Saya P.O.V :
كان عالمًا قاسيًا ، كان العالم الذى كرهت ، العالم الذى تمنيت دومًا الهروب منه ..
حرب ..
كان الوطن الذى عرفته منذ الصغر مسرحًا دائمًا للحروب ، للجرحى ، القتلى ، الأسر المدمرة ، و الدماء .. الكثير و الكثير منها .. كان الوطن الذي أحببت و الذي غدر بي في النهاية ..
مازلت أتذكر تلك الأصوات جيدًا .. صوت أول قصف مر على ..
لا أذكر كم كان عمرى حينها ، و لكنى كنت صغيرة جدًا ..
أن تكون وسط عائلة ، جيران جيدين ، أصدقاء الطفولة ، ثم فجأة يتبخر كل ذلك ، لتصبح فجأة وحدك ، ذلك هو الألم و الرعب بعينه ..
كان صوت المروحيات عاليًا ، و لكن صوت تحطم المنازل ، بكاء النساء ، صراخ الأطفال ، و رعب الرجال كان له الدوي الأعلى ..
كانت صرخاتهم تحمل صدى الرعد بين ذبذباتها ..
كان الوضع مخيفًا ..
هل جربت يومًا أن يتم انتشالك من بين حطام منزلك ؟
هل شعرت باحتضار روحك بين ركام الرعب من قبل ؟
هل جربت ويلات الحروب سابقًا ؟!
هل تخيلت يومًا أن تحيا اليوم فى مخيم مدينة لا تعلم اسمها حتى يأتى قصف آخر ، فترحل رغمًا عنك ، متسائلًا أين ستقضى ليلك ، و هل قد تجد ملجأ منه أم لا ..؟
هل تسائلت عن طعامك و أين قد تجده ، عن ثياب تمنع عنك جليد الشتاء ، عن سقف يحميك من وطأة الحرب ، أو حتى عن عناق يصد عنك القليل من غبار القنابل ..؟
هل سمعت يومًا بشتاء الفقراء ؟! هناك من يحيا بين طياته .. نحن ..
كنت أسمع دومًا عن هراء المفاوضات ، خضوع السلطات ، هزائم الجنود ، قتلى المدن و سباياها ، ففقدت ايمانى بالغد .. لا وجود ليوم جيد فى هذا العالم ..
تسائلت دومًا متي تنتهي هذه المآسي ، متي يعود الوطن و ترحل المروحيات .. متي نحظى بالأمن من جديد ؟!
لا شيء ، لم أجد يومًا اجابة عن هذه الأسئلة ، كأنها معضلة ما ..
و حياة المخيمات صعبة ، تقتل الروح و الخيال ، بل و تقتل الأمل بالغد كذلك ..
كنت أجول بين المخيمات باحثة عنه ، وجه لا ينتمي لهذا العالم ..
كان الوجه الذي أحلم به منذ الصغر ، وجه لا أعلم له اسمًا ، و لا أراه حولي أبدًا مهما بحثت .. وجه بدأت أتأكد أنه لا ينتمي لهنا .. وجه أشتاق له و لا أصل اليه ، وجه ذو أعين لا تراني ةلا تعلم بوجودي ..
أنت تقرأ
Ash - رماد [H.S]
Fanfictionو جميعنا أسري يخفق رمادنا بحلم غادر .. حلم كانت فيه الماضي و ماتبقي من الحاضر ، و ربما المستقبل كذلك .. البداية : 18 - 4 - 2018 النهاية : ....