناك امل اذهب اليها وانا اعرف انها ما ان تراك الا وستعود معك
نظر يحيى للساعة وكانه وجد الامل وكان عقله كان قد توقف ولم يفكر فى هذا فركض بسرعة نحو الخارج وجلس خلف مقود السيار ولحقه زياد وركب بجواره ويحيى كان قد تحرك بالسيارة بالفعل فكاد ان يسقط ارضاً
لم يتنبه الى يده التى لازالت تنزف دما ولكنه نجح اخيرا فى الوصول الى المطار قبل موعد الاقلاع بعشر دقائق وبسرعه هبط من السيارة وركض نحو صالة المطار فى اقصى سرعه ولم ينتبه لمن حوله فقد اخذ يصطدم بكل من يواجهه فى طريقه حتى انه اوقع من احد المسافرين حقائبه ولم يتوقف ولو للحظة ليعتذر له
والجدير بالذكر ان زياد هو الاخر كان يركض خلفه فى اقصى سرعة له ليلحق به وما ان وصل اليه الا واصطدم به واقفا يحدق بها
زياد بفرحة وهو يرى هنا تتحرك ببطء بسبب كسر قدمها وتتابط ذراع الدكتور حسام وتتوكأ عليه / حمدا لله انها لم تركب الطيارة بعد . لكنه لم يرى اى اجابه من صديقه فنظر اليه فوجده لازال محدقا بها ويرتجف من خوف الاقتراب منها وفى ذات الوقت تنهش فيه الغيرة وهو يراها تتوكا على غيره
زياد شعر بصديقه واشفق عليه وقال هامسا هيا لا يوجد وقت لدينا لابد ان نبدا فى تنفيذ خطتنا وركض هو مسرعا نحوها ونادى ليها باعلى صوته هناااا
بينما ابتعد يحيى عن عين الدكتور حسام
توقفت هنا بسرعة فور سماع المنادى لاسمها فالتفتت فوجدته زياد فصدمت من رؤيته وتوترت وارتعدت اوصالها فما اهما ان تسمع منه اى شىء عن معشوقها الميت وما ان بدا زياد يهدا من سرعته واصبح يسير على قدميه الا واسرعت هى اليه وهى تعرج
بينما وقف الدكتور حسام مكانه متعجب للموقف
بينما اخذت هى تقول له اثناء سيرها / هل وجدت يحيى . طمنى ارجوك هل وجدت حبيبى . قل لى انه لازال حيا . ارح انفطار قلبى عليه
وما ان انتهت اليه الا ودموعها انهمرت واعادت اسالتها مرة اخرى
بدا حسام يخطوا اليها ببطء وفى يده يوسف الصغير
زياد بهمس / ارجوكى حاولى ان تبعدى حسام عنا فالامر هام
تنبهت هنا لرده وفجاة وجدت حسام ويوسف يقفان جوارها
حسام بضيق فقد المه لهفتها على ذاك الميت الذى احتل كيانها رغم موته / الن تعرفينى على ضيفك
هنا بتوتر مدت يدها واشارت الى زياد وقالت / زياد ابن عم يحيى ثم اكملت قائلة من فضلك يا حسام هل من الممكن ان تشترى لى زجاجة من المياة فقد جف حلقى
نظر حسام الى ساعة يده بضيق وقال / لم يتبقى سوى خمس دقائق انتظرى وساعود بسرعه
وما ان اختفى حسام من امام عينيها الا وسمعت صوت من خلفها ينادى بكل عذوبية / هنا
تنبهت هنا على الصوت وقد سرت فى جسدها قشعريرة فقد طربت اذنها لهذا الصوت فقد سمعته انفا وتمنت لو ينطق باسنها يوما ولكنها فى ذات الوقت تسمرت مكانها وفى ذات اللحظة وجدت يوسف الصغير يترك يدها ويجرى نحو صاحب الصوت وبفرحة قال / بابا يحيى
ارتعدت هنا والتفتت بسرعه وما ان وجدته يقف امامها بطوله الفارع يسد عليها اى هواء او نور صدمت مما راته عينها ووجدته يبتسم لها ويقول بصوت رجولى وفى ذات الوقت بصوت عاشق / وحشتينى وارهقتينى فى البحث عنك
تغيب عنى فاشتاق نفسى
واهفو لقلبى على راحتيك
نتوه ونشتاق نغدو حيارى
وما زال بيتى فى مقلتيك
ويمضى بى العمر فى كل درب
فانسى همومى على شاطئيك
وان مزقتنا دروب الحياه
فما زلت اشعر انى اليك
اسافر عمرى والقاك يوما
فانى خلقت وقلبى لديك
هنا بصوت اقرب للهمس وكانها تحادث نفسها نطقت اسمه وهى غير مصدقة ما يحدث حولها
..........يحيى ....
انتهى
والسؤال الان
هل ستعود هنا ليحيى ؟
وكيف والساعة قاربت عالخامسة موعد اقلاع الطائرة ؟
وهل سيتخلى حسام عن زوجته وحبيبته بكل سهوله ام ستتعقد الامور ويحارب يحي لاجلها ؟
وهل ان عادت له ستعيش سعيدة مع قلب الاسد ام ستخشى منه ؟
وكيف سياخذ يحيى تاره من اخوته وكيف سيواجه الحياة وهو فى لايزال فى نظر الجميع ميت بالشهود والقرائن ؟
وكيف سيكون موقف شهندة من يحيى ؟
أنت تقرأ
عشقها الأسد (الجزء الأول)- الكاتبه رباب عبد الصمد
Roman d'amourكل حقوق الملكيه خاصة للكاتبه رباب عبد الصمد لو يسالوك عنى حبيبى قولهم بتحبنى قولهم لو غبت عنها شوقى ليها يردنى دى اللى جوة عيونها ساكن اسمى وسط حروفها باين دى اللى لما بتبقى جنبى قلبها بيطرح جناين قولهم لحظة ما بحزن تبكى دنيتها عشانى واما كل الكون ب...