الجزء الأول

868 29 7
                                    

انعدمت جميع احتمالات مسامحتها عندما رأى الناس تعابير وجهها و هي ذاهبة الى الموت او الجحيم بصورة أدق، ابتسامه خفيفة، نظرات خبيثة، مشية مليئة بالثقة، لا تستطيع ايجاد ذرة من الندم، يشع منها الفخر بما اقترفته. لكن عندنا نبحث في عينيها و نتعمق خلف الخباثه التي تظهرها، سنجد الكثير من المشاعر... اكثر من ان تستطيع اظهارها.
لقد كان الناس محقين في شيء واحد، و هو أنها لا تشعر بالندم، لم تشعر سوى الظلم، كانت تفكر في كل ما حدث لها و تجعله مبرراً لنفسها.
عادت ذاكرتها بها الى ما قبل ثلاث سنوات.... الى البداية.

كانت كارلا فتاه طبيعية في الـ ١٥ من عمرها، لم تكن وحيده، و لم تكن تتعرض للتنمر او أي مشاكل أخرى قد تتسبب في دفعها الى الهاوية، حتى تطلق والديها و بطريقه ما حصل والدها جيمس على الوصاية، كان والدها رجل أعمال مثالي و لكن لا شيء يدوم الى الأبد فقد بدأ بلعب القمار و كان متهوراً يرهن كل ما لديه، حتى أتى اليوم الذي لم يبق له شيء غير أبنته التي تعتبر آيه في الجمال، فرهنها بثقة تامة أنه سـ يفوز و لن يخسر أبنته بل سـيصبح فاحش الثراء، و لكن لا تجري الرياح كما تشتهي السفن.

مهما كان صفاء قلبك لن تستطيع تقبل أنه أبيك تخلى عنك لـ رجل عجوز بكل سهولة، ليس و كأن أبيها حاول منعهم فقد كان تحت تأثير المخدرات التي يتعطاها طوال اليوم اعتقادا منه أنها سـ تنسيه حقيقة أنه لا يملك قرش واحداً حتى.

كانت تتحدث مع صديقتها على الهاتف عن حبيبها بكل سعادة حتى اقتحم المنزل رجلان ضخمان و رجل عجوز يتكأ على عكازة مرصعة بالأحجار الكريمة، لم يأخذ منها الكثير من الوقت لاستيعاب أنهم من معارف أبيها و لكن لم يأتي على بالها أنهم هنا لها، هربت مسرعة الى الباب الخلفي و لكن سرعان ما فتحت الباب أمسكها أحد الرجلان، و عندما بدأت بالصراخ و طلب النجده، ضربها بقوة لـ تفقد وعيها.
استيقظت و الحبال حولها تربطها بكرسي خشبي عتيق، و عندما كانت تحاول الهرب، أتى صوت خشن يخبرها أن تتوقف لأن ذلك لن يفيد و أنها لن تستطيع الهرب من هذا المكان، كانت كارلا صغيره جدا لدرجة أنها صدقته و فقدت الأمل، لكنها ما زالت تملك بعض المشاعر بداخلها، مثل الخوف من الموت، الاشتياق لحبيبها و أصدقائها، الايمان بأن أبيها سيأتي لينقذها، و لكن جميعها تبددت عندما أخبرها العجوز بأنه أبيها تخلى عنها من أجل لعبة سخيفة، و أنها سـ تتزوجه

من المتوقع أنه لـ فتاه جميلة كـ كارلا تملك عدد من الأصدقاء فقام العجوز بالبحث عنهم لتهديدها بحياتهم عندما رفضت الزواج منه، كانت فتاه عنيده فاستمرت بالرفض لمده أيام حتى حضرت جثة حبيبها ماكس.
كان جرحها كبير، كبير جدا لدرجه أنه جسدها الصغير لم يستطع احتواء كل هذا الألم، قد علمت أنها تحتاج الى التعامل مع ألمها أو سينتهي بها الحال في مصحه عقلية.

لقد علمت أنها ان نفذت ما يريد مرة، لن يتوقف عن طلب المزيد و لذلك اختارت الخيار الأصعب... المقاومه

ليس ذنبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن