- مقدمة -

288 6 4
                                    

           

استيقظت في ليلة الثالث و العشرين من ديسمبر على صوت حبات البرد تدق النوافذ، نظرت الى لوسي النائمة بجانبي و شعرت بشئ من الضيق، خرجت من الشقة راكباً دراجتي النارية لا أعلم الي اين اذهب لا اشعر بشئ سوى الضيق، مازلت نادماً على معصيتي التي ارتكبتها و لكن كيف ستعلم ندمي؟ كيف ستعرف اني اشعر بالذنب؟ من هي لوسي لتقف بيننا؟

زدت من سرعة الدراجة أكثر عند تدفق الذكريات بشكل اكبر الي عقلي، كأني اراها امام عيناي، و كأن الرب يعاقبني على معصيتي التي فعلتها بها، ارتكبتُ خطأً الا يمكن ان تسامحيني؟ و لمَ قد تفعلي هذا و ذنبي لا يغتفر..

لوسي فتاة مدللة، ترغب دائماً بأن تكزن الأفضل في كل شئ، تريد ان تكون الافضل، الاجمل و الاقوى دون بذل مجهود في ذلك

أما أنتِ .. قوية و حادة بطبعك، لا يهمك ان كنتِ الأفضل او الاسوأ، تفعلين ما يريحك و يتماشى مع شخصيتك و انوثتك الحادة والرقيقة..

عيد ميلادي بعد يومين، لستِ من النوع الذي لا يفي بوعوده، كنتِ قد وعدتني مرةً أن تقدمي لي شيئاً قيماً في عيد ميلادي فهل ستفعلين؟ أم ان كبريائكِ الثائر في هذه الفترة سسيجعلكِ تتراجعين؟ ستقعين في دوامة أفكارك من جديد ستتصارعين مع كبركِ من جديد ستتكون لديك مشاعر ممتزجة لا تجدين اي تفسيرٍ لها، سيدوم الصراع بينك و بينه و سيزعجك الامر لكن من سيغلب؟ لا اعرف انتِ من تقررين الامر يا كارولينا

مازال المطر ينهمر بغزارة و الطقس يشتد برودة و الشوارع شبه فارغة من البشر، من سيخرج في هذا الطقس السيء في أبرد أشهر السنة على اية حال؟

تلك الليلة وجدت نفسي واقفاً أمام باب منزلكِ، رأيت أنوارَ الطابق  الأرضي مشتعلة، ماذا تفعلين في هذه الساعة يا ترى؟ هل رأيت كابوساً يا ترى؟ أم انكِ خائفة و تواجهينَ صعوبة بالنوم؟ ماذا حدث لتستيقظي الآن صغيرتي؟

هل عليَّ أن أرى ماذا تفعلين؟ أم الذهاب و العودة و الركوض بسلامٍ في المنزل و نسيان الامر و كأن، شيئاً لم يكن؟

وجدت قدماي تقتادني الى عتبة بابكِ و طرقت يدي الباب، لا استطيع شرح الامر، كأنه كان خارجٌ عن ارادتي، وددت لو أني لم أطرق ذلك الباب أبداً، تخيلت عدة ردات فعل سوف تُبدينها فور رؤيتي لكِ و كانت جميعها تنتهي بطردي او اقفال الباب في وجهي لكن بدا لي اني قد بالغتُ في تخيل هذا..

فعندمافتحت لي الباب كنتِ متفاجئة لرؤيتي لكنكِ لم تدعوني لدخول منزلكِ أيضاً ربما كنتِ تفكرين ب كيف له ان يتجرأ و يريني وجهه بعد كل ما فعله لي او ربما ما الذي اتى به الى هنا في هذه الساعة المتأخرة من الليل، استطعت رؤية انكِ مشوشة و استطعت رؤيةاحمرار عيناكِ أيضاً، ما الذي دفعكِ للبكاء يا كارولينا؟ أنتِ قوية بذاتك لا تبكي ابداً حتى حزنك ليس مترفٌ و مدلل و لا تغرقين بدوامة و تحتاجين لأحدٍ لينتشلكِ منها، بل يجعلُ منكِ فتاة حادة أكثر قوةً و صلابة..

" الجو باردٌ جداً و المطر يهطل بغزارة، أيمكنني الدخول
فقط الى انتهائه؟ أعدكِ لن يطول الأمر"

صرخة على وتر الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن