تطلعت هيلين جادة إلى لورا ذالك المساء , ودفعت إليها فنجان قهوة عبر الطاولة قائلة :
- تبدين مختلفة .
ابتسمت لورا شاحبة :
- كانت الحياة كئيبة بالنسبة لي منذ سنتين , ويبدو انه أصبح لدي الآن مجموعتان من الذكريات , فالتي فقدتها أكثر حيوية من الأخيرة . وأنشط أحاسيساً .
كان واضحا أن صديقتيها تحسان بفضول شديد لمعرفة ماضيها , ولاكن إي منهما لن تسأل سؤال واحد .. ربما أتبعا لتعليمات الأخصائية النفسية .كانت القهوة لذيذة , ساخنة , وقوية رائحتها نفاذه .. نفخت عليها لورا قليلا , ثم ارتشفت منها . وقالت بهدوء :
- أنا و سايمون متزوجان .
باد الذهول على هيلين , golya لكن كايت أطرقت ..فسألتها لورا :
- ألم تدهشي ؟
- لا .. في الواقع .. لقد بدا متملكا منذ البداية .. حتى اعتقدت أنكما مخطوبان على الأقل .
قالت هيلين بإلحاح :
- لا كن حين خضعت للفحوصات كنت ... سالمه , فما الذي حدث ! ... يا الله عذرا إن كان كلامي خاليا من اللباقة ... تجاهلي سؤالي !
تحركت كتفا لورا قليلا وردت :- لا ..... لا بأس عليك , فبعد عقد الزواج مباشرة حدث بيننا سوء تفاهم هربت بعده . حين وصلت إلى هنا , وضعت كل الوثائق الهامة الخاصة بحياتي في خزانة المصرف وتخفيت قليلا , وغطيت شعري بوشاح وارتديت نظاره شمسيه .
- لهذا لم يستطع احد اكتشاف مكانك ... والآن .. هل ستعودين معه إلى لندن ؟.
- لست أدري .. ما كان يجب أن نتزوج أصلا .. كنت مفتونة به والفتاة تكبر عادة على مثل هذه الأمور .
- وهو .؟
الرد على سؤال كايت بسيط :
- انه لم يحبني يوما .. ولم يتظاهر حتى .. تزوجني لأنني هددته بأن ارتكب حماقة إذا لم يفعل .
هزت هيلين رأسها ساخرة :
- سمعت أشياء كثيرة في حياتي .. لكن ما أسمعة الآن هو أكثر الأشياء تنافيا مع العقل ! لا أستطيع تصور شخص متعجرف مهين مثل سايمون باركلي يبتز للقيام بما لا يريده .!!
فابتسمت لورا مجددا :
- آووه ... لديه نقاط ضعف , golyaومنها النساء الجميلات , فلسبب ما لقيت حضوه قيما تبقى له من ضمير .
- لا أظنه يحمل ضميرا !
- لقد غدا هذا من الماضي الآن . اشكره لأنه تحمل المشقة وساعدني على استعادة ذاكرتي .وسيبقى الحال معها هكذا , مادمت سترى سايمون أو تقرأ عنه . , أصبحت القهوة دون دعم الآن في فمها وهي تتساءل كم من الوقت يحتاج المرء ليتغلب على حب ما .
فسنتان من حياة جديدة لم تغير مشاعرها نحوه إلا إلى درجة أعمق .. مع أنها لم تذكره حين رأته إلا أن مشاعرها ازدادت عقا .. ولو واجهت الوضع الماضي نفسه ثانية فلن تصرف بالطريقة ذاتها , ذالك لأنها كانت ساذجة , أنانية , فيها وقاحة الشباب . التي جعلتها تختار رجلها دون ان تدع شيئا يقف حائلا في طريقها . فقط ما شهدته , مما اعتبرته خيانة , هو ما دفعها إلى ذالك التصرف والهرب ليلة زفافها .حين امتزجت الخيانة بالكبرياء المجروحة ... ولو انه لاطفها وقدم لها بعض التفسيرات لأذعنت ربما له .
هذا ما يؤلمها الآن . لكن هل سنتان من حياة جديدة عالقة في الزمن جعلتها تنضج حتى تفهم كم خذلته ؟
فيما بعد حين كان يفتش عن طريقة ليخفف من الجرح الذي أصاب كرامتها ,
لتستطيع الإحساس بحبه .. سألته عن توضيح , لكن كبرياءه رفضتها بقسوة كما رفضته هي من قبل .
أنت تقرأ
عتاب .. روايات أحلام دار الفراشة ...
Romanceكان ماضي لورا مورلي قد غفا سنتين كاملتين لم تستطع خلالهما تذكر ماحدث خلال حياتها السابقة .. عندما التقت سايمون باركلي شعرت شعورا مخيفا ان له يدا في مااصابها . لكن هذا الغريب اقتحم غمار ذكرياتها وفرض نفسه عليها كأنها ملكة وحده .؟! من يكون ولما تخشاه...