أن أكون هنا ليس كما أن أكون هناك، والمسافة لا يمكن أن تتراءى عبر سذاجة الجغرافيا؛ فالبعد أوسع من بلاهة الخرائط، وهو يتعدّى بساطة اللّغة، واسطة الكلام العاديّ.. إنّه يتحرّك في فضاءٍ آخر من التّعب.. وليس للشّيء نفسه معنىً واحدٌ ومفهومٌ واحدٌ في فضاءين مختلفين.. الهنا هو الهناك والهناك هو الهنا هناك، والتّواصل هو درجة «الحنين» الحرجة وقت تغدو الأكوان كلّها شتاءً.. في حين انه الصيف !