Chapter 4

56 4 6
                                    

مملكة ايس اوموجينتس - Iis Homogeneitas Kingdom 

في ممرٍ صغير مظلم يسير اليائس يوچين كـما باتت عادته شاحب الوجه ، ثمل ، دموعه تتساقط على خديه كـتساقط قطرات الندى على أوراق الشجر و تغطي خصلات شعره القصيرة عينيه ، يسير هائمًا متسائلًا هل تكفر الدموع عن ذنبه ؟ هل يُغفر له بعد ما ارتكب من خطايا ؟ لقد اخطأ يوچين بـقتله تورا و هو يعلم تمام العلم انه اخطأ ، لكن الندم لن يفيده الآن ، لن يُرجع الندم صغيرته تورا .. 

يصدر يوچين أنينًا إثر انزعاجه من الضوء الذي أُنير فجأةً دون مصدر لـتتجسد أمامه هيئة تورا بـجسدٍ هزيل و عيونٌ منتفخة و هالات سوداء تحت أعينها و جروح و خدشات تغطي كامل جسدها ، تجسد أمامه جسد تورا محاط بـضوء أسود داكن لـتفتح عيناها الواسعتان البنفسجيتا اللون ناظرةً إلى يوچين بـكراهية لم يسبق له أن رآها من قبل ، ظن المسكين أنها مجرد تخيلات أو أنه يحلم الآن لا أكثر ! لكنه أدرك أنها ليست تخيلات و أنه مستيقظ تمامًا عندنا تمتممت بـصوتها الذي أصبح مرعبًا بـالنسبة لـيوچين " مرحبًا يوچين " لم يستطع يوچين التحدث الكلمات لا تنفك تسقط من فمه رافضةً الخروج بـأي شكل من الأشكال يكاد يوچين البالغ من العمر خمس و عشرون عامًا أن يبلل سرواله الداخلي " ماذا يوچين ألم تتوقع مجيئي ؟ سلَّمتني إلى التنانين المقاتلة و نسيت أمري عزيزي ؟ " أردفت تورا بـصوتٍ ناعم و هي تلامس بشرته اللطيفة مباعدةً دموعه عن خديه " لا لا ، لا تبكي الآن عزيزي الصغير " تابعت بـنبرةٍ عالية أخافت يوچين " سـتبكي لاحقًا ، سـأحرص على أن لا تنعم بـحياة هادئة إلى مماتك " أنهت تورا لـتسقط بضع قطرات من الدموع على خديها الناعمين تشيحهما بـكفها ، يقترب يوچين بـبطء بينما أعينه تذرف الدموع لـيحتضن تورا بـشدة لازال غير مصدق لما يراه أمامه ؟ أحقًا تورا التي تقف أمامه ؟ كما لو انه لم يسمع تهديداتها الحادة و لا رأى امتلاء أعينها بـالكره تجاهه ، كأنه نسى الدنيا و ما فيها و توقدت عيناه كـاللؤلؤ كـطفل صغير يري أمه بعد غيابٍ دام لـسنوات ! و ما طال غياب يوچين و تورا إلا بضع أسابيع .. لم تستطع تورا إبعاده فـاستسلمت لـمعانقته لكنها فعليًا أحبت الأمر ، اشتاقت لـتكون بين ذراعيه كلما رآها فـأغمضت أعينها و رفعت ذراعيها لـتحيط جسده بـهما كما اعتادت الفعل .

Flash Back

يجلس يوچين و تورا على جسر صغير فوق الشاطئ ممسكان بـصنارة الصيد و صوت الطيور فوقها يعطي للـموقف خلفية موسيقية رائعة لـيتكلم يوچين " تورا هل سـنصطاد السمك اليوم أم مثل كل الأيام ؟ " " لا أعلم يوچين فلـنأمل أن تأتي أي سمكة إلى الصنارة " تنهدت تورا بـتعب و اتكأت على كتف يوچين لـيحيطها بـذراعيه الطويلتين " صغيرتي تورا تعبت ؟ هل نعود الآن " " أجل ، هيا رأسي بدأ يؤلمني " يحملها يوچين كما الطفلة بين ذراعيه و يمشي بها إلى المنزل .

يخفض يوچين مستوي جسده لـيضع تورا على السرير فـتتمسك بـقميصه " ماذا ؟ أتشعرين بـألم ؟ " تكلم يوچين بـقلق لـتتبعه تورا قائلةُ " لا ، أشعر بـالراحة المطلقة فقط ابق معي " يبسط يوچين جسده بـجانب تورا بينما يحتضنها " لا تقلقي صغيرتي أنا دائمًا هنا لن أذهب " .

End Flash Back

تستيقظ تورا من ذكرياتها لـتجد نفسها ما زالت بين يدي يوچين الذي لم تُرخي يده ابدًا منذ التفت حولها يتساءل يوچين " كيف أتيتي تورا ؟ لمَ لمْ تأتي قبل ذلك قبل أن أتدهور إلى ذلك الحد " " كيف تطلب مني المجئ بينما جعلتني أذهب يوچين أأنت مختل ؟ " ضحك يوچين بـخفة لـيردف " أُرغِمت " " من يستطيع إرغام وحش الأدغال ؟ " " اجيموشي يستطيع ! " صمتت تورا بعد معرفتها بـالأمر و صعوبة عدم تنفيذ أوامر ذلك التنين ذو القلب المتحجر تكاد تكون تورا سامحته على فعلته بـغبائها المعتاد ، " أتعلمين كم كان هذا صعب علي ؟ كان أشبه بأني أمزق قلبي ، لا تتوقفي عن حبي يا تورا " " لا تذرف الدموع يوچين قلبي لم يَفرُغ منك ابدًا " ، أفلت يوچين تورا من بين يديه واضعًا يده اليمنى على وجنتها بينما تتواصل أعينهما لـتردف تورا "يجب أن نتصدى له يوچين ، لـنذهب إلى تيبار " " أتعتقدين الأمر سـينجح ؟ " " بـالطبع تيبار قوي يمكنه الوقوف أمام اجيموشي " أجاب يوچين بـسأم " لمَ لمْ يفعل ذلك في الماضي ؟ " ردَّت تورا صارخةً " يوجين ! " لـيمسح يوچين وجهه بـكفيه " حسنًا تورا في الصباح نذهب " . 

Victa Kingdom – مملكة ڤيكتا 

منزل تيبار


يقع منزل العجوز تيبار في المنتصف من مملكة ڤيكتا فـتجد أن كل طرق المملكة تؤدي إليه و كل طرق حل المشاكل تؤدي إليه أيضًا ، يعتبر تيبار القلب النابض في ڤيكتا فـمنزله نقطة تجمع المواطنين و نقطة تفرّقهم أيضًا ، تسعى جميع الأرواح لـنيل محبة تيبار فبـالرغم من محبته الدائمة و قلبه المفتوح لـكل الناس إلا أنه صارم بـشدة في أمور العمل و التدريبات فـهو ذو لقب " أقسي مدرب " ، يجتمع اللين و الشدة مع بعضهما في قلب العجوز تيبار لا يزعجه كونه عجوز أو مناداة الناس له بـالعجوز فـإنه يرى أن الكِبَر تصاحبه الخبرات الكثيرة و العلم الفائض ، لم يتجوز تيبار ابدًا و لم يقع قلبه لـفتاة لكنه الأعلم و الأكثر خبرة بـأمور الزواج و الأمور العاطفية ، يقدر الجمال و الحب و الفن و أكثر ما يعظمه ' موسيقى الناي ‛ حيث يستمتع بـسماع المعزوفات و بـموهبته الخفية ' العزف على الناي ‛ ، يُعد فلاديمير صديقه الحميم منذ الصغر لو لم يُخْفِ تيبار حقيقة كونه من القبائل المتحولة و لو لم يُكشف الأمر عندما اختاروه حاكمًا لهم لـكانت صداقتهم قائمة إلى الآن ..
لولا انتشار عادة الكذب و إخفاء الحقيقة بين قبائل ڤيكتا لـدامت صداقات كثيرة و استمرت قصص غرامية أكثر و لـكانت القلوب المنفطرة انعدمت لكن النظام السائد في مملكة الخفاء أن لا يعلم سكان الممالك الأخرى حقيقة القبائل لكي لا تنشب حرب دامية تقضي علي ڤيكتا و قبائلها .

حرب الممالك الخمس-عالم سيلڤاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن