prologue

246 10 1
                                    

"هى لا ترحم
هى قوية
ما ان ترتكب خطيئة ستأتى لك بالتأكيد
لا فائدة من الهرب ولا الاختباء فهى ستجدك فى كل الاحوال
مشهورة عند الفانين بأنها عاهرة تنتقم من كل من اخطأ و ظلم
لكن هل يصنفها هذا في خانة الخير ام الشر؟
فى الحقيقة كارما ما هى الا شخصية خيالية من صنع البشر من عدة قرون مضت فى العصور المظلمة اخترع الناس تلك الاسطورة ليطمئنوا بها هؤلاء من تعرضوا للظلم والقهر بأن خلاصهم وفرج همهم قريب وان كل من ظلمهم سيلقى اشد العقاب وتعددت حكايتها ولكنها فى الاساس خرافة مثل بابا نويل و.." اطفأت التلفاز وهى تضحك بسخرية لا تعلم كيف تحمل صبرها مشاهدة حلقة البرنامج الممل الحصرية بمناسبة الهالويين شاشة التلفاز الLCD لم تستغرق منها سوى 1/1000 من الثانية لتتحطم لقطع ضئيلة اتت من خلفها صرخة مكتومة تعود لرجل فى منتصف العمر مقيد فى الكرسى "ماذا؟ هل كان هذا باهظ الثمن ؟ لا تقلق ستحصل على واحد غيره " تقدمت نحوه بخطوات بطيئة تستفز بها نبضات قلبه حتى توقفت امامه وانحنت قليلاً لتنظر فى عينيه التى كانتا تدمعان وترتعشا فى خوف بينما كانت خاصتها تتلألأ بنظرة مرعبة و نوعا من السعادة "ولكن انا لا اعلم ان كنت ستجد واحدا فى الجحيم" مالت لتهمس فى اذنه "اخبرنى ان وجدت واحدا حسنا؟" ما ان انهت كلماتها حتى اقتلعت قلبه ومثل سائر ضحاياها وضعته على سريره بجانبه قلبه المقتلع و ورقة وردية صغيرة مكتوب عليا "تحطيم قلوب الفتايات الصغيرات ليس جيدا" ولأنها تحب ان يكون كل شئ "نظيفا" اعادت كل شئ كما كان عليه نظيفا و مرتب نظرت الى فتات شاشة التلفاز التي حطمتها وتمتمت بسخرية "بشر حمقى يخالون انهم يعلمون كل شئ" بعد ان انتهت من التنظيف خرجت من البيت غير المألوف وسارت فى الشوارع المظلمة تستمع الى اغنيتها المفضلة بيت الدمى لميلانى مارتينز حتى وصلت الى الى بيتها او للدقة بيت مالكتها تنهدت بارتياح بعد ان وجدتها نائمة فى سريرها كالملاك هى تكره ان تخدع الفتاة الصغيرة لكن القدر هو من جمعهما سويا..حسنا ليس القدر فقط فلقائهما لم يكن صدفة كلية تحركت ببطئ نحو موقعها فى زاوية الغرفة التى اختارته الفتاة لها ليحيط بها غبار اسود يحولها الى ماهيتها الحقيقية او على الاقل بالنسبة لمالكتها..مجرد دمية صغيرة ذات شعر بنفسجى

|| حكايات كارما ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن