الفصل الخامس عشر

87.6K 2.7K 113
                                    

الحب يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها، وأما الرجل فإنه يقتحم قلبه دون استئذان، وهذه هي مصيبتنا.

تملك اليأس قلبه..وضع يده على عيناه وصرخ مرة أخرى

-بتوووول!!!

أبعد يده عن عيناه ونظر إلى المبنى الكلاسيكي وعند غُرفةً ما..شعر بـ إنقباضة قوية في قلبه..حتى أنه وضع يده على صدره من الألم..لا يعلم لِما يشعر بـ ذلك الألم..حدق بـ قوة ليرى شبح شخصان أحدهما يتراجع إلى الخلف وذراعه وكأنهما تُبعدان شيئًا عنه..الأخر يتقدم منه..لم يعدْ هناك مجال شك أنها مُعذبة فؤاده...

لم يُفكر مرتان..وإنطلق ناحية المبنى وأستغل تلك الأحجار البارزة في صعود المبنى..وبـ مهارة وإحتراف صعد سريعًا إلى أعلى..لم يهتم إلى جروح يده التي بدأت تتناثر منها الدماء..وأكمل وقلبه كـ مضخات تتقافز خوفًا..ليس عليه بل على تلك الجنية التي بين براثن صقر جارح...

صعد إلى الغُرفة ومن خلال النافذة إستطاع أن يرى ما في الداخل..كانت عيناه تقدحان بـ شرر يحرق الأخضر واليابس وحروق نحره البارزة أنبأت بـ وقوع كارثة مُفجعة..كور قبضته وبـ عنف بالغ حطّم النافذة...

*************************************

في الداخل كانت تقف ما بينه وبين الحائط..يضع يداه حول عنقها ويقترب بـ بطئ مُتخابث..وبـ نبرة ماكرة تشدق

-حقًا عز الدين أوفر الرجال حظًا بكِ..يمتلك الحق في إحراق العالم من أجلك

إسترعى إنتباهها عبارته التي بدت غامضة في الثوان الأولى ولكن ما لبثت أن توضّح معناها..لتقول بـ ملامح مشدوهه

-أنت تعمل لدى عز!!

-أشار بـ سبابته نافيًا وقال:لا..بل أعمل معه

إقترب من أُذنها فـ أغمضت عيناها..فـ تشدق بـ نبرة تُشبه فحيح الأفاعي

-أتعلمين أنه تواصل معي من أجل إعادتكِ له!!

ثم إبتعد يتفرش ملامحها المبهوتة..ثم أكمل حديثه وهو يضحك

-وأنا سوف أُعيدكِ له..ولكن بعد أن أتسلى قليلًا

تصاعدت دقات قلبها وبدأت تتلوى من أسفله حتى تتخلص من براثنه..ولكنه كان قد أحكم قيده عليها..أمسك يدها وقيدهما أعلى رأسها ومن ثم أخذ نفسًا عميق وهو يقول بـ نبرة قد ملأتها الرغبة

-رائحتك رائعة..تُشه الأطفال في نعومتها..أُريد تذوقها

شحب وجهها تدريجيًا ومن ثم صرخت..وعلى إثر صرختها..سمعا صوت تحطُم زجاج..إلتفت سام ولكن لم يُسعفه الوقت..فـ وجد من ينقض على عنقه..يُمسك حنجرته وكأنه على وشك إقتلاعها..تحول وجهه سام إلى كُتلة زرقاء..باغته يونس بـ لكمة عنيفة أدت إلى كسر أنفه..وهدر بـ صوتٍ قاتم

-أُيها الوغد..سأقتلك

كانت بتول مُنكمشة على نفسها خوفًا..وعبراتها تتسابق في النزول..نهض سام وهو يترنح ليُباغته مرة أخرى بـ ضربة من قبضته إلى قفصه الصدري..أدت إلى كسر عدد من أضلعه..كاد يونس أن يُكمل ما يفعله ولكنه سمع وقع أقدام كثيرة...

يونس- الكاتبة إسراء عليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن