اصبح كابوسا

5 0 0
                                    

استيقظ صالح من نومه و ظل يفرك فى عينيه و ينظر حوله لا يرى سوى امه فأدرك انه كان يحلم و لكن ما زال مضطربا من الحلم بينما امه كانت تقول له( اصحى يا صالح.. يلا دا اول يوم ليك فى تالتة ثانوى.. و صحابك مستنيينك تحت على فكرة.. يلا يا حبيبى.. ) و قام صالح و اغتسل و توضأ و صلى الركعتين المعهودتين فى كل صباح و تناول ساندوتش بسرعة و لبس و بدأ يمشط شعره و فجأة ظهر له الرجل ذو القبعة فى المرآة فانتفض للوراء و سقط المشط من يده و لكن لم يره احد لأن امه قد عادت للنوم بعد ما ايقظته و جهزت له اغراضه.. و سرعان ما اختفى ذلك الرجل و كانت تلك مجرد تهيئات.. و نزل صالح فقال له اصحابه شادى و مايكل..( ايه يا صالح.. سنة علشان تجهز حضرتك. ) فاكتفى صالح بابتسامة خفيفة و ظلوا يتحدثون طوال الطريق عن السنة الجديدة و الهمة فيها و هكذا و لكن صالح كان مشرد الذهن و بان عليه ذلك.. و سأله شادى..( خير يا صالح.. انت تعبان او حاجة.? ) فرد صالح و قال..( لا انا بخير.. انا بس مرهق شوية و منمتش كويس..) فرد عليه مايكل و قال( و منمتش كويس ليه.. خير.? ) فلم ينتبه صالح الى مايكل او بالأصح نكس رأسه لأسفل و كأنه لا يريد الإجابة فتعجب صديقيه و نظرا لبعضهما لأنهم لأول مرة يروا صالح فى هذه الحالة.. و لكن اتفقوا ان يعرفوا ما خطبه بعد اليوم الدراسى لأنهم كانوا قد وصلوا الى المدرسة و كان اليوم طبيعيا لا يوجد فيه جديد.. و لكن صالح بدأ يروق و ينسى الحلم و ما رآه فى الصباح حتى ان صديقيه عندما شعروا بأنه تحسن سكتوا و لم يسألوه عن حاله مرة اخرى.. و فرحوا بذلك و قابلوا كريم ابن عم صالح بعد المدرسة و نادى عليه صالح قبل ان يركب السيارة الخاصة تبع ابيه فهو عائلته غنية و ابوه يعمل كدكتور فى احدى الجامعات خارج البلاد فى كلية العلوم التى هى احدى اهداف صالح فى حياته..😃 و قال له..( تعالى يا كريم... ايه كل الساندوتشات الى فى الكيسة دى.. انت مش كنت وعدتنى انك هتخس.. بس الاول انت عامل ايه و عمى عامل ايه..?).. فضحك كريم و قال..( انا كنت بلعب مع العيال بتوع الفصل النهاردة و كسبتهم و اخدت ساندوتشاتهم.. اما بالنسبة لبابا فهو لسة مجاش من برا بس هو كويس الحمد لله و كان باعت سلامه ليكوا كلكوا..) فرد صالح و قال( الله يسلمه و يرجع بالسلامة ان شاء الله..) و داعب شادى كريم قائلا..( يعنى اول سنة ليك فى المدرسة الثانوية و اول يوم.. و تلعب على ساندوتشات.. 😂) فضحك الجميع و نظر السائق الى كريم فعرف انه يجب عليه الذهاب فسلم عليهم و ذهب فى السيارة الخاصة بقى صالح و صديقاه و قال مايكل..( الحمد لله انت افضل من الصبح يا صالح.. مش هسألك كان مالك.. لكن المهم انك بقيت كويس.. و انا كمان لازم امشى علشان هنروح الكنيسة النهاردة و لازم اكون هناك بدرى..) و مشى مايكل و عاد صالح و شادى يكملا طريقهما للبيت.. فبيت شادى بعد صالح بمسافة ليست كبيرة.. و ظلوا يمزحوا سويا طوال الطريق حتى اقتربا من بيت صالح فسلم عليه و اكمل شادى بمفرده.. بينما صالح اتجه ناحية المنزل و لكن وجد الباب مفتوحا قليلا.. و قطة امام باب المنزل تجرى.. فدخل صالح و القى السلام فردت عليه امه كانت فى المطبخ..( و عليكم السلام.. انت جيت يا حبيبى.. يلا ادخل غير هدومك و اتوضى و صلى الضهر عبال اما اعملك ساندوتش على السريع كدا..) ركز صالح فى الكلام و الاحداث و شعر انه هذا ما قيل فى الحلم.. و لكنه لم يأبه لذلك و سأل امه سؤالا انتظر جوابه..( ماما.. هو ليه باب البيت مفتوح..?!!) فقالت له امه..( اااه.. كنت بطلع القطة برا و نسيت اقفله.. شوفها كدا دخلت تانى و لا ايه..? ) و ابتسم صالح من هذا الرد المنتظر.. و قال( لا يا ماما مدخلتش. ) و توضأ وصلى ثم دخل غرفة اخته سارة.. بعد ما طرق الباب.. و لكنه يعرف انه اذا تحقق الحلم بأكمله لن يتحقق ذلك الجزء خاصة.. و وجد اخته على كرسيها ذى العجلات و ابتسمت كعادتها عندما رأته و كانت تقرأ فى كتاب.. فوضعته و اقترب صالح منها و احتضنها و قال..( ايه اخبارك النهاردة..) فأشارت اليه انها بخير و كانت لغتها الإشارة لأنها لا تتحدث و سمعها ثقيل بعض الشئ و لكن هى تلبس سماعات فتساعدها احيانا على السماع جيدا.. ليس ذلك فقط بل ان جزئها السفلى لا يتحرك لأنها مريضة بالشلل فى هذا الجزء بالكامل لذا تستخدم الكرسى المتحرك.. و كل هذا بسبب الشئ الذى احل على الأسرة بالحزن من حينها.. و هى تلك الحادثة التى وقعت منذ خمس سنوات.. 😢 و سألته عن اخباره و اول يوم فى الدراسة و ظلا يتحدثا قليلا حتى رن جرس الباب.. فذهب صالح ليفتحه و وجد ابيه.. لقد عاد اخيرا من سفره من الاسكندرية.. و خرجت سارة و الأم و سلموا عليه بكل حب و اشتياق فهو غائب عنهم لمدة اسبوعين.. كان فى الإسكندرية يشرف على مشروع جديد يبنى هناك.. فهو يعمل لدى شركة اسمها كونان مهندسا.. و هى شركة خاصة.. و تختص ببناء المشاريع العمرانية و غيرها من المشاريع الهندسية.. و كان الأب مرهقا قليلا الا انه فرح كثيرا عندما رأى اسرته بخير.. و احضر الهدايا ايضا لكل فرد من العائلة.. و ارتاح الجميع قليلا فى الصالة ما عدا الأم كانت تعد الغداء.. و بعدما انتهت بدأوا فى الأكل و قال الأب( بعتذر لكن انا لازم انزل القاهرة بسرعة دلوقتى.. ) و لم يكمل حديثه و قاطعه صالح قائلا..( علشان صاحبك الأستاذ عمر تعبان صح..?! ) هذا ما توقعه صالح كما حدث فى الحلم.. و لكن تعجب الأب من رده و قال( منين جبت الكلام دا..!! لا طبعا انا نازل بس استلم ورق شغل جديد من الشركة مش اكتر.. ) و نظر الجميع لصالح بتعجب لما قاله.. فقال صالح بإبتسامة..( مجرد تخمين.. )😁.. و كان يريد ان يسأل اذا كان سيذهب ابوه بالسيارة ام لا.. فتذكر بسرعة ان ابوه قد باع السيارة من زماااان.. فضحك فى سره و اكمل أكله.. و انتهى الجميع و قام الأب جهز نفسه و انطلق نحو القاهرة و دخلت الأم لترى اعمال المنزل و سارة و صالح للنوم قليلا.. و كان ذلك بعد صلاة العصر.. و لكن تعاد الكرة مرة اخرى.. و لكن هذه المرة يقوم مفزوعا على اذان المغرب و هو يقول..( ايييه.. هيه.. هيه.. هيه.. ) و هو يتنهد و يلتقط انفاسه بصعوبة و ينظر حوله لا يرى سوى اخته سارة و هى تنظر اليه بغرابة ثم اقتربت منه و كانت قد استيقظت منذ قليل.. و اخذت تطبطب عليه و تقول له بلغة الإشارة طبعا..( مالك يا حبيبى.. فى ايه.. اهدا..!! )😓.. فيقترب منها و يضع يده على الكرسى و يقول( و لا حاجة.. مجرد حلم مش اكتر.. هى الساعة كام و فين بابا و ماما.. ).. فامسكت التليفون و جعلته يرى الساعة ثم اخبرته( بابا لسة مجاش من القاهرة و ماما انا صحيت ملقتهاش.. اكيد راحت تشترى طلبات.. ) فقام و ذهب الى الحمام و كان قد اذن المغرب فتوضأ بالمرة و كان يريد ان يذهب للمسجد و لكن لا يستطيع ان يترك اخته وحدها الا و قد دخلت امه و قالت..( ايه دا انتو صحيتوا كويس.. ) و قال صالح..( انا رايح اصلى يا ماما ) شعرت امه ان هناك هدوء غير معتاد فى صوت صالح و لكن لم تسأله لأنه قال ذلك و سار سريعا خارج المنزل.. الى المسجد بينما سألت سارة فأخبرتها انه كان يحلم و قام مفزوعا لا اكثر.. و صالح يسير و هو يفكر بهذا الحلم و قرر ان يحكيه لشيخ القرية و المسجد الشيخ( سالم) و بعد الصلاة اقترب من الشيخ و سلم عليه فالشيخ يحب صالح كثيرا فهو الذى حفظه القرآن و دائما معه فى النصائح و دروس العلم و هكذا و سأله عن شادى.. فقال( اكيد صلى فى الجامع الى جمب بيتهم.. هبقا اسلملك عليه يا شيخ سالم.. )☺️.. و شعر الشيخ سالم ان صالح يريده فى امر ما فسأله( خير يا صالح.. انا حاسس انك عاوزنى فى حاجة.. خيرا يا بنى.? )☺️.. فنظر له صالح و كأنه يقول فى نفسه انت تعرفنى جيدا يا شيخ.. ثم قال له..( بصراحة اه.. فعلا كنت عاوزك يا شيخ فى موضوع و اتمنى انك تساعدنى فيه.. ) فإبتسم الشيخ و قال..( اكيد ان شاء الله.. انت ابنى يا صالح.. لو كان بإيدى حاجة.. اكيد هساعدك اتفضل.. )☺️.. فحكى له صالح الحلم و اخبره انه حلم به مرتين اليوم و انه مضطرب من ذلك و هكذا.. فإبتسم الشيخ ابتسامته الجميلة و المعهودة و كان الشيخ فى سن النيف و الاربعين و يقترب من الخمسين و هو قريب و محبب من اهل القرية و خاصة الشباب.. و طمأن صالح قائلا..( لا تقلق يا صالح.. انها مجرد احلام و رؤيا.. و امر الامؤمن كله خير كما تعلم.. انا معنديش تفسير.. لكن كل الى اقدر اقوله.. ان لا داعى للقلق و ارمى وراء ظهرك و ان شاء الله خير.. و واظب على اية الكرسى قبل النوم مع انى عارف انك بتعمل كدا.. ) فتنفس صالح الصعداء و كأنه ارتاح قليلا لما سمع هذا الكلام.. و قال.( شكرا يا شيخ سالم.. كلامك ريحنى الى حد ما.. انا بس خفت لأنى حلمت بيه مرتين النهاردة.. فقولت احكيلك.. ).. فقام الإثنين و اكملا حديثهما و هم على باب المسجد و قال له الشيخ..( انا عارف انك متأثر بالحلم خاصة علشان اخوك محمود فيه الله يرحمه.. بس زى ما قولتلك ما تشغلش بالك.. و ركز بقا السنادى يا بطل علشان تدخل الكلية الى انت حاببها.. و ربنا معاك و يكرمك.. ) فابتسم صالح و قال( ان شاء الله يا شيخ سالم.. ادعيلى. ) فدعا له فى سره ثم قال له..( من حق... متنساش درس يوم الأربع بعد العشاء هتكلم فى موضوع حلو و مهم بالنسبالك.. ان شاء الله.) و انطلق كل منهما الى بيته و ارتاح صالح قليلا لما سمعه من الشيخ سالم.. و فكر يا ترى ما هو درس يوم الأربعاء.. فالشيخ سالم يلقى درس دينى و تربوى كل يوم اربعاء بعد العشاء.. و مر الوقت و صلى العشاء ايضا.. و عاد الى البيت و قد عاد الأب و لكن يبدو عليه الحزن.. فسأله صااح..( مالك يا بابا.. فى حاجة..?! ) فنظر له الأب و قد فرد وجهه مرة اخرى قائلا..( و لا حاجة يا حبيبى انا بس مرهق شوية من السفر.. ).. فسأله صالح عن شغله الذى ذهب لإستلامه فقال..( لا ما استلمتش شغل.. لأنه كان فى مةان بعيد و سبته لحد تانى.. علشان اريح انا شوية.. انا بس اتأخرت علشان كنت بخلص شغل فى الشركة.. روح ارتاح انت يا حبيبى علشان مدرستك بكرا.. كلها اسبوعين و هتقعدوا من المدارس و هتعتمدوا على الدروس بس.. )☺️.. فاطمأن صالح على ابيه و اكل شئ بسيط و لم يذاكر فى هذا اليوم و دخل لينام.. و سمع امه و ابيه يتحدثان بصوت منخفض و لكن لم ينتبه للكلام و غلبه النعاس لأنه لم ينم جيدا هذا اليوم.. و لكنه قام من نومه فى الساعة السادسة صباحا و لم يصلى الفجر فى المسجد كعادته.. و لكن قام على صرخة سمعها البيت كله.. و فزعوا اليه جميعا...!!!!!

الصالح( الجزء الأول/النافورة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن