أمراه لاتريد الماضي

20.9K 258 1
                                    

كان يجب ان ترافقينا لورا ! فالمسرحية كانت رائعه .. واه .. كان ديك ممثلا عظيما .
رفعت لورا راسها الى زميلتها مبتسمة , ودخلت الى الغرفه لتضيء المصباح لتضيء المصباح
اكانت المسرحية بالروعة التي هي عليها الرواية ؟ لقد تعرضت الرواية لعاصفة من النقد والمسرحية مازالت تعرض منذ زمن . اليس كذالك ؟
اطول الفتاتين اللتين دخلتا الى غرفة الجلوس , ابتسمت وهي تغرق نفسها في مقعد ذي ذراعين , ثم شرعت تخلع حذاءها : المسرحية رائعه والتمثيل عظيم .. وهليين على حق ديك بارني ممثل رائع .
رفعت زميلتها صوتها ساخره وصوبت نظرهل الى هيلين شريكتهما في الشقة .
لقد مات ميته جميلة , فبكت هيلين مايملأ دلوا .. الجلوس الى جانبها في مسرحية درامية كمن يجالس قطيعا من الحيتان يتدفق الماء من فتحات تنفسها .
ضحكت هيلين ,,
- حتى انتي تبللت عيناك كايت بل اظن ان الجميع بكى . كانت كمسرحية يونانية أو كأحدى مسرحيات شكسبير التراجيدية .. مثيرة للعواطف لقد لاحظت عدة رجال يختلسون النظرات الى الآخرين وهو يتمخطون ..
- انه لفعل مناسب ف ليلية ربيعة دافئة ..
لورا مورلي , فتاة انجليزية لها الوان الفتاة الانجليزية المثالية , أو ربما ملامح الفتاة ( الشمالية الاسكندينافية ) فهي ذات شعر فضي , وعينين صافيتين رماديتين كالسحب , نادرا ماتظهر بين سكان جنوب بريطانيا , اما اهدابها وحاجبها فبنية , تبدو لرائي جميلة ليس بسبب تقاسيم وجهها التي ينقصها جمال الشكل الحقيقي , بل لانها تمتلك جاذبية لاتقاوم ووجها ابيض يزيده شحوبا فم له خط منتظم غريب !!
بينما كانت تتحرك برشاقة في المطبخ الصغير لتعد القهوة , كانت تصغي الى رفقتيها بابتسامة تلوي شفتيها . وليست هي المرة الاولى , التي تشعر انها محظوظة لانها تشاطر الشقة مع فتاتين لطيفتين مثلهما , كايت عملية رزينة , وهيلين ذات احساس مرهف للمرح والحياة ..

golya

قالت لورا :
- سعيدة انا لاستمتاعكما بها ....... من مؤلفها ؟؟
- انه مؤلف الرواية الاصلي سايمون باركلي .
قطبت لورا جبينها , وكانها تلاحق ذكرى مراوغة , وتمتمت :
- سايمون باركلي ؟ .... يبدو لي الاسم مألوفا ؟؟
تناولت كايت فنجان قهوتها وقالت :
- انه كات شهير بالطبع .... لقد كتب رواية تدور احداثها في العصور الوسطى عن جماعة من المنبوذين , وقد صورت حلقات تلفزيونية . اتذكرينها ؟..؟
ردت هيلين :
- بل كانت قوية في قساوتها ..... فالرجل ساخر متشائم , لكن هناك دائما شعاع من امل يتركة في نهاية رواياته , لقد الف روايات عديده كل رواية انجح من سابقتها ... صحيح ان النقاد لا  يقارنونه بشكسبير كصديقتنا المتسرعه هذه لكنهم قد يفعلون لو لم يكن شكسبير في نظرهم مقدسا ..
جلست لورا في كرسيها :
- قرأت عنه في مكان ما . هل شاهدتما شخصا نعرفه في المسرح .؟
- نعم فرانسيس باركر , بصحبة رجل رائع ... لأكنها لم تكن متصنعة كما هي عادتها ... مع أنني لاعتقد أن لزينتها التأثير المعتاد ..
ضحكت لورا :
- وكأنك لاتحبينها هل سرقت منك احد أصدقائك ؟؟!
- اجل ... حين كنا في المدرسة , لكنني لااكرهها لهذا السبب . بل لانها متكبرة وتكبرها هذا قد يجلب الجنون لامها تدريجيا والسيدة باركر امرأة محبوبة ,,
ارتفع حاجبا لورا سخرية :
- الم تقدمكما له ؟
ضحكتا .. وقالت هيلين :
- صدقيني لورا .... الامر غريب كانت متأرجحة بشكل واضح بين اظهاره وجاب حسد النساء لها , وبين ابقائة بعيدا لئلا لا تخطفة احداهن منها ..
- وكيف كان شكلة ؟؟
- اووه ... اسمر قاتم الشعر ليس اسودا تماما .. بشرته سمراء لوحتها الشمس , وقسمات وجهه خشنة , علية سيماء الفطنة والذكاء ... وهو الى ذالك وسيم جدا .. خاصة تيكنك العينين التين كانت كايت في طفولتها تسميهما (( العينان القاتلتان ))
صاحت كايت محتجة :
- لم استخدم في حياتي مثل هذا التعبير !! مآبك لورا .... مصابة بصداع ؟ تبدين شاحبة ؟!!!!
ابتسمت لورا :
اجل ياممرضتي .. الا انه صداع خفيف ... نادرا مااصاب بمثله هذه الأيام .
- حسنا الى الفراش إذن , وفي الغد يمكننا الذهب جميعا الى الراحة ما رأيكن بالذهاب الى البحر ؟؟ اذا كان الطقس مناسبا بالطبع ..
كن قد قررن الذهاب إلى وايت كوف , على شاطئ جزيرة وايت ..
هامبشاير , مقاطعة جميلة جدا ... كانت السنتان اللتان امضتهما لورا في مينائها الرئيسي (( ساوثمبتون)) رائعتين ,, فلا احد قد يكون الطف من هيلين وكايت وقد اصبح لديها بسبب صداقتهما دائرة واسعة من المعارف المهمين .. وهي كذالك تتمتع بالعمل في محل الانتيكات .. وحياتها مرضية تماما .
اليوم الدافىء جلب معه الى الجزيرة عددا كبيرا من المتنزهين الذين في معظمهم مجموعات عائلية لاكن هناك عدد كاف من الشبان والشابات ماضفى على مساحة الرمال الواسعه جوا عابثا ..
حصنت لورا نفسها بزيت خاص ضد الشمس بسبب بياض بشرتها الشديد , وذالك قبل ان تتمدد على منشفتها وكانت هيلين قد انضمت اليها لتتمتع باشعة الشمس اما كيات فقد تظللت تحت قبعة كبيرة لتقراء كتابا ,,
بعد قليل قاطعت هيلين السكوت المحيط لتتمتم :
- لاتنظرا الان .. فها قد وصلت فرانسيس بصحبة ذالك الرجل الساحر .
فتأوهت كايت :
- يا الهي ! الا تستغل تلك الفتاة محاسنها كثيرا ؟؟؟!!!
ردت هيلين متنهدة :
- تلك الفتاة تثير في داخلي اسواء المشاعر سأجبرها على تقديمه لي !!
فصاحت لورا :
- هيلين !
ولاكنها تأخرت فكان عليها ان تراقب زميلتها تقف باندفاع طفولي لتلوح منادية :
- فرانسيس ! فرانسيس باركر
اضطرت فرانسيس الى الالتفات اليها متجهمة الوجه . كان من عادة فرانسيس الاقتراب كثيرا ممن يرافقها لاكن يبدو ان هذا المرافق يرهبها لدرجة الابتعاد عنه .
جلست لورا ومدت يدها الى سترتها بعد ان اجتاح عينيها القابعتين خلف نظارتيها ذعر شديد , انه يبدو مألوفا لها .... !! انها موقنة من انها تعرف هذا الونا لاخضر القاتم في عينية كما تعرف هذه الابتسامة ............... لقد شاهدت هذه الابتسامة من قبل ! وتألمت منها ..

عتاب .. روايات أحلام دار الفراشة ... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن