i can

172 20 76
                                    

أستطيع .

أرى في يديك خطوطًا ضاعت بي عن أي شيئ..
وحين لملمتِ ذراعيك عني أفلتني في عرض البحر دون طوق للنجاةِ حتى ..

اليوم..
اليوم ليس كما الأمس ولا للآن أن يشبه الساعتين التالية..

ينتشيني شعور الهيام هذا،
كيف أني أرى روحي تطفو بين نفسي وجسدي ..

جنبي يتجافى عن مضجعي أنصاف الليالي فأحوم في جسور المدينة أبحث عن الحياة والموت..عن الظل المكنسر والضوء المنعوج ..

أجدني أهمس لأعمدة الأنارة في قارعة الطريق..
أتنفس سيجارة مع عابر سبيل ،

أجر قدميي مترنحًا بجرأة نحو طاولة سكير ..
أشهد الغروب مع مهندم غريب، و أتردد سؤاله ما الفرق بين الهجران والنسيان..

أتذكر أنني حي..
بلا خطأ أو صواب
ولا قانون أو منطق..

أستحم بملابسي،
أتناول إفطاري الثانية صباحًا..
أنطق بالكذبات السوداء دون البيضاء عمدًا..

طلبت من يافع أن يرشقني بما في دلوِِ كان يحمله ..
كنت أشعر بالثقل والوجل من رائحة إحتراق لم أوقن مصدرها ..

تعالي..
عودي ، أخمدي ما أضرمته في ثم تولَّي حيث تشائين..

أنسي وحسب ..
كنت قد كرهت صورتك التي تظهر على أيِّ ما تقع عليه عيني ..
وحين أمعن النظر أجد أنعكاسًا لي يشق هيئتك فينبثق يواريها ..

فأجدني، واقفا أمام نفسي أعزلًا خاويًا
كأنما ولدت من جديد، أحيط ما يجذبني بفضول يلهف حواسي مثل ولد صغير..

أينما ألتفت أجدني، لا أشتم رائحة غيري لا أسمع سوا نفسي ثم أعرف كل شيئ، عداي أنا .

والعالم ،تبين كابوسًا ثلاثي أبعاد ، تثقل وتشتد فيه خطواتي مبتعدًا أكثر عن أي مقصد نويت الوصول إليه،
والأصوات إما تعلو مخترقة سمعي حتى تختفي أو تنخفض متجاوزة أياي..

لا الأرض برحبها تحويني ،
ولا السماء بوسعها تبتلعني..

العالم من بعدك صار أنا..
كله أنا ..

أستطيع فعلها .
بل أنا تجاوزت أمرنا وفعلتها ..

مشيت مترنح الآثارِ الممر إلى باب شقتك لأخبرك بهاذا ..

نسيتنا وها أنا ذا ..

أريد رؤية تعابير وجهكِ حينها وأتركك مع حيرتك لأكن المُنتصر الأخير بيننا ..

صدقيني ..أنا متلهفٌ لسماعِ الحقيقة مني لنفسي أضعاف رغبتي إلقائها عليكِ ..

سأخبرك أنَّ حُزني يزنُ مالًا وأن فراقنا لا يساوي شيئًا ..

أتيت و بيدي زجاجة مشروبِِ كنتِ تعاتبينني كلما رأيتني أتجرعها أو أجول بها الأرجاء ..

مخافةً إذا تعثرت كلماتي و اضطربت حواسي تحت حضرة عينيكِ ورائحة عطرك ..لا أخيب وأعود خاسرًا ..

لأني أعرفكِ ستعاتبينني بِ 'مالذي تحمله بيدك ' أو تكتفين رمقي بنظرة تأنيب ولومِِ منك أعرفها جيدًا ..

حينها سأمشي منتصرًا تاركًا إياكِ عند عتبةِ بيتكِ تستقبلين رياح الذكريات الباردةِ عاجزة ..

أطرق الباب وأطرقه ..
أضرب الجرس بأستمرار وأركل الباب ..ولا أحد يجيب ..

لمَ تختَبئين عزيزتي .. ؟
أعلم أنك في الداخل لم لا تردين علي .. ؟

تخافين الوقوعَ لضعفِنا بعد إذ انتهينا ؟

أنا من يريد أخبارك بأن ليس لنا تتمة لأننا انتهينا ..

أريد قولها فقط ..
أين أنتِ ..

استمر ووسونغ الثمل بقرع الجرس وطرق الباب ، يصيح وينادي اسم حبيبته .. دون جواب له ..

حتى سأم أحد الجيران جلبته فاتصل بحارس المبنى السكني ، والذي جاء وجرجره من تلابيبه وألقى به خارجًا للطريق ..

جلس ووسونغ اليائس يستند سورًا حديدًا يقابل المبنى السكني ..

ترافقه الزجاجة الفارغة ليلته الوحيدة ..

سقط في النوم على غفلة حتى طلع عليه الصباح ، ثم عاد إلى شقتها يطرق بابها مجددًا ..

لكن لا مُجيب ..

إنَّها والحقُّ رحلت ..لمرةِِ أخيرةِِ فعلت ..
انتصرت ..انتهت ..

رمى زجاجة الشراب بالباب تتحطمُ قَبل صاحبها ، لأولِ مرةِِ يصبحُ و لا يجدها أمامه ملبيةً نداء استغاثته الصامت ..

هي أفلتت جذب حبهما اليائس و استطاعت ..
لم تلتفت للوراءِ ورحلت ..

وبقي هو في الممر الخاوي يردد بين نفسه المشوشة بما بقي من عقله الذاهِب كلماتِِ نعتها القلبُ المتلهفُ بِإفترائات واهية ..

أنه إستطاع التغلب على تملُّكه وأنانيته ، وتركها تذهب وانتهى ..

___

قصير😀؟
أصلا البساطة حلوه 😌...

تبقى فصل أخير ..

أراكم 🌺

#youngforever

the rose | baby حيث تعيش القصص. اكتشف الآن