عين المجنون بعين سعيد معتمدي

176 13 2
                                    

كان الشهيد "همّت" محطّ انتقاد وتذمّر الآخرين دومًا: "إنّه ليس من الحرس الثوري، فلمَ تعطونه المسؤوليّات؟"

كانت عمليّات "والفجر1".

جاء إليّ وقال: "اذهب لتغتسل ثمّ عد إليّ".

- غسل؟ لماذا؟

- انهض.

- لكن أيّ غسل؟ لأجل ماذا؟ وبأيّ نية؟

- بنيّة الطهارة. هيّا انهض، وكفّ عن السؤال.

ذهبتُ وعدتُ إليه بعد أن اغتسلتُ بسرعة.

قال: "هكذا أفضل".

ثمّ أخرجَ بزّة عسكرية للحرس الثوري وقال: "خذ هذه لك".

قلتُ: "لماذا؟"

قال: "لا أريد أن ينتقدنا أحد".

في تلك الأيام، عندما كنّا في "جوانرود" لم نكن نملك شيئًا. لم نملك حتّى المدفعية، كنّا نمتلك فقط عددًا قليلًا من الهاون ومنصّتَيْ

115

كاتيوشا "ميني كاتيوشا" الّتي وصلتنا حديثًا. وبينما كنّا نتحدّث في منطقة "دولوله"2، وصل "جلالي" وقال: "يا حاج!"

أجاب: "نعم عزيزي!"

كان جلالي يتوقّع الحصول على التجهيزات، لكنّه يعلم أنّه توقّعٌ غير مضمون، فهو يُدرك أكثر من الجميع أنّنا لا نملك شيئًا. لم يُفكّر بالنتائج، فقط قال لنا: "لا نار لدينا".

قال الحاج: "حسنًا!"

قال جلالي: "أعلم أنّي سأسمع جوابًا بالنفي، لكن هل يمكن أن تقرضنا إحدى منصّات الميني كاتيوشا؟"

نظر الحاج إليه، فكّر قليلًا ثم ابتسم وقال: "وهل تفي منصّة واحدة بالغرض؟!".

أجاب جلالي: "في الوقت الحاضر أجل، هذا يعني أنّك موافق؟!"

ضحك الحاج همّت وقال: "أجل إنّها لكم، نصفها لنا والنصف الآخر لكم".

همت فاتح القلوب (مكتمل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن