الجزء الخامس عشر ..
:
:
:
"صغيرتان في ذمتي "
:
:
:
أتسعت حدقتيها وهي تراقب جميله فضيه لامعه ..كنجمة سقطت على اربع قوائم ..
رشيقه وغضه ..أقتربت منها وقد أسرت نظراتها ...
كانت اجمل ما قد اهداها احدهم يوما ..
مدت يدها ..فأقتربت تلك متردده ...مسحت على شعرها الناعم الرمادي ..
ألتفتت اليه ..."ثلاب هاذي لي ....جميله ...سبحان الله ....طالع عيونها ...."
:
:
أقترب خلفها حتى التصق بها ..."من يوم شفتا نويتا لتس..."
:
:
دمعت عينيها دون قصد ....وهي تتأمله تلك اللامعه امامها ..
كانت جميله كقيمة من اهداها اياها ....
كانت جميله وعربيه وبدويه واصيله وموجعه ..
وكأنه اهداها معلقه شعر بحروف من ذهب بأسمها ..
:
:
:
:
التفتت لتقبل خده برقه ..كاد ان يذوب لها وكأنها فراشة ربيع مرت مستعجله ..
سألها بأهتمام وهو يفتح الباب ليدخل بجانب تلك ..."تركبينا ..ترى شاريا مروضه ..."
:
:
أبتسمت وهي تنظم اليه ...وبتردد .."لا ما اعرف اخاف اطيح ..."
:
:
تأملها وهو يربت على الفرس حتى لاتجفل من قربها ...
مد يديها لها وهو يستحثها ..."اقربي يالشيخه ..."
:
:
لم تفهم مايقصده وهي تقترب منه حاوط خصرها بكفيه بخفها رفعها فأبتعدت الارض عنها فجأه ..
وضعها فوق الفرس بلا لجام ...أمرها ..."باعدي بين رجولتس ..."
:
:
كانت خائفه وهي تشعر بحركة تلك اسفلها ..خافت وهي لازالت تتشبث بكتفيه .."يمه ثلاب لا بطيح ..."
:
:
نهرها بلطف ..."لاتجفلينها ياسلطانه ....دنقي عليا ...كلميها بأذنا ..تسنها صديقتس ...بتتعود عليتس وبتعرفتس .."
:
:
كانت لازالت تتشبث بكتفه ...وفي حيره هلعه ..."أش اقولها ...ثلاب بنزل ..."
:
:
همس ..."لاحول ولاقوة الا بالله ....أصبري ..."
:
:
قالها وهو يرفع ثوبه ...ومن ثم بخفه رفع نفسه على جدر المقصوره واذا به يستقيم جالسا خلفها ..
:
:
حاوط خصرها بذراعه وهو يعدل جلوسها ليرتاح خلفها ...أرتجفت اطرافها وهي تستلم لها فهو يبدو خبيرا فيما يفعله ...
مال الى الامام بصده فمالت لميله ...ربت على رقبة الفرس ..همس لها ..."سميها ..."
:
:
نظرت اليه وهي تغلل اناملها بخصلات شعرها الرماديه ....سكتت لبرهه وهي تتأمل لمعانها ..."جوزاء ...لانها مثل النجمه ..."
:
:
أبتسم لرقة الاسم ....أمرها ..."هيا قولي لها بأذنا وش سمييتها ..."
:
:
مالت متردد لصعوبة وضعها في حجره ..همست لها بأسمها الجديد ..
لاحظت هدوء حركة تلك وانصاتها لها ..أكملت ..تعرفها على نفسها ..وكأنها تحدث عاقلا ..
:
:
مسحت على رأسها وهي تقبلها ..لقد وقعت في غرامها ..
سمعته يضحك للمره الاولى ...ألتفتت اليه مستغربه ..همس لها وهو يشير على الفرس بعينيه "عجبتها الحركه ..."
:
:
أستغربت ...وهي تعيد مافعلته قبلتها مره اخرى ..فرفعت تلك رأسها ورمشت بعينيها وهي تميل ناحية شفتي سلطانه ...
ضحكت بعذوبة لردة فعلها ..."والله صح ...طالع .."
أعادت كرتها مرتين ...
:
:
فكانت ردة الفعل واحده ..شدها الى حضنه وهو يأخذ نفسا عميقا همس الى نفسه وسمعته ..."ماتنلام ..."
:
:
شد شعر الفرس في يده بخفه وهو يضربها بساقه ..فتحركت تلك فاهمته الى الامام ..
تمسكت في ساعديه بخوف ..."لا ثلاب بنزل ..."
:
:
هدئها ...."يابنت الاجواد هاذا وانا ناويه لتس..بتعودين عليا ..."
:
:
هدئت لقوله وهي تحاول ان تتمالك نفسها ليس هنالك مايخيف ..
انها جميله للغايه ولكنها لم تعتاد على هذا بل تجربه لاول مره ..
وقربه لهذا الحد يسكرها ويخلق جوا شغوفا حولها ..
تعودت على حركة الفرس الهادئه ...أخذها حتى مساحه نائيه وهادئه ..مرتفعه نسبيا عن بقية المكان ...
ترجل عن الفرس ..أنتظرته يساعدها في النزول ....
نهاها ..."لاتنزلين ..خلتس فوقا ...."
:
:
أمتثلت لأمره ...وبدلالها الجديد عليه ..."ثلاب الله يخليك اخاف تمشي ..."
:
:
أبتسم لها ...."خلا اتعود عليتس ..."
:
:
سكنت للحظه تتأمل ظهره وقد سرح بما امامه وقد تشاغل عقله ...
مدت يديها اليه بأحتياج ..."خلاص ثلاب نزلني ...بدونك ما اعرف ..."
:
:
اقترب منها محاوطا خصرها بقبضتيه ...وبخفه رفعها وأذا بها تقف بجانبه ..
أبتعدت الفرس عنهم وهي تتفقد ماحولها بفضول ..
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تتأمله ..أرتجفت لا اردايا وهي تكتف ساعديها ..
جرها لحضنه في خطوه مفاجأة منه ...ان قربه يوترها و يضعف اطرافها ..
وقربها ومراقبتها كبلسم بالنسبه له ..الا ان هنالك سؤال وحيره تنفره منها ..
وجد نفسه يسألها بدون قيود ..وهو يرتب شعرها وقد التصق ظهرها بصدره ..قبل رقبتها بخفه ...
همس لها بسؤاله ..."سلطانه ...يوم صار ماصار بعد عزى المرحوم ابوتس ..من اللي مايذكر ...؟؟"
:
:
صمت للحظه ..شعر بها تتصلب بين ذراعيه ..الفتت اليه ..وهي تضع يديها على ساعديه ...رغم مرارة الذكرى الا انها تفهمت فضوله ..
مرتت يدها على ساعده الايمن عدلت وقوفها وهي تحتضن كفيه بأناملها ..عضت على شفتيها السفلى تراقب منظر كفيه السمراء بين اناملها ..
رفعت عينها له ...وقد غرقت في الماضي ...."كنت ضعيفه ..وكنت وحيده ..وتعبانه ..وماكان لي سند الا رب العالمين ...واللي نواه و بداه ماتم ..وحماني ربي منه .."
:
:
راقبت نظراته تجول في محياها ...فسرت له بدون خجل ..."يعني ماكمل اللي ....انت فاهمني ..."قالت كلمتها الاخيره بعجز و أشمئزاز بأن تنطق اللفظ ..
:
:
كره ضعفها وقلة حيلته ..تمنى لو انه يذود عنها الذكرى ...ومال النسيان الا قربه ..
دفنها في حضنه وهو يقبل جبينها ..لم تمنع دموع عينيها وهي تشعر بدفء صدره ..
لقد شعرت بأمان لم تشعر به منذ زمن قديم ..بشعور قد نسيته ..بشعور لم تجربه قبل ..
بحزن لذيذ لقربه ..
أستنشقت رائحته وهي تقبل صدره ...
همس لها .."بوجهي امسحيها ياسلطانه عسى ماينقصتس شيء بقربي ابد ..."
:
:
أبتسمت بين دموعها لوعده وهي ترفع نفسها لتقبل رقبته ..
شكرت شما في سرها ان اهدتها اياه ..الا ان قلبها قد انقبض وهي تبتعد عنه ..في ذكرى قبلاته لشما ..
:
:
أستغرب نفورها المفاجيء وقد ذابت للتو على صدره ..
شبك انامله بأنامله يمنعها الابتعاد في سيرها ..وزعت خطوتها في المكان حوله وهو يراقبها ...رفعت عينيها له ...سألته بسؤال مبطن ..."كيفها معك شما الله يرحمها ياثلاب ...؟؟"
:
:
:
راقبها تعض شفتها السفلى تراقبه ..تنتظر جوابه ..لطالما كره ان يطلع احدهم على طبيعة حياته مع شما الا ان جميع افراد عائلته على المام بها ..
نظر اليها بثقه .."شما ..اخت ..وعضيده .. وشريكة حياة ..لكن ..."
:
:
همست بأخر كلمه تستنطقه ..."لكن ...؟؟"
:
:
سكت يراقبها ...ومن ثم اكمل ..."لكن ما كان بيننا حق شرعي براضاها وطلبها ..."
:
:
بلعت ريقها بخجل وهي تشتت نظراتها لقوله ...لم تعرف ماذا تقول له الا انه ازاح حملا ثقيلا عن كاهلها ..
زمت شفتيها بأبتسامه ..وهي تتسائل بغيره مبطنه ابتسم لها ..."و هدى ...؟؟"
:
:
جرها اليه ...حاوط خصرها بذراعه وهو يزيح خصلاتها ...."هدى من ؟؟"
:
:
عضت على شفتها السفلى تمنع أتساع ابتسماتها ...لم يتمالك نفسه وهو يقبلها بشغف لقد اغرته فيما فيه الكفايه ..
:
:
أبتعدت عنه وهي تسرق نفسا قد غادرها لقربه ..أبتسمت تتأمله ..
سألها بنظراته .."علامتس ..."
:
:
راقبت خلو المكان حولها انها كمراهقه تجرب الحب لاول مره ..
انه فاتن وموجع للغايه ...فتحت ذراعيها مبتسمه وهي تقترب منه حاوطت رقبته فرفعها له ..قبلت خده وهي تسأله ..."نرد جوزاء للأصطبل برد صح .....؟؟"
:
:
أبتسم لتفكيرها وقد هجر ماتنويه منذ سنوات طويله ..."نردها لعيونتس يالشيخه ..."
:
:
همست له بخجل ..."حياتي تسلم ..."
:
:
ألتفتت اليها مستغربا اللفظ الذي خصته به ..راقبها تربت على فرسها وتقبلها وكأنها لم تقل شيئا ..
لديها كل هذا الكيد الجميل المغري الذي يوقع رجلا بنظره في شباكها ..
انها ناضجه و قد مرت في علاقه من قبل ...وتعرف جيدا ماتفعله ..
:
:
:
:
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
فتحت عينيها بوهن وهي تراقب المكان الذي فضحته اشعة الشمس حولها ..
لم تستوعب بعد اين هي ..وهي تراقب الادوية المصفوفة قريبا منها ..
المكان الضخم بأسقفه البعيده يقبض قلبها و يضيق نفسها ..
تذكرت كل ماحدث فأنهمرت دموعها تبلل الوساده وهي تسرح في الفراغ ..
اذا كانت كل كوابيس الحمى تلك واقعيه ..
:
:
حاولت الوقوف لولا ان خذلتها قدميها ..عادت الى الوقف مجددا انها حتى لاتملك علما اين هي ..اخر لوحه حفظت ما ذكر فيها كانت الجوف 90 كيلو ..
لا تعلم مواقيت الصلاة التي فاتتها ..
انها وحيده الان بدون امها ..امي اين عباءتها ..
جالت في المكان حولها ولم تجد أثر لها ..حينها شهقت بتعب وهي تجلس على الارض بعجز ..
تكورت على نفسها تحمي ضعفها ..
لقد كنت اخطط للعودة الى الكوفه ..لقد تخرجت من الثانوية للتو ..أخطط للالتحاق بالجامعه ..
:
:
اريد امي الان انا لم ابتعد عن امي ولو للحظه ..كيف يفعل ابي بي هذا ..لم اعصيه يوما ..سأعود للعراق مهما كلف الثمن ..لن اضعف ..سأعود للعراق ..
كل ماحولي غريب حتى الهواء لا يكاد يدخل رئتي ..
:
:
:
:::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
فتحت عينيها بكسل وهي ترفع ساعتها ..كانت تشير للرابعه عصرا لقد اطالت النوم ونسيت ان تتفقد ضيفتها ..
:
:
ابتسمت للذكرى الرقيقه وهي تراقب ملابسها الملقاة على طرف السرير ..
ألتفتت حولها لم تجده ..
مهلا لحظه ..
ماهذه ..؟؟من هذه ..؟؟
اعتدلت في جلوسها وهي تغطي صدرها بالملاءه ..وقد اتسعت حدقتيها خوفا ..
ذكرت اسم الله كثيرا فالبيت كبير وخالي ..
جف حلقها وهي تناديه بهمس ..."ثلاب ..."
:
:
تحركت تلك فصرخت بأسمه بخوف .."ثلااااب.."
:
:
فتحت عينيها الواسعه الناعسه وهلعت لصراخ الغريبه بجانبها ..فأستسلمت للبكاء ..
:
:
لم يرد عليها ذاك ..يبدو بأنه ليس موجود ..وقفت تذكر اسم ربها وتسمي وهي تتناول معطفها الحريري ...شدته على خصرها ..وهي تخرج من المكان وبكاء تلك يلاحقها ...
واجهتها ايجا ..فسألتها بخوف ..."ايجا انتي تسمعين صوت بيبي يبكي .."
:
:
تأفتت ايجا بتعب .."يالله مدام ليش يصى هاذب بيبي ...هي كل يوم يلف في بيت ويبكي ..بعدين اختفى انا يدور ...يدور مستر ثلاب قال هي في غرفه مع انتي نوم ...."
:
:
أتسعت حدقتيها بأستغراب من هذه الصغيره الجميله ...أيعقل ان تكون ابنة ثلاب ...
تبدو في منتصف سنتها الثالثة ..ترتدي منامه ورديه وقد تبعثر شعرها الاسود في كل الاتجاهات ..
جميلة وطفوية للغايه ..
أقتربت منها سلطانه بخوف وقد احزنها حالها الضائع ..مدت يدها لها مبتسمه وهي تهمس لها تهدءها .."لا ياروحي ...تعالي ..تعالي .."
:
:
وبخطوة لم تتوقعها سلطانه اقتربت منها الصغيره ترفع يديها بأحتياج ..
حزنت سلطانه الام وهي ترفها لتحتضنها اطرقت الصغيره رأسها على كتفها ..انها خفيفه للغايه ..
ما ان حملتها حتى عادت لتخلد في نومها ..سألت الخادمه بفضول ..."بيبي مين هذا ..؟؟"
:
:
هزت الخادمه كتفيها بجهل ..."ما ادري مدام كبير قالت شيلي هاذي علة ..."
:
:
رفعت حاجبها بحنق ..وهي تهمس ..."اللي هاذي عله ...ماتحس على دمها ..."
:
:
سألتها ..."سويتي اللي قلت لك عليه مع بنت في غرفة ثاني ...؟؟"
:
:
هزت رأسها بالايجاب .."كلو تمام مدام بس بنت هاذي مسكينه بس يبكي اكل لا كلام لا ...."
:
:
دخل ذاك المكان حينها ...فخرجت خادمتها ...أبتسم لمنظرها ..
أقترب منها بهدوء وهو يتمعن محيا الصغيره ..."اش قوما ..."
:
:
كانت تلك قد فتحت عينيها وهي تراقب المكان بعينا دامعه ..
سألته بأستغراب ..."ثلاب هاذي مين ؟؟فين امها ؟؟"
:
:
أبتسم وهو يقبل خد الصغيره بأبوه تراقبها في عينيه للمره الاولى فخشى قلبها صدق توقعها ...الا انه اكمل ..."هاذي موجعه بنت جسار ...حفيدتي ..."
:
:
تلعثمت بحديثها ..."بنت جسار منين جات ؟؟"
:
:
انصرف الى ما اتى لطلبه من الغرفه ..."من مرتوه الاوله ...وجابها يمنا يوم دريت انوه طلقا ...."
:
:
لاحظت انه يبعد نظراته في الحديث معها ..يحاول ان يتجاوزها في الموقف ..
اتراه نادم عما شاركني اياه اليوم والخطوة الكبيره التي اتخذناها ...
لكنه هو من بادرني ..لم اغصبه ..
سألته ...ولازالت تحمل الصغيره ..."ثلاب طالعني ....في شيء ؟؟"
:
:
هز رأسه لها بالنفي وهو يتألمها ...ابتعد عنها متجها الى الخزانه وقد هم بتغيير ملابسه ...سألها يضيع توتر موقفها منه .."كيفها جاهدة ...؟؟"
:
:
جاوبته بأقتضاب وهي لم تفهمه ..."اللحين اغير واروح اطل عليها ..."
:
:
وضعت الفتاه من يدها على السرير وهي تعدل منامتها ....أحست بغضب يعتريها لتجاهلها ...
"ثلاب لاحظ انه انا اسوي كل اللي تبيه بدون اسأل ..اش قصة جاهده وغره وطفله ما اعرف مين هيا اقوم الاقيها على سريري...انت ما تتكلم وانا ما اسأل شوف لنا حل ..."
:
:
:
التفت اليها ...موقفها لاتحسد عليه حقا لكنه مشتت فقط لما شاركته مؤخرا تغير موقعها في حياته ..لاول مره يتغير موقع احد نساءه في حياته ..
همس لها ..."حقتس علينا ...و جاهده غره في اخواني الثلاث اللي انقتلوا ..."
:
:
تقشعر جسدها لجملته الاخيره ...هي تعلم ان توفي له اخوه لكن لا تعلم أي شيء اكثر من هذا ..
ثلاثه وقتلوا أي حسره هذه ..
همست بالترحم عليهم ..لم تحبذ ان تسأله اكثر ..لكن تمنت ان يفرغ كل مايهم قلبه لها لتحمل عنه ولو جزء صغيرا ...
:
:
:
اكملت ارتداء ملابسها ....همست له بهدوء ...."بروح اشوف البنت تامر شيء...؟؟"
:
:
هز رأسها بالنفي وعيناه معلقه في شاشة حاسبه ..
لماذا عاد لصمته الم يكن الحنون الدافئ صباحا ...الا تظهر مشاعره ورقته الا في ذاك الموقف ..
:
:
خرجت من الغرفه ..كان المكان يغرق في هدوءه المميت كالعاده ..
فتحت باب الغرفه بهدوء ..
راقبت الصغيره الدخيله تقف امام النافذه سارحه بوجوم ..
همست لها بأسمها ..
ألتفتت تلك هلعه ..هذه الشابة الجميله هي من بادرها بحسن المعامله الا ان ملامحها لاتحمل السلام ابدا ..فملامحها حاده غير مريحه ..
:
:
أبتسمت لها تطمئنها .."كيفك ذحين يا جاهده ..؟؟"
:
:
سكتت تراقبها ..أشارت للقهوه التي وضعتها الخادمه للتو ..."تعالي تقهوي معايا .."
:
:
لم تجاوبها تلك ...جلست سلطانه بهدوء وهي تسكب لها فنجالا من القهوه..ففاحت رائحتها الفاخره في المكان ..
:
:
أبتدأت سلطانه في حديثها ...لتريحها قليلا .."انا سلطانه ..زوجة الشيخ ثلاب الجديده ..قبلي كانت اختي شما زوجته ..انا جديده مثلك في المكان ..يعني افهم جزء قليل من مشاعرك ...وان شاء الله انا والشيخ ثلاب بنكون سندك في هذا المكان ..."
:
:
راقبتها ومن ثم همست .."اني ما اعرف لا ثلاب ولاغيره ..أريد امي ..."
:
:
أبتسمت لها .."جاهده ياروحي ..الامور ماتسير على هوانا ...لازم نتعلم نتأقلم ..وحتى لو كان في حل ماراح يجي بالساهل ..وبما انك غره زي مايقولون وانا كارهه هاللفظ ...عشن تتحررين منهم لازمك تخلفين ثلاث اولاد ...انا ما اعرف اش القصه ولا اش اللي صار وانا اشوفك مظلومه وراح اوقف معاكي لاخر لحظه بس ابغاكي تعرفين انه انتي مو لوحدك هنا ..."
:
:
:
هزت جاهده رأسها بعدم اقتناع وهي لاتثق فيمن حولها ..."عيني انا ما اعرف لا ثلاب و لا سلطانه ولا غيره اريد هسا تردوني العراق اشتريدون بي حابسيني بهاي الغرفه ..."
:
:
نفثت سلطانه نفسا عميقا وهي تقف بأتجهاها ...التعامل مع الصغيره سيكون صعب انها لاتستوعب مايغعله الجميع حولها ..
في الواقع كل مايحل بها وعليها صعب للغايه ..ما الذي يكفي شر جسار عنها حتى هذه اللحظه ..
:
:
اقتربت منها وهي تضع يديها على كتفها ...أبتسمت لها ناصحه ..."جاهده من اللحين الحياة بدت تصير صعبه عليكي ...من اللحين كل شيء تغير خليكي قويه ولاتستسلمين واستعدي لاي توقع يغير مجرى حياتك ...أقولك قصتي ...انا انا تزوجت وانا صغيره لزوج شكاك مايخاف الله اوهمني انه يحبني فقدت امي واخوي ...ومن بعدهم سندي ابوي لقيت نفسي مطلقه ومهدده ومحتاجه وضعيفه وفوق ذا كله اعتني ببنت اخو مقعده ...بس ما ضعفت رغم انه كل يوم يكسرني زياده وكل يوم مشاكلي تزيد ....فجأه القى نفسي هنا في بيت اختي اللي نسيتني من سنين وابدا ما ارتحت لوجودي وتزوجني زوجها بعد وفاتها وكرهت هالمبادره ..بستعرفين كل يوم من بعد ماتزوجت ثلاب اصحى من النوم واقول ..هذا مو يوم سيء وصعب مريت بأخس ..معليه اليوم راح اكون راضيه اليوم راح اتأقلم ..."
:
:
:
التفتت لها جاهده بحزن ..."بس اني كانت حياتي حلوه ومثاليه ..فجأة هيج اغمض عيني افتحها الا و هاي اللي ما اعرف منو يرميني ع قاع رجلين جدته ..اني ابوي يكتل هالثلاث مساكين قبل امي تعرفه حتى الاقي عمري محذوفه بين اهلهم غره ....دخلتش عيني يعني شنو هاي غره ...؟؟اعتبروني جاهله فهموني ...شنو غره ؟؟"
:
:
:
عضت سلطانه على طرف شفتها السفلى بحيره ...سكتت لتجيب بعدها ......."الغره زيها زي الديه والقصاص تكون من اهل القاتل تنجب لاهل المقتول ولد او ولدين او ثلاثه عواض اللي راحوا ..."
:
:
تلعثمت تلك ..."يعني شنو مرة لولا جارية مافهمت ...يعني هسا تريدوني احبل ..."
:
:
غصت سلطانه بكلماتها وهي تراقب محياها الهلع المتفاجئ ..
كرهت العادات والتقاليد والفكره ..كرهت كل حضارة ومعتقد وضع هذه الصغيره هنا ..
:
:
هزت رأسها بالايجاب ...
اكملت تلك هلعه ..."أي اشلون ...؟؟والله ما اعرف ولا اشئ من هاي اللي تقولون وتريديون ..."
:
:
رمشت عينها للصدمه ...في الواقع هذه الفتاه اصغر مما يضن الجميع انها حتى لاتعرف الاساسيات ..
:
:
تحركت حول نفسها ..حاولت ان تشتت الحديث ..اقسمت لدواخلها ان تحمي هذه الصغيره لكن ليس الان لن تشرح لها كل هذه الصعوبات الان ..
وليس وهي بهذه الحاله ..وبالتأكيد جسار لن يأخذ هذه الصغيره على الهون ..
اشارت لها على الخزانه ..وقد اضطرب نفسها ...لقد اقحمت نفسها في كل هذا ..
لكنها لن تتراجع .."وصيت ايجا تشتري لك اغراض ما ادري عن ذوقها ..بما انه خروجنا صعب ...لكن أي شيء ينقصك قولي لي ..."
:
:
هزت تلك رأسها بالامتنان ..."مشكورة سلطانه ..اعتقد ماكو انسان في هالخرابه غيرتج ..."
:
:
أبتسمت لها سلطانه تقاوم حزنها ..."الله كريم ياجاهده ...أسيبك ذحينا ترتاحي اللي تحتاجيه اطلبي ايجا او كلميني ...ان شاء الله مايكون ناقصك شيء ....و انتبهي للباب قفليه ولاتفتحي لاي احد يا روحي ....طيب ..."
:
:
:
هزت تلك رأسها بالايجاب ...اقتربت وهي اطول منها بأشواط قبلت جبينها ومن ثم غابت عنها ..
:
:
ما ان اغلقت الباب حتى ارتكزت عليه تتمالك نفسها ضنت ان العبوديه انتهت مع عهد تولي الملك فيصل للحكم ..
لكن بين القبائل العرقيه هنالك الكثير من الاسرار والعادات القديمه ..
وماقصة المغدورين الثلاثة هؤلاء ..
:
:
رتبت هندامها وهي تتجه لغرفتها ..
اتجهت لمكتبه ..كانت الصغيره تجلس عن رجليه وقد اعطاها ورقة وقلم ..
أبتسمت لها وهي تجلس ..راقبتها تلك بفضول وهي تدلك انفها الصغير ..
انها جميله للغاية ستكبر ملكة جمال ..بوجنتين ورديه ورموش طويله وعينا سوداء ..
:
:
همست لها بأبتسامه لاتجيدها الا الاناث في حضرة الاطفال ..."يسعدو ياناس القمر ...."
:
:
أتجهت لمكان جلوس الصغيره بهدوء ..سألتها ...بلغة يسهل فهمها ..."أكلتي ...تبغين ننه ؟؟"
:
:
وكل هذا وذاك يراقب ...وقفت ومن ثم اطالت الاختفاء ..
عادت بعصير وكيك في يدها للصغيره ..
راقبتها تلك بعينا حائره ...مدتها بها وهي تفتحه ..رتبت شعرها وهي تراقبها تهم بالاكل ..
:
:
رفعت رأسها متسائله له ..."ثلاب مو صعبة تبعدونها عن امها ...؟؟"
:
:
هز رأسه بالنفي ..."هذا مكانا من اول لولا عناد امي وجسار ...وان كان ربي ماكتب لأوما تكمل مع ولدنا هي بنتنا ...."
:
:
رفعت حاجبها بأشمئزاز فلمح حقدا على امه وابنه في عينيها ..."وليه ان شاء الله استاذ جسار معند على هالصغيره ..وبعدين اول مره ادري انه متزوج .."
:
:
هز كتفيه بأرهاق .."زوجتا اياه انا وشما الله يرحما والله ابوها رجال اجودي بس اومي ماعجبتا تقول جسار تبي تزوجو من القبيله هي معرضة زواج الغربيات كله ..."
:
:
رفعت حاجبها بأستغراب ..."طيب وانا ؟؟مو غريبه ...؟"
:
:
أبتسم لها ..."انتي على مزاجي ..وسكتا قبل سنين بأم العيال ..."
:
:
أبتسمت له .."مزاجك ياسيدي ...على الله ..."
:
:
أستغرب .."هرجتس احسوه كلا نقد ..."
:
:
اصابها الغرور ..."ولا راح تعرف نقده من ايجابه ...حجازيه حبيبي نلعب بالهرج لعب ..."
:
:
راقبها متأملا صامتا تذكر الفاظ الغرام بين الحديث ذكرا خاطفا فتتركه حائرا ..
اطالت الصمت ومن ثم رفعت عينيها مهتمه ..."ثلاب ..جاهده اش وضعها مع جسار ...يعني كتب كتابه عليها خلاص ...؟؟هيا غره بدون كتاب كيف دخلها السعوديه ..؟؟"
:
:
غضن جبينه وهو يدقق في ورقه بين يديه ..."كتبه غصبا عنه في العراق ..."
:
:
سألته بتردد وقد تركتت حرية الاجابه له ...."اش هالقصه ياثلاب ...ثلاث اخوان وغره ..."
:
:
لقد كانت حياته هي دية ابيه وامه فصنعوا منه ابا ورجلا قبل اوانه ..وعوضهم بأربعة ابناء اشداء في اول اعتاب شبابه ..
لكنه لن يشكو أبدا فهو رجل وهذا ماكان المفترض منه ان يفعل ...
سكت لبرهه ثم رفع عينيه لها .."قبل 25 سنه عليى قتل اخواني الكبار الثلاث في خلاف بينه وبين ولد عمتي ...وهذا وقت الثار ..وامي وجسار نووها من قبل والله اعلم ..."
:
:
غضنت جبينها بحزن ..."يالله ...بريئة مسكينه ماتفهم شيء ...صغيره ياثلاب عمرها 18سنه ..."
:
:
نظر اليها نظره ذات معنى ..."يومك كبرا كنتي متزوجا ..."
:
:
تشاغلت مع الصغيره .."كنت ...ومو معناته هذا شيء زين ...ومن زين حياتي يعني الحمد لله بس دفعت ثمن اني تزوجت صغيره ...اللي قدي توها تنخطب ..."
:
:
:
لم يستشف من حديثها شيئا سو الندم ..."افهم من كلامتس ..."
:
:
رفعت عينيها اليه وقد التمعت نظراته بتحدي غريب ...ضن بأن حديثها تنمر عن فرق العمر بينهم ..."ما ابي اتكلم في الموضوع زياده ..فكري مشغول مع هالبنت وكادي ..."
:
:
أنهت النقاش بطريقتها ...تأملت الصغيره التي لوثت المكان بأكلها ...."أش اسمها الحلوة ؟؟"
:
:
همس بأسمها وهو يقلب بين اوراقه .."موجعه ...."
:
:
رفعت حاجبها بأستغراب ..."نعم ..بيبي هاذي تسمونها على اسم امك ليه ...اش ذنبها .."
:
:
لم يعيرها اهتمام ..."كلمي جسار هو من سماه..وبالشمال مابه اسما دلع ..."
:
:
النقاش معه صعب ...حنقت ..."انا مسيت شمالك بحاجه اقولك بيبي حرام تتسمى بأسم ...لها نصيب من امسها ترى ....موجعه حتى قبل كان اسم مهجور ...انا بسميها بكيفي .."
:
:
رفع عينيه لتحديها ..."مالتس ومالا يامره ...انيت اوما ولا ابوا ..."
:
:
رفعت حاجبها بتحدي بشيء من غرور لذيذ ...وهي ترفع الصغيره عن الارض ....وقلدت لهجة منطقته فذاب لحلاوة قولها ...."انا مرة جدا وشيختا ...اسميه اللي ابي ..."
:
:
راقب خروجها ..فتعثرت يديه بما اراد ..انها تشتته ..وتوتره وتشده وتضيعه ..
لقد كان مرتاحا طوال كل هذه السنوات ..
لقد كان مرتاح البال خالي العقل ..و مصون القلب ولم يفكر ان يلتفت لانثى او يبحث عن انثى ..وقد جرب حضه كثيرا ..
من اين اتت هذه المدلله ...؟؟
:
:
:
اهمل اصرارا فتيا في قلبه يحثه للحاقها وتوزيع القبلات على محياها وان ينشد القرب العذب منها ..
:
:
لكنه جلدا صعبا قديما ..لن يستسلم بسهوله ..
:
:
:::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بعد جوله على الاماكن التي ستزوها في المستشفى وقصص الامل المشجعه وصلت لغرفتها البيضاء الصغيره الخاوية اخيرا ..
بدون مساعده احدهم استلقت على السرير الابيض الذي يبدوا بأنها ستلزمه كثيرا ..
كل من مر عليها باطراف صناعيه ..ووجه مبتسم متفائل ..احدث ثقبا في قلبها ..
وحمدت الله كثيرا عندما طمئنتها طبيبتها المسؤله عنها بأنها ستحافظ على اطرافها الطبيعيه وفقط سيعالحزن المفاصل شرحت لها شرحا طويلا ومملا بمصطلحات لم تفهم معضمها ..
اللهجه الكنديه صعبه ..والمصطلحات طبيه بحته ..
الا انها احبت طبيبتها القصيره البشوشه ..وقد اكتسى شعرها باللون الابيض واثرت برودة الجو على خديها المتجعده ..
استغربت كثيرا من ان كادي ليست هنديه ..وقد احبت كادي لانها ذكرتها بأبنة ابنها من ام هنديه ..
ما لاحظته كادي بأن العرق الهندي هنا ضارب ..وهذا شيء غريب ..
فهمت من اسئله يلقيها الماره على الطبيبه بأنهم يسألون عن طبيب وكيف حاله بعدما انتهى من جلسات علاجه الكيميائي ..
:
:
أبتسمت لها الطبيبه .."يو ار ماي لاست كايس بيفور ريترمينت ..اي دو ذات فور دكتور جاي ...هي از قود مان قارد ول بي ويذ هم ..هي از ا كانسر فايتر فروم سكس يير ناو ...هي از سترونق اند هي ول بي اوكي ان شاء الله..."
:
:
=انتي اخر حاله لي قبل تقاعدي افعل هذا لاجل دكتور جاي انه رجل جيد الله سيكون معه انه محارب للسرطان منذ سته سنوات الان انه قوي وسيكون بخير ان شاء الله ..."
:
:
أبتسمت كلدي لاخر لفظ قالته ..."يو ناو وت ان شاء الله مين ..دزنت يو ؟؟"
:
:
= انتي تعرفين معنى ان شاء الله اليس كذلك ..؟؟
:
أبتسمت تلك ببشاشه .."يس أي نو ذات أي هاف الي كيس بيفور 20 يير هي از اولد ايجين مان هي تولد مي وات ان شاء الله مين فور موسلمز..."
=نعم اعرف معنى هذه الكلمه مرت علي حاله لرجل اسيوي قبل عشرين سنه و اخبرني ماذا تعني ان شاء الله للمسلمين ..
:
:
:
بتسمت كادي لها ..."ان شاء الله يور فرندز ول بي اوكي ..."
:
:
=سيكون صديقك بخير ان شاء الله ..
:
:
دخلت عذبى المكان مبتسمه تحاورت قليلا مع الطبيبه ..توجهت لكادي مبتسمه ..."ها ياروحي كيف النفسيه ؟؟..يقولون اليوم كله بيروح اشاعات وهالكلام ...وبكرا ان شاء الله الظهر العمليتين الاولى .."
:
:
أبتسمت كادي برضا ..."ان شاء الله ..دوبي كلمت عمه سلطانه الله لا يوريكي بكيت بكاء ...ياحياتي ياعمه ...انتي متا دوامك ؟؟"
:
:
أبتسمت عذبى ...."ياروحي ياسلطانه الله يكون بعونا ...اليوم كان اول يوم دوام ...قابلت ثنتين من صديقاتي من عمان ..والحمد لله الامور ماشيه ...وان شاء الله بزورتس كل يوم ...وجاملا بترافق معتس ..بتتركوني لحالي ...ياعزتي لكم العيشة لحالي مو حلوه ..."
:
:
مدت كادي يدها لها ...."حياتي ياعذبى ربي يحقق لك كل احلامك ويريح قلبك ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى ابتسامه ذات معنى ...."ربتس كريم ..."
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
بعدما شددت التوصيه على الصغيره لايجا ..كرهت ان تتركها لكن كما يبدو بأن الصغيره قد اعجبتها ايجا وملامحها الهادءه ..
:
:
تحممت ومن ثم خرجت تجفف شعرها ..
كان تفكيرها يكاد يتمزق من شدة تشتته بين كادي والجديده جاهده ..
:
:
كانت سارحه بنظراتها بعدما ارتدت قميصها الابيض الطويل وهي تصفف طرف شعرها الذي بلل قميصها ..
دخل الغرفه للتو واستلقى على السرير بتعب ..
بدون ان تشعر كانت دموعها تنهم وقد هدها الشوق الى ابيها وكادي ..وامها واجمع اهلها السابقين ..
:
:
راقب هدوءها العاصف الفاتن ..وجمال كل ماتقوم به ..
أرتجفت لروده المكان فأستفاقت من سرحانها ..
وقفت وهي تنشر منشفتها الرطبه ..
تعطرت ..و من ثم وضعت مرطب على شفتيها ..وهي تتجه لمفتاح الاضاءه اغلقتها ..
ومن ثم اتجهت الى السرير مسترشده بضوء الارطان الخافت ..
ألتفتت اليه لم يكن كما توقعت نائما بل كان يراقبها بأهتمام ..
اوجعه ركنا في قلبه لمنظر عينيها الدامعه ..اخذت نفسا عميقا تتمالك نفسها ..
:
:
أبتسمت له بين دموعها ..."نصبح على خير ..."
:
:
قالتها وهي ترتب المكان حولها لتخلد لنومها الحزين ..
وبادره استغربها هو ..لم تبخل عليه عندما احتاج حضنها...فتح ذراعه ..بدون ان يتحدث فهمت مايريد وقد تمنته منه ..
اقتربت وهي تندس في حضنه ..دمعت عينيها اكثر عندما احست بدفئه ..
اعتدلت في استلقاءها وهي تدفن رأسها مابين رقبته وكتفه ..
لم يسألها مايحزنها لم يعرف كيف يصوغ حديثة معها حتى ..فكما قال الحديث في حضرتها صمت ..
اختار ان يحتضنها ....يحتضنها حتى تنسى كل حزن وفقد قبله ..
يحتضنها حتى يفهمها ويوصل حديث قلبه لها ..
واحاديث القلوب صادقه دوما ..
:
:
:
:
:
الجزء السادس عشر ..
:
::
:
:
:
"ندوب الذكريات "
:
:
:
تأملت الغرفه المظلمه حولها الا من اضاءة خفيفة ..عدلت الغطاء فوقها وهي تلتفت لجاملا الغارقه في نومها الهادئ...
غدا هو اليوم المنشود ..الا انها لاتشعر بأي شعور سوى الفراغ ..
:
:
تفتقد عمتها اليوم للغايه وقد تغير صوتها عليها اليوم عندما حدثتها ...
حتى ان النوم جفا عينيه ..
لقد قالت لها طبيبته لن يكون هناك آلم ..فقط ستشعر في ثقل في اطرافها ريثما تعود لعملها الطبيعي ..
وستكون معها اولا بأول حتى علاجها الفيزيائي ..
تنهدت وهي تعدل من وضعها في السرير..
الحل هو الانتظار الممل حتى الظهر ..
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
نظرت في ساعتها لم يتبقى عن دوامها سوى ساعه ..
اخرجت ماسترتديه فالطقس اليوم يبدو صعبا ..
لازالت تلف جسدها بالمنشفه ..أعدت لها كوبا من القهوه ..
فتحت ايميلها تتصفحه ..نظرت في المنزل الفارغ حولها بحزن ..
وما انتي سوى رديفة الوحده ياعذبى ..
تفتقد امها واخواتها للغايه ..تستغرب انها لم تفتقد ابيها يوما ..
ابيها زمن القسوة والتحجر الذي ورثه اعمامها وابناءهم ...
تذكرت عمتها صفيه فأبتسمت لطالما كانت نسمه في هذه العائله الصخيره الجاهله ..
خافت من ان تغرق في الذكرى وقفت لتجهز نفسها ..
حرصت ان يكون وجهها الجميل خالي من أي مساحيق للتجميل ..صففت شعرها ومن ثم ارتدت بنطولنها الجينز وكنزتها الشتويه الطويله ارتدت فوقها كنزه مفتوحه اطول واثقل منها ومن ثم ارتدت معطفها الاسود الذي يغطي حتى بداية ساقيها ..ارتدت حذاءها الشتوي ..لفت غطاء رأسها ومن ثم الشال الصوفي ..تناولت حقيبتها وهاتفها ...قد يبدو ما ارتدته خانقا الا انه بالكاد يحميها من جور الشتاء في الخارج ...
:
:
اخذت كوب قهوتها الذي اهدتها اياه ابنة اختها قبل مده ..
أحكمت اغلاقه تمنع تصاعد ابخرة قهوتها المره ..
اتجهت بخطوات تحفظها الى اقرب محطة ترام ..توقفت للحظة حتى وصل ..ركبت واقفه فالمشوار لا يستحق وهي تشعر ببروده تغزو اطرافها لن تجلس وتستسلم لها ...
راقبت الحياه تدب في الشوارع ..توقف قريبا من وجهتها ..قطعت الحديقة العامه ..ومن ثم بان لها معهدها الاستقراطي الهادئ ..
:
:
وصلت قبيل الوقت المحدد بربع ساعه ..جلست في مكانها العهود بالقرب من النافذه ..
اخرجت مصحفها فتحته وهي ترتشف من قهوتها ..
قرت صفحاتها الاربعه التي تبدأ يومها بها دوما ..
بدأ الصف في الازدحام وكانوا عشرين طالب لا غير ..
عندها دخل دكتور الماده ..
اصغت اليه بملل وهي تفتح دفتر ملاحظاتها ..
استمر في حديثة الدقيق في الماده ..
كانت تسرح للحظات تتأمل الخارج ..ومن ثم تعود لتدون ماقاله ..بأنهاءه كانت قد أملت عددا لا بأس به من الصفحات ..
:
:
أحست بشوق غريب وهي تفتح استديوا صورها ..لتذهب لملف قديم ..راقبت صورها واخواتها في طفولتهم كانت قد صورتها من البوم تحتفظ به اكبر اخواتها ..
مرت بصورة عابره ...الا ان عيناها دمعت و تكدر خاطرها وهي تقف مستغفره ..
كانت صورة ايقضت الوعود القديمه في قلبها المتناسي ..
:
:
:
نظرت الى ساعتها تشغل نفسها ..لم يتبقى عن موعد عملية كادي سوى ساعتين ..
بدون قصد فوتت اتصالين لسلطانه ..
:
:
طلبت رقمها هي تخرج من المكان ..طمئنتها انها في طريقها الى المشفى ..وستكون هناك حتى خروج كادي و الاطمئنان عليها ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::::
دخلت عذبى الغرفة مستعجله ....أبتسمت كادي لها بهدوء ..."هلا الحمد لله شفتك قبل ادخل ..."
:
:
أبتسمت لها بدورها ..."فاتني الترام ..على ما انتظرته والمشي...كيف حالتس ..؟؟كيفها النفسيه ...؟؟"
:
:
هزت رأسها برضا ..."الحمد لله دوبني مقفله الجوال من عمة سلطانه ..."
::
ربتت على كتفها ...."قدامتس العافيه ياروحي ..."
:
قالتها وهي تنظر للمرضة التي اقتربت لتسحب كرسي كادي ..
همست لها كادي ..."نو ثانكس أي ويل دو ذات ..."
كانت تود الاعتماد على نفسها لاخر لحظه ..
يكفيها ما سيأتيها من استناد على غيرها طوال مدة علاجها ..
:
:
ودعت عذبى مبتسمه ومن ثم اتجهت لغرفة العمليات التي دلتها عليها الممرضه بعد خروجهم من المصعد ..
كان الطابق هاديء بنوافذ كبيره ..تسمح لاشعة الشمس بأختارق المكان ..
:
:
تسارعت نبضات قلبها وهي تراقب الغرفة الكئيبه بمعداتها الضخمه وسريرها الصغير الغير مريح..
قابلتها طبيبتها البشوشه ......ساندها بألفاظ التشجيع ..
للمكان رهبة يفرضها عليها فيزرع فيها خوفا ..
:
:
الا انها استعانت بالله وهي تستلقي على السرير ..قرأت سورة الرحمن فهي تريحها نفسيا للغايه ..
وتجعلها تتأمل في كلمة فيها ..
بدأت ملامح الغرفه حولها تتلاشيء ومن ثم غرقت في هدوء و راحه ..
:
:
:
:::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
بفرق توقيت ثمانية ساعات ..الا انها تعلم بأن كادي ترقد على سرير العمليه الان سلمت من صلاتها ..وجلست مطولا على سجادتها ..
الساعه العاشره مساء الان ..
التفتت حولها في الغرفه لم يظهر بعد وقد استيقضت اليوم صباحا بدونه في السرير علمت لاحقا بأنه قد سافر الى مكه ..
ولن يطيل الغياب زز
لن يأخذني معه ..اعجبني بأنه ولاني خليفة له للحفاظ على احداث المنزل مستتبه ..
ان احمي جاهده من أي اشتباك مع امه او جسار ..
جسار اين جسار من الصورة حتى ابناءه لم اشاهد سوى طالب مؤخرا ..
:
:
التفتت للصوت في الغرفه كانت الصغيره تعبث بأحد ادراج التسريحه ..أبتسمت لها وهي تنهيها ..
"لا يا ......"
سكتت لبرهه انها تكره اسمها للغايه ما موجعه هذا ..
ولا تعرف بماذا تناديها او تتوجه لها ..
تذكرت دلع ابيها واخيها وامها لها في صغرها لصعوبة اسمها هي ايضا ...."لا يا توته احه ...تعالي عند خاله ..."
:
:
قالتها وهي تفتح يديها لها ...توقفت تلك عما تفعله واتجهت لها مبتسمه ...
رتبت شعرها الاسود ..كرهت ضعفها وبراءتها وضياعها ..
لا ام ولا اب ..وان لم اكن اهتم بها من سيهتم ..
وقفت وهي تنزع رداء صلاتها ..
أمرتها للحاق بها ..."توته تعالي ..."
:
:
رتبت هندامها وهي تتجه للغرفه حيث جاهده ..
لم تشتبك مع ام ثلاب حتى الان لكنها تعلم بأنها ستقابلها حتما في اجتماع القبيله بعد غد ..
فتحت باب الغرفه بهدوء فسبقتها الصغيره في الدخول ...
راقبت جاهده تجلس بهدوء امام التلفاز الذي يعرض برنامج علميا في قناة للاطفال ..
:
:
حزنت وهي تراقبها وقد خفت الكدمات في وجهها ..
مسكينه جاهده الصغيره بأسم كبير ..
جلست بجانبها مبتسمه ويبدو بأن تلك لم تنتبه حتى ..
أتت الصغيره محاولة الصعود والجلوس بينهما ..
عندها التفتت جاهده لها مبتسمه ...رفعتها لتجلسها وهي تقبل خدها ..."ياروحي هاي الحلوه منو ...لايكون بنتج ..."
:
:
أبتسمت لها سلطانه وهي تهز رأسها بالنفي ...أبتسمت جاهده بحزن تتأملها ..."تشابه اختي وسام ..بس اختي اكبر منه ..."
:
:
أبتسمت لها سلطانه محاولة فتح حديث معها ..."ماشاء الله عندك كم اخت ..."
:
:
نظرت للشاشه بحزن ..."اني عندي غيري 11 اخت كلهم من ابوي الا وسام ...و ولد واحد اخوي من امي وابوي .."
:
:
أبتسمت لها تشجعها للاكمال.."طول عمري نفسي يكون عندي اخوات كثير .."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."اني ما اعرفهم ..كنت بالكوفه ..من شهرين بس رديت لديار ابوي ..."
:
:
أحست سلطانه بوجعها ...ألتفتت لها كادي تتسأل .."سلطانه هسا اني هيجي مثل الوقف في هاي الغرفه ...ما اعرف شتريدون مني والله ما محتاجيني خلاص رودوني لامي..همينه على سالفة الغره هاي ...والله ما ما مستفيدين مني اشئ..."
:
:
أبتسمت تخفي عجزها ...."ياروحي انا لو عليا ذحين ارجعك لامك ...بس مو بيدي ..كل الامر بيد جسار ...."
:
:
غضنت جبينها ..."هاي جسار اللي رماني ع القاع ما؟؟"
:
:
هزت سلطانه رأسها بالايجاب ...اكملت تلك ..."شيريد مني ...ياخذ اللي يريد بس ارد ..؟؟"
:
:
تلعثمت سلطانه ....ومن ثم تنهدت ..."ياروحي يعني جسار يبغاكي حلاله ...يعني مرته .."
:
:
هزت كتفيها بعدم استيعاب ..."أي هم اني مرته هساس خلاص وهو مو موجود ...انتي ماقلتي غره يعني مره ؟؟خلاص يردني ..."
:
:
شتت نظراته حولها ومن ثم همست ..."يعني مره مو كلام ..تعرفين ياجاهده لاتصعبين عليا الله يخليكي ..."
:
:
ضاق ذرعها ...."عيني اش اصعب ..اني مو مفتهمه اشيء والله تاركيني هبلا بينتكم .."
:
:
نفثت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها ..."يعني ياروحي انتي جيبتك هنا كلها المطلوب منها انك تخلفي ...فهمتي ..."
:
:
:
سكتت جاهده لبرهه احست بأن الموضوع يتعقد ويشبه المواضيع التي تخرجها امها من الغرفه عندما تفتحها خالتها ميمونه ..
سألتها بقل حيله ..."هاي يعني أشئ صعب ...الخلفه ...وهالحتجي ...؟؟"
:
:
لم تعرف سلطانه ماتقول ...عدلت شعرها بتوتر ...ومن ثم همست بخجل ..."يعني لازم يكون بينك وبين جسار يعني انتي عارفه ..."
:
:
:
عضت على طرف ظفر سبابتها اليسار وهي تلتفت للجهه الاخرى بهدوء ...بان لها شيء مجهول لكنه يبدو بأنه صعب وقد تجاوزت امها ذكره امامها طوال هالسنوات ..
لم تكمل سلطانه حديثها بل تشاغلت مع الصغيره وهي ترفعها لتبعدها عن اطباق وجبة العشاء التي وضعتها الخادمه امامهم ..
وجود سلطانه والصغيره حولها شجعها لأكل القليل لكن حديث سلطانه المنقطع ..الذي لم تكمله القرار المصيري الكامن وراء نهاية حديثها ..
خجلت من أن تسألها ..وهي تشعر بالغربة تخنقها ..
:
:
راقبت سلطانه الجميله للغاية المشبعه بجمال روح وجسد غريب عليها ..
وهي تحتضن الطفله التي لايبدو بأنها ابنتها ..وتحيط مسمعها بتهوديه هادئه وتوزع القبلات على وجناتها ..
سكنت الطفله في حجرها وتغلل اناملها الصغيره في شعر سلطانه حتى استسلمت جفنيها الواسعه للنوم ..
:
:
:
كانت الساعه تشير للثانية عشر صباحا ..
همست لها ..."بحطها على سريرك ..."
:
:
هزت لها رأسها بالايجاب ..راقبتها ترتب السرير حولها ..غطتها وهي تقبلها وتطفئ الاضاءة ..
:
:
جلست بجانب جاهده التي سألتها بفضول ..."هسه هاي مو بنتج ..ليش تعاملينها هيتجي .."
:
:
أبتسمت سلطانه تراقب الصغيره نائمه ..."لانه انا وكل انثى أم ...وهاذي الصغيره مسكينه مين لها ..وبتصرفات سهله و ماتتعبني اوفر لها حضن شخص تتطمن له ..والاطفال نعمة من رب العالمين واللي فاقد هو اللي بيحس واللي مجرب برضوه بيحس..يعني هي مشاعر انسانيه ماتتفسر ..."
:
:
هزت جاهده رأسها تأيد حديثها ....أكملت سلطانه تراقب سرحانها ..."جاهده اذا في شيء لا يردك الا لسانك ياروحي ..."
:
:
هزت تلك رأسها بالنفي رغم تزاحم الاسئله في ذهنها ...أبتسمت لها سلطانة وقد قرأت خجلها ..
"جاهده ترى انا كبيرة ومتزوجة مرتين عايدي اشرح لك ...ومافيها خجل ..."
:
:
سكتت جاهده تتأمل الشاشة في ظلمة المكان النسبيه ..."ايام الدراسه كانوا في بنات يحتجوا بهاي الاشياء بس امس حذرتني اماشيهم ...وهم امي ماتكول لي أشئ ...انا ادري ان بيه اشئ يصير بين المره و زوجها بس تاعرفه لازم اكبر عكولة امي .."
:
:
أبتسمت لها سلطانه وقد فهمت حماية امها لها لطالما ضنت الشريقه بأن الحديث في هذه الامور خطر محتم قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه ..بينما يبحث المراهق عن هذه الامور بطريقه خاطئه ..
:
:
اخذت سلطانه نفسا عميقا ...حاولت تبسيط عبارتها ..."اولا هو الكلام عن هذا الشيء صعب ليا ولك ..بس حاتكلم .."
:
:
راقبت جاهده المنصته بشيء من خوف وارتجاف ..شرحت لها الامر بشكل مبسط ..أقشعر بدن تلك ..
أحست بالهواء يختفي من حولها ..."هاي يعني شر لا بد منه ...يعني انتي هاي اشيء عادي عندتج ..."
:
:
خجلت سلطانه حتى كادت عينيها ان تدمع ...همست ..."حبيبتي هذا شيء طبيعي ..ومن حق أي اثنين مرتبطين ..يعني هوا صعب اول حاجه بعدين ..عايدي ...."
:
:
:
سرحت جاهده و هي تعض اسفل شفتيها وقد سلبت الصدمه ملامحها ..همست بخوف ..."اني هسه اصر أكثر على رجعة العراق عوفتها هاي مسألة ولدكم ياخذ حقه ..."
:
:
في الواقع هي تجرحها بكلا طرفي السكين لا تعرف ما يطلب منها ليت امها افهمتها وخففت صدمتها ..
راقبت عينها الواسعه تدمع ..وهي تشد على جيب كنزتها السوداء ..
جرتها الى حضنها تواسيها ..همست لها ..."ياروحي انتي كبيره بدال ما تكونين قويه وفاهمه تسوين كذا ..."
:
:
لمعت في رأسها فكرة أبتسمت لأجلها ...ستباغت مخطط العجوز القبيح بمخطط اسمى ..في الواقع هي ايضا تحمل كيدا وشرا ..ولن تطيق بها العجوز صبرا ..
:
:
بعدما واست جاهده وتأكدت من نوم الصغيره المريح اتجهت لغرفتها ..
سرحت شعرها الذي لازال رطبا من استحمامها المغرب ..
أرتدت منامه حريريه حمراء من قطعتين انه ليس موجود لا تبالي بقصر شورت المنامه..الذي يفضح ندبتها ..
:
:
و زعت الكريم المرطب على جسدها سارحه ..أخذت هاتفها وجلست على الاريطة في نهاية السرير ..ممدت رجليها وفتحت مصحفها ..تحاول ان تهدي تفكريها وتصفيه من التفكير الموجع في كادي ..و التخطيط لما ستفعله لتنتصر لجاهده ..
:
:
اغلقت مصحفها على ابهامها وهي تغرق في التفكير ..
لم تتنبه لوجوده يراقبها منذ برهه ...
سمح له وضعها الكاشف لندبتها في فخذها تأملها وكان قد نسيها وقد لمحها في مكه دون ان يدقق ..وقد اخفى جلوسها حينها ثلاث ارباعها ..
:
:
أقترب منها بهدوءه ...كانت شهيه ورقيقه للغايه بلون يراها للمره الاولى فيه ..لولا ان شدته ندبتها ..
ألتفتت لوجوده هلعه وهي تضع يدها على صدرها ...همست بأسمه ..."ثلاب خوفتني .."
:
:
راقبها تطبق رجلها اليسار و تغطيها بطريقة جلوسها بفخذها الايمن ..
نظرت تتأكد من اخفاءها ..ومن ثم رفعت عينيها اليه مبتسمه تخفي توترها ..
لم تستطع الوقوف احتراما له بل تصلبت اطرافه تراقبه وقد رفع أحد حاجبيه مستنكرها ..
راقبته يختفي ليبدل ملابسه ..وقفت بسرعه متجهه الى معطفها الحريري الاسود ..
ما ان مدت يديها حتى جرها اليه ..متى اقترب منها ..
أرتجف
قلبها وهي تراقب الارض لقربه ..جرها بخفه ليوقفها امام المرآه الضخمه الملحقه بالخزانه ...وبطريقة المصمم كانت توفر خصوصية للمكان وكأنها غرفة ارتداء ملابس مفتوحه ..
اوقفها أمامها والتصق بظهرها يمنع نفورها ..
أشار لها على الندبه الممتده باطن فخذها الايسر .."وش ذا ياسلطانه ...؟؟"
:
:
خطتها بكفها ولم تخفيها ...همست بكسرة قديمه..."بقايا ذكريات .."
:
:
اوجعه قلبه لطريقة نطقها ..."بوه غيرا ...؟؟"
:
:
عضت على اسفل شفتها تمنع دموعها ...انها ذكرى ورحلت لكن بقاياها تحزنها ...رفعت القميص ..وسحبت مطاط الشورت لتكشف ندبتها العرضيه اسفل يمين بطنها ..همست .."وهاذي ..."
:
:
رفعت قميصها لتريه تحت يسار صدرها ..مسحت دموعها ..."وهاذي ..."
:
:
أشارت له على الندبة التي خلفها اصطدام خشبة الباب بكتفها قبيل مده ولازالت حمراء ..."وهاذي ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا ونفثته بين شفتيها التي كتمت بكاءها ...رفعت شعرها و ازاحته اجمعه على كتفها الايسر وهي تكشف له بأناملها أثر ندبه بيضاء بين شعرها .."وهذي .."
:
:
تنهدت ..."وكسر مضاعف في اليد اليسرى ..وخلع كتفي الايمن ..و نزيف ..و أجهاض في الرابع ..."
:
:
كل هذا وهو يتوه بآلمها ..أحس بأنه ولأول مره عاجز ..و ضعيف..لأنه لم يذود كل هذه عنها ..كره كل هذه الكسره وهي تكشف له عن ندوبها ..
بل انها فقدت طفلا ..منه ..من اعتداءه عليها هذا مافهمته من صيغة حديثها ..
أبتسمت لأنعكاسة التائه ..وكأنها تطمئنه بأن كل ماحدث لن يعود ..
أخذت كفه اليمين وقبلت باطنها ..وكأن شيئا لم يكن سألته ..."كيف كان يومك عسى ماتعبت ..."
بوجوم رد وهو لازال يتأملها .."الحمد لله ...."
:
:
انه صعب للغايه ..صعب هذا الثلاب ..لا تعرف من أين تأتي به ..
حاولت ان تثنيه عن بعده وهي تبتسم له .."وحشتني ..."
:
:
رفع حاجبة الايسر وقد توجه احدهم ولاول مره له بهذا اللفظ ..
أنها صغيره تجيد الاغراء واختيار الاحاديث التي تجذب قلب اعتى رجل ..
ليست كمثيلاتها القديمات ..انها لاتقارن بهم حتى ..في الواقع عند التفكير لم تتوجه احداهن له يوما بلفظ غرام ..
حتى ولو من بين سائر حديثها بالغلط..
أبتسم بأستغراب ان يكون الشوق له ..."تقولينها صادقه ..."
:
:
عضت طرف شفتها السفلى تمنع أبتسامها وهي تبتعد عنه ..."أنت اش تشوف ...؟؟"
:
:
أبتسم لابتسامتها محذرها ..."بنت ياسلطانه ...وش هالحركات ؟؟"
:
:
:
هزت كتفيها تتصنع الجهل ..."أي حركات ..؟؟وه ما سوينا حاجه ..."
:
:
غضن جبينه ..لحلاوة قولها وطريقة لهجتها ..
نهاها ..."سلطانه مصدع تافل العافيه فكينا دلعتس بنام ..."
:
:
رفعت حاجبيها ببرأه ..."يعني حتعبك انا مثلا ...لاء حرام ياثلاب والله انا نسمه ..."
:
:
لمس تحديها وشقاوتها الانثويه كل ماتفعله غريبا عليه ..فهو لم يعش ايا من هذه المواقف قبل ..
ويشهد لنفسه سرا بأنها تشده للغايه ..
أبتسم لها ....ياللذتها ..
:
:
اقتربت منه وهي تحاوط رقبته بذراعيها ..."شوف الاتفاق ادخل اتحمم وارتاح ..انزل انا اسويلك عشا خفيف ..وقهوه ..ونجلس ونروق ..وماحسيبك تنام لانك وحشتني طيب ..."
:
:
ذاب لرقتها لن يرفض لها طلبا ابدا ومتى وجد كل هذه الرقه في حياته و المغامره كي يبتعد عنها ..
:
:
:
راقبها ترتدي معطفها الاسود وتشده حول خصرها ..اختفت عن نظره ولازال يقف مكانه ..يتمعن دخولها الغريب في حياته ..
الا ان هناك وجعا غزاه لكل ندبات جسدها التي يراها للمره الاولى ..
كل الذي يعرفه بأنها سيحميها جيدا بكل ما اوتي من قوه وسيطبطب على ندبات قلبها حتى يخفيها ..
لم يجرب العاطفه لانثى من قبل لكنها كما يبدو جارفه و مؤلمه ..
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::::::::
صعد مع السلم في هدوء وخطوات ثقيله العوده الى هنا هذه المره ستكون ممتده وطويله كما يبدو ..
:
:
لم يمر على مكان اخوته المعزول ..سأل الخادمه عن مكانها ودلته ..
لم يقابل جدته بعد ..
قاوم صداع قويا قد لازمه منذ يوم ..
لا يعرف كيف يتعامل معها وقد تركتها امها ومن بعدها جدتها له ..
يجد نفسه محتاجا الى ابيه كلما اقنع نفسه بالابتعاد عنه ..
دفن رأسه بين يديه بتعب وهو يفتح باب الغرفه ..هنالك الكثير من الامور تزدحم في رأسه...يشعر بنفسه مشتت ..
لقد كانت الغرفه هذه له قبل عودة زوجة عمه الى سكاكا ..
تمدد بتعب ..وهو يراقب صغيرته التي دلته الخادمه على وجودها تغط في نومها ...
بخفه نزع ملابسه العسكريه ..وهو يلعنها في سره ولا ينوي ان يلبسها مره أخرى ..
بقي شبه عاريا وهو يرمي نفسه بجانب ابنته بتعب ..وقد دمعت عينيه لا اراديا لقوة آلم رأسه ..
:
:
حركك الغطاء ليغطي جسده ..فلفته ثالثه على السرير ..خجل للحظه توقعها قريبة خالته شما ..كانت تعطيه ظهرها لولا انه عرف شعرها وقوامها الذي شفه عندما قضى ساعات بقربها ..
:
:
تأجج غضبا في صدره ..رفع احد حاجبيه حنقا وهي يضربها على كتفها بخفه وأشمئزاز ...
:
:
هوى قلبها هلعا ..وهي تجلس فزعه ألتفتت لوجوده عاريا بجانبها ..
فأرتجفت جسدها وبردت اطرافها ..لم يكن ينوى خيرا من نظراته ...نهرها بلا رحمه ...."قومي منا ...عساتس للهلاتس .."
:
:
بلعت ريقها وقد فقدت القدرة على تحريك قدميها لشدة رعبها من طريقة ايقاضه لها ومن قربه ...
:
:
نهرها من بين اسنانه مهددا ..."أقهرتس بنيه اقولتس قومي لا يجيتس سواد وجهتس اللحين .."
:
:
رفعت الغطاء وهي تعدل قميصها القطني اسفله ...لم تنطق بكلمه وهي تحاول الخروج من السرير ..
:
لمعت في رأسه فكرة وهو يراقب ارتعادها ..لقد نسي وجوده هذه الايام ..
في الواقع هو رجل ايضا وقد طلق زوجته منذ ستة أشهر ..
وهذا كل غرضه من جلب هذه ..الا انه احس بآلم رأسه يشتد فقد لازم لمدة يوم ونصف في دوامه القاسي ولم ينم منذ يومان ..
:
:
لم يستطع رفع صوته ..همس لها ..."أبعدي و أستتري .."
:
:
قالها وهو يطرق رأسه على الوساده ويغطي رأسه بوسادتها التي كانت تحت رأسها ...
:
:
أقشعر بدنها ووهي ترفع جيب قميصها القطني ...ولم تلاحظ بأنه فضح ملامح جسدها اجمع ..
:
خرجت الى الصالة مبتعده عن مكان وجوده ولا تعرف كيف حملتها قدميها ..
لن تعود الا الغرفه بوجوده بها ابدا ..
كان المكان باردا للغاية ..جلست على الكنبه وهي تحتضن نفسها ..ألتفتت لم تجد حولها شيئا ..
راقبت باب الغرفة وقد انهمرت دموعها لخوفها ..
لهجتة صعبه للغايه ..ونظراته كانت مخيفه ..تذكرت ضخامته جانبها في السرير فأرتجف قلبها ..
:
:
ألمتها معدتها لاتدري خوفا او بردا ...
تذكرت شال كشميريا تركته لها سلطانه بجانب الباب ..أتجهت اليه بسرعه وهي تفرده على كتفيها و تحتضنه ..عضت على شفتها تمنع ارتجافها متأثرة ببرد المكان ولازال شعرها الطويل رطبا ..
:
:
لن يهنأ لها نوما ولا راحه بوجوده ..وما شرحته لها سلطانه يمزق تفكيرها ..
:
:
:
عادت الى مكانها تجلس ..وهي تراقب الباب خوفا من خروجه أي لحظه ..هي لاتعرف رجلا سوى ابيها وخالها ..
ولم تحتك برجلا من قبل ..وفجأة يظهر هذا بكل ما يتعلق به من امور مخيفه ..
كيف لم تقفل باب الغرفه كما امرتها سلطانه كيف نسيت ..
:
:
عادت لتحتضن جسدها وهي تدفن شفتيها بين قبضتها وقد بللت وجهها دموعها ...وكل ماتمنته الان دفء حضن امها ..لم تكن وحيده من قبل حتى هذه اللحظه ...
شعرت بأنها اضعف من هشيم حقل قديم في وجه رياح عاتيه ..
:
:
أغمضت عينيها تتذكر فناء منزل جدها في الكوفه ..حيث امضت طفولتها واجمل ايام حياتها ..
:
:
:::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تراقب هاتفها و وهي تدفن نفسها في حضنه ..وقد غرق في نومه المنهك ..كرهت ان تبتعد عنه ..
:
:
راقبت هاتفها يهتز منذرا بمكالمه ..ألتفتت اليه ..أنسلت من بين يديه بخفه ..
لقد اطالت كادي البقاء في غرفة العمليات حقا ..
أخذته وهي تتجه الى دورة المياه وتغلق الباب عليها ..
:
:
أبتسمت وهي تستمع لصوت عذبى التي طمئنتها بأن كادي قد خرجت منذ ثلث ساعه تقريبا الا الاتصالات كانت مزحومه ولم يكتمل معها أي اتصال بها..
:
:
هدئت خوفها وهي تقول لها بأن العمليتان قد سارت على احسن مما يرام ..وكادي بخير ..ولحسن الحظ لن تحتاج الى غيرها ..وبعد اسبوه من التأم الجرح سيبدأ العلاج الفيزيائي ..
:
:
اغلقت منها وقد ضرب قلبها فرحا ..تمنت وجود ابيها هذه اللحظه ..
انسابت دموعها فرحا ..
أخذت حماما سريعا ..ومن ثم قامت ليلها شاكره ..
ودعت الله ان يحفظ كادي ..ويعينها على انجاح مخططها الذي تنوي عليه ..
حان الان من يقلب اللعبه ويملك كل اوراقها الرابحه ..
:
:
:
:
التفتت تراقبه في السرير ..الوافد الجديد الى قلبها ..من اكتشفت انها تحتاج وجوده ..
العاصف الهادئ ..
شيخها الفاتن ..
:
:
:
:
:
:
الجزء السابع عشر ..
:
:
:
:
"خطوات واثقه "
:
:
تخطى ما مداه اخويه على الارض وهو يحمل غطاءه في يده ..
أستلقى على الاريكه خلفهما ..وهو يحتضن غطاءه فتح هاتفه وتعلقت عينيه بأيميل قد ارسله له ابيه ليدقق في ما فيه ..
:
:
لم يستطع التدقيق من شدة الازعاج حوله ..ضرب اخيه على ظهره وهو ينهره ..."اقصر حسك يامال الوجع ..."
:
:
لم يلتفت اخيه اليه ولازال مدققا في الشاشة رمى يد الجهاز من بين كفيه وهو يصطنع الفرح ..
:
وقد سجل هدفا في اخيه الاكبر للتو ..
:
نهره معتاد وهي يرمي اليد بحنق ويستقيم جالسا ..."والله غشاش يالدب ...."
:
:
بادلوا بعضهم التنقيص والشتائم ..كان الجزء الذي يعيشون فيه في صغرهم مخصص للضيوف لكن بعد عودة زوجة عمهم للسكن معهم جسار ارتحل للرياض وهم سكنوا هذا المكان ..
ولم يعودا للسكن في القريات عند امهم كما توقعت جدتهم مكانهم هنا الان ابيهم يحتاجهم بجانبه ..
:
:
رفع عياد رأسه بملل ..."تعرفون وش اللي قاهرن ..جسار متزوج مرتين وانا على قعدتي مقرود من يومي ...حسرتي من يزوجن ولا يطالع بوجهي ...."
:
:
كان معتاد يقلب في هاتفه بملل ..."خل امي تزوجك من بنات خالتي ..."
:
:
أشمئز ..."عوذا اخذ وحدا انا ازين منها ...شفت مرة ابوك ...هذيلا البنات ...ابوي لجله رضي والدين خذا وحدا مثلا ...لولا انو ماينعرف خيرا من شرا ..ليتني انا كنت يم ابوي بالعراق ونقزت بهالغره ...بنات العراق جرح ......"
:
:
رفع معتاد رأسه نظر لاخيه برهه ...."مالك الا نورة بنت خالتي سميه و انت تافل العافيه ها ...وخل عنك جرح وما جرح اللي ينق بالحريم ربي يرزقوا مرة شينه ..."
:
:
تدخل طالب ..."والله محد يعرف لعياد ..كل يوم براي...نهايتة بيتزوج من بنات خالاتي ...."
:
:
نهره ..."نهايتي بتوطا ببطنك يالفقمه ....اقولها لكم صريحه ابي حجازيه ولا اردنيه من ربع خوال ابوي ..."
:
:
مثل معتاد الغثيان ..."تتذكر هدى ...مال الوجع ياهدى ....ابوي جاه ضغط وسكري واكتئاب مزمن منا ..."
:
:
رفع حاجبه مدافعا ...."ترى مو كل بنات خالة ابوي مثلا تذكر مها ...مال الوجع وجهك ...مها لولا انها مو اكبر مني كانت شفت ثلاث زلمات منا هنا اللحين ..."
:
:
:
رد عليه بقل حيله ..."انت من يوم عمرك 13 وانت صجيتنا بالعرس وهاك حطت يد ابليس....بيعرس طالب وانت تتشرط ...."
:
:
سألهم طالب بأهتمام ...."شفتوا موجعه ....يابعد حيي يابري حالي وش زينا ..ماكن ابوا جسار ...."
:
:
سأله عياد عاشق الاطفال وخصوصا البنات لانه قد حرم من نعمة الاخت ..."اشهدك بالله زينه ....ياعمري يالبنيوات ...
:
:
لم يشاركهم معتاد الحديث وهو يحدق بهاتفه ..."يابعد حيي ياحايل ..شوفوا لنا يومين ابوي فاضي نروح المحميه ...بدون ابوي شينه ..."
:
:
تنهد عياد بحزن ..."ابوك طيرت عقلوا غزالة الحجاز ...انا ماعدت اشوفوا .."
:
:
رفع حاجبه بأهتمام متذكرا شئ ما ..."سيارة جسار عند الباب ...ماهو ملازم اللحين وش جابوا ..تصدقني بيترك الشغل و بينشب لك ياعياد ..."
:
:
تأفف عياد ..."خلوه يشيل الحمل تروه اشطر مني ...بس ابليسوه مقوي ..."
:
:
تفكر للحظه ..."بعد عمرن طويل اخوي بيعقل ويعرف اغلاطو والشيخه والله ما اخذها عنوه لو على رقبتي ...."
:
:
هز معتاد رأسه برضا ..."الله يسامح جدتي ويسامح امي اللي تركت جسار لافكار جدتي ...ولا امنا وابونا واحد ...مايبعد عننا بشئ...."
:
:
:
سكت عياد وهو يدلك جفنه بتعب ...."على الله ..."
:
أزره معتاد ..."عياد لو تبي تتزوج كلم ابوي وجدتي ..والله ماحد بيقصر ..."
:
:
هز ذاك رأسه بالنفي وهو يقف ..."بدري و انا اخوك خلها ليومها ...."
:
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::
النعاس يثقل جفنيها واحلام بعيده وغريبه تتزاحم في ذهنها ..
تنهدت بتعب ..وقد شعرت بوخز في اطرافها ..فتحت عينيها بكسل ..كانت الغرفه تغرق في الظلام النسبي ..
:
:
تذكرت ماحدث ..التفتت لجاملا التي كانت تراقب التلفاز الصامت وتشد شالها على كتفيها ..
نظرت الى رجليها التي وضعت من منتصف فخذها في دعامات بيضاء بلاستيكيه ..
:
:
همست بتعب و ظمأ لها .."جاملا جي ..."
:
:
ألتفتت تلك لها مبتسمه أقتربت تقبل جبينها وهي تهمس لها بالدعاء ..
طلبتها .."ميري صلاة بهوتا هي ..."
:
:
=لقد فوتت صلواتي ..
:
:
ساعدتها تلك وقد احتاجت لمساعدتها في الوضوء في مكانها دون مغادرة السرير ..
من حسن حضها بأن القبله لا تحتاج لأن تميل كثير ..
أدت صلواتها و انهتها بوتر لتشكر الله على نعمته ..
كانت تشعر بأنهاك شديد ..طبعت رسالة لعمتها تطمئنها ارسلتها ومن ثم خلدت الى نومها العميق مجددا ..
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::
لم تنم حتى خروجه من المنزله التاسعه صباحا ..انها الان مطمئنه على كادي ومرتاحة القلب جزئيا ..بعدما صلت الظهر عادت الى سريرها بتعب ..حتى انها مطمئنه على الصغيره في وجود ايجا وجاهده لن يحدث لها شيئا ..
:
:
زحفت في السرير بكسل وهي تحتضن وسادته وتنام في في مكانه ..تنهدت وهي تشعر بوجوده القديم في المكان وعبق عودته القويه ..
:
:
لقد غزاها من حيث لاتحتسب وقد كرهت جنسه لسنوات ونفرت منه ..
:
:
أستيقض هلعا وقد خف آلمه ..رفع ساعته لقد خرجت صلاة الظهر للتو ..
كانت ابنته تجلس على السرير وتمد جذعها الصغير فوق صدره نائمه كعادتها ..
رتب شعرها رفعها وهو يقبلها ..مهما كان انها قطعة قلبة لكنه لا يعرف كيف يعتني بها ..
أظهرت الانزعاج وهي تبحث عن الوساده بكسل ..
توضأ على عجل ليصلي ما فاته ..
:
:
توجه الى الصاله ..كان قد نسيها مجددا ..راقبها تستلقي بغير ارتياح على الكنبة تغطي نفسها بشال كشمير ..
:
:
أقترب يتأملها ..بغض النظر عن غرضه منها وموقفها وكرهه لها يشهد بأنها جميله كنغمة ولحن عراقي ..
كل هذا الشعر و براءة الملامح ..نهى نفسه عن الانجراف ..
سحب الشال عنها بهدوء ,,فكشف اجزاء جيدها الغض جزئيا ..
أحست بحركة حولها ..فتحت عينيها بكسل وهاهو الطويل القديم يقف بالقرب منها ..
نظر الى ابنته في السرير ثم نظر اليها ..
كل شيء يجري لصالحها ..جلس على طرف الكنبة بملل ..
أمرها بجفاف .."قومي سوي لي قهوه..."
:
:
راقبته بعينا خائفه ..همست له بخوف..."ما اعرف .."
:
:
رفع حاجبه بغضب ...."ما سمعت ...؟؟"
أستندت على ظهر الكنبه وهي تقف بأطراف مرتجفه ...تلعثمت .."هسه تريدها ...."
:
:
سكت للحظه يتأمل الفراغ ...تحاشى النظر اليها ...همس بين اسنانه "انقلعي سوي لي قهوه ...بسرعه ..."
:
:
خرجت بسرعه من الصالة لم تفكر حتى ان تغير ملابسها ..
لممره الاولى تخرج من المكان منذ قدومها ..
لا تعرف من اين تذهب او اين تتجه ..
تمنت لو انها ترى سلطانه هذه اللحظه ..
التفتت لباب الغرفه الشبه مغلق خلفها ..
جالت بنظرها في المكان الخالي الواسع حولها ..
أتجهت الى السلم ..وبرودة المكان تزعجها وهي لازالت بقميصها القطني الخفيف ..
:
:
ارتجفت لبرودة المكان ولتوترها وهي تنزل السلم بتردد و هدوء ..
شعرت بأن الحظ يبتسم لها وهي تراقب اتجاه ايجا للسلم ..
ألتفتت تلك لها ..أستغربت وجودها وهي تقترب منها .."مدام يبغا شيء..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."عيني ايجا اريد كهوه .."
:
:
خفتت ابتسامة ايجا ولم تفهم ماتقصده ...بل رددت .."كهوه ...يبا قهوه بن حق سأودي ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."ايه هاي هيا كهوه قهوه سم ...اريد هاي .."
:
أبتسمت لها ايجا بمهنية تتقنها ...."كلاص مدام شويه جيب قهوه ..."
:
:
تمسكت بها ..."اني راح اجلس هني ها ...بس تجيبي الكهوه اني اخذها منك ..أنزين ..."
:
:
كشرت أيجا وهي بالكاد تفهم لغة اهل البيت الا لغة سلطانه السهله ..وهذه لاتكاد تفهم منها شيئا ..
:
:
جلست على اريكه قريبه منها تراقب المكان بتوتر وهي تهز قدمها ..برودة المكان صقيعيه ..
:
:
فتح باب المصعد القريب منها ...أخذت القهوه من الخادمه..نفثت نفسا عميقا وهي تتجه الى الغرفه ..
لم يكن موجودا وضعت القهوه على الطاولة ومن ثم اتجهت الى الغرفة بتردد وشيء من خوف..
فتحت الخزانة وهي تجر لبسا عشوائيا ..مراقبة باب دورة المياه بخوف ..
أحتضنت ملابسها وهي توزع النظرات حولها لا تعرف اين ترتديها ..
فتحت باب الخزانه وبدلتها خلفه بسرعه وبيدا مرتجفه ..
ما ان اغلقت الباب الا وقد كان يقف بالقرب منها ..
تعلقت نظراته بطوله وقد اجتمعت الدموع في حدقتيها ..
سمعت الصغيره تنقذها وهي تنادي غير مصدقه .."بابا .."
:
:
تركها متجهه لتلك ..رفعها بخفه بين يديه وهو يقبلها بشوق ..راقبت وحشا قد انكسر وهو يوزع القلبات على وجنتي ابنته المبتسمه المطمئنه لوجوده ..
:
:
كان يرتدي ملابسه الداخليه شورت اسود وقميص رمادي اشتد على عضلات صدره ووسع منكبه ..
:
:
وجوده يوقف قلبها هلعا ..راقبته يتجه الى ثلاجة القهوه ..
شرب فنجالين على عجل ولازالت ابنته في حضنه ..
انه يهمشها للقاء اكبر ..ليس بمزاجا له ..
حمل ابنته ومن ثم خرج من المكان ..
:
:
:
عندها فقط نفثت نفسا عميقا براحه لحمل وجوده ينزاح من فوق صدرها ..
وان تكن نظراته حانقه وبمعني لاتفهمه ..لكنه لم يفعل ماقالته لها سلطانه لربما تنازل عن فكرته و سيعيدها لامها ..
:
:
:
كره ان يقابل جدته فتحيطة بالأسلة بالرغم من انه يشتاق اليها ..
أتجه الى باب اعتادوا على ايصاده في طرف الصالون الداخلي للمنزل ..من حسن حضه انه كان غير مقفل ..
فتحه وهو يتفقد المكان الهادئ ..قبل خد ابنته وهو يصعد السلم ..
فتح اول باب على يمينه ...اضأ المكان وهو يتجه الى المنزعج في السرير ..
جر غطاءه ....امره بطريقه قد نسيوها في بعده وهو المهووس بالسيطره ..."قم يامال الهزيمه ..."
:
:
فتح عينيه بكسل غير مصدقا لمن يقف بجانبه وبيده صغيره يبدو بأنها ابنته ..
نهره ..."ياجسار انزح وراك ..مصلين ياخوي خلنا ننام ابوك بيزهمنا العصر بدري ..."
:
:
وكأنه لم يستمع لتبريره ..."قم يامعتاد ...عسى العافيه ماتعودك ...قم ..."
:
:
ترك ابنته من يده فجالت في المكان فضوليه ..أتجه الى غرفة طالب ..فعل مافعله مع معتاد واقوى ..
تأمل غرفه عيا دالا انه لم يفتح الباب ..لكن ذاك من سمع صوت اخيه فتح الباب ..كانت الصغيره تقف بالقرب من الباب ..
ألتفتت اليه مستغربه وهي ترى للمره الاولى احدهم يشبه ابيها الى هذه الدرجه ..
رفعت يديها اليه مبتسمه ..
كان يراها للمره الاولى ..تجاهل اخيه وهو يرفعها مبتسما ...."يابري حالي يالزينه ..."
:
:
أبتسمت لقبلاته ضنا انه ابيها ..حرك رأسه بطريقة كيف حالك ..
هز ذاك رأسه بالايجاب وهو يصر على ايقاض اخويه ..
:
:
وجود جسار مطمن لأجمع اخوته لطالا كان سندهم واغلى مايملكون بعد ابيهم لكن لولا قصة الثار قبل سنوات التي كانت سببا في نفيه ..
لطالما جدته التي لا يرفض لها طلبا تعرف من أين تأتيه بطلبها نخوته وتحديها شهامته ..
لصغر عمر ابيه وانشغاله حينها ..ولدراسة امه تعلق بجدته وهي من ربته منذ كان رضيعا بل رأت فيه الامل والفخر ..لأطالما كرهت ان يبكر أحد ابناءها بفتاه ..فوهبها الله اربعة احفاد دفعه واحده ..
فياض صعب وعصي وعلاقته بأمه متوتره لطالما كان متعلقا بكساب وابيه ..
بل هي من اهملته متأثره بفاجعة اخوته..ومن ربى فياض هو ذاك القديم المختفي ..الذي لاتعرف له ارض بل وصلهم بأنه توفي منذ سنوات ..
لكن فياض لازال لا يتحدث عن اختفاءه المفاجيء ..
بالرغم من انه يكبر فياض بثلاث سنوات الا انه كان يعني له كل شيء ..
وفي لحظه انهدم كل الذي كان وبقي فياض صامتا حتى هذا الحين ..
:
:
:
أستيقضت بمزاج عالي جدا ..وهي تبتسم وتدندن اغنية لطلال شماليه كانت امها تحبها ..
فتحت ابواب خزانتها وهي تبحث عن اشد فساتينها قصرا ..
تجربه تشده فوق فخذها ثم تعيده ..
اخرجت احدهم بلون سكري واكمام ضيقه وقماش جوبير فخم ..
كان قصيرا للغايه عليها بحيث انها لو جلست سيفضح كل شيء ..
:
:
كملته بأكسسوار يليق به لولا انها توقفت للحظة وهي تتأمل صفوف الاحذيه ..
رفعت احد حاجبيها بكيد وهي تطبع رساله لثلاب أتها الرد عليها من حينها ..أبتسمت بأنتصار وهي تتجه الى غرفة جاهده ..
كانت تلك تغط في نوم متعب على الاريكه ..غطتها جيدا وهي ترفع حذاءها البسيط الذي اختارته لها أيجا..حفظت مقاسه ..ومن ثم خرجت بهدوء كما دخلت ..
نادت ايجا بأستعجال ..."أيجا ..بسرعه كلمي سواق ولبسي توته ..نبا نخرج ..."
:
:
أحتارت تلك ..."توته مع مستر جسار .."
:
:
أتسعدت حدقتيها خوفا ..وهي تعود مسرعه الى غرفة جاهده ..
راقبت ملابسه العسكرية التي لم تلحظها ملقاة على الارض قريبا من السرير ..
ألتفتت الى جاهده ..كرهت ان توقضها ...لكن قلبها تأجج قلقلا عليها ..
:
:
أقتربت وهي تهمس لها ..."جاهده انتي طيبه ياعمري ...؟؟؟"
:
:
همهمت تلك بكسل و يبدوا بانها لم تنم جيدا ...وقفت وهي تعض طرف شفتها السفلى وكيف ستذود رجلا عن زوجته ..
رفعت حاجبها بقلق ..وهي تخرج من الغرفة ..توقفت للحظة وهي تشعر بعجزها ..لكنها ستمضي قدما في خطتها مهما كلف الامر ...
نزلت السلم وهي تنادي خادمتها ولازالت عباءتها في يدها ..
لا تتجول في المنزل كثيرا لكن ترى بأن هذه سيء بأن لاتثبت وجودها الفعلي فيه ..
كما انها لم تحتك في ام ثلاب بعد وتؤجل اللقاء الى المواجهه الحاسمه ..
ناولت ايجا الواقفه بجانبها حقيبتها ..همت بلبس عبائتها ..
لولا انها التفتت لصوت ام ثلاب خلفها ........"ماشاء الله هاذي شيخة ثلاب اللي ماتنشاف ...."
:
:
أبتسمت لها تخفي اختلاج صدرها من طريقة نطقها ...
أقتربت هي تقبل جبينها بأحترام ..."كيفك ياعمه اعذريني مقصره ..."
:
:
سكتت تلك تتفحصها بلا مبالة ..."على وين العزم ..."
:
:
كرهت سلطانة التحكم الذي تبديه ....لكنها لها ...أبتسمت لها .."مشوار خاص ..."
:
:
هزت رأسها لها بالرضا ...."قلتي لرجلتس ..."
:
:
أبتسمت سلطانه تخفي دواخلها فمهما كام هذه سيده بعمر امها ويكفيها بأنها امه ..."أكيد ياعمتي هو انا لي شور غير شوره ...."
:
:
رضيت تلك بكلمتها التي قالتها فيكفيها كنة لاتحشر انفها في قرارتها وتطيع ابنها ..
:
:
ركبت السيارة بتملل وكان كل شيء عكس ما توقعته ...
لم يكن السوق ماقد تخيلته لكن ذوقها حكمها ولم تحتاج الكثير ..
وقد مرت لتشتري هاتف و شريحه..لم تطيق حماسا وهي تفتح الحقيبة الورقية الفخمه في يدها وهي تتأمل الفستان الوردي التي اشترته للصغيره التي شغفت قلبها حبا وكأنها ابنته وليس حفيدته ..
:
:
:
لم تطل الغياب ..دخلت ومن خلفها ايجا محمله بما اشترته ..نزعة عبائتها وهي تناولها اياها ..عدلت شعرها واخرجت هاتفها من حقيبتها وهي تتجه الى المجلس الداخلي وقد عرفت بأن هذا وقت اجتماع افراد العائلة الصغيره ..
ما ان دخلت المكان حتى قد سكت اجمعهم ..الا الصغيره اتجهت لها بفرح ..حملتها من على الارض بخفه وهي تقبلها ..سألتها بحنان ..."اكلتي ياتوته ..."
أبتسمت تلك الصغره لها وهي تهز رأسها بالايجاب ..."حمالله ..."
:
:
قبلت خدها وهي تتجه لصدر المجلس وقد عشقت الفاظها المتلعثمه ...
:
:
بادلوها السلام ببرود ..الا ذاك كان قلبه قد فز لدخولها وطولها وشعرها ورائحتها وبساطة ماترتديه ..
كانت ترتدي بنطلون رسمي اسود و قميص حريري ابيض وكنزة بيج ..رغم بساطته الا انه مع طولها اظهرها كعارضة ازياء..
بهت الجميع وهم يراقبونها تنحني لتقبل خده وكتفه وتجلس بجانبه وهي تتأمله بتعلق دون من حولها ..
رفع حاجبه يمنع ابتسامته ..بينما لم يعجب فعلها امه ابدا ..وقد تفهمها ابناءه الا انهم لم يتخيلوا الموقف ابدا ..
راقبت ابنه يلتفت هامسا لتلك ..التي كانت تجاوبة بأبتسامه وهي تعدل عقالة ..
رفع هامته يعدل عقاله لتعديلها ..وهو يكمل حديثه الهامس لها ..
:
:
رفع عياد احد حاجبيه وهو يراقب ابيه ..كل ما كان ينتظره هو نظره من ابيه كهذه النظره ليعفو عن سلطانه و يستقبلها ..
رفعت عينيها في المكان تخفي قلقها وقد افتقدت كبيرهم ..كادت عينها ان تدمع من شدة قهرها بأنها لا تستطيع حماية جاهده منه ..
لابد بأنه استفرد بها ..
:
:
الا انه دخل فهدأ قلبها ,,رمقها بنظرة من انتي حتى تكوني هنا ..
قبل رأس جدته وجلس بجانبها ..كان المجلس يغرق بأحاديث سطحيه ...
مد يديه لأبنته فأنسلت من حضن سلطانه وهي تتوجه اليه ..
رفعها وقبلها ..راقبت سلطانه حنانه الا انها حنقت لنظره رمقته بها جدته وكأنه فضحها بأنه بكر بفتاه ..
:
:
للحظه حزنت على جسار لولا انه امتداد قاسي ومخيف لجدته ..تسائلت مالذي صنع منه هذا وهؤلاء اخوته امتداد لجمال ابيهم ..
هناك الكثير من الاحاديث المستورة ..وكأن كل واحد منهم ينتظر خروج احدهم ليفضي بقوله ..
موجعه الكبرى تدق بعصاتها الارض بصمت تنتظر ان تستفرد بجسار لتسأله عما كان ..
جسار ينتظر ان يستفرد لابيه ليفضي أليه برغبته ترك مهنته واللحاق بركب ابيه الذي لطالما كان مكانه وليحمل عن ابيه القليل ..
عياد ينتظر ان يستفرد يجسار لفهمه موقفه من كل هذا وانه لازال اخيه ولينسى ما كان ..
:
:
بينما سلطانه قد غرقت في خيالات الغد ...وعن مايخفيه الغد ..
:
:
أنفضت الجلسه ورحل كل من الى مطلبه ..الا سلطانة التي صعدت السلم بهدوء خلف جسار ..
توقفت تراقبه يتجه الى الغرفه تمنت ان تحدثه لكن مالذي ستقوله لها في الواقع ليس هنالك مايشتركان فيه من حديث ..
فقط حصنت جاهده في سرها ..
مالفتها بأن أبنته ليست بيده اتراها لازالت مع خادمتهم القديمه عابده ..
تمنت لو انها تعطيها اياه هذه اللحظه ..لكن مابيدها حيلة لفتها صوت ذاك خلفها وهو يحدث هاتفه بأنسجام ..
شعر بتشتتها وهو يلتفتت لأبنه يغلق باب الغرفه ..
أبتسمت له ومن ثم اتجهت الى غرفتها وهي سارحه ..قلبها مع جاهده ..
لم يتبقى الكثير من الوقت عن صلاة العشاء التي بخروجها ينتهي كل نشاط في المنزل ..
اختارت ان تطبخ اليوم ..فالطبخ ينسيها دوما ما تفكر به ..كما ان ثلاب لم يذق يوما طبقا من يدها ..
:
:
كما ان الاكل هنا لايعجبها ..فهي تشعر انها في وليمه كل يوم ..
راقبته وهو يفتح حاسبه المكتبي ..أنسلت من المكان بهدوء مراقبه باب غرفة جاهده ..
:
:
أتجهت الى المطبخ الذي يقبع في أخر ركن في المنزل ..
بدخولها صمت الجميع ..
كادت ان تفقد صوابها لكل الاعداد هذه هي لاتعرف سوى عابده و أيجا و احداهن لا تعرف اسمها ...من اين ظهرن كل هؤلاء ..
أبتسمت وهي تسأل عابده .."عابده فين اغراض الطبخ ..."
:
:
أبتسمت تلك لها ..."في المطبخ الخارجي عند الطباخ .."
:
:
عابده خادمه باكستانيه مخضرمة كانت قد تواجدت هنا منذ حياة الاخوه الثلاث الكبار ..اتقنت اللهجه والعادات حتى باتت لا تطيق البعد عن ارض الكرم ..
:
:
كشرت سلطانه ...فهي تعلم بأنها لاتستطيع اعداد عشاء لكل هؤلاء ...سألتها بأدب ..."طيب ياعابده معليش ابغا اغراض بسوي عشاء لزوجي ...."
:
:
:
سكتت تلك لبرهه ...جركت كتفيها بقل حيلة مبتسمه ..."اللحين اطلبها لك قولي وش تبين ؟؟"
:
:
أبتسمت سلطانه للهجتها الجميلة ..فهي تتحدث لغة المنطقه بلهجة لغتها الام ..
:
:
رفعت حاجبها بأهتمام ..."بسوي سليق ...جيبي لي اغراضه ..."
:
:
سكتت تلك جاهله ما تطلبه سلطانه ...."سليق نعم اش هذا ..."
:
:
عضت سلطانه شفتها السفلى لن تفهمها بل حتى ان لا احد خارج الحجاز يطبخ هذا الصنف ..
شرحت لها ماتريده بأيجاز ...هزت تلك رأسها غير مقتنعه للوصفه الغريبه ..."حليب مع ملح يامدام كيف ...مع لحم في فرن استغفر الله ..."
:
:
نهتها سلطانه مبتسمه ...."عابده جيبي الاغراض ..بعدين فين الصغيره ..."
:
:
أبتسمت تلك لها لأهتماها وهي تحتك بشيختهم الجديده لاول مره ويبدو بأنها متواضعه للغايه ..."مع ايجا عشتها و بتنومها ..."
:
:
راقبت خروجها من المكان وهي تلتفت بكل من حاوطنها يراقبنها بفضول ...زمت شفتيها تشتت نظراتها ...لكن حقا من سيهتم بهكذا مكان سوى هذا العدد ..
:
:
أبتسمت لهن شاكره بعدما صففن الاغراض التي طلبتها ...نسيت كل شيء وهي تهم بتحظير وجبة ابيها المفضله ..
من دون ان تشعر كن قد تحلقن حولها مستغربات ماتعده ...
أنهته على اكمل وجه ومن ثم امرت عابده مبتسمه ...."بعد ربع ساعه ..اغرفي لي فوق ولجاهده وجسار ..وللاولاد ولأم ثلاب طيب ...."
:
:
فعلا الطبخ انساها شيء من توترها صعدت لغرفتها مسرعه ..
لم يقابها أي كان دلفت ولم يكن موجودا يبدوا بأنه لم يعد بعد منذ خروجه للصلاة ..دخلت لتأخذ حماما يريحها ..
:
:
:
:
::::::::
:::::::::::::::
كانت تقف بالقرب من النافذه حيث المكان الذي ضم تساؤلاتها والحنين الى ارض العراق ..وقد تناولت اطراف شعرها الحريري تلفها على اناملها الطويله ..
قد تحممت للتو وارتدت منامه شتويه باللون الوردي .....ذوق ايجا حقا بسيط ورسمي ..لكنها تشكرها حقا فقد كرهت ان ترى ماقدمت به من منزل ابيها وقد جمع لها الذكرى كلها ..
:
:
لم تنتبه للواقف بالثوب البني يتأملها بشيء من هدوئها ..
التفتت اليه جزعه وهي تبحث بنظراتها عن الصغيره في الغرفه ..
راقبته يزيح نظره عنها وهو يجلس على الكنبة امام شاشة التلفاز ..أخرج هاتفه وانشغل به ..
كانت عابده وقد اعتادت طقوسه قد جلبت القهوه للمكان للتو ..
راقبت روقانه الفاخر وهدوئه المخيف وهو يرتشف من فنجان قهوته ويعلق عينه بشاشه الهاتف وكأنها ليست موجوده ..
:
:
ابتعدت عن النافذه وهي تجلس على كنبه قريبه منه ..رفع نظراته اليها بشيء من حقد قديم ..."مكان انا بوه ما تطبينوه الا يوم اطلبتس قومي لا هنتي يالشيخه لا اشوف رقعة وجهتس ..."
:
:
أحست بمرار في صدرها وهي تتجلد تخفي دموعها وقفت بهدوء ..لم تسأله اين تذهب ...انها لا تعرف مكان في هذا المنزل سوى هذه الغرفه ..
لن تبين له ضعفها لقد انتشلها من بين اهلها ضعيفه ويريد بها شرا لن تخنع له ابدا ..
مرت من اماه بغرورها العراقي الموجع ..تناولت جاكيت منامتها الرياضي القريب منه ..
وهي تكمل طريقها للخروج ..فلتلعنه بهدوئها ..فلتصب عليه جحيم جمالها لن ترحمه ابدا لازال ابنا لأدم يذوب لصوت خطوات انثى بالقرب منه فضولا ..
:
:
ارتدته وهي تغلق الباب خلفها وكأن شيئا لم يكن الا ان عينها دمعت بمجرد ما تأملت المكان الخالي حولها لم تعرف الى اين تتجه ..
جالت في الطابق الذي كان معظمه ابوابا مؤصدة اعجبها ركن زجاجي ..بؤمن لها الخصوصيه عند جلوسها به ..
لكنها فضلت ان تجول مكملة المكان الواسع ..
هناك باب كبير قد فتحت احد ظرفاته ..أقتربت بفضول فأعجبها ماخلفه كان صالة فخمه مجهزة بمسرح منزل ..أبتسمت وهي تدخل المكان وقفت في منتصفه التفتت حولها وقد جاز لها ملاذا غير غرفتها ..
:
:
كانت اجهزة التحكم قد صفت بترتيب فوق الطاولة الزجاجيه الضخمه ..
جلست براحه وهي تفتح الشاشه والرسيفر ..أبتسمت واتيعت حدقتيها متحمسه لأشتراك القنوات الذي لطالما ترجت امها ان تشتريه لها ..
نسيت كل شيء وهي تتصفح مرشد البرامج بحماس ..لفتها وقوفا عند الباب ارتجفت لأوله ..كانت خادمة سلطانه ايجا تقف مبتسمه .."صاله هنا مره حلو بس مافي احد يجلس هنا غير مدام عذبى ..."
:
:
لم تعرف الاسم كانت جائع هالا انها خجلت ان تطلبها ...سألتها تلك بحماس ...."يبغا سناك مدام ...."
:
:
أبتسمت لها بخجل ...الا ان تلك بادرتها ..."انا دهين يرسل سناك هنا مدام ...هاف ا قود تايم ..."
:
:
أبتسمت بعد خروجها غير مصدقه وهي ترتاح في جلستها اكثر ..
صحيح ان شوقها لامها هد قلبها ..لكن مرارته قد توقف قلبها ..فلتتعلم ان تتأقلم كما يبدوا أن وجودها هنا سيطول لكنها لن تتكاسل يوما في حث الخطي لطريق العوده الى أمها ...وتبا لجسار مع اشتراك القنوات هذه ...
:
:
:
:
كانت قد خرجت من الحمام للتو جففت شعرها وسرحته للاعلى ..كحلت عينيها واحمر شفاتها الوردي الفاتح و اغدقت من عطرها وفستان شتوي شد على قوامها بألوان غامقه تليق بالموسم ..وكعب اسود ..
:
:
راقبت السفره بملل وقد طال انتظارة ..تأكدت من اشتعالي اشمعه اسفل الطبق فالمكان بارد ..
هزت رجلها بتوتر ..تذكرت بأنها تركت خلخالها في الحمام ..ذهبت لترتديه....عند عودتها كان قد فتح الباب داخلا للتو ..راقبها تقف مبتسمه ..أي نعيم هذا ..
أقتربت منه ..تناولت كفه بين اناملها الناعمه ...أبتسمت له بطريقه قد ادمنها منها ....انها اول من يتجرأ ويأمره بهذه الطريقه الا ان لها لذة محببه الى قلبه ...
"غسل يدك ..وغير ملابسك ..والعشاء يستنى ..اليوم انا طابخه لك .."
:
:
رفح حاجبه الايسر مستغربا ان تكون مدلله كهذه قد دخلت مطبخا ..."عجيب ..طابختن لي بنفستس .."
:
:
أبتسمت له بعذوبه ...."دحين انت سوي اللي قلت لك عليه ...هيا .."
:
:
جلست تنتظره ..على المائده وهي تتأكد للمره الالف من ترتيبها ..
خرج وهو يحمل منشفته في يده ويجفف شعره جلس امامها مبتسما بأبتسماته الغريبه الجانبيه ..التي لاتليق بسواه ..
سألته بحنان يقتله منها ..."كذا مو برد يا ثلاب .."
:
:
هز رأسه بالنفي وهو يراقب نظراتها القلقه التي لم يصدقها .."متعود ..شمالي يابنت ..."
:
:
أبتسمت له وهي تهم بغرف طبقه ..."يسعدلي الشمالي ..."
:
:
طريقتها في الثناء عليه او التوجه له بألفاظ الغرام ..غريبة و شهيه فهي لاتنظر اليه وتهمس بها حتى تحيره فيبحث عن معناها بنفسه ..
أستغرب مما وضعته امامه ..رفع رأسه لها وهي مبتسمه..قالتها بطريقة طفوليه وانجازيه وهي تشير على الطبق ..."سليق ..."
:
:
همس وهو ينظر الى الصحن وقد نسي بأنها تسمعه وقد يجرح مشاعرها ..."كرم النعمه ..."
:
:
ضحكت لقوله ..فتأملها مبتسما ...أكملت مبتسمه وهي تقترب منه .."انت لا شفته تقول كذا لكن لمن تاكله مع السلطه واللحمه المتبله وربي غير ...جرب ...ولا اقولك انا أأكلك لحظه ..."
:
:
خجل لقولها ونهاها ..."بنت انا اكل ...جاهل قبالتس ..."
:
:
قبلت خده وكأنها تعامل صغيرا ..."والله انا أأكلو ...حلفت خلاص اسكت وكل ...."
:
:
وضع وجهه بين كفه هازا رأسه بعدم الرضا ...
رفع رأسه كانت مبتسمه بشيء من تحدى وهي تزم شفتيها تمنع وسع ابتسماتها ...همست له ترضيه ..."جد يعني ثلاب انا زوجتك عادي ياروحي ...."
:
:
سكت وقد تذكرها فعلها اليوم امام ابناءه وقد تجاهلت الكل ..وقد توجهت اليه بفظها الاهير وهي تنظر الى ما تأخذه بالملعقه هذه الانثى اشهي من أي طعم ..
كانت تمد له الملعقة مصره ...هزت رأسها بنظره ان يهم بالاكل ..
أزاح نظره عنها وهو يأكل مافي طرف الملعقه فذوقه في الاكل صعب للغايه ..
فلا يأكل سوى اطباق منطقته حتى عند سفره بالكاد يفطر ويترك وجبات بقية اليوم ..
أبتسمت له ..."كيف ؟؟"
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."يطلع منوه..."
:
:
كشرت له ..."سطلع منوه حبيبي هذا سليق..وسوته بنت من المدينه تقولي يطلع منه ..خلص صحنك مالي شغل طعم مو طعم تخلصو ..."
:
:
:
أبتسم لها دون ان يحدثها وهو يتناول ملعقته ...بعد اول ثلاث لقمات استساغ الطعم ..وبالعكس كان طبقا شهيا ..
كانت تراقبه بسعاده ..كانت تمارس سعادتها به ..وقد نسيت كل سعاده قديما وبقيت مطلقه مكلومه ووحيده محتاجه وهاهو هذا الجميل معنا ووصفا يطهر في حياتها هي لا تعرف ان كانت تحبه ...لكنه حقا يصنع يومها ..
:
:
سألها بأهتمام .."تعرفين بكرا اجتماع القبيلة ان شاء الله .."
كان يرمي لها محور الحديث ف تقود دفته وقد اكتشفت بأن هذه طريقته في الحوار ..
:
:
هزت رأسها بالايجاب بمشاعر عدم رضا ..."ان شاء الله ..بالرغم اني مو عرافه اش اقول او اش اسوي ..."
:
:
سكت لبرهه وهو يتأملها .."كوني على طبيعتس ..."
:
:
أبتسمت له وهي تعض طرف شفتها السفلى ....تذكرت ..."اخر مره قبل تروح كادي ما استقبلوني ...وكتن من بين هرجهم انه انتي اجنبيه عننا ...."
:
:
هز رأسه لها بعدم اقتناع ..."ماعليتس من ضعاف النفوس ...لدي يم ضعاف الحال ....بكرا ماعليتس من الاكابر ولا من شرهات عرستس ...ابيك تهتمين للطلابه وللي لهم حقوق ...تم ..."
:
:
أبتسمت له ...."تم ..."سكتت وقد تذكرت حالها قديما ..."اكيد راح التفتت للضعوف والمحتاجين ...شعور الحاجه والضعف والكسره والعجز ...اتمنى ما احد يجربه بيوم ..."
:
:
يكره ان تتحدث عن ماضيها بالرغم من انها تذكر دوما الذكريات الجميله الا انها تسهي بأحزانها ...مد يده اليسار ليحتضن كفها ...شددت علي قبضته وهي ترفع رأسها له مبتسمه ..
نسيت ان تخبره بمخططها للغد وهي تغرق معه في احاديثه الناضجة الموجزه ..
:
:
نسيت كل شيء لا يتعلق به مر في يومها ...نسيت شعور الا تكون بجانب ثلاب ...الجديد الفاتن ..
:
:
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
الساعه الثانية عشر ظهرا ..ولا زال النوم يسيطر عليها ..كانت تراقب دخول الاطباء عليها بملل ..وهي تلتفت لجاملا التي انشغلت بمصحفها ..
:
:
رقبت دخول عذبى بباقة ورد احمر جميل وفاتن ...ومن بعدها اتى احدهم بصندوق هديه وضعه ثم اختفى ..
أبتيمت لها وهي تقبلها ..."ليه ياروحي كلفتي على نفسك ..."
:
:
أبتسمت تلك لها ..."و الله قل الكافه حقتس وزنتس ذهب والماس ياجعلني ما ابكيتس ..."
:
:
أخذت جاملا باقة الود مبتسمه وهي تفتحها لتضعها في الاناء الزجاجي الملحق بالغرفه ..
:
:
أبسمت عذبى بحماس وهي تفتح الصندوق لتشير لكادي عما بداخله ...."23 كتاب اصدار 2014 لكتاب سعوديين وخليجيين ومترجمه راح تحبينهم وتوصيه مني كلا قريتا قبل ..."
:
:
أبتسمت كادي بأمتنان وهي تتناول اول كتاب ..."ياروحي يا عذبى كذا كثير والله ..حيريني كيف اعوضك ..."
:
:
أبتسمت لها ..."شدي حيلتس و اظهري من المستشفى وتعالي ونسيني طقيت من الوحده ..."
:
:
كانت تقلب في الكتاب بين يديها رفعت نظرها لها ..."حاظر ياعمري ربي يقدرني وارد لك الجميل ..."
:
:
كشرت عذبى بقل حيله ..."تعرفين انه راح انقطع عنتس فتره لاجل اختبارات تحديد المستوى عسى ما اختبارات ....همانا كربنا قلنا بنوقف مذاكره ..لكن لا في جبهتس المذاكره ..."
:
:
ضحكت كادي داعيه ..."ياروي الله يوفقك ويفتحها عليكي ويزيدك علم ...."
:
:
أبتسمت تلك وهي تمدها بظرف طبع عليه شعار المملكه العربيه السعوديه ..."هديه بسيطه اتمنى تقبلينا بصدر رحب ..."
:
:
غضنت تلك جبينها وهي تتناول الظرف منها ..فتحته وهي تقرأ الاوراق داخله بأستغراب ...دمعت عينها"من عمه سلطانه صح ...؟؟"
:
:
كانت اوارق اكمال الدراسة انتساب من السفارة السعوديه ...
وقد كان هذا حلم سلطانه منذ زمن ان تعيد كادي لمقاعد الدارسه ..لتحضى بشهاده معترف بها ..
الا ان كادي كانت تصر بالرفض لعلمها بأن هذا سيزيد المشقه على كتف عمتها ومع السنوات فترت رغبتها بأكمال الدراسه وقد اشبعت عقلها بعلم علمته نفسها وكأن احدهم يأخذ جامعيا ليعلمه القراءة والكتابه ..
:
:
بقيت عذبى ساعتين بجوار كادي لولا ان غلبها النعاس وكانت قاد وصلت امسها بيومها ..
وقفت بكسل ..."يالله اللحين ياروحي ابروح انااام لبكره ..امرتس ان شاء الله لا قدرت .."
:
:
أبتسمت تلك لها بأهتمام ..."ارتاحي ياعسل ولاتفكرين بالأختبارات كثير بتمر ان شاء الله على خير ....وانتبهي لنفسك ياعذبى الله يخليكي احس برا خوف ..."
:
:
أبتسمت لك بلها مستشعره خوفها ..."خلاص تعودت وبعدين اعرف متى اخرج ومنين امشي واي طريق لاتخافين ..."
:
:
:
بعدما ودعتها راقبت خروجها وهي تدعي هلا في سرها ...لإعذبى فعلا عذبى ...لا يخالط وجودها ولا مشاعرها التي تظهرها شائبه متصالحه مع نفسهما ومع من حولها ..
:
:
:
:::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
أستيقضت في يومها المنشود ..بعدما خرج من عندها وقد استعد ليومه ..نادت ايجا مستعجله...
أمرتها بأن تجلب مع الصغيره و جاهده ..
:
:
بعد برهه دخلت جاهد المكان منذهله وقد اشتاقت لسلطانه التي غابت عنها يوما كاملا ...
:
:
راقبت سلطانه التي غطت توترها بأبتسماه وهي تمدها بهاتف لم تكن تحلم بأ امها سترضى ان تشتري مثله ..
شكرتها بخجل وهي تراقب حركتها في المكان وقد تأنقت بالكمال ورسمت عينيها بكحل دون شعورا منها قد زاد شرا نظراتها وحدتها اضعافا ..
وجهت سلطانه لها الحديث امره وهي تمدها بفستان في يدها ..."بسرعه البسيه ياجاهده ...انا بلبس توته ..."
:
:
اخذته منها مستغربه ..."أي انزين ليش البس هاي الفستان والله ما اريده قصير هاي اناي بقابل احد لا سمح الله هسه ..."
:
:
هزت رأسها لها بالايجاب ..."البسيه واسمعي كلامي وسوي اللي اقولك عليه بالحرف الواحد ...بسرعه ياجاهده ..."
:
:
راقبت دخولها وهي تأخذ الصغيره من يد ايجا لتلبسها ما اشترته لها بالامس ...."ايجا هاتي الكعب اللي اشتريته امس .."
:
:
بعد وهله وهي تسرح شعر الصغيره وقد البستها على عجل ...طلت تلك من وراء حاجز الخزانه ..."سلطانه والله قصير عيب هيتجي اظهر بيه قدام الاوادم .."
:
:
أبتسمت لها سلطانه ..."أنتي وريني هوا ذحين ..."
خرجت تلك بكامل جسدها خجله من وضعها ...وقد زادها خجلها جمالا ..
كان الفستان جميلا عليها وليس بالقصير الفاضح وقد اشتد على انحناءات جسدها الفاتنه ..
:
:
وقفت سلطانه وهي تجرها لتقف امام المرآه ...شجعتها ..."وربي عسل يجنن ماشاء الله ..."
:
:
قالتها وهي تكمل الباسها الاكسسوارت التي جهزتها ...مسكت تلك العقد بأستحياء ..."كثير ياسلطانه هيتجي ..."
:
:
نهتها ..وهي تفرد شعرها الاسود الذي يصل حتى منتصف فخذها كان بطبيعته ناعما منسابا فلا يليق به الا ان يكون على طبيعته ..نظرت اليها بتمعن ...فرقت مقدمته بسرعه ...أخرجت مقصا وقت مافرقته ..
صرخت بها وهي تراقب خصلاتها تلتف على الارض ..."سودا عليتج ..هاي شعري مربيته سنين ..."
:
:
أبتسمت سلطانه وهي تلفها لتواجه المرآه مره اخرى ..."ماقصيت كثير طالعي ........"
قالتها وهي ترتب بأطراف اناملها الغره التي زادتها جمالا وبراءه ..
أبتسمت تلك لتغير شكلها..جاهده جميله ب ملامحها الطبيعيه الطفوليه ولاتحتاج للكثير من الزينه ..
اكتفت سلطانه بماسكرا واحمر شفاة وردي لتزينها ...
أمرتها بأن ترتدي الكعب الاسود ..
:
:
:
أفهمتها ما تنويه بالتفصيل ..." شوفي حبيتي ...انا راح ادخل المجلس طيب ..وانتي خليكي قريبه بس لا احد يشوفك ..اول ما ارن عليكي رنه ..تدخلي طيب لايهمك الكلام حولك والا النظرات ركزي عليا ...تجلسي بحنبي تعدين الين خمسين وتطلعين ...طيب ..."
:
:
:
توترت تلك ..."هاي المجلس مليان نسوان عيني ......صحيح ؟؟"
:
:
أبتسمت لها تطمئنها .."ياروحي والله عادي اسمعي كلامي ..راح تشكريني بعدين ...."
:
:
هزت تلك رأسها بعدم اقتناع ..
نظرت سلطانه الى ساعتها كانت قد تأخرت ...
عدلت من فستانها الوردي الرسمي الضيق القصير نسبيا بأكمام طويله وفتحه صدر واسعه ...وكعب ابيض ..عدلت من طريقة رفعها لشعرها الكلاسيكيه .....
تناولت كف الصغيره الجميله في فستانها الوردي الناعم ...وجهت حديثها لجاهده ..."هيا بسم الله ياروحي ..."
:
:
:
اقتربت من المجلس الذي خصص لهكذا اجتماع ..أخذت نفسا عميقا وهي تتفقد وجود هاتفها في يدها ....
:
:
دخلت المكان تتهادى في مشيتها بهامتها الجذابة وخطواتها الواثقه ..
التفتت الجميع اليها مرحبا وفضوليا وناقدا ..
وقفت بجانب عمتها اخرى ولم تعرفها ....أبتسمت تلك لها معرفه .."أنا دلال اخت حامد وكل اجتماع راح اكون يتمس واساعدتس .."
:
:
أبتسمت لها شاكره ..وهي تستقبل هدايا من حولها وتبريكاتهم ...
شيئا فشيء توافد المغلوب على امرهم ..وهم يناولونها اوراقا تبرر حالتهم ..كانت تبتسم بوجع وهي تعدهم بحل قريب ...
لم تتوقع يوما بأنها ستقف في هكذا مكان وهكذا موقف ..
راقبت اقتراب امتلاء المكان ...غرقت مع طلبات الوفود الجدد حالات كثيره من المطلقات ذكرتها بها ..وبوجعها القديم ....
:
:
بعد ان امتلأ المجلس الضخم الواسع ..
وهدأ الجميع وباتوا يتبادلون الاحاديث ..كان هذا كله تحت نظر ام ثلاب التى راقبت سلطانه بشيء من فخر وردودها المتزنه الرزينه ..
وقد اقصت نفسها منذ زمن من هذا المنصب في الاجتماعات وقد ولته شما رحمها الله ...
:
:
رفعت هاتفها وهي تطلب رقم تلك الجديد بخفه لم ينتبه لها احدا ..
:
:
كانت قد اطالت الجلوس خيفة وتملل ..ارتجف قلبها بنغمة الاتصال المنشود ...
أخذت نفسا عميقا وهي تتجه حيثما دلتها سلطانه ...أغمضت عينيها وهي تتخيل فناء منزل حدها وشجرة التوت ..نفثت نفسها وهي تدخل للمكان المكتض وقد ركزت على سلطانه .....
كيف وهي التي لم تدخل مجلسا يوما وقد منعتها امها من ان تخالط البالغين ..وان تجلس بمجالس النساء ..
:
:
:
التفتت الجميع لها مستغربا بل حتى ان ام ثلاب لم تعرفها ..وقفت سلطانه مبتسمه وهي تشير الى جاهده ..."هاذي جاهده زوجة الشيخ جسار ....."
:
:
:
غص المجلس بالحديث ...والاستغراب والاستهجان ..وقد انتصرت سلطانه على نوايا العجوز التي كانت ستعلن بأنها اقتادت غره ثارا لابناءها وقد جهلت اجمع القبيلة هذا الخبر ...
غصت موجعه بكلماتها وحقدها ينمو ولا طاقة لها بتحدي هذه الجديده التي كما يبدوا بأنها تستغل منصبها خير استغلال ..
التفتت لأم ثلاب التي رمقتها بنظرات الغضب والحقد...
أبتسمت لها وكأنها لم تفعل أي شيء وهي ترفع حاجبها اليسار ..
:
:
جلست جاهده المرتجفه بجانبها و وهي تطرق رأسها وقد احست بدوار من شدة زحام المكان ..
:
:
وقد اخذ المجلس بجمال خجلها الهاديء وراح يثني عليها لام ثلاب التي بلعت قهرها صامته فقد كسرت الحجازيه ظهرها ...
:
:
دخلت ايجا تحمل الصغيره التي استفاقت للتو من النوم ..وقد تعلقت بسلطانه ما ان رأتها ...
سألتها قريبه منها بفضول وهي تراقب الجميله تجلس في حجرها ..."هاذي بنتس من زوجتس الاول ..."
:
:
هزت رأسها لها بالنفي ..."لاء هاذي حفيدة شيخنا بنت جسار من مرته الاولى ..اميرتنا توته .."
:
:
ضج المجلس مره اخرى قدوم هذه الحجازية الغريبه كزوجه لشيخهم ومن قبيله لاتقطن نفس المنطقه وبعادات مختلفه ..قدوم هذه الناضجه الجميله القويه من نظره حمل معها اخبار كثيره وجديده ..
:
:
وقفت جاهده وقد انهت ما امرتها سلطانه بعده ...مدت يدها للصغيره التي تعلقت بها ..شددت على كفها الصغير وهي تخرج من المكان بهدوء ..
:
:
بهدوء يسبق العاصفه ..
:
الجزء الثامن عشر ..
:
:
"بعد الموقعه "
:
:
راقبت خروج جاهده من المكان وهي تشعر برضا تام عما خططت اليه فبهذه الطريقه ستحمي جاهده من جور جسار وجدته ..انهم ينبذونها الان لكن الخوف من الحرب النفسيه القادمه ..
ان عاملهم اجمع من حولهم على اساس انها زوجته سيخضع هو ويقتنع بها زوجه و ليست ديه وانتقام مغلف ..
:
:
ألتفتت لأم ثلاب التي كانت تراقب مكان غياب جاهده بعينا تتلظى حقدا وقهرا ..
في الواقع هي لم تعش كل قهر تلك السنوات وظلمها لتبقى ضعيفه ومغلوب على امرها وتسمح لان يصل القهر لغيرها ويضيمه لقد جربت يوما ان تكون زوجه صغيره لرجل لا يفهمها ..
لقد جربت الغربه والشوق والعجز التي تعتري جاهده الان انها تفهمها اكثر من أي احد ...
:
:
:
دخل الجميع على سفر الغداء المصفوفه بأتقان وان دلت دلت على كرم مضيفهم و مقامه ..
:
:
وقفت سلطانه بالقرب من الباب تراقب ضيوفها ومن قد يحتاج شيئا فهي لن تنظم اليهم بالاكل حسب عادات المنطقه ..
سلطانه كان الوضع سيصعب عليها لو لم تكن امها ابنة سكاكا وقد احاطتها علما بكل عادات المنطقه القديمه ..
:
:
دخلت ام ثلاب تتكيء على عصاتها وهي تحيي بهم بألفاظ كرم القبيلة المعروفه ..
توترت سلطانه وهي تراقب السلم ولا اثر لجاهده ..اتراها قد اذتها ام ثلاب وقد غابت مطولا ..
هناك تشفي غريب في نظرات ام ثلاب لم تفهمه سلطانه ..
سمعت كلمات كثيره سلبيه لكنها لن تؤثر عليها بينما اثنى الكل على جمالها الا ان الفاظ كـــ"غريبه .......مقويه .....ناويتن الشر ....ياخذ من غير قبيلتو ....لو تزوج فلانه بنت فلان ....ماتريح ....شما الله يرحما احسن منا ...."
:
:
:
الا انها كانت تقابلها ببرود و أبتسامه لا مباليه وهي ترفع احد حاجبيها في الواقع ثلاب لي وهذا الحديث لايهمني ابدا .....ولا يهمني رضاهم ولا حبهم..
سأكون ما اريد ..
:
:
عدلت وقوفها وهي تطلب رقم جاهده ...لم ترد تلك ...
راقبت حتى خروج اخر ضيف من صالة الاكل ..هزت رجلها بملل تفرغ توترها وهي تنتظر ان تجول المبخره في المكان اكثير من مره حتى خرج اجمع الضيوف ....
:
:
وقفت بسرعه ...وبخطوات واسعه صعدت السلم الا ان تلك اوقفتها ....بصوتها المتسلط ...."سلطانه ...."
:
:
ألتفتت اليها تلك بدون أي تعبير ....وبدون ملامح تذكر وبجمودها القديم ...."لا تنسين ياسلطانه ثلاب ولدي وكلمتي سيف على رقبتو ...لاترفعين رأستس فوق يابنت طلال تنكسر رقبتس ...."
:
:
أبتسمت سلطانه ببرود ...."عمتي انا ظهري ثلاب....و انتي اكثر وحده تعرف ثلاب وعناده ...."
:
:
:
قالتها وهي تعطيها ظهرها صاعده للسلم بلا اهتمام بينما اصابت الكلمة شيئا في صدرها هل سيستغني عنها ثلاب يوما ,,,لم يبين على حقيقته بعد ..في الواقع هو مستعد لبيع نفسه مقابل مصلحة قبيلته ...
:
:
:
لكنها تعرف كيف تثبت قدميها ستحمي مكانها بكل شرها لو التزمها الامر ان تتحول الى وحش ليس بعدما وجدته لن تتركه ..
:
:
:
::::::::::
::::::::::::::::::::::::
دخلت غرفتها والازال قلبها يرتجف مما اجبرتها سلطانه على فعله ..
نظرت الى الهاتف في يدها فخطرت في رأسها فكرة.....طلبت رقم امها ...مرارا ولم تجب تلك ..
عندها لم تتمالك دموعها باكيه حزينه على ان يكون قد الم بأمها مصاب ..
:
:
اطرقت رأسها على ركبتيها وقد احتضنت نفسها تمنع وحدتها وهي تراقب الصغيره تلعب حولها في المكان ..
لاتدري كم مضى وقد جفت دموعها على وجنتيها ..وقفت تمدد رجليها بتعب وقد اتت ايجا للتو أخذت الصغيره ..
الا ان فتح الباب ودخلت اخر من تود مقابلتها ..كانت ترمقها بنظرات حقد وشر وانتقام ووجع وحسرة وكل مشاعر الفقد مجتمعه ..
تصلبت للحظه هذه المرأه مرعبه حقا اشد رعبا من جدتها ام ابيها ..
اقتربت تلك بهدوء وهي ترفع احد حاجبيها ..هددتها بنبردتها الباره ...."عمرتس ماتطولين جسار سامعه ..وتخسين يرتبط اسمتس بوه انتي غره خدامه عله ...انتي شرب دمتس مايكفيني ..لعن الله ابوتس وطاري ابوتس النجس قتل عيالي بدموه البارد ولا تحسبين يوم جريتس غره انتهيت منه ...الا بديت لا احرق قلبه على ضناه ..."
:
أتسعت حدقتيها لكمية الحقد الذي وصلها الا انها نطقت ..."الله يحرك ابوي و كبيلته ويحرك ثاركم ويحرك عقولكم عسى ما ديه عسى ماثار ..أن شاء الله اموت هسه وارتاح ...لكن يوم القيامه الله شاهدي و الله سندي وبياخذ حقي منكم ...حسبي الله فيكم ..."
:
:
أقتربت تلك منها ترفع احد حاجبيها ...وبخفه تناولت شعرها الحريري وهي تلفه حول يدها ...."انتي بوجودي تبلعين لسانتس وتسكين ...سمعتي .."
:
:
:
قالتها وهي تدفعها بعنف اصطدم جبينها بطرف الطاولة الزجاجيه ..
أغمضت عينيها ومن ثم فتحتها بصعوبه تحاول استيعاب ما حولها وقد جالت الغرفه بها ..
رفعت رأسها بوهن ولم تكن تلك في الغرفه ..لقد المتها حقا لدرجه ان حواسها قد تضررت من قوة الضربه ..
:
:
::::::
:::::::::::::::
ولم يزدها هذا سوى عنادا وقوه و اصرارا على العوده ..
:
:
:
صعدت السلم مسرعه أتجهت الى غرفة جاهده فتحت الباب ولم تجدها ..نادت عليها فزعه ..فخرجت لك من دورة المياه وهي تضع منديلا طرف جبينها ....
هلعت لمنظرها وملامحها وجهها الغير مفسره ..."جاهده اش في ...؟؟"
:
:
رفعت تلك حاجبيها بتعب ..."هاي عجوز النار تريد تكتلني .."
:
:
أقتربت سلطانه منها اكثر وهي تزيح يدها لتعاين جرحها ..."جات هنا عندك ...."
:
:
أستسلمت للمسات سطانه التي تنظف الجرح وهي تغمض عينيها بألم ..."أني في هالمده انضربت عن العمر كله ..."
:
:
:
بينما سلطانه قد سرحت وهي تنظفه لها ..ماذا لو جلبت بما فعلته شرا اكبر لجاهده وحقدا اكبر ..
ماذا سيقول ثلاب الذي لم اجد فرصه لاشرح له وجهة نظري وما سأقوم به ..
:
:
بينما هي تعتني بجاهد هالا وفتح باب الغرفه بعنف ..كان ذاك العتيد الصخري قد دلف الى المكان و لا ينوي خيرا ابدا ...
:
:
وقفت سلطانه لقربه البارد ..رفع احد حاجبيه حنقا متسائلا ..."بسألتس بس ...انتي من ...؟؟ترى وجودتس وصيه لاغير ...لاتصدقين عمرتس ...."
:
:
:
أقتربت منه سلطانه بشموخ وهي ترفع احد حاجبيها ...انثى قويه كسلطانه لرجل مكتمل الرجوله ماهي الا تحدي وجمال بينما يخافها اغلب الرجال ..
همست وثقه وكأنها تشرح له ...."أنا شيخة هالمكان غصب على الكل ...واذا انتوا كنتوا انانيين وتشوفون في راحة ابوكم واستقراره تحدي وعقبه ..اجل بانشب في حلوقكم غصه وبسود عيشتكم ..طيبين معايا انا اطيب منكم ..تلعبون من تحت انا عقرب الله لا يوريك كيدي ...وخاف ربك في هالضعيفه ولاتكون اجهل من اللي اجهل منك انت متعلم ...عيب ولد الشيخ ثلاب يفكر بمخ ناقص ...صح ؟؟انا بكلمتي اليوم كبرتك في عين قبيلتك وعرفوا من انت... بدال ماكنت مدسوس كانك خادم لجدتك ..."
:
:
:
شدد على قبضته وقد لمست وترا حساسا قد اوجعه لسنوات ...لم يكن يوما ليضرب انثى او يؤذيها لكن هذه مستفزه للغايه وصريحه ...همس لها بين اسنانه ..."لاتنسين انتي مين ...؟؟"
:
:
أبتسمت له تدعي اللا مبالاة ...."لاتنسى انت مين ؟؟انا عارفه انا مين ومقامي وسندي ...انت عارف مقامك ...لاترخص نفسك ياجسار.."
:
:
حنق حقا وهي يبتعد عنها ...."الرخص مقابلتس يالحيه ..."
:
:
:
مثلت الحسره وهي تهز رأسها بالنفي ..هامسه بكيد "تو ..تو ..تو ...انا مو حيه ياجسار انا ابغا مصلحتك ..."
:
:
:
نفث نفسا عميقا وقد داهمه الم رأسه مجددا....همس "اخرجي ..."
:
:
كل هذا وجاهده تراقب ....وقد رأت شرا اقوى وكيدا اعظم مصدره سلطانه ...
تهادت في مشيتها المغريه ...ألتفتت اليه مذكره ..."بعدين احد يسمي طفله موجعه ...لهدرجه مسيطرة عليك ...انتبه وشوف موجعه الكبيره كيف تعامل الصغيره وانت تقنع ....سلام .."
:
:
:
قالتها وهي تغلق باب الغرفه بهدوء خلفها ..
فلتكن الحرب وهي اقوى ند لقد كانت ضعيفه فيما فيه الكفايه في بيت الوحوش هي ستكون اشرسهم وتحافظ على مكانها وسلطتها ...تستمد قوتها من ثلاب الغامض قليل الحديث ...لكنها لن تجد رجلا يوازيه يوما ابدا ..
و تضن بأن قلبها بدأ ينبض حقا به ..
:
::
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
ما ان اغلقت الباب حتى اتجهت الى غرفتها سارحه فتحت الباب في هدوء متجهه الى الغرفه لكن لفتها ارتياح ذاك في جلسته على الاريكه في الصالة وهو يسند رأسه مغطيا شفتيه يتأملها بهدوء ..
اعتدل في جلسته وهي يتقدم بجذعه الى الاما سألها بهدوء ..."ممكن اعرف وش ناويتن عليه......؟؟"
:
:
:
رفعت احد حاجبيها تبرر لنفسها ....."كنت بقول لك ونسيت ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."هالمره عدت على خير ...وياسلطانه انا ما اعرفتس ولا اعرف وش يدور ببالتس لاجل اقول ماراح تغلطين ابد ...لكن مره ثانيه تقولين لي كل اللي تنوين عليه قدام قبيلتي وبمجلس ومجلستس ......سامعه....؟؟"
:
:
:
كرهت لغة تهديده و تحذيره لها وكأنها تعمل لديه ....حقا غضبت لا تقبل بأن تكون مهدده منه ......."بالناقص قبيلتك ماهمتني ولا أي احد همني غير المسكينه هاذي اللي في وجهك ووجه ولدك اللي مايفهم ...اش موقفك وموقف اسمك لو قالت امك وسط المجلس والله جبنا لولدنا غره ثار و انت ياثلاب ياللي الامر بيدك عفوت عنه من طيب اصلك و لوجه الله ..."
:
:
كان يراقبها بصمت وهو يرفع احد حاجبيه ........"سلطانة انا محد يكلمني تسذا ..."
:
:
أعتدلت في وقوفها مصره ..."وانا اتكلم كذا ....ما ادري ياهلبيت اللي الكل ماشي وحاط رقبته في السم اوانا محد يكلمني كذا انا محد يكلمني كذا ياخواني لاتغلطون وتاخذكم العزة بالاثم ومحد مكلمكم كذا ......."
:
:
:
سكت وهو يتركز بظهره على الكنبه انها حقا اغضبته هذه اللحظه........"وش تقصدين....؟؟"
:
:
اقتربت منه تفسر نفسها ......"ثلاب انا انسانه بسيطه ومو بكل كلامي تقولي اش تقصدين كاني ارمي هرج ولا دسائس بين الكلام ....انا ماليه في امور مجتمعكم المتوحش ذا اللي في قلبي على لساني وانا سبق وانظلمت وعلى جثتي ينظلم احد قدامي ....بس تصدق الحق عليا انا اخذت قوتي منك .....ماكنت اتوقع انك تهاجمني كذا ....."
:
:
:
رفع احد حاجبيه ..."سلطانه انا ماهاجمتس...."
:
:
اغمضت عينيها من شدة حنقها وهي تشدد على قبضتها ...همست وهي تقترب منه بتوتر ..."نظراتك هاذي اكبر هجوم ....ليش تطالع فيا زي كذا ..لأعلمك انا اشوف للي سويته عين العقل وبرجع اسويه وبطلع جاهده قدام هالقبيلع بكل اجتماع انها زوجة جسار وبنته المدسوسه طللعتها والكل عرفها اول حفيده لثلاب وتتخبى كانها عار ولا اثم اش فيهم البنات ...."
:
:
قاطعها ...."سلطانه دام تشوفين انتس مو غلطانه اش هالهجوم ..."
:
:
حركت رقبتها بتنمر .."اللحين الحقيقه هجوم ...الواقع هجوم...."
:
:
لم يتجادل مع زوجة قط حتى من طلقهن فعل ذاك بتفهم ورضا كلا الطرفين ..
:
تنهد ....."سلطانه بس ....."
:
:
اخرجت نفسا عميقا ..."انا هاديه مارفعت صوتي حتى ..."
:
:
هز رأسه بالرضا وهو يزيح نظراته عنها انه جاهل فيما يتعلق بالانثى تماما لم يعرف كيف يتصرف وهي كانت قويه وهجوميه...
:
:
سكتت تراقبه وقد احست بأنها حمقاء ولم تتمالك نفسها وانفجرت في وجهه هو اكثر من يهمها ...
:
:
انسحب للغرفه لتغير ملابسها ..فتحت شعرها وهي ترمي دبابيسه بعنف على التسريحه ..فتحت سحاب فستانها و خلعته ..وقفت تسند رأسها على باب الخزانه ...
شعرت بندم ...سلطانه لقد انفجرتي في وجه اكثرهم حبا الى قلبك ومن فضائله تغرقك ..
أغلقت باب الخزانه وفتحت الاخر ليست بمزاج حقا لتبقى مستيقضه تنوي النوم فهي متعبه ...
أخرجت قميص حريري بلون بحري فاتح ..لبسته وهي تتجه الى السرير بكسل ..
استلقت فأتاح لها مكانها رؤية مكانه في اصالة لم يكن موجودا غترته لازالت هنا مما يعني بأنه لازال موجودا لربما في مكتبه يغرق نفسه بالعمل كعادته..
:
:
:
تقلبت في السرير بتملل وهي تفكر فيه ..وقفت غير متردده وهي تتجه اليه ..
كان سارحا في شاشة حاسبه ولم يبدو بأنه يدقق على شيء ما بينما قد غرق عقله بتساؤلات تخصه ..
:
وقفت تسند كتفها على الباب وهي تتأمله ..لم يلحظ وجودها ..
كرهت نفسها بأنها اغضبته للتو ..
اتجهت اليه بهدوء وهي تضع كفها على كتفه ..
رفع رأسه اليها لم يكن ينتظر منها شيئا الا انها همست له ..."ثلاب بلاها حضوري هالاجتماعات اذا كان كل ما انتهى واحد بنسوي كذا ..والله انت عندي بالدنيا ولا ابغا ازعلك ..."
:
:
هز رأسه بالرضا وهو يعيد نظراته الى الحاسب ..باغتته بأن جلست في حجره فكانت كنسمه تمر بصدره ..
:
:
قبلت رقبته وهي تشاركه النظر في شاشة حاسبة الممتلئه بأرقام ممله ..
:
:
همست له ..."زعلان ...."
:
هز رأسه بالنفي وهو يحرك مؤشر الملف امامه ...سكتت لبرهه ...مصره على ان ترضيه ..."طيب طالع فيا ...."
:
:
اخذ نفسا عميقا ومن ثم التفتت اليها أبتسم لقبلتها الرقيقه على شفتيه..
عضت طرف شفتها السفلى وهي تراقبه مبتسمه ..."زعلان الى ذحين ...."
:
:
هز رأسه بالايجاب يكتم ابتسامته ...لخلاف الازواج لذه يجدها للمره الاولى بدلا عن حياته الرتيبه القديمه ..
وقفت بهدوء ...تكتم هي ابتسامتها بدورها "طيب ..كذا خلاص انتا ارضى من نفسك انا بروح انام ..."
:
:
جرها مع يدها بخفها ليدفنها في صدره وهو يقبلها ..
في الماضي كانت نقاشاتها تنتهي بشوط مؤلم من انهيال الضرب الجائر عليها ..والا ن تنتهي بقبله وحضن عامر أمن ..
لقد عوضها الله حقا ..
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تستلقي على بطنها على الكنبة التي تقابل التلفاز الذي كان سعادتها في الامس وقد سرحت غير منتبهه لدموعها التي انحدرت دون مقصد منها او اراده ..
تفكر في امها ..كيف حالها ؟؟ كيف يومها ؟؟ أ تراها راضيه عليها اليوم؟؟ ..أ تراها قد احاطتها بدعوه ام نسيتها ..؟؟
تمنت لو ترى ظلها للحظه فتقبل مكان قدميها ..
لم تنتبه للذي أستند على الباب يراقبها ..
كانت لا تزال ترتدي الفستان الذي اهدتها اياه سلطانه وقد تبعثر شعرها حولها في المكان ..
اضطرب نفسها ومن ثم اخذت نفسا عميقا غارقا بدموعها ..
..
لم تنتبه بعدا لصمته المتأمل الهادئ ..أرتجفت لصوته يناديها .."بنت ..."
:
:
رفعت رأسها وهي في شدة حنقها ردت عليه هامسه تدعي الا مبالاة ...."جاهده...."
:
:
سكت لبرهه ومن ثم امرها ...."قدامي على الغرفه ..."
:
:
جلست بهدوء وهي تعدل شعرها ..." ما اريد ..مكان انت فيه اني ما اطبه ...مو هيتجي قلت قبل ؟؟"
:
:
رفع احد حاجبيه .."واللحين ابيك تجين الغرفه انتي هنا بأمري ........"
:
:
رفعت رأسها اليه تمرقه بنظرات حاقده ..."شتريد ...تريد حقك .."
:
:
وقفت تقترب منه ..."اخذ اللي تريد دام وراها رده لأمي ..."
:
:
رفع احد حاجبيه حنقا ...."أنا بعرف انتي على وش شايفة حالتس ...؟؟"
:
:
جابهته بشيء من قوته ..."هسه اني انولدت خدامه لولا رضايه عيني لفخامتج ...حبيبي انا عراقيه انولد راسي عالي بالسما ...شو مفكر مافي خلق لله غيركم ...عيني الك الجنه و النا النار ...اني مقامي مقامتج وراسي راستج لاتتكبر ولاتشوف نفستج علي كلنا عيال شيوخ وكلنا ابائنا ظالمينا بشيختهم ..."
:
:
جرها اليه بعنف وهو يحاوط ذراعه فكان قربه اوجع من الم فعلته على جسدها ...همس لها من بين بين اسنانه محذرا ..."كنتي بنت شيخ ..ويخسى على اللي يدوه ملطخه بدم عماماي ينحط راسوه براس ابوي ..."
:
:
حررت نفسها من يده بصعوبه وهي ترمقه بنظرات تصغير .."أي هد ايدي ..مع هالحتجي الجاهلي الفارغ ...ابوي وكتل لكم عمان هسه انتوا تعفوا عنه ليش ..عفيتوا خلكم قدها وبلاها هاي النقصان العقل وغره ماغره ما عارفه شو ..هي ثلاث اشيا قصاص ديه عفو ..منين يابدو جهال انتو طلعتوا النا بهاي الحتجيه الماصخه ...."
:
:
:
لقد استفزته هذه الصغيره حقا فندم للحظه على جلبه اياها بل على تأجيل اللقاء الاكبير بينهم الذي جلبت لأجله ..
أقترب منها وق كره ان يطول لقاءه بها هذه اللحظه حقا ..لم يكن يدوما ليمد يده على انثى مابال الاناث اليوم يهاجمونه ..اعاذه الله من شر زوجة ابيه ..
تقدم وهو ينظر الى مكان خطواته حتى كاد ان يلتصق بها ..احاطها بنظراتها وقد بانت كطفله مقابلة ضخامته المبالغ فيها ..
رتب شعرها مبتسما ....قرب جميله مثلها عافيه لكن ليس لجسار ..
كانت تراقبه بنظرات تحدي ..حاوط كفيه خصرها فكادت ان تتلاقى..لازال وجهه يحمل ابتسامته الشامته ..."هالعزة اللي بعينتس بكسرا لتس ...انتي مجرد جاريه بالنسبه لي ...لاتحدين تبكين دم ..."
:
:
اصرت على نظراتها المتحديه له ..رغم ارتجاف جسدها لقربه ..
بادر بفعل لم يفسره لنفسه الا انها فتنته و هز قربها رجولتها ..
قبلها بعنف حتى انقطع نفسها ومن ثم دفعها بخفه على الكنبة خلفها وهو يخرج من المكان هادئا ...
شهقت تستجمع قواها وهي تعتدل في جلوسها ..لقد كانت قبلتها الأولى ..
لقد سرق حلاوتها منها ..
تبا له ..و لقربه ..و لفكره ..و لنواياه ...
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::
رفعت رأسها بكسل وهي تتفقد هاتفها ..كانت هناك خمس اتصالات لم يرد عليها من امها ..
يالشدة قلقها ..
والكثير من رسائل اخواتها وبناتهن أثقلت حركة الجهاز ..
أخرجت شريحتها ووضعتها في جهاز أخر ..
تثاوبت وهي تنسل من السرير بثقل ..تريد حقا ان تنام لكن اليوم اجازة وسيكون الوقت المثالي لتقضي يومها مع كادي التي لم ترها لأسبوع كامل ..
:
:
صلت ومن ثم لبست مايقيها برد الخارج الجائر ..أعدت قهوتها ..ومن ثم سلكت طريقها الروتيني للمشفى ..
طريقها دوما مزحوما ..وهي لا تخرج او تقضي حاجتها الا في وقت ممارسة الجميع نشاطة الخارجي ..
كان اليوم مشمسا لكنه بارد كالعاده ..أستعلمت من كادي عن مكانها ..
وكانت تلك في الحديقه الملحقه بالمشفى ..
لفتتها حين دخولها فهي المحجبه الوحيده وقد غطت ساقيها بشالها الكشمير ..واستغرقت في قرأة كتابها بين يديها ..
لم يزدها شعاع الشمس الا جمالا و نقاوة ..
أقتربت منها مبتسمه ..احتضنتها تلك وقد اشتاقت لمؤنستها الوحيده ..كانت جاملا قد استأذنت اليوم لزيارة عائلة ابن اخيها.....
:
:
أبتسمت للرائحة التي انتشرت في الجو وهي تتناول الفنجال الذي مدته لها عذبى ...."يارويح يالقهوه العربي ..ريحتها ترد الروح ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى وهي تناولها قطعة حلوى ..."بالعافيه على قلبتس وروحتس يابعد عمري .....ها كيف ؟؟وش تحسين بوه ...؟؟"
:
:
:
أبتسمت كادي بتفاؤل ..."اولا الحمد لله ..اليوم اول يوم يسمحون لي اجلس واثنيها ..أحس بألم في ركبتي قبل ما كنت احس فيها ...
لمن سوو الاختبار على الساق وبطن الرجل حسيت بكل اللي سووه بس كان وخز بسيط يعني مو مره ....ومن بعد بكره راح يبدأ العلاج الفيزيائي ...أنتي كيف ؟؟"
:
:
:
أبتسمت عذبى بسعاده ..."الحمد لله ياروحي عقبال ما اشوفتس واقفه ....الحمد لله تمام ...المعهد مضيقين علينا واجد قلتس التخصص نادر ..وزعلانه امس كانت ملكة بنت اختي ولا رحت ولا شيء كنت متحمستن له.....يالله اعوضه بالعرس ...."
:
:
:
أبتسمت كادي وهي تلاحظ دوما ارتباط عذبى القوي بأخاوتها وبناتهم الكثيرات فلا ترى الدنيا ونشاطاتها الا بهم ..
"ماشاء الله ربي يتمم لها على خير ..."
:
:
ابتسمت عذبى ..."ياعمري وياتس عقبال مانفرح بتس قريب ..."
:
:
أبتسمت لها بالمثل تقنعها ..."لا ياروحي انا ماحسبت على الله الامل يرجع لحاتي وارجع امشي اقوم اتزوج على طول باقي اشياء كثير ما سويتها وبعدين معليش ...ماراح ارتبط الا بعد قصة حب ......"
:
:
:
لم تلاحظ خيبه وحزنا غطت محيا عذبى الجميل وهي تهمس لها ..."الله يرزقتس الزوج الصالح ...اهم من الحب ...الحب يجي بعد الزواج ...الحب اللي قبل الزواج يوجع و مامنه فايده .."
:
:
أخذت كادي نفسا عميقا وهي تشعر بدفء الشمس الذي بدأ يداعب وجنتيها ..."الحب اساسه الوجع..مافي حب يجي بالساهل لكن اعرفي انه لو حبك ربي كتبه لك بتجتمعون بيوم ....صدقيني ....القلوب تدل بعضها ..."
:
:
:
أبتسمت عذبى لحديث كادي الحالمي وهي ترتاح في جلستها للتأمل شحوب الاشجار وقد تغللته اشعة الشمس ..
:
:
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
لا تنساني ..اتذكر يوما قلت لي بعض الاحيان يضيع الحب ..
لكن احيانا يبقى و يكون مؤلما و جائرا و ظالما ...
و أن خذلتيني لا تنسي الحب ياصغيره وسأعود ..
لأن لا شخص مثلك ..
لأن لا وجع مثلك ..
لأن لا حب مثلك ..
"
"
"
"
"
أنت تقرأ
العشق انفى للعشق
ChickLit"و أن كان القتل انفى للقتل ..فالعشق انفى للعشق أحياناً ..بعد كل الوعود القديمة والصداقات المندثرة ..العشق ينهض بنا ...يطهرنا من وجع الماضي و وحدته "