الفصل الثاني عشر

7.6K 173 2
                                    

شعرت بأنها ستنهار ، حياتها ضاعت مع اصدقاء سكوت القذرين، تيري جسل، فيونا شارد زاي، جان ليستر، وسكوت نفسه، فكرت انها كانت دائماً فتاة برئية في غابة ملئية بالوحوش، ولكن عيناها اصبحت مفتحة الآن، وستعرف كيف تتابع مسيرة المستقبل لوحدها، وستختار كل خطوة بحكمة وانتباه.دخلت الى المكتب سكوت، واخذت تقلب في بعض الاوراق وتضع معطفها في صندوق امتلئ حين انتهت فقط ، ملف صغير تركته على الطاولة.
قراءته كايتي، ضرائب غير مدفوعة، قروض كثيرة، بولصات تأمين مضى عليها زمن، رهن كبير على المنزل، اضافة الى المشاكل المادية الأخيرة.

**********************
بالطبع ستحتاج الى محامي، فكرت كايتي وهي تتناول طعامها في المطبخ، وفجأة رن جرس الباب مجدداً فقررت ان تتجاهله، ولكنه حوالى عشر دقائق يرن فاضطرت اخيراً ان تفتحه.
كان اليكس و التون يقف على الباب، فنظرت اليه كايتي وكأنها لاتصدق :
- أنت! أنت كل ما احتاجه حتى يصبح نهاري كاملاً .
قال اليكس والتون:
- جميل ان اعرف انك تحتاجينني.
ودخل قبل أن تستطيع منعه، فقالت:
- أنا لا احتاجك!.
- لقد قلت للتو.
ترقرقت الدموع في عيناها، وغلقت الباب بعصبية:
- لم اقصد ذلك، اللعنة عليك!.
حاولت أن تتجنب نظراته وابتعدت الى النافذة، تمتم اليكس وهو يقترب منها :
- يوم مرهق.
بكت كاطفلة وهي تقول:
- لا تلمسني! قلت لك وادعاً ، لا اريد ان اراك هنا، لا اريد احد ، أنت... جميعكم...حقيرين.
كرر مجدداً:
- يوم مرهق.
قالت وعي تلتفت اليه وعيناها دامعتان:
- ماذا تريد اليكس؟
- أريدك ماري كاثلين، لم افكر بأحد غيرك طوال اليوم ، بإمكانك ان تتخلصي من كل المشاكل في هذه اللحظة، سأهتم بكل شيء، كل ماعليك أن تفعليه هو أن تقولي نعم.وقفت كايتي صامتة، وكأنها تجمدت، وانعقد لسانها ، ماذا يريد منها هذا الرجل؟ بعد أن مات زوجها ، وهل هو افضل من غيره، الرجال كلم طينة واحدة وجميعهم حقيرين، ويستغلون المواقف... ولكن نبرة صوته اللطيفة اقلقتها! ربما هذا هو اسلوبه في التعامل مع النساء، حتى يتوصل الى مايريده ولكن لماذا هي بالذات هذه المرة، فهي لم تبد اي تجاوب معه، حتى عندما ذهبت لتمثل الدور في يخته، منعها كبريائها ،ربما يجب ان تفكر في العرض الذي سيغريها به...هل يمكن ذلك؟
شيء جميل ان تترك كل شيء وترتاح، تخلي نفسها من اية مسؤولية، فلا احد يهتم بها، او يقف في طريقها، تمضي حياتها فقد لتسعد اليكس، تسعد اليكس.. في الفراش.
صرخت بعصبية:
- اوه! ياإلهي! هذا مايفكر به الجميع ، جاء كل واحد منهم اليوم، يضعون اسمك كجواب لكل سؤال اطرحه الجواب! هل هكذا ترى نفسك اليكس؟.- لقد كان يستحق المحاولة، وأنت كنت عرضة للانتقاد واعتقد انك استعدت دفاعك الآن، لذلك يجب ان نتحدث بهدوء ، ولكن اخبريني ماذا حدث غير ذلك اليوم؟.
سار ودخل غرفة الجلوس التي كانت مضاءة:
- أنا مسرور انك تتناولين طعاماً فهذا على الأقل يخفف عنك.دخلت كايتي الى المطبخ لبعض الوقت، ثم عادت لتجد اليكس يعبث بالاوراق الموضوعة على الطاولة.
سألها بفضول:
- هل حصلت على محامياً جيد؟
- كلا، هل تود أن ترشح احدهم؟
- بترسون، كارل بترسون.لدي رقمه هنا.
اخرج من جيبه محفظة صغيرة وناولها بطاقة للمحامي الذي حدثها عنه:
- انه افضل محامي ، يعرف كيف يسير الامور لمصلحتك بدبلوماسية.
- يبدو انه حقاً كما تقول! هل محاميك ساحر ايضاً؟
- هذا طبيعي ، فأنا دائماً احاول ان اوظف افضل الرجال ، فهذا عملي ولا أحب ان اقع في مشاكل استطيع ان احول دون وقوعها.
وضع بطاقات اخرى على الطاولة واضاف :
- هل تريدين ان اساعدك بشيء آخر؟.
- لم أطلب مساعدتك ، كنت تحت التأثير ولا اريد اي شيء منك.
ابتسم اليكس وقال:
- لا امانع ان اخسر الجولة الأولى وحتى الثانية انه وقت امضيه بالتعرف على مؤهلاتك، وأنا مسرور بمؤهلاتك الكثيرة ماري كاثلين.
صرخت بحدة وهي تقف متوترة قرب النافذة:
- لا تناديني هكذا!
- لا تقفي هناك ، وكأنك كوبرا تحضر نفسها لتبطش ، الليلة سأكون صديقك ، اجلسي وارتاحي ، وانسي مشاكلك.كان كل ماينقصها وجود اليكس والتون في منزلها فقالت له:
- لا اريد ان اتجادل معك اليكس، ولااريد ان اكون في نفس الحلبة ، ارجوك اذهب.
- لماذا؟ ماهي خططك؟ الحزن على لعين اناني تزوجته؟ هل ستبقي جراحك غير مضمدة؟ هذا لن ينفعك بشيء ، لما لانتحدث وبذلك تنسين مشاكلك؟
- ماذا تريد مني اليكس؟ الا ترى انني لست مهتمة بخططك؟ ارجوك، اذهب فيكفيني حتى الآن ما عانيته... وكما قلت مخططك لن تنفع معي ولا تناسبني كذلك.
قال اليكس والتون وهو يبتسم:
- ليس لدي اية خطة، ماري كاثلين، اكثر من العقد ، اجل العقد.
كرر وهو يتأملها وينتظر ردة فعلها على كلماته ثم قال:
- مارأيك بعقد للزواج؟ لا اعتقد انك ستضعين ذلك من ضمن المخططات والالأعيب، أليس كذلك؟
نظرت اليه كايتي للحظات، ثم اقتربت منه وضربت على الطاولة بقسوة:
- أنا لا العب.
- وأنا كذلك.
سألت وهي ماتزال لا تصدقه:
- هل أنت جاد في طلب الزواج... اليكس والتون؟
قال بجدية:
- اعتقد اننا نخدم بعض جيداً.
- ماذا تعني بذلك؟أخذ يتأملها للحظات، ثم فتح يديه وكأنه يوجه لها دعوة :
- اخبريني ماتريدين لبقية حياتك؟
صرخت كايتي بعصبية:
- اوه ، هذا جنون!.
اصر اليكس :
- أخبريني.
- هل تتصور ان بإمكانك ان تعطيني كل ماريده؟
نظر اليها بثقة الرجل الذي تعود على النجاح:
- مادياً، أجل لا سؤال بالنسبة لذلك، لن تكوني غير مؤمنة مادياَ ، مجدداً لا تقلقي، هذه احد المشاكل التي يإمكانك ان تنسيها في الحال.
قالت ساخرة:
- تعمل على مبدأ الذي ان المال يشتري كل شيء.
- ليس في كل شيء ، يشتري ربما الراحة والى حد ما الحرية ولكنه لا يشتري الأولاد.

********************

عذاب الحب روايات احلام للكاتبه إيما دارسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن