أنا فقط ..
لا أستطيع ..وسط النهار ..بين الناس
خطواته تتسارع ونظراته تتجاوز الأحياء و البشر ..لأنه في وسع عالمه الأجوف يسرع محاولًا الهرب ، تجاوز الهواجس والتعب ..أو ربما هو يبحث
ويضيع عنه مراده ، فيقف على حافة قلبه يعتلي التيه عينيه الداكنة فيركض ..
يركض في الأنحاء هاربًا من مشاعر تراكمت لأنفه و زاحمت أنفاسه ..
تباطئت خطواته حين بلغه كل التعب ..
فانحنى يشد مرجعًا شعره الأبيض للوراء يسعل أنفاسه المضطربة ..يناجي الرب متى لرقصة العذاب هذه أن ينتهي ..
ربما لو استطاع استعمال آلة للزمنِِ والقفز إلى للمستقبل حيث علاج الوقت -بطيئ المفعول- ساعد جروح قلبه على الشفاء ..تذكر أنه لا حاضر له بدونها ..وليس هناك مستقبل لمن لا حاضر له ..
شعر بحجم خيبته ، فرجع ينتكس على وجعه وسط طريق المارة لوحده ،تضيق تنفسه ..
....
فرق عينيه فأبصر نافذة غرفته المفتوحة وشماعة ملابسه ، جيد ..
جيد أنه استطاع الوصول لشقته ولم يبت الليلة على الطاولةِ المشرب أو قارعة أحد الشوارع ..
قعد مكانه والتقط زجاجة مشروب ناقصةً عن منضدة سريره ..
يشربها ويرمق زاوية الغرفة المظلمة ، حيث دائمًا يترائى له خيال صورتها بين صحوه ونومه ..بين عقله وقلبه ..بين نشوته وهلوساته اليائسة ..
وحين يمعن النظر في خيال التي اشتاقها ، تتلاشى من فورها وينبثق انعكاس له يقف بدلًا عنها ..
يرمقه مستمرًا نظراتِِ صامتة ..
يضايقه ..يواسيه ويزيد عزلته مرارًا ..تلق رسالة فبحث عن هاتفه ..
-هل ستأتي اليوم ؟ ..
-إن كنت لن تفعل فأخبرنا بالله عليك لنتدبر أمرنا
-لا نستطيع المماطلة لأجلك أكثر والا سنضطر لإعادة أموال الناس .."كيف ستتدبرون أمر مغنيكم الرئيسي .. متبجح "
القى بالهاتف جانبًا ونهض ليستحم ..
وقف تحت الدُش يواجه الواقع ..
كان يتهرب من الجميع طول الأسبوع الفائت ، منذ إنفصالهم وهو يتجنب الناس ..
لأنه يخاف رؤية إنعكاسه المضطرب في نظراتهم المتسائلة ونبرة أسئلتهم الفضولية ..
فينهار صُموده الهش ، ويسرع على ملئ وجهه باحثًا عنها ..
إحتاج الخلو بنفسه بعض الوقت ليلتئم جرحه ويقنع بحاضره الجديد ..يطلع عليه النهار ويهبط به الليل مؤكدًا له خيبته
أنه لا يستطيع إفلاتها ترحل عن ذاكرته ، تعاد لقطاتٌ لها في رأسه بإستمرار كالشريط المعطوب ..
أنت تقرأ
the rose | baby
Short Storyلا أستطيع ...أستطيع ؟ لا أريد ردعكِ هجراني بل أنا ..سأمشي مبتعدًا عن شارع الذكريات عزيزتي .. الغلاف من تصميم الرايعة✨ __r-v__@