Saya P.O.V. :
أخذتهم بين ذراعاي ، أخاف أن أغفل فيأخذوهم منى ..
شعرتُ ببرود المفتاح الذي تدلي من قلادتي ، مفتاح بيتنا ..
آمنت أمي أن الحرب ستنتهي ، و أنه سيأتى اليوم الذي نعود فيه لدارنا ، يوم أجتمع و اياها سوية من جديد ..
تذكرتها بينما غطى الغبار وجهها ، بينما قبض ركام المنزل على جسدها ، و خنق الروح بداخلها ..
" أهربي .. اركضي ولا تتوقفي .." و كانت تلك آخر بسمة رأيتها منها ..
ظهر الغريب أمامى ثانية ، الندم يحلق بعينيه و لكن البرود يطغي عليه ، فزادت دموعى معه ..
لماذا يبدو نادمًا ..؟
" ما كل هذه الضوضاء ، توقفى عن البكاء حالًا ! "
لم أنظر له ، لم أحاول كتم شهقاتي المختنقة ، أيأخذون الوطن و الحق فى البكاء على أطلاله ؟!
" ألن تتوقفي ؟!"
و لم أجب ، مرة أخري ..
ثم ، و بلا أى سابق انذار ، اقتحم ذاك الحارس الزنزانة ، و انتزعني من بين صغاري ..
الذعر على وجوههم البريئة ، صراخ الفتاتين ، و محاولة مالك لإنقاذي ، و الضرب الذي ناله الصغير بسببي .. آلمني ذلك أكثر من يده الخشنة على جسدي ، و قبضته البغيضة المؤلمة ..
" توقف توقف ، أرجوك ، اتركهم .. أرجوك لا تؤذهم .. افعل بي ما شئت لكن دعهم .." صرخت به برجاء و رعب ، سيقتله ان استمر هكذا ..
توقف فجأة و ترك مالك أخيرًا ، لينظر لى نظرة ملئتني رعبًا .. ماذا يريد منى ..
لم يتحدث ، فقط ظهرت نظرة النصر بعينيه ، و بدأ يجذبني للخارج من شعري ..
ملأ الذعر وجه الصغيرين ، حاول مالك أن يتحرك فلم يستطع ، الهي أهو بخير ..!
" لا تقلقا ، سأكون بخير .." و لكن نظرة الحارس أكدت لى أن كلماتي مجرد هراء فارغ ..
أخذني لغرفة أخري مضيئة ، اجتمع بها الكثير من الجنود .. الهي ، ماذا سيفعلون بي ..
كم هو محزن أن يكون وجود رجل ما بغرفة عامرة بالنساء هبة يحسد عليها ، بينما وجود امرأة في غرفة تعج بالرجال هو الرعب بعينه ..
تجمع حولي الكثير من الجنود ، نظراتهم مريضة و ابتساماتهم البغيضة مرعبة .. الهى ، أرجوك ..
أحطتُ جسدي بيداي و تكومت على نفسي ، أردت أن أختفي ، ألا تراني تلك الأعين الجائعة ، تلك الأعين المريضة ..
ترك ذاك الحارس شعري ، ليقذفنى بقدمه للأمام فيحتك وجهي بالأرض القرميدية أسفلى ..
لم أستطع مسامحة نفسي على هذا الذل و الخزي الذي وضعت نفسي به .. لن أسامحني أبدًا ، و لن أسامحمهم ..
أنت تقرأ
Ash - رماد [H.S]
Fanfictionو جميعنا أسري يخفق رمادنا بحلم غادر .. حلم كانت فيه الماضي و ماتبقي من الحاضر ، و ربما المستقبل كذلك .. البداية : 18 - 4 - 2018 النهاية : ....