بيوم من الأيام كنا أنا وعادل نساعد جدي بحظيرة الحيوانات واللي كنت أنا شخصيا أعاني منهم ومن وضع الأكل لهم وازاحة الفضلات..
ناظرني عادل وأنا متقرف وقال كالعادة: وش فيه الدلوع؟
قلت والغضب باين علي: الاصح ماني متعود مب دلوع ارحمني بالله!
ضحك وقال: تقرف من حيوانات وتقول مب دلوع اسكت بس.
ارتفع ضغطي من تكرار نفس المحادثة اللي مالها داعي بيني وبين عادل وسكت.. لكنه بقي يردد بكلمة دلوع بشكل مستفز!
وهنا جات ببالي فكرة!! لفيت على عادل وقلت بثقة: عشان اثبت لك إني مب دلوع خلينا نروح وادي برهوت!!
تغيرت ملامح وجه عادل وصار يناظرني بصدمة وقالي منجدك؟؟!
قلت: متى ماحسيت أنك مستعد تعال لي وخلينا نروح ونشوف جن البئر هذا!
ومرت الأيام، كان عادل متردد بين كونه خايف ومايبي يروح وبين إنه مايبي يستسلم قدامي، أما عني ف وثقت بكلام أمي وماهذا البئر الا هراء.
جاء اليوم اللي خرجوا كل اهل البيت بعد غروب الشمس لزواج كان لأحد قرايبنا وأنا وعادل بقينا بالبيت وحجتنا المذاكرة كانت..
بينما كنت اجهز نفسي للمذاكرة جاني عادل ومعه سلاح وكان رشاش ضخم!
طبعا باليمن وجود الأسلحة بالبيوت من الأمور المهمة لكن وش يسوي ذا المجنون؟!
حط عادل الرشاش وقال: جبت سلاح ابوي ومستعد اروح للوادي!
ضحكت وقلت: وش تسوي برشاش بوادي؟
قال عادل: والله ياولد الوادي معروف بالأفاعي والحمام المزعج وغير ذا ماتدري وش يطل علينا!
مااكثرنا كلام ومشينا قبل يشوفنا أحد و لكن للأسف شافنا أحد الجيران والسلاح معانا وبدأ ينادينا لكنا صرنا نركض بإتجاه الوادي بسرعة..
بعد دقائق وصلنا للوادي.. كان وادي قاحل والجفاف واللون الترابي يسيطر عليه وكان الكشاف المساعد لرؤية كل هذة التفاصيل.. بدينا نسمع صوت أذان العشاء وكان الصوت بعيد، لف علي عادل وقال: ندخل ونشوف البئر ونخرج بسرعة مع أقامة الصلاة فاهم؟
وافقت وبدينا نمشي وندور على البئر، وهنا شفته.. كان بئر ضخم بكل ماتعنيه الكلمة!!! فوهة ضخمة ومنظر مهيب وعمق يبدو كبداية إن لا نهاية له..
كان الحمام يضايقنا وبدأ عادل يقولي اذكر الله يمكن هالحمام جن ويبدون يبعدونا عن ارضهم!!