الجزء العاشر
:
:
:
:
:
"في سريري فاتنه.."
:
:
:
لقد اطال الجلوس اليوم في المكتب لأتخاذ القرارت النهائيه للبدء في المشروع ..
منذ العشاء حتى الساعه الرابعه فجرا ..
صلى الفجر في الحرم ثم صعد الى غرفته ..وقد ودع عياد ابنه لتوه ليلحق بمعتاد الذي ذهب مبكرا لجده ..
لقد هزه الشوق الى بكره جسار فلم يتبقى الكثير حتى يتم الرابعه والعشرين ..عياد ذراعه الايمن سيتم ايضا الثانيه و العشرين قريبا ومن بعده معتاد في العشرين وطالب في التاسعه عشر ..
:
:
:
مرر الكرت وهو يأخذ حقيبة جهازة المحمول ومغلف ملفات أسود ممتلى من بالاوراق من العامل بجانبه ..
مده بعمولته ..وفتح الباب..
كانت الغرفه تغرق في سكونها كما تركها ..
نظر الى الطعام البارد على الطاوله ..رفع سماعة الهاتف يطلب خدمة الغرف للتنظيف..
:
:
بعدما اغلق الهاتف لفتته عباءتها وحقيبة كتفها على الكنبه ..
:
جلس على الكنبه وهو يدفن رأسه بين كفيه ..
:
راقب العامل ينظف المكان أمره ...."وي دونت وونا بريكفاست ثانكيو ..."
:
:
هز ذاك رأسه بالطاعه وهو يغلق الباب خلفه ..تنهد وهو يراقب تلبد السماء بالغيوم مانعه أِشعة الشمس من الانتشار في الافق..
:
:
نزع غترته البيضاء ..وضعها فوق عبائتها ..وقف وهو يفتح أزرار ثوبه الاسود الفخم ..
:
:
أتجه الى الغرفه المردود بابها دون اغلاقه ..
فتحها ..كان الضوء من الخارج يتسرب لها مع اضاءة الاركان الجانبيه ..
شدد من قبضته على الباب وهو يراقبها تستلقي على السرير ..وقد فضح قميصها المتواضع اغلب جسدها ..من منتصف فخذها حتى ساقيها الطويله ..وانسدلت فتحته لتفضح رقبتها و طرف ضمادتها ..
كانت تنام في جهته من السرير ..حركت خصرها لترتاح في استلقاءها وهي ترفع شعرها ..
اقترب بهدوء وهو يجلس على طرف السرير من جهة الباب ..
كان يعطيها ظهره فما رأه كان كفيلا أن يشعل جسده ويشغل عقله لباقي عمره ..
حركت يدها اليسار التي كانت تمدها لمنتصف السرير ..يبدو بأن جرحها قد آلمها ..ألتفتت متأملا اناملها الطويله الرقيقه ..وساعتها البسيطه السوداء بتصميم رسمي وناعم ..لم تزد ساعديها سوى جمالا ..
:
:
تحركت في السرير تعطيه ظهرها يبدو بأنها منزعجه ..عندها لم ينهى نفسه عن تأملها ..
شعرها المنتثر حولها في السرير ورائحتها الرقيقه ..وخصرها اه من خصرها ..أ بأمكان جسد ان يخلق بهذه الانحناءات النافره ..؟؟
أطال التأمل فيها وفي نقاوة بشرتها ..دفن رأسه بين يديه ..همس .."أستغفر الله ..."
:
:
كانت تستلقى على الغطاء رفعه من جهته وغطاها ..
دخل دورة المياه دون ان ينظر اليها ..
دخل تحت تيار المياه الدافيء ..زاد من حدته وهو يدلك رقبته بتعب ..
تفادى اغماض عينيه حتى لايغزوه شكلها في السرير ..
كيف وهو الذي لم يشارك احداهن السرير منذ اربعة عشر سنه ..
لن يستسلم بسهولة ..انه لا يعرفها حتى ..تذكر خلخالها الفضي ..فتح عينيه ..وهو يزيد من حدة حرارة المياه ..
ألتفت يساره فلمح ملابسها ملقاة على الارض بجانب الباب..
أبتسم وهو يغمض عينيه ....للون صدريتها وموديلها المغري ..اللعنه لقد هرمت على كل هذا ..
وجودها سيكون مؤلما لرجولتي ..
:
:
:
خرج يجفف شعره وهو يتفادى النظر لها ..الى انه التفت دون قصد منه ..
كانت كما يبدو تشعر بضيق ما ..وهي تشدد على أغماض جفنيها الواسعه ..يالجمال الحجازيه البدويه بشفتيها النافره ...نسي جمال الاناث منذ زمن ..في الواقع هذه زوجته الرابعه بعد أم جسار وشما و من طلقها منذ زمن ولم يطول ارتباطه بها سوى لحاجه في نفسه لوضعه مع شما وام جسار حينها ..
تآلمت وهي تبعد شعرها عن رقبتها ..
كشفت عن ستر نحرها وصدرها الذي غطاه شعرها ..
تأفف بقل صبر وهو يتوجه الى الخزانه ليرتدي ملابسه ..
بعدها اتجه الباب وضع لافتة عدم الازعاج ...
أغلق باب الغرفه و التسائر العملاقه الثقيله فوق الواجهه الزجاجيه ..
أطفأ الاضاءه الخافته وهو يتجه الى السرير غرقت الغرفه بظلامها ..
أستلقى بهدوء وهو يغطي نفسه بالملاءه التي تركها حره ..
سمعها تأن ..ومن ثم ابعدت الغطاء عنها متأففه..تآوهت ثم سكنت بعدها ..
يبدوا بأنها غير مرتاحهه البته ..انه متعب وكان يومه طويلا مليئ بالاحداث يتمنى ان يخلد الى النوم بسلام فهو يحتاج لان ينهي اعماله هنا بأسرع وقت ممكن لازالت اعماله في قطر عالقه فعياد بالكاد يستطيع انهاء ما كلفه اياه في جده..
:
:
:
كانت تتنهد كل فتره ..يبدو بأنها متعبه حقا ..وما بال هذه الضماده ........أ هي ماسببه ذاك الشقي لها قبل امس..؟؟
:
:
وجودها مرهق حقا ..كيف وانا رجل الانعزال و ملك الاستقلاليه ..
:
:
همهمت وهي تتحرك في السرير بملل ..فتح عينيه بأنزعاج لملمس على خده لم يشعر به قبلا ..
ألتفتت الى جهتها من السرير كانت قريبه منه للغايه ...أضطرب صدره وهو يبعد شعرها عن كتفه ,,
:
:
تردد وهو يمد يده ..الا انها اعتدلت مبتعده قليلا عنه ..ماهذا النوم الذي لاتشعر بوجود من حولها به ..
:
:
كانت لاتزال اطراف خصلات شعرها الرطبه ملتصقه بصدره العاري ..أبعدها ..الى اين ينتهي شعرها الكثيف وقد توزع في ارجاء السرير ..
:
:
من حسن حظه ان الغرفه كانت تغرق في ظلامها رغم تطفل اشعة الشمس من بين جنبات الستائر ..
تأففت وهي تهمس ..."حر ..."
:
:
تحركت في السرير بملل مبتعده عنه ..نفث نفسا عميقا لأبتعادها اين كان تفكيره عندما نام بجانبها ..وان كانت الغرفه ظلام فذكرى استلقاءها تنير عقله ..
:
:
:
استغرق في نومه وقد تسرب الى مسمعه تآلمها وأنينها الغريب ..ولأول مره منذ سنوات طويله يزعجه أحدهم في السرير ..
:
:
كانت تتقلب متممله من طول نومها الذي يأبى أن ينتهي ..فتحت عينيها أكثر من مره كانت الغرفه تغرق بظلامها فلم تميز مايحيط بها ولم تذكر ماحدث في الأمس حتى من شدة تعبها ..
:
:
أزعجها الحاح هاتف بالاتصال ..لابد بأنه هاتفه الذي تركه بالغرفه ..
الا ان صوتا ناعس ثملا بالنوم وفخم مسكر تسرب الى مسمعها ..
ألتفتت كان يجلس معطيها ظهره العاري ..وقد فتح الاضاءة القريبه منه ..
كان منهمكا بحديثه عن اوارق ما واستبدال لندن بتورنتو ..
:
:
أغلق هاتفه ومن ثم طلب رقما آخر ...وأنخرط بحديثه ..كان يصمت طويلا مجرد همسه والقاء امر ومن ثم يغلقه ..فعل هذا اكثر من أربع مرات ..
:
:
وقف فأتضح لها طوله وعرض منكبيه ..توجه الى النافذه ..غطت نفسها جيدا يا الله منذ متى كان هنا أ تراه لاحظ نومي المتملل ..مالذي فعلته ياترى ..
فتح الستائر ..كان الجو غائم نسبيا ..أغلقت عينيها بأنزاعاج وهي ترتب شعرها ..
:
:
توقف للحظه وهو يتأملها ..
كانت فتحته قميصه الواسعه تنسدل لتفضع كتفها الايمن ونحرها وشيء من صدرها ..
رفعت الملاءه وغطت مابدا منها ..وهي تراقب وجوده بخجل ..
جلس على طرف السرير معطيها ظهره ..بدون أي حديث يذكر وهو يجر حقيبة حاسبه اخرجه وفتحه ..
:
:
راقبت انكسار الضوء على صدره و وجهه ..كانت ملامحه صارمه للغايه ..
و منشغله بشاشه جهازه التي تحمل جداول و كتابه سوداء دقيقه تملىء الشاشه ..
:
:
سمحت لنفسها بتأمله ..سرحت في ملامحه الرجوليه ..
تتمنى لو تقف كي تصلي ..
الا ان خجلها من منظرها منعها ..وهي لابد ان تمر به كي تأخذ عباءتها ..
:
:
وفوق هذا وهنها الغير مفسر يقيدها ..فهي بالكاد تستطيع رفع الغطاء عنها ..
:
:
رفع هاتفه وطلب رقم ما أسترسل في حديثه عن أرقام وأحداث ممله ..
أخذت نفسا عميقا وهي تقاوم ارتجاف جسدها تعبا..
وقفت وهي تستند على ظهر السرير النافر ..
ضعطت على يدها اليسار بالغلط اثناء اتكأها على السرير لوقوفها ..
:
:
ألتفت الى صوتها ..راقبها ترفع خصلات شعرها السوداء عن وجهها ..
لازالت ملامحها تحمل التعب وقد على خديها أحمرار و أرتجفت شفتيها .
رفعت عينيها المتعبه له ..كان يستمع الاى مايقوله الطرف الآخر وهو يغرق في تأملها ..
صداع يكاد يقسم رأسها ..كادت أن تسقط من طولها لكنها قويه لن تستلم ..
ولازال ذاك يحيطها بنظراته بصمت وهو يهمهم للطرف الاخر في هاتفه ..
:
:
حمدت ربها أن حملت قدميها حتى باب الحمام ..لجظة انزوائها عنه أنهار جسدها لتجلس بتعب خلف الباب ..
الهواء من شدة وهنها بالكاد يصل الى رئتيها..
..
..
تمالكت قليلا من عزمها و قفت مستنده على مقبض الباب ..
توضأت لتصلي ..
تسارعت نبضات قلبها ..وجال المكان بها ..ألا انها شددت قبضتيها على رخام المغسله البارد..
:
:
فتحت الباب ولا زالت مبلله بالمياه ..ألا يرحمني ويرتدي ملابسه ..
جلست على طرف السرير بتعب ..أنه لا يراها ولا يلقي لها بالا ..بل يحاول أن يشغل نفسه بأي شيء حوله لأن ما أن تقع عينيه عليها لا يستطيع رفعها ..
:
:
التفت اليها كانت تطرق رأسها وقد جمعت شعرها أسفل رأسها بطريقه عشوائيه فلم يزيده هذا الا كثافه مظهره ..
:
:
فضح جلوسها ثلاثة ارباع جسدها ..
توقف عما يفعله وكان قد هم بأخراج ثوب للقاء الغداء الذي ينتظره بعد ساعه ..
أنها صامته للغايه الا أن كل تصرفاتها ملفته ومزعجه ومشتته ..
:
:
لمست جبينها بكفها المرتجف وهي تحاول ان تسرق الهواء من حولها ..
:
:
و من ثم وضعتها على صدرها المرهق ..انها تفقد أي قوة قد تتحلى بها ..
يبدوا بأنه لم يتبقى شيء عن اذان الظهر ..أمهلني ياربي القوه لأصلي ..
:
:
لم يستطع منع نفسه من السؤال وقد هوى قلبه لمنظرها ....همس وهو يقترب منها "بوه شيئن ياجعتس؟؟.."
:
:
رفعت عينيها له بوهن وهي تحاول التنفس ..ربتت على صدرها بضعف ..لم تستطيع تجميع حديثها ...همست ..بشفتين مرتجفه..."صدري..."
:
:
نظر اليها بجزع لم يتعامل مع احداهن هكذا قبلا ..."علامو صدرتس ..؟؟أشنوحتس ؟؟"
:
:
لم تستطيع الحديث فقط جرت كفه ليلمس جبينها ....
لقد اصابتها الحمى و غادرتها أكثر من مره في يوم ونصف فقط هناك مسبب لهذا ..
:
:
لمس جبينها بظاهر كفه ..تكاد تتقد من شدة حرارتها ..مالذي اوقع نفسه به ...رفع معصمه ليراقب الساعه يلزمه الرحيل حالا ..وايضا مرؤته تمنعه من تركها بهذا الوضع ..
:
:
كان ريبا منها للغايه حتى التصقت فخذيها بصدره وهو يجلس على الارض مقابلا لها ...
جر الغطاء ليفصل بينهم وهو يغطي فخذيها حذرا متفاديا لمسها ...
:
:
قد أبتلي بها حقا ..سيتأخر لامحاله ..لازالت رجليها على الارض ..ألقت جذعها بتعب على الوساده بجانبها ..
:
:
توجه الى المبرد الملحقه بالغرفه هذا كل ماسيقدر عليه لن يتسطيع ملازمتها ..
:
:
فتح عصير برتقال ناولها ايها ..رفع المسكن من على الارض ومدها به ..
كانت تراقبه بتعب وصمت عاجز ..
لم تأخذه منه فيديها لاتقوى على رفعها ..
أصر عليها .."دوك اياه .."
:
:
وضعه قرب رأسها على طرف الكومدينو ..وهو يقف ...نظر حوله لم يرتب اوراقه بعد ..ولم يتأهب للموعد ..
:
:
ألتفت اليها ..."أخذتس المستوصف ...؟؟طيب اجيب لتس طبيب هنا ؟؟"
:
:
هزت رأسها له بالنفي ...وهي تراقب اهتماما حتى وان كان سطيحا فقد هجرها منذ زمن طويل ..
:
:
نظر في ساعته بتردد .."متأكده معي وقت لين أخرج ...؟؟"
:
:
أبتسمت له بين وهنها شاركه اهتمامه وهي تهز رأسها بالنفي ...همست "بخف ان شاء الله ..."
:
:
أرتجف شيئا بداخله لجمال حزن أبتسامتها التي فضحت غمازتيها ..
راقبها بصمت ...نطق وهو يبتعد الى الخزانه ليرتدي ملابسه .."راجع لتس بعد ساعتين ...اللحين الغدا يب يجي كلي ها ..؟؟"
:
:
أعطاها ظهره ..تأمل ثيابه المصفوفه سارحا ..
ألتفتت اليها كانت تهم بشرب العصير على مضض ..اعني يا الله انها مشتته للغايه ..
:
:
في عيناها مؤلفات قصصا غامضه و أطنان من الأسرار .. و جيدها شاهدا كما يبدو على تاريخا حزينا..
بل حتى لفته قبلا أثرا قديما باطن فخذها الأيسر ..عندما غطاه يمنع احتكاكه بها ..
أنثى الأسرار لا طاقة لي ببنات جنسك فلقد أعتزلتهم منذ زمن وحاجتي منهن كانت ابناءي الاربعه دية أبي لفقده اخوتي لا غير ..
:
:
:
:
::::::::::
::::::::::::::::::
راقبها تستغرق في نومها وقد التصقت خصلات هاربه بجبينها المحموم ..
من هذه اللحظه عرف أنه قد أقحم نفسه في الكثير من الاحداث القادمه ..الله يشهد بها أنها جميله وفاتنه للغايه حتى في بساطة مظهرها ..لكن دواخلها مجهوله بالنسبه لي تماما ..
ولن أحكم عليها أبدا ..الا بمعرفتي أجمع دواخلها وطريقة تفكيرها ..
:
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
تأمل الطبق الذي أمامه سارحا وقد أنصت الى مايقوله من حوله ..متناقشين في قرار قد يتخذ يصب في مصلحتهم لأكمال المشروع في اقرب وقت ممكن ..
:
:
عدل غترته وهو يرفع رأسه مدليا برأيه ....أيده من حوله ..راقب حديثهم وسرح للحظه ..ما باله ..؟؟أ يفكر بها حقا ..؟
يارجل من حقك ؟؟أنها زوجتك ...؟؟ثلاب انت لم تتفاهم يوما مع زوجه من قبل سوى شما وكانت استثناء وهل ستفرق هذه الصغيره التي تكبر بكره بسنه واحده فقط ...
:
:
بل ستكون اصعب من سابقاتها ..انه لم يشاهد طليقته ام جسار طوال ارتباطه بها بهذا الشكل ..وقد رأى كل ذاك من اول ليله يرقد بجانبها ..
:
:
وكيف اقارن هذه الجميله بأي ممن ارتبطت بهن قبلا ..
وابنة خالته زوجته الاردنيه التي لم تلبث معه سوى سنه تلك حتى بالكاد يذكرها وقد أتى أرتباطه بها عرضا ..
:
:
لكن هذه وما أدراك ما الحجازيه...؟؟ لقد شهد الرجال بالحجازيه قبلا لكن لم يصدقهم حتى لمح رقتها ذاك اليوم الذي اكتنفها في صدره يحميها من الفراق ..
:
:
أنفض اجتماعهم حول السفره في نفس الفندق الذي يقيم فيه ..
وقف متبادلا الاحاديث الجانبيه معهم ..
:
:
:
وقد استغرقه الغياب ساعتين ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::
كان في يده ملف واحد لاغير ..عدل من ميلة عقاله وه يقترب من جناحه ..كان الغداء قد ترك أمام الباب ..
:
:
فتح الباب مراقبا الهدوء في المكان ..دخل الغرفه كان السرير فارغا منها ..
أقترب أكثر متأملا لونا لفته على الوساده البيضاء ..كانت بقعه دم باهته ..
رفع حاجبه جزعا وهو يقترب كان العصير الذي تركه لها أنسكب باقيه على الكومدينو وسقطت قارورته الزجاجيه على الارض ..
:
:
أتجه الى دورة المياه مسرعا ..كانت وجهها مجفيا على الارض وقد أمتد جسدها بطريقه توضح بأنها فقت وعيها ..
:
:
وقد تغير لون ضمادتها الابيض فتشرب بلون داكن مفزع ..
أتجه اليها فزعا وهو ينزع غترته ..رفعها عن الارضيه البارده ..
كانت خفيفه للغايه و ومستسلمه لضعفها تخلو ملامح وجهها من أي شعور ..
أزاح شعرها عن وجهها ..أنتشرت الهالات حول محاجرها و أبيضت شفتيها ..
:
:
جسدها ساخن للغايه ..ويتصبب عرقا ..احاط خصرها بذراعه و رفعها بخفه يقف بها أمام المغسله ..فتح صنبور المياه البارده ..غسل وجهها ..وهو يناديها مصرا ..."سلطانه ...سلطانه ..."
:
:
لايبدوا بأن مايفعله يجدي نفعا ..وقد أبتل صدره ..أنحنى محاوطا فخذيها بذراعه الاخرى ..حملها الى السرير ..وضعها ببطء ..رتب المكان حولها لترتاح ..أتجه الى الهاتف الملحق بالغرفه وهو يراقبها جزعا ...طلبهم طبيب في أسرع وقت ..وبحكم مكانة المكان الاجتماعيه المرموقه واهمية نزلائه توفر طلبه سريعا حرصا على رضاه ..
:
:
جلب غطاء رأسها من الصاله ..ستر جسدها بغطاء السرير ..وغطى شعرها ..قبل ان يفتح الباب للطبيب ..
:
:
دخل ذاك متسائلا عما تشكي منه ..جاوبه بقل علم .."فاقدا وعيا ومسخنا وجرحا ينزف ..."
:
:
فحصها ذاك ..نبهه بأن ضغطها منخفض للغايه ..وهو ما ادى لفقدها وعيها ..وردجة حرارتها مرتفه أستأذنه لرؤية الجرح ...طلب منه بأدب مهنته .."ممكن توريني الجرح ..؟؟"
:
:
تنهد وهو يقترب منها ..رفعها الى صدره ..رفع رأسه الى الطبيه الذي ازاح نظره ..غطى باقي شعرها ..شدها الى صدره بحميه لم يفهمه وهو يبعد جيب قميها الذي تلوث بدمها ..
:
:
كان الجرح ملتهب فكما يبدو بأنه لم ينظف جيدا ..فسبب لها الحمى..
اتخذ الاجراءات اللازمه ..تركها بمحلول ملحي في يدها ليرفع ضغطها للمعدل الطبيعي ..
:
:
رافقه الى باب الجناح ..عاد ليراقبها لازالت تغط في نومها العميق المتعب الذي برره ذاك له بأنها الان نائمه وقد تجاوزت الاغماء ..
:
:
راقب بقعة الدم تلوث الوساده تحت رأسها ..تذكر منظر قميصها الملوث بالدماء ..أقترب منها ..أزاح غطاء رأسها ..رتب شعرها ....كانت فتحة قميصها كبيره وتسهل عليه ما هم بفعله ..هزلت يا ثلاب ..بعد كل هذا العمر تعتني بطفله ..ومتى نزعت ملابس احداهن من قبل ..
أخرج يديها من اكمام ملابسها ..عدل الغطاء وهو يهمس لها .."كان كملتي هدومتس الله يصلحتس...."
:
:
أدخل يديه تحت الغطاء و سحب ملبسها الى الاسفل ..خرج في يده بسهوله ..
:
:
رماه في دورة المياه ..راقب المحلول الذي يكاد ينقص ..عدل الغطاء فوقها خوفا من يكشف شيئا من جسدها ...
:
:
لقد فاتته صلاة العصر وهو يعتني بها ..صلى في نفس الغرفه ..
أنه مرهق للغايه فلم يأخذ كفايته من النوم ..نزع ثوبه وهو يستلقي بجانبها ..غفى وهو يراقب خصلات شعرها تتمرد على اطراف السرير ..
:
:
:
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
و كأن الروح أنسلت الى جسدها عائده بعد هيام متعب دام طويلا ..
:
:
كانت تشعر براحه غريبه بعد كل ماعانته ..الا انه جسدها مرهق كأنها بذلت مجودا طويلا وعضلات بطنها تؤلمها ..
:
:
أزعجها تقل في ظاهر كفها اليسار ..كانت أبرة المحلول ..رفعت رأسها اليه وقد شارف على الانتهاء ..
فتحت الضماده وسحبت الابره بألم وهي تعض على شفتيها..أعادت الضماده ..
أستقامت في جلوسها الا انها احست بخفه غريبه وهي تراقب غطاء شعرها الذي تميزه بأطرافه المشغوله بنعومه ..
رفعت الغطاء بسرعه تغطي صدرها ..لفته حول خصرها ..ألتفتت الى مكانه ..
كان يغط في نومه بطريقه غريبه .....و كأنه مستيقض وسيفتح عينيه بأى لحظه حتى في نومه مهيب و وقور ..
:
:
نظرت الى ساعتها كان قد تبقي عن المغرب نصف ساعه ..
كيف ستقف وهذه حالتها ..جرت الملاءة ...لم تستطيع كان يستلقي فوقها ..
:
:
سحبت طرحتها ..التاى كانت خفيفه للغايه وبالكاد ستسترها ..
لمحت طرف غترته الحمراء ..وقفت مبتعده خطوتين جرتها وهي تراقبه ..
غطت جسدها ..ولازالت عينيها عليه ..يبدو مستيقضا ..حتى أنه يرفع حاجبه الايسر وكأنه ينصت الى حديث أحدهم ..
تسللت الى حقيبتها ....كان صوت سحابها في كل هذا الهدوء مزعجا ..
سحبت اول فستان قابلها ..رفعت رأسها لتعود أدراجها ..كان يراقبها بصمت ارتجفت له اطرافها هلعا ..
:
:
أخذ نفسا عميقا وهو يرفع عينيه ..وقد هوى قلبه أسفل صدره ..و أشتعل جسده لمنظرها ..مهما كان وكابر انه رجل ..
وهذه حاجة كل رجل ..و هذه الحزينه جميله للغايه وملفته ..
:
:
سمع صوت باب الحمام يغلق بهدوء ..
أستقام جالسا وأخرج هاتفه طلب رقم ذاك ..
لم يلبث حتى رفعه ..
وبعد السلام و السؤال ..
أجابه ذاك بما توصل أليه .."أبشرك قدرت أحول اوراقها لتورنتو ..لقيت بيت هناك قريب من المستشفى و شارعين عن معهد عذبى ...حددوا موعد العمليه بعد أسبوع ..الطبيب اللي كان مفروض يمسك حالتها ماخذ اجازة لانه يتعالج كيماي الله يحمينا..لكن حولها على طبيب معو في نفس القسم أشتغل معو قبل كثير .."
:
:
همس ..."زين الله يجزيك عنا بالخير ..يعني البنت بترافقا عذبى ..كم يبا يجلسن فيذاك...؟؟"
:
:
أجابه ..."حول الثمان شهور ..ان شدت عذبى حيلا ..انا بعد احتمال أنقل تورنتو معهد لندن قفل ..مو أكيد لكن لزوم هالشهاده للترقيه ..."
:
:
رفع عينه للتي خرجت تجفف شعرها ..مرتديه فستان أسود ضيق يشف انحناءات جسدها بنقوش بيضاء وصفراء كلاسيكيه..
:
:
همس لأخيه ...."يجزاك بالخير يافياض ...أبطلع قطر بعد يومين ..أنت متا تبا تاخذ البنيوات ....؟؟"
:
:
رد ذاك وقد خطط قبلا ..."الاوراق اللي وصلتني امس جهزتا بأطلع للبنيا جواز سفر كلمت سند ..وبكره بالكثير طالع ..لزوم ارحلا لكندا بدري ترتاح قبل العمليه ..."
:
:
تأملها وهي تنحني على حقيبتها تبحث عن شيء ما ..."يعني عمتا ماتقدر تقابلا قبل تأخذا ..."
:
:
رفعت رأسها وقد فهمت حديثه ...فهي تستطيع فك شيفرات حديثه فأمها كانت تسهو بلهجتها احيانا ...فتشرح لها ماتقصد ..
:
:
فالمؤنث في لهجتهم مذكر ..و كاف الملكيه للأنثى لاينطق ..
الالف تضاف كثيرا الى نهاية الكلمات ..و شيفرات كثيره تفهم من سياق الحديث ..أشنوحتس ؟؟معناها مابك؟؟
لهجتهم غريبه الا انها جميله لا يفهمها سواهم ..حتى ان الفاظ التغزل بها كثيره ..
فلا يكاد احدهم يطلب طلبا من احدهم الا وقد سبقه بدعوه أو غزل ..
:
:
أغلق هاتفه ...لم يحدثها ..بل فضل تأملها صامتا ..كانت تمشط شعرها بهدوء وقد غابت عنه للتو لتحظر حقيبة كتفها من الصاله ..
وترها تأمله الغير مفسر ..بل وصمته المهيب لا يزيد اطرافها الا ارتجافا ..
انها خجله منه فكما يبدو عندما لمحت قميصها اثناء استحمامها وقد تلوث بدماء جرحها أنه هو من جردها من ملابسها ومن غيره ..
:
:
أخرجت كحلها ..وقف وهو يراقبها ترسم عينيها بأتقان وخفه ..
لحظتها تمنى لو أنه شاعرا بقلبا جزل فلا يفوت هذا الموقف الا وقد نظم بها معلقه ..
:
:
أخذت نفسا عميقا ثم حدثته ....ترددت متسائله..."أش صار على موضوع كادي ..؟؟"
:
:
كان يتأمل انحناء خصرها ..رفع رأسه اليها ..."الحمد لله ..بيتم قريب ان شاء الله ....."
:
:
:
غزت وجهها ملامح فجأة ..."متى طيب؟؟"
:
:
مسح وجهه بتعب ...وهو يتجه الى دورة المياه ..."بعد بكره انشاء الله ..."
:
:
دمعت عينيها لا اردايا ..حزنا على ابنة اخيها التي ستبتعد عنها ....."طيب مين بيروح معاها ...أنا ...؟؟"
:
:
أخذا نفسا طويلا ويبدو بأن حديثه سيطول ..."بتروح مع عذبى وخدامتا ..وفياض حولهم مو مقصر ...."
:
:
تلعثمت بحديثها وهي ترمش تمنع سقوط دموعها كي لاتفضحها ..."ثلاب انا ما اقدر أبعد عن كادي ..."
:
:
تلعثمت مجددا ..محاوله التبرير ..."كادي ماتقدر تعيش بدوني ولاترتاح لأحد غيري ..."
:
:
رفع أحد حاجبيه ..."أنتي تعرفين بأرتباطتس بي لازم تكونين بالصوره دوم ...شلون شيخ قبيله يراعي أمور قبيلته بدون مره ...."
:
:
أرتجفت يديها ...."و امك ...هاذي مو قبيلتي حتى وانا هالشكليات ماتهمني ماعمر قبيلتي ولا قبيلتك فادتني وقت حاجتي ...انا ماراح اترك كادي ..."
:
:
همس ....مخفيا حنقه .."أفهمي يابنت الناس كان بينا اتفاق ...تراعيني ..اراعيتس واراعي بنت اخوتس ..روحا معا مافي انا رجلتس وهذا أمري ..طاعتي واجبتس ..."
:
:
مسحت دموعها ..."بس ياثلاب ..."
:
:
رفع أحد حاجبيه مسكتا اياها ..."طلابه ..يابنت طلال ..."
:
:
كان يعني بكلمته ان توقف الحديث ...أكملت مصره ..."أنا ابي اكون بجنب كادي ثلاب انت افهمني ...أنا من البدايه وكل هالارتباط ضد رغبتي .... و واضح انه ضد رغبتك بعد "
:
:
شدد على قبضة يديه ...." انا مايغصبني الا موتي يا سلطانه ....انا ماغلطت عليتس ليه الغلط ..."
:
:
رفعت حاجبيها بأستغراب ..."بس انا ماغلطت عليك قلت اننا مغصوبين ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ولا زالت ملامح حنقه تعلو محياه ..."طلابه ياسطانه ..."
:
:
أقتربت منه ..."لا ياثلاب ابي اتكلم لازم نوضح كل مواقفنا من بعض ...احنا خلاص ارتبطنا ببعض ...مر يومين وانت متجاهلني معليش عايدي ...كل هالارتباط غريب علينا وضد راغباتنا وحنا اغراب ..بس نتقرب نتكلم نفهم بعض ..وواضح انه ما اهمك ليه ماتخليني اروح مع بنت اخوي ..."
:
:
همس حانقا بين اسنانه ..."سلطانه ان قلت لتس قبل عن حاجتي ورغبتي ..."
:
:
أقتربت من السرير غاضبه فهي بالكاد تفهمه ...رفعت الاغطيه بعنف ..والوسادات الزائده ..همت بالاستلقاء ..."هاذي رغبتك هاذي حاجتك ...خذها اطلبها ..هذا اللي تبيه ..أنا مو فاهمتك انت نافر مني ومانعني من بنت اخوي مافي سبب يبقيني عندك ...."
:
:
كان يراقبها بصمت وقد اشتعل منها غضبا ...ليست سهله ابدا ..
اضطرب صدرها ..وهي تراقبه لاهثه من مجودها ...هزت رأسها بالايجاب ..."هاذي رغبتك ..."قالتها وهي تسدل كم فستانها ..
:
:
مد يده اليها ...جرها بقوه مخرجها من السرير ..تألمت لفعله وهي تقف أمامه ..."هالشئ أخر همي ....انا شيخ قبيله افهميني قبيله ..قبيلتي من العراق للأردن ..لازم يكون ظهري مره ...فهمتيا للحين ..أمي ..أمي مو مرتي ...شما الله يرحما كانت قايما بالواجب ولا قالت قبيلتي ولا قبيلتك ..شافت اللي تسويه مساعدا لخلق الله ..."
:
:
أنهمرت دموعها ..."ثلاب الله يخليك ..اعفيني ..انا كل همي بنت اخوي ...شما الله يرحمها كانت هاذي شخصيتها انا ما اقدر ...والله ما اعرف ..انا حتى اقارب ماعندي ماعرف أي من اللي تطلبه ويطلبونه مني ...صدقني حتى لو بذلت كل جهدي بقصر "
:
:
هز رأسه لها بالنفي مصرا ...."بتتعلمين ....وعساني اراعيتس عدتي اللي عدتيه ...لابغيتتس جيتس وانتي طيبه ..سامعه ..."
:
:
خجلت حقا لتصرفها الا انه فعله مادفعها لهذا ..مسحت دموعها وهي تراقبه يبتعد عنها ...ألتفت اليها فجأه ...محذرها ..."سلطانه ماحد مننا مغصوب سامعا ....لكن انا أجهلتس استحمليني ...ماراح اخذ عليتس بدري...أستحمليني ...."
:
:
هزت رأسها بالايجاب وهي ترتب هندامها ..تأملها للحظه .."تبين تشوفينا قبل تسافر ....؟؟"
:
:
أخذت نفسا عميقا ..وهي تمسح دموعها .."الله يخليك ..."
:
:
مسح وجهه بكفه بتعب ..."أحاول اخلص بدري اليوم ..."
:
:
كان احتكاكها به متعبا ولا يتنبأ أبدا بردة فعله فيبدوا بأنه معتزا بنفسه للغايه فلا يرضى لأحدهم بتأويل تصرفه او الحديث بشعوره ..
صلت مافتها من فروض ..جلست في الصاله ..
كانت هناك قهوه عربيه لم تقومها على الطاولة..تناولت قطعه من الشوكولاته معها ..
ويبدوا بأنه أطال الغياب في الغرفه ..خرج مرتديا ثوبا أسود وغتره بيضاء ويحمل في يده أيباد وملف رمادي ..
:
:
العقال وميلته به عزة وهيبه غريبه ..جلس بجانبها فغرقت برائحة عودته القويه ..
رفع هاتفه الذي لايفارق يده ..كان يحدث أحدهم ويتأمل قربها منه ..
من باب أدبها مدته بفنجال قهوه ...همس لها "تسلمين ..."
:
:
أبتسم للحظه وهو ينصت للطرف الآخر .."كبرنا على هالكلام يا ابو رغد ..مرتي يمي بس..."
:
:
أنصت للحظه رد بجديه .."الله يبارك بك ويرحما ويرحم موتى المسلمين ...."
:
:
لقد ذكرها بأريحيه أمام من يحدثه ولم يستصعب وفاة شما القريبه ..
لم يجعل منها سرا يعلنه لاحقا ..انها حقا تائهه ..تصرفاته تناقض اقواله ..
:
:
يطالبها حقوقا تعجز عن تلبيتها لصعوبتها وهو بالكاد يدثها ..وما قصده ذاك اليوم عندما قال لي أنه يأخذ مايريده برضاي ..أكان ياترى يقصد ماحصل مع نايف ..؟؟
:
:
قطع تفكيرها السارح بصوته الرجولي الفخم ..."أن شاء الله اليوم الليل الساعه 1 طيارتنا نرد سكاكا ...زهبي عمرتس ..."قالها وهو يقف متجها الى الباب ..
:
:
أبتسمت له وهي تهمس "شكرا .."
:
:
لم يلقي لها بالا وهو يختفي خارجما من المكان هذه نقطه تحتسب له وفي صفه ..لقد أرضى مطالبها ولبى رغبتها في رؤية أبنة اخيها على الرغم من ذكر اهمية ذهابه الى قطر كثيرا في محادثاته التي لا تتوقف ..
:
:
:
انها في مزاج يسمح لها بالاكل ...وجائعه للغايه ..
:
لم يلبث ماطلبته حتى وصل سريعا .... عند رؤيتها الطعام تذكرت كم لبثت بدون أكل كم هي حمقاء عندما يتعكر مزاجها تفقد القدرة على استقبال أي شيء ...
:
:
ومن بعدها
حزمت حقيبتها المتواضعه ..جلست في الغرفه بعد أن صلت العشاء ..
وهي تتأمل المكان حولها واغراضه الكثير التي تزحم الغرفه بطابع رجولته ..
أ تحزمها له ...؟؟وما أدراها بما يرضيه .....لا لتحزمها امتنانا لقبوله الذهاب لرؤية كادي ...لأعتبرها مبادرة مصالحه مني .....لكنني لم أغلط ماهذا الظلم ...
لا سلطانه لتحوري هذه العلاقه لصالحك من الواضح انك ستعلقين معه عمرا ..افعلي تماما مافعلته مع نايف ..وقد كان اسوأ رجل ممكن ان ترتبط به امرأه شكاك وانهزامي ولم تبخلي عليه بحقوقه ...
لاتكوني هكذا ..
:
:
:
:
وصلت هاتفها المتواضع الذي فرغت بطاريته منذ ان اتت من المدينه بالشاحن..
ومن ثم همت بترتيب اغراضه ..
رتبت اوراقه التي ابقاها أسفل الطاوله ..وضعتها في ملف فارغ بجانبها..
رتبت ملابسه في حقيبة سوداء فارغه نسبيا تركها داخل الخزانه ..
كان هناك ملف ورقي ..سقط منها فأنتثرت أوراقه أعادت ترتيبها مسرعه ألا أن هناك ورقه لفتتها ..
كانت هويته ...مكان الولاده عمان ..ولد في الاردن كما يبدو مواليد 1970 ميلادي ..
شدها تاريخ ميلاده ..أنها يكبرها بـسبعة عشر سنه ..
هذا رقم كبير جدا عليها ..يصعب عليها أستيعابه فالفرق بينها وبين نايف كان سنتين فقط وكان يحدث صدى كبيرا في التفاهم بينهما ...تسعة عشر سنه ..الطف بي ياربي ..
وكيف سأقفز كل هذه السنوات لأتفاهم معه ..وموقف واحد عارض بين لي كم هو هجومي وصعب المراس..
و كيف سيتفهمني وكل هذه السنين تقف حائلا بيننا ..
أن كان أكبر أبناءه كما عرفت من شما أنا أكبر منه بسنه واحده فقط ..مما يعني بأنه رزق بخلفته وهو بالعشرين ...رباه أنه بدوي تقليدي للغايه ..
:
:
أعادت ترتيب الملف ..وبقية أغراضه وهي تفكر بوضعهما الغريب ..
في زواج تقليدي سيكون هذا الوضع وفرق العمر صعبا للغايه الا في حالة رضا أهل الفتاه ..
لكن وضعهما أستثنائي أليس كذلك..؟؟"
:
:
بعدما انهت ترتيبها ..توجهت الى الواجهه الزجاجيه الضخمه ..راقبت حركة الطواف حول الكعبه ..
هذا ظلم حقا ..بعد اربعه سنوات اعود لمكه ..وبي شوق كبير لها ..و اراقبها من هنا عاجزه ..
:
:
هل أطلب منه النزول ..؟؟سأطلب وعسى الا يزعجه هذا .
:
سمعت صوت الباب يفتح ..أتجهت أليه ..
دخل وهو منشغل في شاشة هاتفه ..
رفع عينيه كانت تقف أمامه تنكش أحد اظفارها ..وقد جمعت كفيها تفرغ توترها ووقوفها أمامه ..
وضع الايباد و الاوراق والملف على الطاوله بجانبه ..
همس لها .."لزوم ننزل لجده اللحين ..على مانوصل المطار ..."
:
:
هزت رأسها له بالايجاب ..دخل الغرفه لحقته ..راقب اغراضه المرتبه في منتصف الغرفه ...ألتفت كانت تقف خلفه ...
رفعت خصلاتها عن محياها بأطراف أناملها ..لها شعر أسود ثقيل و بتموجات أقرب الى ان يكون غجريا ..
:
:
أبتسمت له وهي تعض طرف شفتها السفليه خوفا من رده ..."ثلاب معليش انزل الحرم شويا ..."
:
:
تأملها صامتها وهو يهز رأسه بالايجاب ..أبتسمت وهي تتجه الى عبائتها ..."شكرا ..."
:
:
جلس على احد الكراسي في الغرفه ..و لازالت عينيه معلقه بشاشة هاتفه ...
بعدما انهت لبس عبائتها ..أمسكت نقابها في يدها ...سألته متردده ..."تنزل معاي ....؟؟"
:
:
رفع عينيه لها ..تأمل طولها الذي تفضحه عبائتها ..هز رأسه بالنفي ..."لاء مانيب بس انتبهي لعمرتس ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."أنشاء الله ..قالتها وهي تتجه الى الباب ...كيف ستستدل طريق الخروج ...أخذت بطاقه أحتياطيه للغرفه وضعت في جراب بجانب الباب ..
وضعتها في حقيبتها وهي تنظر خلفها ..سمعت صوته محدثا أحدهم ويبدوا أن في الموضوع رحله قريبه الى العراق ..
:
:
فتحت الباب ..راقبت الممر الضخم الواسع بفخامته الكلاسيكيه يعم السكون على اجواءه ..
:
:
مشت حتى اختفى باب الجناح عن نظرها ..وصلت الى صف المصاعد ...طلبت احدهم والذي بجانبه ..وقفت بينهما ..العراق ..ومن يفكر في الذهاب للعراق في ظل الاجواء التي تسودها ..
لكن صديقتي العراقيه قالت لي بأن الوضع أصبح مطمئن نسبيا هناك ..
فُتح المصعد فدلفت اليه ....وماخصني انا ان شاء الله يذهب الى كابل ...
لكن يبدو بأنه مشغول للغايه ..انه بالكاد ينام ..مالذي يفعله ..
وماهذه الارقام والمخططات الممله التي يحدق اليها طوال الوقت ..
وصلت الى البهو بعد رحله طويله في المصعد لضخامة المكان ..وحتى تاهت لتستدل طريقها مره اخرى ..
:
:
تاهت ايضا في البهو الضم لتستدل على البوابات التي تطل على ساحات الحرم ....
لم يلزمها سوى خطوات لتكون داخل الحرم ..وكم تعشق الحرم فأيام حياة ابيها وعبد الرحمن لم تقطعه وحفظته عن ظهر قلب ..
أرتجف قلبها عن دخولها صحن الحرم وقد بدت لها الكعبه سوداء كبيره ولامعه ..دمعت عينيها وهي تبتسم لها ..
تمنت لو بأمكانها الطواف لو لم يستعجلها ذاك ..
صلت في مكانها بالقرب منها ..ومن ثم دعت ربها كثيرا ان يسهل عليها امور حياتها الجديده ويسخر عباده لكادي فلا يضرها احدهم و يتم علاجها على خير ان شاء الله ..
:
:
:
شربت من برادات المياه المصفوفه قريبا من مكان خروجها من ماء زمزم ...أخذت نفسا عميقا وهي تعود أدراجها ..
:
:
وتاهت مجددا للوصول الى غرفتها الى انها لمحته في البهو ..يرفع هاتفه وهو يراقب المكان بعينا صقر ..رن هاتفها ولازالت تراقبه سارحه بطول هامته وتميز هندامه ..
..
ألتفتت الى ماكن الرنين وهي تقترب منه ....لم يحدثها فقط اشار لها بعينيه لتتبعه ..
تبعته كانت قريبه منه للغايه التصقت في كتفه وهي تبتعد عن الداخلين ..فتح لها باب السياره التي أتت بها من المدينه ركبت خلف السائق ..
بعدها بوهلة ركب هو ...أخرج حاسبه المحمول وهو يأمر السائق ..."خذ لنا قهوه يا حامد ..."
:
:
همس ذاك له ..."تامر ..."
:
:
لا يطيق ان يعيش دقيقه فارغا...وزع نظراته بين هاتفه و حاسبه ..
رفع هاتفه ليحدث أحدهم ...كانت نبرته مخيفه ..راقبته بجزع وهو يهدد عن غلط ما لاحظه في ماتعرضه شاشة حاسبه ..
:
:
توقف ذاك ..صامتا لم يترجل من السياره وهو ينتظر ذاك ينيه محادثته الناريه ...تغيرت ملامح في لحظه وهو يلتفت اليها ...وتغيرت نبرة صوته ...وهو يشير على لوحة المقهى بعنيه .."تبين شيء ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..طلب من سائقه ..."أثنين مثل دايم ياحامد ..."
:
:
ثم عاد الى محادثه أخر مانطق به ابتسمت له فهي تحفظ هذه الدعوه ...يبدو بأنه غاضبا للغايه ..."أقهرك بالله عساني ما القاك لا اسطرك..يالارفل...أنهج"
اسطرك=انهال عليك ضربا
..يالارفل=كسول
:
صمت للحظه .."زاد أشنوحك؟؟"= اذا ما بالك ؟؟
:
:
انهى حديثه ..."طلابه ..أنهج ..أنهج ..عساني اعزيبك ..؟؟"=يكفي اذهب عسى ان احضر عزاك قريبا
:
أغلق هاتفه وهو يرميه بجانبه بغضب..
:
:
..ألتفت لهمس ضحكتها المكتومه ..
أبتسم لها ..يبدو بأنها فهمته ...اعاد نظره لشاشة حاسبه ..
ناوله سائقه الذي ركب للتو بطلبه ..
أصر عليها وهو يمدها بكوب بعلامة المقهى المعروفه ..أخذتها منه على استحياء .. فهي لاتشرب سوى القهوه العربيه..وهل من ذاق القهوه العربيه ..يرضى بغيرها ..لله درها عشق البدوي و خليلة مزاجه ..
:
:
:
شربت رشفه منها ..أعجبتها كانت مره وقويه ..
أنهتها دون شعور وهي تتأمل انعاكسه وضوء حاسبه على زجاج نافذتها ..
:
:
بعد وصولهم للمطار لم يلبثون طويلا حتى استقلوا رحلتهم ..
لم تكن مزدحمه ..حينها فقط سمح ذاك لنفسه بالاسترخاء من التدقيق في شاشة حاسبه ..وأخرج ملف اوراق ..انغمس في مراجعته ..
ما أستغربته ولاحظته هذه اليومان منه ..يجيد التحدث بلغتين ..يتقن عمله الxxxxي والتجاري للغايه ..كيف يكون كل هذا في شيخ قبيله بدويه ..المفترض ان يكون كل همه نزاعات قبيلته وتكثير النسل ومنقيات حمر النعم ..
:
:
:
الا انه يسعى بطريقه غريبه على اثبات نفسه كرجل اعمال بعيدا عن مرتبته القبليه ..
:
:
تشعر براحه غريبه وهي متججه لرؤية كادي ..فبعد ماصدمها به بأنها لن ترافقها ..يبدو اللقاء هذا نعيما حتى وان كان الوقت فيه شحيحا ..
:
:
ألتفتت اليه ..كان يدلك محاجر عينيه بتعب ..ليس جميلا ابدا الا انه وسيم برجوليه فاتنه للغايه ..وكل هذه السيطره والهيبه التي يفرضها ..
وجوده يحشر المكان دوما ..من الموقف القليله التي جمعتها به ..كان اجمع من يمر بهم يلتفتون اليه ..
حضوره طاغي ومترف وبدوي وشمالي حتى السكره ..
:
:
لم تتذكر أنها في يوم احتكت برجل مثله ..
:
:
داهم النوم مقلتيها وهي تراقبه ..السؤال الجديد الذي داهم حياتها ........الشيخ ثلاب؟؟
:
:
:
الجزء الحادي عشر ..
:
:
"ملاذ أحدهم.."
:
:
:
:
صباح ذاك اليوم ..كانت الشمس مشرقه والجو صحو ..
أصرت عذبى لمرافقتها الى غرفة عمتها الجديده ...
كانت الغرفه فخمه وضخمه كما يتوقع ..
فلا يليق بهذا القصر غرفه متواضعه أبدا ..
فتحت لها خزانه جداريه ضخمه .
والحماس يغطي محياها ....وكمن كشف ستار عن منحوته فاتنه او عن لوحة مكتمله ..."تنااااااا ....اش رايتس ..."
:
:
تألمت الخزانه الغارقه بقطع الملابس ....أستغربت ..."أش ذا ...؟؟"
:
:
أبتسمت لها ..."هدية زواج سلطانه مني ومنتس ...أشركتس معي بالجريمه اللذيذه..."
:
:
أبتسمت لها على مضض ...."حلو ..الله يسعدك ..."أفضت بما يقلقها ..."عمه سلطانه وحشتني يارب انها طيبه ..."
:
:
أبتسمت لها ,,,"أكيد طيبه يابعدي حيي ..بعدها عروس ..بوه عروس ماهي طيبه ياكفا البلا ..."
:
:
أكملت وهي تقطع شوطا للتسريحه ..."اصبري بعدا الجريمه ماقضت ...راعي .."
قالتها وهي تشير على المكياج والعطور المصفوفه على التسريحه ..
:
:
أبتسمت كادي فهي تعرف عمتها جيدا رسميه و كل هذا لايهمها ...بالرغم ان ذوقها جميل ولديها امكانيه لفعل أي شيء فهي من كانت تتكفل بزينة بنات الجيران في المناسبات ..
الا ان الحياه اثنتها عن الاهتمام بكل هذا ..
أكملت عذبى بحماس ..."وعمتي شرت لا ذهب أطقمن غاااليه تفتح النفس ...هاذي هدايانا مابعد جت هدايا ثلاب ..ممكن فلا ممكن سيارتين ممكن عماره ممكن منقيه ممكن فرس ماتدرين ...؟؟"
:
:
غضنت جبينها بأستغراب ..."وعمه سلطانه اش تبغا بمنقيه ..."
:
:
أبتسمت لها ..."ياحليلتس والله متواضعه ...وللحين ماجت هدايا القبيله ..وفي اغلى من حمر النعم على قلب البدوي يهديا لمرتو ...الناقه الوحده بخمس ملايين ..."
:
:
غضنت جبينها بغضب ..."خمسه ملايين وهي حيوان اخرس والضعوف يموتوا في كل مكان ..."
:
:
لم تتمالك نفسها من الضحك ..."لا احد يسمعتس ...الافكار هنا يا كادي غير عن الحجاز ..حتى وان كنتوا بدو بس هنا غير ..بدواتهم عزتهم ..كرمهم و نياقهم و قصايدهم وشبة النار مبلغ احلامهم ..ناس طيبه وبسيطه و اهل فزعه وهم صاحبو همو مستعد يضحي بروحو و لا يشوف بصاحبو ضيم..."
:
:
:
أبتسمت لها كادي ..."ياروحي ندري الشمال ارض حاتم الطائي ..وكرمهم مضرب مثل ..لكن انا ما اتكلم عنهم بس اتكلم عن الكل من ملاك الابل ...الاسعار اللي يحطونها مبالغ فيها .."
:
:
:
أخذت نفسا عميقا ..وهي تتجه للخروج من الغرفه ..."وانتي اش عليتس منهم ....يسومونا باللي يريحهم ...تعالي خلينا نتقهوى ونفل حجاجنا..."
:
:
حذرتها كادي..."عذبى اوكي جدتي شماليه بس ما افهم كل حكيك .."
:
:
ضحكت وهي تشير على مكان يبدوا بأنه الجزء الداخلي من واجهة المنزل النافره الزجاجيه ..حيث ان سقفها مائل وزجاجي بالكامل ..
"تعالي نجلس نتشمس فيذا لا طلعنا نتشمس برى بنموت من البرد..."
:
:
حركت عجلات كرسيها حتى المكان الذي دلتها عليه ..كان هاديا ومنعزلا ..
ويوفر خصوصيه بأريكه كلاسيكيه وطاولة زجاجيه ونبته عملاقه في الركن ...كان هناك جدار يقطع أمتداد السقف الزجاجي وبه باب يكاد يرى لانه مغطى بنفس ورق الجدران المشجر ..
مقبضه الذهبى فقط ما يميزه ..
لم تشأ ان تسأل رغم انه اثار فضولها فخلف اصغر الابواب تخلد اعظم الاسرار منتظره من يقضها ..
بحكم نزاهتها لو فُتح هذا الباب سيكون الماكن زجاجي بالكامل ..لان أسفل هذا المكان في الصالون جدرين مائله تلتقي في واجهه وكلها زجاجيه بالكامل حتى السقف ..
:
:
:
مدتها عذبى بفنجال قهوه قد وضعتها الخادمه للتو على الطاوله ..
أخذته منها مبتسمه وهي ترتب مقدمه شعرها الكثيف ,,عدلت من فرد شالها الحريري الابيض على فتحه صدرها الكبيره ..
أبتسمت وهي تراقبها تمارس جمالها ..كانت رنات بناجرها الرقيقه المصفوفه حول معصمها خافته وملفته ..
:
:
:
"عمري ماتوقعت بوه بدويا ذا شكلا ولونا .."
:
:
أبتسمت لها وهي تخرج كتابها من جراب كرسيها المتحرك ..."عرق شانديقار طغى على عرق البداوه ...."
:
:
أنها جميله وهادئه للغايه وبعقل راجح ومتزن ...
لاتحبذ كثرة الكلام وتفسير المظاهر ..تعشق الغرق في كتبها ..ورسم الزخارف حول كلماتها المفضله..
:
:
:
فتحت هيا بدورها هاتفها تقلب في رسائل ايميلها الاخيره من المعهد التي تنوي الدراسه به ..
:
:
أوقفت تلك القراءه وهي تتأمل السقف الزجاجي ..
همست بتساؤل ..."عذبى ..؟؟"
:
:
رفعت رأسها ..."ياروحها ..."
:
أبتسمت لها ..."تسلمي لي روحك ..."أكملت تغرق في تساؤلها ..."أمس الحرمه اللي جات افطرت عند ام ثلاب قالت لها وهي تعزيها في عمة شما الله يرحمها عقبال ما نعزيك في الغالين و ام ثلاب قالت امين وقعدت تدعي ...أستغربت ممكن اختلاف لهجات بس مو لهدرجه ..."
:
:
أبتسمت تلك لها ..."لايسمعتس احد تنادينا ام ثلاب أسما ام عياد ...والقصه طويلا يبي لى جلسا .."
:
:
أبتسمت لها ..."مو جالسين اهوه ..."
:
:
راقبت تلك المكان حولها ....وادلت بدولها ..."حبيبتي الشيخ معتاد كان عندو خمس أولاد عياد وكساب و ظافر وثلاب وفياض ..اخواتو متزوجات شيوخ من العراق واخوات عمتي ام عياد متزوجات شيوخ من الاردن ...يعني العلاقات وطيده ...بيوم كان عمر عياد 24 وكساب 23 وظافر 21 ..و ثلاب 19 و فياض 12 ...يعني قبل خمس وعشرين سنه ...راحو الثلاث الكبار يعيدون عند ولد عمتهم صاري و ثلاب و فياض راحو مع امهم الاردن ...صاري تزوج بنت عمة ولد عشيرة ثانيه من قبيلته ...و الولد ذا اسمه علي وهو وحيد ابوه وابوه وحيد جده ..والشيخه اكيد له ..لكن صارت عداوه بينه وبين صاري بعد ما اخذ بنت عمته اللي يحبها وصار بينهم اشتباك على ارض ومن هالكلام وهم اصلا اعداء...وبس بيوم ا كانوا في رحلة قنص ..وهم يصلون المغرب يوم عرفه عام 1410 فرغ فيهم علي مشط رشاش ..وماتوا كلهم من لحظتها ...و قب الثار بينهم ..الدنيا قامت ماقعدت قتل ثلاث شيوخ من قبيله سعوديه ..لكن وضعو كان في صالحو لو قاموا عليه القصاص عشيرتو بينتهي فيا مشيخة ابوا وجدا و اجدادهم قبل ....و قالوا ماناخذ ثارنا الا لا خلف علي ولد ..حينها يانتنازل يا ديه يا قصاص ..و شهدوا بالهكلام كل شيوخ القبايل المتصله ببعض من العراق لشمال السعوديه للأردن ...ومن حسرة الشيخ معتاد زوج ثلاب من حينها وقاله خلف لي شيوخ ..ومدت السنين و علي ماخلف ولد و ابتدأت حرب الخليج وبرد الثار ..لكن الوحيده اللي مانسيتو و عيت تاخذ عزى في عيالها هي عمتي ام عياد ..ومو هذا اكثر واحد السالفه تاكل وتشرب معاه واللحين هي بيدو هو جسار ..ولد ثلاب الكبير لان جدته زرعت انقاما وحقدا في صدرو ....ثلاب للأن ماتكلم في الموضوع واحترم كلمة ابوا انو لوقت خلفة علي بولد ينوخذ القرار ..لكن جسار متأبط لهم الشر على قولتهم ..بس لو عفى ابوا وتنازل ماله أي رأي او كلمه ...رغم ان ابوا وجدتو دوم ياخذون بكلمتو ...وبيني وبينتس جسار هذا احسن قرار كان بعدو للرياض بدوي جلف شري ان ولعها ماحد يطفيها تماما نفس عمو عياد وعمو كساب الله يرحمهم لانو تربية جدتو ..والكل يقول جسار تنازل عن الشيخه لكن لا ابوا هو اللي نفاه منها ...لانه يعرف ولدو لو مسكا لا هو متفهم ولا هو راحم ...واللحين تروه استفهام لكل القبيله ولا احد يدري عنو شيء لكن شما الله يرحما زوجتو ومحد يدري سواها وابوا وجدتوا وانا دريت عارض وقالت شما يمكن ينشغل ببيتو ودراستو عن حقدو و اللي بقلبو ..واللحين عندو بنت عمرا 3 سنين ولا احد يدري عنو ولا يتواصل معو الا جدتو وابوا ....وترى ابوا هو عشقو ونقطة ضعفو ..لكن ليه نفاه هاذي قصه محد يدري عنا ..."
:
:
:
نظرت حولها ومن ثم أقتربت منها ..."أقولا لتس صريحه ...جسار حاول يقتل علي ...وهذا اللي قهر ثلاب ..وماقدر يسوي بوه شيء لانو بكرو الا انو حرمو من اجتماعات القبيله ومن الشيخه ...وقصص هالبيت كثيره وتخوف لا تتعمقين فيها ..."
:
:
:
أتسعت حدقتيها بمفاجأة مما سمعته وكأنه قصة مسلسل بدوي قديم ..يعرض بملحميه على القناة الاولى بعد كل صلاة مغرب ..
وكأنها قصة حرب قديمه شبت بين قبائل الجزيره العربيه ايام الجاهلية الاولى ..وكأنها حروب ماقبل توحيد المملكه ..
الحروب البارده الانتقاميه التي لاتمثل سوى حكمة أطرافها المتصارعين ...
غضنت جبينها ...."طيب وكيف ثلاب دري انه جسار سوى كذا ؟؟..وعلي ماصار له شيء..؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."علمي علمتس لكن ثلاب ما تنقال كلمه وسط قبيلتو ولا يجد جديد الا وهو عندو قبل أهل الشأن ...لكن جسار وقتا كان حاقد انو الموضوع أنسى و جدتو كل يوم تعيش بحرقتا و حب ينهي الموضوع .."
:
:
:
رفعت أحد حاجبيها مستغربه ...."كيف يجيه قلب ينهي حياة انسان مهما كان اللي سواه ..."
:
:
هزت كتفيها بعدم درايه ..."تربية جدتو ..."
:
:
لازالت لم تقتنع ..."طيب وليه ماحد يدري انه تزوج واستقر ...؟؟"
:
:
أبتسمت لها ..."ياعمري هالولد كلو أستفهام للقبيله والبعض عمرو ماشاف خلقتو ...وان درو بيسألون ليه زوجوا ابوا بدون حفل وهو شيخ وش ناقصوا ...؟؟أشنوحو...؟؟و ينبشون ..وتطلع سواتو ...وقبل كثير جسار وقفاتو مع قبيلتو بها شر ...وما يسعى للصلح مثل ابوا واخو عياد .."
:
:
:
غضنت جبينها ولازالت حتى الأن حقا لم تفهم أو تستوعب مايقال ..."طيب عمتي شما طول هالمده كانت تقول عنه حنين وطيب ومافي منه ..."
:
:
أبتسمت لها وللذكرى ..."شما لايمكن بيوم تمس ثلاب او او اولادو بهرجه شينه ...وشما هذا اللي تشوفا في جسار ..وجسار شما جنتو يعشقها تسنها امو ..."
:
:
هزت كتفيها بأستغراب ..."طيب وبنته مو معقوله مايجيبها لأهله أو يخليها في الصورة ..."
:
:
رفعت حاجبيها ..."دوم يتعذرون بصعوبة دراستو ..لكن صحيح بنتو ماحد يعرفا ولا شافا بيوم غير ثلاب ..وجسار تسنو نافر عن هالبيت مايجي يمنا دوم ..لكن بعزا شما جا يوم واحد بس ونهج ..."
:
:
مسحت وجهها بكفها ..."والله شيء غريب ويحير وترى جسار مظلوم ..وبنته مظلومه وزوجته كمان مظلومه ..."
:
:
أبتسمت عذبى بشماته ..."أحيان اللي يزرعونا اهلنا بقلوبنا يعذبنا ..لو جسار تربى مثلو مثل اخوانو وش نقصوا ؟؟..."
:
:
نظرت كادي لفنجال قهوتها الفارغ ..."أهلنا ضنوا أنهم يحمونا بأفكارهم ..لكن بعض افكار اهلنا جميله وتربطنا فيهم لازم نحافظ عليها ..لكن الانتقام في قلب جسار على اعمام ماعرفهم ...ما هو الا امتداد لأنتقام جدته ...صح؟؟"
:
:
أخذت عذبى نفسا عميقا وهي سعيده بوجود أحدهم لتناقشه أخيرا بهذا المنزل ...فهي احيانا لاترى فياض في السنه سوى ثلاث مرات وهذا شيء لا يعقل ولا يصدق ...لايهم فهو أسم ارتبطت به و كان ..
"صحيح ياكادي كلامتس ..جسار مظلوم وهذا اللي شافتوا شما وثلاب ما ابعدوا عن جدتو من هين ...."
:
:
أبتسمت بفضول ..."ودي اشوف مرتو ...هو وسيم ماشاء الله ويعطي اكبر من عمرو دايم ...شما خطبتا لو من مستشفى كانت تراجع فيا بالرياض ..وهذا اللي اعرفوا ...لكنهم متكتمين على الموضوع لو بسأل بيسفوهنن اكيد ..."
:
:
:
ضحكت كادي ..."وانتي مالك ومالها عسى ربي يكون في عونها وتخرج الحقد من قلبه ..."
:
:
تثاءبت عذبى بكسل ..."دستور يابعد حيي النوم وكبس ..."
:
:
راقبتها تقف مبتسمه ..."معذوره ياعمري انتي روحي ارتاحي ...أنا بأجلس هنا شويا أتقهوى وبعدين أروح أكمل نومي ..."
:
:
ربتت على كتفها وهي تتجاوزها ..."خذي راحتس ياعمري البيت مابوه ولا رجل ..اصلا محد يطب فيذا الا فياض وثلاب وكلهم هاجين ...وان كانوا في .... مرو من بعيد وهالمكان مايكشف أحد ..."
:
:
:
أبتسمت لها ..."بس بجد المكان هنا هاديء وجميل وانا طفشت من الغرفه وأثاثها الضخم ...هنا بسيط مرا ..."
:
:
أبتسمت لها بصدق ..."والله مبسوطه انتس بتروحين معاي تورنتو ...بنعيش ايام جميله هناك ان شاء الله ..."
:
:
حزنت ملامح تلك ...."يصعب على أترك عمتي ..وللأن مو عارفه اتواصل معاها عشان اعرف رأيها ..."
:
:
أبتسمت عذبى لها تؤازرها ..."ان شاء الله تقابلينها قريب وطول ماهي اسمها ارتبط بثلاب لايمكن تقدر تفراقه يوم ..وضعها ومكانها في المجتمع تغير بيوم وليله ..."
:
:
أكملت ضاحكه تغير سير الحديث ..."عاد ياني توصيت باللي شريتوا لها ..,,,مرة شيييخ ..وهي ماشاء الله طولها وجيدها يلبق عليه أي شيء .."
:
:
غضنت كادي جبينها تتذكر ..."دحين فهمت ليش كنتي تقيسي جزمتها ..وكنزتها ...ياعذبى يامصيبه ..وبعدين كيف قضيتي كل هدا في الوقت الموجز دا ..."
:
:
ضحكت ..."شفتي كيف اجيبا وهي طايرا ياعين ابوي اللحين التاجرات ماخلو شيء صعب وانا عذبى مرة الشيخ فياض مافي شيء يصعب علي ..."
:
:
كانت ستهم بالرحيل الا انها عادت ..."حجازيتتس مو مثل حجازية سلطانه انتي تاكلين الذا والثاء ..بدويا ايه لكن بعض كلامتس غريب ..."
:
:
رفعت كادي حاجبها بأعتزاز ...مردده جمله سكان مكه الاصليين في تأكيد أنتماءهم لشعابها ..."مكه حقنا ..."
:
:
ضحكت عذبى لجمال لهجتها ..."يابعدي حيي يامكه واهلا وطاريا وكل ربعا ..."
:
:
راقبت عذبى تغيب عنها متجهه الى غرفتها ..سكبت لها فنجال قهوه ..أعادت نظرها الى كتابها وهي ترتشف من قهوتها بهدوء ..تعبت عينيها من كثرة المطالعه ..رفعتها ليلفتها لمعان معدني متأثرا بأنعكاس اشعة الشمس ..
حركت كرسيها مقتربه لم يبين لها بعد ماهو ..كان يبدي من أسفل فراغات اناء النبته الجصي العملاق ..
:
:
:
أقتربت اكثر ..عدلت وضعها في كرسيها وهي تعطي مسند يديها ظهرها ثبتت عجلاته ..وأنحنت لتلقطه بصعوبه ...
كان مفتاحا ذهبيا مهجور هنا كما يبدو ..شكله كلاسيكي وبسيط لايبدو كبقية مفاتيح الابواب في الطابق ..
:
:
كانت بأقترابها قد التصقت رجليها بالباب أمامها ..قلبت المفتاح في يدها وهي تتأمل مقبض الباب ..سيرها فضولها ..وبالفعل كان مفتاح الباب الخفي الذي أمامها ..
:
:
أرتجف شيئا في قلبها وهي تديره لتفتحه ..وكأن ما خلف الباب المغلق سعد لوجود مؤنسا له ..وبصرير مكتوم فٌتح الباب مكملا طريقه وحده ..وكأنه يرحب بها بغموض....
:
:
أشعت عينيها وهي تراقب ما افصح عنه الباب وكان أجمل الأسرار ..
:
:
دلفت الى الداخل وهي تراقب الممر الهادئ خلفها أغلقت الباب ..ثبتت عجلات كرسيها ..أنسلت منه كما تفعل بأعتياد وغرقت فيما حولها ..
:
:
كان الجدار الذي يوجد به الباب هو الجدار الوحيد العازل ..وقد ثبتت به ارفف حتى السقف تغص بالكتب والمؤلفات المختلفه ...
:
:
بينما الجدران الثلاثه المتبقيه زجاجيه من بدايتها حتى نهايتها والسقف ايضا كان عباره عن قبه برسمه فسيفساء زجاجيه تنعكس الوانها الهادئة على انحاء الغرفه الضيقه ابعادها الواسع مداها ..
وقد أطلت على مسطحات ملكية الشيخ ثلاب الخضراء وكشفت أسطبل خيوله من هنا ..
:
:
وكأنها تعوم بين السماء و الخضره ..لم تكن الغرفه تحوي على أضاءه ...بينما غطى ارضيتها صفوفا من الكتب ..
ومشغل صوتي في طرفها بجانب الباب ..ووساده اندلسيه بسيطه في وسطها ..والكثير الكثيير من الشموع الذائبه ..عدسات نظاره ..هيكل نظاره شبه محطم ..أكواب قهوه جف بنها راسما خطوط جماليه ..اكواب شاي مقلوبه ...علب عدسات نظر طبيه وعلبه ماء عدسات فارغه ...أقلام مبريه وأخرى محطمه منسيه تأكلت ممحاتها بفعل أسنان قاريء نهم ..
:
:
:
ولوحة ملاحظات ثبت عليها الكثير من الاوراق حتى اختفت خلفيتها الاسفنجيه السوداء ..
صور قديمه ...وبطاقات.... تذكره بزمن يعود الى ماقبل 12 سنه من لندن الرياض كما يبدو ..
:
:
حاولت فك شيفرات ماكتب ...ملاحظات كثيره ...كلام غير مفهوم... معادلات كيميائيه ..ملاحظات باللغه الانجليزيه ..أخرى بعربيه مفككه ...نظم قصيد عامي ...كلمات حزينه لفقد صديق وأخ ..
:
:
ما لفتها أكثر هو قصديه تحبها امها لشاعر الهند الاول طاغور ...كتبت بخط واضح وجميل ..
"لقد جاء الحب.. وذهب
وترك الباب مفتوحاً...
ولكنه قال انه لن يعود
لم اعد أنتظر إلا ضيفاً واحداً
انتظره في سكون
سيأتي هذا الضيف يوماً
ليطفئ المصباح الباقي..
ويأخذه في عربته المحطمة
بعيداً.. بعيدا..
في طريق لا بيوت فيه ولا أكواخ"
:
:
أبتسمت وهي تقراءها تشعر بأنها تركت هذا المكان منذ زمن خلفها وعادت اليه في انبعاث جديد لروحها ..
:
:
المؤلفات المتروكه على الارض وتنوعها تدل على عظم ثقافة مالك المكان ..
مؤلفات دينيه –بدويه تراثيه- ادبيه –فرنسيه –هنديه- انجليزيه –المانيه- تاريخيه –علميه – نفسيه- بشريه- قديمه وجديده ..متهالكه و نظره ..بدون اغلفه ومتأكله ..ومليئه بالروح بكل الخربشات حولها ..
:
:
كانت تكاد تطير كفراشة حقل من شدة سعادتها وهي تكتشف مجلدات تمنت في يوما لو أنها اقتنتها ..
:
:
ألتفتت لحافظه عملاقه لأسطوانات مدمجه ...تناولتها ...وكانت غنيه كالكتب ...مسرحيات شكسبير – موزارت – البلتيز-كاظم الساهر – ام كلثوم –حليم-عبد الوهاب –طلال مداح –ابو نوره-نوال الكويتيه-ييروما-أي ار رحمان –شفقت امانت –عابده-اديل –لانا ديل راي- السنونوه اديث ...بل حتى هناك ابتهالات لنصر الدين طوبار والنقشبندي-موسيقى فارسيه وتركيه و تامليه واندلسيه واسكوتلنديه والكثير الكثير التي لم تستطيع احصاءه ...من يفكر في السعوديه بالاستماع الى الفن التاملي الهندي الرقيق الذي حتى الهنود يصعب عليهم تذوقه من يستمع الى عابده غير متصوفين باكستان ..اي انسان رقيق يحتفظ بكل اغنيات جاهده وهبه..اي مستمع يحتفظ بكلمات وترحل صرختي لبدر بن عبد المحسن مكتوبه بخط رقعه بسيط بقلم خط أسود وبوضوح على احد المربعات الزجاجيه اسفل الواجهه ..
:
:
:
أي عقل جميل هذا ملاذه ..لفتتها صوره ثبت ايطارها القديم المذهب فوق احد سنادات المربعات الزجاجيه التي تشكل المكان ..
:
:
تناولتها كان بها سته شباب يقفون بالقرب من سيل كما يبدو ...يشبهون لبعضهم بطريقه دارميه الا صغيرهم كما يبدو ..واحدهم يبدو عليه بأنه اقل مستوى منهم وقد ارتدى ثوبا اسود بدون غتره ولم يكن يرتدي احذيه مثلهم بل اكتفى بصندل متهالك كان يرفع ثوبه وينظر الى الاعلى ..بملامح وان كانت تدل تدل على جماله الاخاذ سبحان من خلقه ..
قلبتها لم تجد شيئا ..دفعها فضولها فهو قد تأجج في هذا المكان فتحتها ..كان قد كتب عليا بقلم ازرق تسربت اطراف كتابته الصوره لقدمها ...
أعادت تأمل الصوره كما يبدو بأن ذو الثوب الاسود ومن يجاوره اصغر عمرا بكثير تأملت أصغرهم كانت ملامحه هادئه يبدو في الحاديه عشرة او في الثانيه عشر بينما صاحب الثوب الاسود يبدو في الرابعه عشره او الخامسة عشره ..أعادت قلب الصورة وقرأت ماكتب ..
1988م سيل الديسه-تبوك
عياد,كساب,ظافر,ثلاب,فياض ,كــ...
اختفى بقية الاسم وقد تشربته الصورة بفعل سائل ما ...جرها الفضول الى الحزين ذا الثوب الاسود ..
أعادت تأمل الصورة مره اخرى ..أ هؤلاء الوسيمين من فرغ احمق في صدورهم سلاحه ..؟؟
حزنت لأبتسامتهم يبدو بأن الزمن كان قبل ماحدث لهم بسنه ..
دمعت عينيها دون قصد وهي تتأملهم بحزن ..يالجمال شبابهم الذي أخذ دون سبب ..
:
:
لكن كلما جالت نظراتها تعود للتتأمل ذاك الجميل بالثوب الاسود في ركنها ..
الجميع ينظر الى عدسة الكاميرا مبتسما عداه ينظر للأفق البعيد بطريقه غريبه وحزينه ..بشرته بيضاء وعيناه كحيله ورسمة شفاته رقيقه ..جميل للغايه ..
:
:
عدلت من وضعية جلوسها ..كان بجانبها ريموت التحكم عن بعد بمشغل الصوت ..ضغطت على زر التشغيل ..
ليفصح عن معزوفة عود حفظتها عن ظهر قلب ..ومن بعدها أفصح صوت طلال مداح الرقيق عن غزله الارق ..
يتغني بكلمات أمرؤ القيس..
علّق قلبى طفلةً عربيّةً
تنعّم فى الديباجِ والحلى والحلل
لها مقلة لو أنهّا نظرت بها
إلى راهبٍ قد صام لِلهِ وابتهل
لأصبح مفتوناً معنّى بحبّها
كأن لم يصم لله يوماً ولم يصل
ولى ولها في الناس قول وسمعة
ولى ولها في كلّ ناحية مثل
ألا لا ألا إلاّ لآِلاء لابِثٍ
ولا لا ألا إلاّ لآِلاء من رحل
فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم كم
قطعت الفيافىِ والمهامه لم أمل
وكاف وكفكاف وكفّى بكفّها
وكاف كفوف الودق من كفّها انهمل
فلو لو ولو لو ثم لو لو ولو لو
دنا دار سلمى كنت أوّل من وصل
وفى فى وفى فى ثم فى فى وفى فى
وفى وجنتى سلمى أٌقّبل لم أمل
حجازية العينين مكّية الحشى
عراقيّة الأطراف روميّة الكفل
تِهاميّة الأبدانِ عبسيّة اللّمى
خزاعية الأسنانِ دٌرّية القبل
ولاعبتها الشّطرنج خيلى ترادفت
ورخّى عليها دار بالشاه بالعجل
وقد كان لعبى كلّ دستٍ بقبلةٍ
أقبّل ثغراً كالهلال إذا أفل
فقبّلتها تسعاً وتسعين قبلةً
وواحدةً أيضا وكنت على عجل
وعانقتها حتى تقطّع عقدها
وحتى فصوص الطّوق من جيدها انفصل
كأن فصوص الطوق لما تناثرت
ضياء مصابيحٍ تطايرن عن شعل
تركته يهمس بكلماته المشبعه بالمعاني وهي تقلب في الكتب حولها ..
تأملت الكتب في أخر رف ..أستغربت كيف يصل اليها ...بل كيف تصل هي اليها ..وقد كانت كبلوغ المرام بالنسبه لها في سقف كفاية قراءتها ..
:
:
عادت لتقلب في الملاحظات التي شدتها على اللوح الاسفنجي الاسود ..
:
:
كانت هناك ملاحظه خلف صوره ..."و ياصديقي ما العشق الا وجعا ..ولا ارضى على قلبك ان يتألم يوما ..سأحفظها وأن غدرك الزمن ..."
:
:
لفت الصورة كانت صوره لعذبى مبتسمه ترتدي قبعة التخرج وبيدها وثيقه ..
كانت صغيره في الصوره الا انها الأن أجمل ..
:
:
صوره اخرى ايضا سحبتها كتب على قفاها ..."وهل أحببت أنثى قبلك ..ياملكة الاناث.. يا بلقيس سبأي ..يا خنساء شعري ..يا فاتنتي ..ياعشقي .."
:
:
قلبت الصورة كانت لأنثى مليحه سمراء بعينان واسعه وشعر بالكاد يغطي كتفيها ..لم تعرفها ..
الا ان كتب اسفل الصوره .."علياء -1999"
:
:
هذه الغرفه تحمل الكثير من الأسرار ايا كان صاحبها الذي كل مايوجد هنا يدل بأنه رجل ..
ورجل موجوع للغايه ..
:
:
سحبت صورة اخرى لنفس الفتاه ..كتب على قفاه ..."ياصديقي اليوم تبكيني قواعد العشق فتنهار حزينه ..ياصديقي اليوم قبلت أبنها وكأنني أقبل ثغرها ..ياصديقي أسمته بأسمي ..ياصديقي لولاك كان أبني ..."
:
:
:
غضنت جبينها لحزنه ...صوره أخرى لها سحبتها ..
-من هذه ؟؟
..كتب على قفاها هذه المره..
"و غيبها الموت عن دنياي ..وكأن الارض بعدها ارضا ..وكأن العشق بعدها عشقا ..وكأن الايام بدونها اياما ..خذوني ادفنوني معها ..واروها ثرى قلبي ..ليت عمري ..ليت شعري ..ليت يومي سبقها ..ليتني احول بينها وبين الثرى حاميا ..ليت جيدي كفنا فلا يلفها غيره ملمسا ...ليت صدري مقبره فلا تنام الا بها ....وبعدها ياسادتي بت قبرا .."
:
:
:
دمعت عينيها حينها ..يا الله يحمل الكثير من الوجع هذا الذي دفن اسراره وراء الباب الخفي ..
:
:
:
يبدو بأن هذه الغرفه لفياض ..فمن سيحتفظ بصورة عذبى سواه ..
رسائل كثيره لم ترسل و لازالت في ظرفها ..لا بل يبدو بأنها عادت الى مرسلها لفقد عنوان المرسل اليه ..
:
:
فتحت كتابا فسقطت رساله في ورقه ورديه باليه ..
كانت فحواها محزنا للغايه ..."اليوم شخصت أصابتي بسرطان الدم ..اليوم أكمل ابني الثالث الرابعه من عمره ..اليوم أبكي فياض الف مره ..أبكي من أستغنى عني لوعد أحمق ...أبكي فلا أسامحه حتى يوم مماتي .."
:
:
وضعت يديها على شفتيها تمنع ارتجافها ..هنالك الكثير من العشق الحزين يغرق هذه الغرفه الشفافه طوفانه ..
:
:
كانت هناك صوره مقلوبه ..وقد ثبتت بأربعه دبابيس وكأنه خاف عليها من الهروب ...حررتها قلبتها ...كانت كما تبدو لذاك ..
يبتسم ...سبحان الله ما أجمل ابتسامته ..بل ما أجمله كله ..يرتدي ثوبا أبيض يزيده جمالا ..وتتعلق عينيه بكتاب في يده ..
:
:
أسفل الصوره كان هناك تاريخ ..و أسم ما أجمل أسمه ...
كايد اليوسف-1997م
أنه اعادة ترتيب لحروف أسمها ..
-من كايد اليوسف هذا ؟؟..
:
:
هناك صوره اخرى ثبتت معها سقطت منها ولم تنتبه ..رفعتها ..كانت صوره له يقف بالقرب من لافته جصيه في مسطح أخضر وخلفه مبنى جامعي..يرتدي معطف طبي ..وكتب أسفلها ..كايد اليوسف -2002م
:
:
مالفتها هنا بأنه شعره تحولت أطرافه للون الرمادي وترك لحيته تنمو فزاد هذا وسامته أضعافا ,,وهنا تبين هامته وعرض منكبيه ..
:
:
تنهدت وهي تتأمل جماله ..وكماله ..أتراه هذا صديقه الذي يناجيه بالشكوى في كل ملاحظاته الحزينه على فقد تلك ..؟؟
أحست بالحزن لعذبى ..كيف ترتبط بأحدهم يحب غيرها ..وهو لماذا اختار عذبى على محبوبته ..
لحظه..في ملاحظه على صوره لمحبوبته قال بأنه يلوم صديقه بأن ابنها ليس أبنه ..أترى كايد غدر به و ارتبط بمحبوبته ...كيف يفعل هذا به ...؟؟
:
:
وما خصني انا لقد اقحمت نفسي في الكثير اليوم من أسرار هذا القصر الخاوي ..
دفعت ثمن فضولي ..وكيف سأعيد ترتيب كل هذا ..
:
:
خفتت الاضاءه في الغرفه تدريجيا ومن ثم أنهمر المطر فجأة رفعت عينيها وهي تتأمل ظلال قطرات المطر تسقط على اركان المكان و مقتنايته ..وكأنها تحت المطر لكن لا تبتل ..
هذه الغرفه فتحت تساؤلات كثيره في بالها ..تمنت لو أنها لم تنحني على هذا المفتاح أبدا ..
أستندت على كرسيها جلست عليه وهي تراقب المكان بحزن وقد بدأت ملامحه تختفي تحت ظلمة المطر المفاجأه..
لم تكن هذه غرفه ..بل كانت قلب فياض ..
:
:
:
وبطريقه ما أدخلت نفسها عرضا في تداخل حياة فياض وكايد اليوسف وعذبى والمرحومه علياء..
:
:
لقد صدقت عذبى عندما قالتبأن هذا المنزل يحوي على الكثير من القصص و الاسرار ..
عادت من حيثما أتت وقد حمل قلبها الكثير ..
و أنهمرت على عقلها التساؤلات ..
:
:
اعادت المفتاح الى مكانه وهي تدفع عجلات كرسيها الى غرفتها..
:
:
قابلتها جاملا مبتسمه ..أبتسمت لها بدورها ...بادرتها بأبتسامه دافئه وطريقة حديث بسيطه محببه لقلب كادي ..."بارش باندا نهيم كارتا.."=المطر لايتوقف ..
أبتسمت لها وهي تدلف الى غرفتها "ماشاء الله .."
:
:
أبتسمت تلك لها .."بهارت كي لي موشتاق .."
=اشتاق للهند
:
:
ألتفتت اليها كادي وهي تحاول الوصول لسريرها.."بهارت ادفيتيا هي ورشا"=مطر الهند لامثيل له
:
:
تأملتها بحزن ..."توشتي غاريب ..."=صغيرتي المسكينه
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي ترتب الغطاء فوق رجلهيا العاجزه ..."الحمد لله ..مي سانتوشت هو ..الحمد لله .."= انا راضيه
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تقبل جبينها ..."الله هافيز توشتي ..خوبسرت تشوتي .."يحفظك الله ياصغيرتي الجميله ..
:
:
أوقفتها وهي تمسك يديها ...."دادا جي موجي درا لاقا راها هي ..مي اسببريا مي لاكتي هي..كيسي كري كارنا بهول قايا ...مي كيا كارو"
=جدتي انا خائفه للغايه من العمليه لقد نسيت كيف اقف ...ماذا بقدرتي ان افعل ..
:
:
عدلت الغطاء فوقها ..."تشوتي هي درو نهي ..انشاالله الله هافيز .. "=لاتخافي ياصغيرتي الله سيحفظك ان شاء الله ..
:
:
رتبت شعرها على جبينها بحنان .."مي توم هاري سهو جايقا ..انشالله ..."=سأكون معك ان شاء الله ..
:
:
أبتسمت لها وهي تندس تحت غطاءها الدافيء ..
:
:
راقبتها تغلق الاضاءه ومن بعدها الباب بهدوء ..رفعت رأسها للنافذه التي بدت من خلف الستاره التى لم تغلقها حتى النهايه لازال المطر ينهمر خارجا ..
:
:
تفتقد عمتها للغايه ..وتخاف من غدا من انتهاء الأمل ماذا لو لم تنجح عمليتها ومات املها التى عاشت عليه طوال هذه السنوات ..
كانت الساعه تشير الى الحاديه عشر ظهرا ..
فٌتح باب الغرفه بهدوء وبدت منه نصفها الآخر و كل أهلها ..
أبتسمت لها وهي تعتدل جالسه .."عمه ..."اغرورقت حدقتيها بدموعها ..وهي تفتح ذراعيه للتي أقتربت منها شوقا ....
أحتضنتها تلك بكل قوتها ..."ياروح عمتكي ...ياعمري انا ياقلبي ...وحشتيني ..."
:
:
شددت عليها ..."ياعمه ما اقدر اروح بدونك .."
:
:
مسحت تلك دموعها من خلف ظهر ابنة اخيها ..."ولا انا اقدر افارقك ياروحي لكن غصب عننا والله كنا طيبين وامورنا ماشيه بدون أحد يتحكم فينا .."
:
:
وبعد طول الاحتضان ..تأملت عمتها التي أستلقت بجانبها بتعب ..."عمه وحشتيني ..في يومين كيف ثمان شهور بعيد عنك ..."
:
:
تأملتها بحزن ..."معليه نستحمل بس أشوفك واقفه قبالي .."
:
لمست خد عمتها بظاهر كفها ..."أش صار ياعمه ...؟؟عيونك مليانه كلام ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي وهي تبتسم تخفي خوالجها ..."مافي شيء ياعمري ..."
:
:
حذرتها وهي التي تشعر بقولها قبل ان تنبس شفتيها بكلمه .."عمه مو عليا ...في حاجه تكدرك والله حاسه فيكي ..."
:
:
تنهدت عمتها بحزن .."يعز عليا افارقك وانت عارفه ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي مصره ..."لا ياعمه ..باقي هرج في قلبك ..."
:
:
:
دمعت عينا عمتها وهي تراقبها ..همست تراقب الباب..."كادي كنت خايفه...هالمره كسر الباب ودخل ولولا مفتاح غرفتي بعد الله كان ....."سكتت ...لتكمل بأنهزام ........"الحمد لله....."
:
:
أكملت وهي تمسح دموعها بضعف ..."ثلاث ايام الله لا يوريكي دهر ....وثلاب صعب ..من كلمه قلتها بدون قصد ثار .."
:
:
:
غضنت جبينها بحزن على عجزها عن مد يد العون....مدت يديها لترتبت على كتفها .."أصبري ياعمه ولسى الوضع في أوله..اكسبيه في صفك ..."
:
:
كرهت نفسها لان عمتها تعاني لأجلها ..وكم عانت عمتها لأجلها كثير ..وقد جالت بها مستشفيات المدينه كثيرا وكانت تبكي لحاجتها الملحه لجمع المال لعلاجي كل ليله قبل أن تنام..كيف أجزيها ..أنها كأم صغيره لي ..
أكره نظراتها الحزينه المحتاجه للفراغ ..أكره غرقها في سرحانها وقد أفسدت ما أعدته من طعام وهي تقف ساهيه امام الموقد ..
:
:
أكره مراقبة جماله وشبابها الوحيد كل يوم ..أكره بكاءها احيانا عندما تتذكر بأنها فقدت طفلها وهذا شيء لا يغيب عن بالها ابدا ..
و دعائها بعجز كلما احتكت بنايف ..
:
:
مسكينه عمتي كتب عليها الشقاء منذ زمن بعيد...ليت القدر يعطف عليها فيسخر لها ثلاب ..
:
:
راقبت عمتها تغمض جفنيها الواسعه بكسل وقد بدى التعب واضح على محاياها ..حتى خلدت الى نومها العميق..
:
:
تأملت عمتها وهي تغط في نومها بدورها وقد انشغل عقلها بشيء واحد ..العمليه المرتقبه ...
في وقت سابق من اليوم ..راقبت سائقه يوقف بعد ان خرجوا من مطار الجوف بالقرب من سياره سوداء فارهه يقدر سعرها بالملايين ..ترجل من جانبها وهو يحمل اغراضه ..
أمر السائق بعمليه ..."لا وصل حامد ارسلو لي حايل ..."
:
:
لم ينظر اليها فقط هي من راقبته وهو يدلف الى سيارته الفخمه مكان السائق ..
أبتعد بها السائق ولازال ذاك يقف في مكانه ..شعرت بالخوف وهي تركب مع رجل لوحدها وهو شاب سعودي مكتمل الصفات ..منعت نفسها ان تغط في النوم حتى وصلت سكاكا..
:
:
كان المكان خاليا من أي أحد سوى من أيجا التي أستقبلتها بأبتسامه ..
صعدت مسرعه الى غرفتها وكادي فلقد حطمها الشوق أتجهاها ..
:
:
قابلتها جاملا في الطريق القت السلام عليها مبتسمه وهي تتجه الى باب الغرفه فتحته بهدوء ..تأملت جمال ابنة اخيها وهي تراقب قطرات المطر بعينا حزينه ووحيده ..
:
:
هي وابنة أخيها قدرهما غريب ..من ليلة وضحاها اختلفت حياتهن جذريا ..وأنقلبت ليجدن أنفسهم مقحمات وسط عائله غامضه ..
في يوم وليلة أشتبكت مع طليقها لتستيقظ غدا في سرير زوجها الصامت ..
في يوم وليله احتضنت شما و غادرتها فجأه ..
في يوم وليلة قررت هذه العائله تفريقها عن ابنة أخيها بلا مقدمات ..
أنا راضيه ان ادفع ثمن علاج كادي وجودي هنا والتصاقي بذاك ..لا علي سأضغط على نفسي ..سأحدثها يويما اليس كذالك ان كان علاجها يتطلب بعدي لاعلي سأبعد وسأدفن شوقي و أستحمل ....لا يهم فقط كل مايهمنى ان تمشي كادي مجددا وتتحرر من هذا الكرسي القديم وتمارس حياتها ..
:
:
أستقضت من النوم فجأه وهي تراقب المكان حولها ...كان يغرق في الصمت ..ألتفتت الى النافذه لازال المطر مستمرا رحماك يا الله ..الاجواء هنا صعبه للغايه ..رفعت ساعتها كانت تشير للثانيه ظهرا ..ألتفتت الى كادي بجانبها وكانت تغرق في نومها أبتسمت وهي تتأمل أثار قلم الرصاص على انامل كادي ..عرفت في ماذا كانت تغرق نفسها في غيابي ..
:
:
مسحت وجهها بكسل لازالت ترتدي عباءتها ..وقفت متجهه الى دورة المياه ..المكان بارد للغايه ..الشتاء هنا صعب ..توضت ومن ثم صلت ..تناولت المسكن و المضاد ..همست بالقرب من كادي ..."كادي ...حبيبتي قومي صلي الظهر .."
:
:
رفعت كادي رأسها بكسل ..."خليني انام ياعمه ..."
:
:
فهمتها وهي تبتعد عنها ..فكادي محافظه جدا على صلاتها ..تناولت هاتفها من حقيبتها وهي تجلس ..قلبت رسائل الاعلانات المزعجه بيد وغللت انامل يدها الاخرى في شعرها..
كاد قلبها يتوقف وهي تقرأ الرساله ..تم ايداع مبلغ ..2 مليون ريال سعودي في حسابك ***********372 اليوم الساعه 12:00 مساء ..
:
:
وقفت في مكانها هناك غلط ما ...الا ان عصفت برأسها الذكرى ...لقد سألها ذاك قبيل نزولهم من الطائره وهو يحدق فى اوراقه أن تسجل رقم حسابها في ملاحظه وهو يمدها بهاتفه الفخم ..
:
:
أ يعقل ...؟؟ لا ما هذا المبلغ الضخم ...؟؟
لا لابد انه مخطئ...
:
:
فُتح باب الغرفه بهدوء و أطلت من خلفه عذبى مبتسمه ..
:
:
راقبت ملامحها المشدوهه ...نادتها وهي تراقب كادي النائمه في اقصى يسار الغرفه ..."تعالي ابيتس ياقمر ..."
:
:
::::::
:::::::::::::
توجهت لها وعينيها معلقه في الفراغ ...ما ان خرجت من الغرفه حتى أحتضنتها ..قبلت كلا خديها وهي مبتسمه ..."مبروك ياعروستنا الجديده ..عسى ربي يبارك لتس ويسخر لتس ..."
:
:
كانت لازالت تغرق في صدمتها ...سألتها عذبى متوجسه ...."سلطانه ..أشنوحتس ؟؟"
:
:
همست لها وعينيها ترمش بأستغراب ..."حسابي فيه اثنين مليون ..كان فيه 60 ريال امس ..."
:
:
كتمت عذبى ضحكتها بكفها ....راقبتها سلطانه بأستغراب ..أكملت تلك من بين ضحكاتها ..."يالخبلا هذا مهرتس ..وبوه ازود منه ..باقي ذهبتس ..وحلالاتس ..وباقي ازود من اللي ازود منه ..."
:
:
غضنت جبينها بغباء ..."مهري كان عشرين الف .."
:
:
أتسعت حدقتا عذبى المتفاجئه وهي تمد كلمتها ..."عشرين الف بس ...؟؟خدامه انتي ..."
:
:
نظرت سلطانه اليها بصدمه ...عندها ضحكت تلك ..."والله اسفه ياعمري ...بس حنا بسكاكا ..أفقر واحد مايدفع مهر عشرين الف .."
:
:
:
سحبتها خلفها ..."تعالي بس ...خلين اوريتس ..."
:
:
أخذتها الى أكبر باب ينتصف الدور ..فتحته ومن ثم أمرتها ان تتقدمها ......لبت طلبها مسيره ..
:
:
ما ان دلفت حتى تأملت سقف الصاله الاكثر من جميل لم تصدق بأن هناك زخرفه بهذا الجمال ..
:
:
كان جناح كبير وفخم للغايه ..بالكاد يمكنك تأمله في ساعه من رفاهيته ..باب اقصى يساره وأخر أقصى يمينه ..وقد طغى اللونا الابيض والذهبي على المكان ..أشارت لها عذبى على الباب يسارها ..
:
:
نادتها بحماس وهي تفتح الباب ..."تعالي راعي جهازتس ..."
:
:
رفعت أحد حاجبيها ...مستغربه ..كل شيء هنا يفاجئها ..."جهازي ....؟؟"
:
:
جرتها عذبى للمكان وكانت غرفة نوم لاتقل فخامه عن الصالة ..
وقد فرش سريرها الملكي بمفرش عودي وهو ماقد شدها في بياض الغرفه ..
أبعدت عينيها ..وهي تراقب عذبى المتحمسه تفتح الخزانه الجداريه ...."ولو انها قليله بحقتس ياشيختنا ..."
:
:
أقتربت من الخزانه تتأمل الالوان والخامات الفخمه داخلها ..أبتعدت عذبى تاركه المجال لها ..
:
:
تأملته صامته ...هي تعرف هذه الملابس كم قد تكلف قطعة واحده منها قد تكلفها راتب شهرين ..
الرفاهيه مؤلمه للغايه وهي لاتستحملها ..لقد جربت الفقر والحاجه لن يهمها أي من هذا ..
:
:
ألتفتت لصوت عذبى خلفها ...كانت تقف امام التسريحه وقد صفت فوقها ..علب فخمه ..فتحت اولها ..
"المكياج والعطور من عندي ....والذهب من عند عمتي ..وباقي ذهب ثلاب لتس ..."
:
:
أقتربت وهي تنظر الى الطقم الذهبي المترف ...كتفت ساعيدها وهي تقف بالقرب منه ..
:
:
تغيرت ملامح عذبى ..."ياخزياه ماعجبتس ..؟؟"
:
هزت رأسها بالنفي وقد تغيرت ملامحها هي بدورها وقد أغرورقت عينيها بدموعها ..وغطاه الحزن ..."لا والله حلو ..."
:
:
مدت أناملها بتردد وهي تلمس نقوشه الدقيقه ...أبتسمت عذبى ..."هذا للخرجات الصباحيه بنص مليون بس ..."
:
:
شدت اناملها وابعدتها عند سماعاها الرقم ..فتحت تلك غير أبهه بردة فعل الحجازيه البسيطه امام فتاه تربت في مكان عرش حاتم الطائي ..
فتحت علبه أخرى ...كانت تحتوي على عقد ماسي جميل للغايه وانثوي ورقيق ..."هذا للسهرات البسيطه .."
:
:
أسكتتها سلطانه .."برضايا ماتقولي سعره ....عذبى انا انسانه دخلها في الشهر الفين غير الخصم ...الارقام اللي تقولينها ماتريحني ابدا ...."
:
:
غضنت عذبى جبينها ..مستغربه ان يكون هناك من يحمل كل هذا الفقر ...بينما تعتبر سلطانه ميسورة الحال عند الكثير ..
:
:
أبتسمت سلطانه وهي تتناول أحمر شفاه ..تعرف جيدا كم قيمته .."كان نفسي اشتريه ...."
:
:
قالتها وهي تفتحه ..مررته على شفتيها ..كان لونه قاتما فلم يزيد ملامحها الا حده ...
حركت شفتيها توزعه ابتسمت وهي تلتفت الى عذبى ..."حلو ....ما ..."
:
:
سرحت بها عذبى ..ومن ثم نطقت .."ياعين ابوي ياجمال الحجازيات ...الله يرحمك ياثلاب ..."
:
:
أبتسمت لقولها ...لم تستوعب بعد بأنه سيشاركها الغرفه ..
أكملت وهي ممتنه ..."بجد ياعذبى ربي يسعدك وينولك اعلى المراتب لانك راح تكونين مع كادي ...حطيها في عيونك ياعذبى هي والحمد لله ماحسبت تتقبل احد غيري ..والله انها تحبك وتهرج معاكي يوم ماتطفش ...بالله تنتبهي لها ..خلي عيونك وقلبك عليها ...انا ما اعرف كيف راح اسيبها ..بس الحمد لله حكم القوي ..."
:
:
:
أبتسمت لها عذبى وهي تشد على كفها تؤازرها ..."سلطانه ياعمري والله كادي في عيوني وقلبي ..وامانة شما لنا مافي اغلا منا ..ولاتزعلين ولا تكدرين صحيح ثلاب شمالي صعب ...بس انت دلوعه وحلوه ان شاء الله تكسبينو بطرفتس..."
:
:
:
أبتسمت لها ..."ياحليلك ياعذبى ..."
:
:
تكدرت عذبى الا انها اجادت التغطيه .."عيال معتاد صعبين ..وقلوبهم مقفله ..لكن ان شاء الله مايصعب عليس ...خلتس شاطره ...وترى هو ميال للمره القويه ..ام عياد الله يذكرا بالخير وزوجتو الاردنيه بنت خالتو ماكان يعطيهن بال مثل ماتعلق بشما لانا عاقلا ورزينا وكلمتا موزونا ...وانتي ان شاء الله مثل اختس ..."
:
:
نطقت بما اشغلها ..."بس شما حاجز كبير بيني وبينه ياعذبى ...اصلا كل الي بيننا حواجز وبس ...هذا وانا للحين ما احتكيت فيه زين وعشت معاه ...اكبر مني ومكانته ومجتمعه غير وكان زوج اختي ...وحده مننا ترضى تاخذ زوج اختها ياعذبى ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى تواسيها ..."النصيب ياعمري لاتصيرين تسذا ...ثم الله سبحانه شرعا بشرعو لاباس فيا ...بتنسين ان شاء الله وبتتغير حياتكم ...أنتي بس سويله حركت شفايفتس اللي دوم تعضينا وهو بينسدح صريع عندتس ..ياقلبي وش ملحتس ماشاء الله سمعنا بالحجازيات بس تونا نشوف دلعهم ..."
:
:
أبتسمت سلطانه وهي تمسح ما امتزج بكحلها من دموع .."الله يجبر بخاطرك ياعذبى ...."
:
:
أتسعت حدقتي عذبى متسائله ..."قابلتي عمتي ولا بعدتس .."
:
:
هزت رأسها بالنفي .."لا والله طلعت على طول سلمت على كادي ونومه ....اللحين انزل لها ...."
:
:
حذرتها عذبى ..."تريا طيبا و وقورا بس الا ولدا و قبيلتا و عاداتا ...تسلكين فيها تحبتس تموت فيتس ..منا ولامنا بتقلب عقرب من تحت ثرى ..."
:
:
أرتجفت سلطانه لقولها ....رباه ماللذي ينتظرها ..المفاجأت تحيط بها من كل مكان ..
وذاك الغريب يشغل تفكيرها ولا تشعر الا بالعجز في وجوده هيبته يحرم فيها الكلام ..كيف تجرأت ذاك اليوم لتفعل فعلتها تلك ..
كيف تجرأت ..؟؟تذكرت هيبته وجبروته الصامتين ..لا يليق به الا ان يكون مرموقا في مجتمعه حقا ..
:
:
:
ان كان التغير في حياتنا لا يرضينا هذا لا يعني بالضرورة انه سيتوقف علينا فقط ان نتعلم كيف نتأقلم معه ...
:
:
:
:
:
أنت تقرأ
العشق انفى للعشق
ChickLit"و أن كان القتل انفى للقتل ..فالعشق انفى للعشق أحياناً ..بعد كل الوعود القديمة والصداقات المندثرة ..العشق ينهض بنا ...يطهرنا من وجع الماضي و وحدته "