بهتانُ ثقة.

28 2 6
                                    


15 of july
..
في ممراتٍ تتخلها رائحه ذات طابع مميز ولون ابيض نقي، تقع امرأه في اواخر الثلاثينيات تنظر بنظرات تتناقل بين اروقة المشفى تبحث بجنون لجسدٍ صغيرُ الحجم يُكاد يُرى و اختفائه المفاجىء يوشك ان يُفقِدها عقلها في اي لحظة.. احتوت ملامح طفلها الوحيد عقلها ترتب عليه شعورها بالذنب والكره لذاتها ولغفلتها الحمقاء
شعرت وكأنها فقدت العالم لكن ما باليدِ حيلة ولا مجال للندم بقيت تسأل الجميع بلا استثناء، تذهب هنا وهناك مترجيةً الجميع الاجابه الصحيحة ولا احد قد اجاب بما إبتغت، الكل حَسِبِها فاقدةً لعقلها لكنها لم تكن الا ام قد فقدت فلِذةِ كبدها وقد يكون هذا اصعب من التنفس حتى!
تصرخ بأسمه بصوتٍ يائس ان يجد طريقه لمسامعه الصغيرة .

الجميع حاول مساعدتها بينما هي لا تنبس ببنت شفة وغارقةً بافكارها السوداوية التي يحصل بها الكثير ممَّ لا يحصل خارجها ومن الصعب جداً عدم تصديقها، تتمّلك دواخلها فتقتله وتجعل منك شخصاً مشتتاً لا تستطيع فعل شيء غير الخضوع لها بيأسٍ عظيم واكثر ما يقتل النفس هو الشعور بالعجز وعدم القدره على فعل شيء.

وقفت بمساعدة اشخاصٌ حولها ففي ثانيه تبادر الى ذهنها انه لربما كان خارجاً نفى كل استسلامها الميؤوس لذا تسارعت خُطاها متوجهةً نحو سيارتها القابعه في مكانٍ ما خارجاً لم يكن الامر سياخذ منها وقتاً لولا تذكرها لمكان تلك السياره لكن لا عقلٌ بمكانه ولا عينٌ ثابتة حتى تستطيع تذكره، ولحسنّ حظها انها قد وجدتها مصطفة بالقرب منها، ذهبت ناحيتها ركضاً وكل ما يشغل بالها هو كيف ستعيش بدون رؤيته؟واين قد يكون الان؟ أحي ام ميت؟!.

اخذت تُسرع بلا اي وجهة محددة، فقط تبحث عمّا فقدت سهواً ليس بخطأً منها إنّما شيئاً ما قد سحبه من امام انظارها ففي وقتها ظنت بانه ذهب للجلوس بينما هي تخاطب ذلك المسؤول وليت كلُ ما نظنهُ يبقى حقيقة لا يُخيب بنا..

علمت بعد بحثٍ مستمر دام لمدة بانه لا فائده من البحث فلا أثر له واليأس كان قد تمّلك كيانها ولا يوجد امل بداخلها ليحركها وكل الذي استطاعت التفكير به هو الاتصال بشخصٌ اعطته من الثقة ما يكفي لملىء العالم جميعه، وممَّ يجعل من الامر افضل انه يكون زوجها ً.

موسيقى تافهه تتردد في اذنها وهي في انتظار صوته الهادىء ليرد عليها ويخبرها بأنّ كل شي على خيرِ ما يرام لكن زادت الامور بدواخلها سوءاً بعدم رده فلا تمشي الرياح بما تشتهي السفن، وبعد عدة اتصالات غير مُجابة صرخت شاتمتاً له واقسمت على رميها بنفسها باقرب هاوية لو تكرر نصّ عدم رده للمرة الاخيرة، وما قد حصل هو عدم رده !.

لم تلبث كثيراً حتى رنّ هاتفها بأتصالٍ من الشرطة
مخبرين اياها بضرورة قدومها لقسمٍ محدد كان قريباً منها فلم تمنع نفسها من تغيير وجهتها فهي تتمنى من اعماقها ان ترى طفلها هناك ينادي بأسمها كعادته التي اخذت جانب كبيراً من قلبها.
...

في نفس اللحظة التي وطئت بها تلك الغرفة سقطت، لم تسقط عمداً لكن ايضاً لم يكن خطئاً فقد خارت قواها فسقطت صدمةً لمجرد لرؤيتها تلك الملامح البريئه تبتسم بسعاده لها غير عالمه بما يحصل ممَّ يجعل الامر وكانهم في عالمين مختلفين.. شعرت وكانها لم تره لسنين عدّة، تخاف ان تتركه لثانيه فيعاود الاختفاء.. تشعر بعدم الامان عليه بالرغم من تواجدهم في احد اقسام الشرطه من البلدة، تمنت لو انها تستطيع ادخاله بقلبها حتى لا يحصل امراً مماثلاً.

قُطع لقائهما بسبب شخصٌ اُدخل مُكبلاً
-انتْ؟!
نطقت صدمةً لمن تراه امامها مُكبل وابتسامة خبث قد ارتسمت على محياه بينما هي لا تستطيع تصديق ما تراه بعيناها، تمنت لو ان عيناها كذِبت يومها ولكن ما باليد حيلة في حين انها حقيقةٌ مثبته لا مجال لنكرانها، تهشم قلبها حسرةً على ثقتها بذاك المسمى بزوجها!
هو الشخص الوحيد الذي وثقت به حد الجنون كاد ان يصل بها للجنون بعينه، استقامت ناحيته حتى تبدأ بضربه لكن لم يكن كما ارادت فقد تم ايقافها من احدهم، حرقةٌ عميقة بداخلها عبّرت عنها بدموعها.

-."لم افعل هذا الا كعرفانٍ لِك، أليس من المفترض ان تشكريني؟"
اجل هذا ما قالهُ وضَحِك بسخريه بعد رميه تلك الكلمات ظانً بأنه اسدى لها شيئاً قد يساوي حياتها له.. كاد ان يقتله، طِفلهُ الذي لم يتعدى الرابعه من عمره كان سيرديه قتيلاً لولا تدخلٍ من الشرطة!، لا احد يعلم بما يحمله عقله.. أهو مختل؟ منتقم؟ كارهه؟ لعله كان يتعّذب لرؤيتها تُعاني الكثير مع طفلها او لربما كان قد حُرق دمه لرؤيته اهتمامها الخاص بطفلٍ ليس طفله ولا نستثني انه من الممكن ان يكون مستمتعاً برؤيته الاخرين يتألمون بسببه.

تظل تتسائل بأي ذنبٍ قد اقترفت قبلاً حتى تُعاقب هكذا؟، ذنبها الوحيد انها وثقت بمنّ لم يكن يستحق من الثقه ذرة جعلها تشعر بحماقة فعلها وايقنت بداخلها ان لا احد يستحق تلك الثقة العمياء.
وكالنهايات السعيدة هي اصبحت بحالٍ افضل بعد ايقانها العميق بذلك ولن تضطر مجدداً بالشعور بالخذلان او فقدها لأعز الاشخاص لها ولكم سيكون من الجميل لو انّ كانت توقن بهذا قبلاً..

-.ليس كُل ما يُضاء في عتمتك هو خير.. لربما كانت
عيونٌ للشيطان.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 03, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Writings.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن