قرعت باب منزلها عدة مراتٍ لكن بلا إجابة، جلتُ حول المنزل و قفزتُ عبر السور تجولت بالحديقة الخلفية لم أجد أحداً و الأنوار منطفأة و هاتفها مغلق
ركبتُ دراجتي بغضبٍ مرةً أخرى ، أين يمكن أن تكون؟
اتصلت بالمقر اخبروني انها خرجت ظهراً و لم تعد .. أين هي و في هذه العواصف السيئة؟فكر إيڤان، أنت وحدك تعرفها جيداً و وحدك تستطيع ايجادها ..
بدأت تشتد العاصفة أكثر و لا شئ يضيء الشوراع الفارغة سوى البرق و ضوء دراجتي لا أعلم الى أين اتجه فقط أقود و انظر الي جوانب الشوارعلو كان صراخ قلوبنا ليس مكتوماً ، كنت ستسمعينهُ الآن، أليس كذلك؟ كنتِ ستسمعين استنجادي بكِ و كنت سأسمعُ استنجادكِ بي ..
ركنت الدراجة جانباً و استندت عليها أحاول كبحَ غضبي
لكنني وجدت نفسي صرخت صرخةً دامية تردد لها صدى في أرجاء المكانأنا السبب ، أنا السبب في كل ما يحدث ، أنا من لفق الكذباتِ دائماً ، و كنت اعلم ان الكذب هو أكثر ما تكره ، انا من وضعت الحواجز في علاقتنا دائماً ، أنا من قمت .. قمت بالعديد من الأمور الوقحة ..
رنَّ هاتفي وجدتها لوسي لم أجب و وضعته في جيبي و عدت مجدداً للقيادة ، الا انها استمرت بالاتصال بالعديد من المرات
" ماذا تريدين؟ " قلت بنفاذ صبر
" أين انت ؟ الا تعلم كم الساعة الآن و أنا انتظرك، و تتجاهلني أيضاً لطيلة اليوم؟ اياً كان ما تفعله عُد فوراً"
ها هي لوسي المتدمرة الشقراء اللعينة ، لمَ انجذبتُ اليها تلك الليلة يا ترى؟ لمَ فعلت ما فعلته ؟
" لوسي انظري، لا تتصلي بي مجدداً الا للضرورة، اعتقد انكِ لم تفهمي أبداً الا عندما اخبركِ ان ما بيننا كان خطأ ، الآن دعيني و شأني و لا تتصلي ، نحن منفصلان"كنت مضطرا هذه المرة لإنهاء الأمر على الهاتف؟ أليست هي من فرقتني عن كارولينا بسبب هاتف؟ أظنها كانت تستحق هذا الأمر
عبرت الى المقبرة أخيراً في تمام الواحدة بعد منتصف الليل ، لا شئ سوى الظلام و المطر الغزير و ضوء القمر الطفيف و صوت خطواتي المتثاقلة ، اضأت هاتفي لاستطيع الرؤية بشكل أوضح ، بقيت أتجول الى ان سمعت صوت نحيبٍ و شهقات ، تبعت الصوت و اتجهت ناحيته ، كنت محقاً انها هنا ..
جلست على ركبتاي لاكون في مستواها و عانقتها بقوة ، حاولت ابعادي في البداية و لكني شددت على عناقها اكثر و استسلمت و بكت ، لم تحاربني ابداً ، فقد كانت بحاجة لأحدٍ يؤنسُ وحدتها ، أعلم انها وحيدة و قوتها لم تعد كافية للتحمل ، أعلم انها تتظاهر بالقوة فحسب أما من داخلها فأصبحت هشة رقيقة قد تتلقى صفعةً اضافية و تتفتت و لربما يستغرقها جمع فتاتها وقتاً طويلاً للغاية لا نهاية له
" حسناً ، كل شيء سيكون بخير؛ لنذهب قبل ان تصابي بالبرد "
" اشتقت لها يا إيڤان اشتقت لهم جميعاً انا من اوديت بهم الى هنا انا من وضعتهم تحت التراب ، لولا انخراطي بتلك الأماكن القذرة لكنتُ أعيشُ حياةً طبيعية الآن ، لكان .. " كانت تتكلم بحنقٍ شديد بين شهقاتها
أنت تقرأ
صرخة على وتر الحب
Fanfictionأحياءٌ مظلمة و مخفية تتجمع بها كل العصابات لا تتعرف اليها الشرطة، يذهب اليها كل فئات المجتمع من مراهقين و مجرمون او كبار السن، بتضاجعون، يثملون، يفعلون ما يحلو لهم هناك. كارولينا..فتاة تنضم الى أول أخطر عصابة في تلك الأحياء المظلمة، هي قوية و حادة ا...