تبدأ القصة في مدينة صغيرة حيث كانت تتجول فتاة جميلة في العشرين من عمرها طويلة وممشوقة القامة ذات شعر اسود مموج وطويل ،بزقاق صغير يطل على اكثر شوارع المدينة انفتاحا علي ضوء القمر الساطع وحبات النجوم المزينة للسماء .الجو حقا رائع في ليالي الشتاء هذه حيث الشوارع فارغة والصمت في كل مكان والهدوء المخيف بطل الليلة لذا لن يفكر أحد في الخروج حتي لا تمطر وتغرقه ويصاب بسعال ليس من السهل الشفاء منه في هذه الأيام .
كانت الساعه في ذلك الوقت الثانية صباحا جلست الفتاة (بيتي) هي وكلبها الضخم (تايني) الذي لا يدل اسمه علي مظهره ابدا فهو كلب ضخم .علي احد أرصفة الشارع الشاسع .اخذت تتأمل النجوم الساطعة والمنظر المتألق من هذا الشارع الذي نهايته تؤدي إلي الغابة المهجورة.
تأملت الغابة بسكونها وحركة أشجارها الهادئة وصوتها المخيف تساءلت لما قد يخاف اي انسان من هذه الغابة الأليفة ،حسنا ليس تماما قد تظن أنها جميلة ومسالمة لكنها تحمل منذ القدم لغزا محيرا فعندما يذهب الي هذه الغابة مجموعة من الأصدقاء يرجعون ويبدأ كل شخص بالاعتراف باشياء شنيعة ارتكبها في باقي أصدقائه من دون علمهم لا اعلم اذا كان هذا شئ سيئ ام لا لكن يبدو أنها مسكونة من روح منظمة عادلة لا تحب الظلم أو قد يكون شئ آخر لا اعلم .
قطع شرودها هذا اغرب شئ رأته علي الاطلاق ،رأت ضوء ازرق خرج فجأة من وراء الغابة وارتفع عاليا في السماء ثم أخذ يتمدد وينتشر علي شكل دائرة كانت الدائرة تتسع ببطء وهي تتأمل ذلك بتمعن ولم يحمل عقلها اي تفسير لما يحدث رأت بعض الناس يطالعون الظاهرة من شرفهم خرج بعضهم الي الشوراع ومن ضمنهم فتي كانت تعرفه من مدرستها حاول أن يعرض عليها أن تدخل الي بيته حتي لا تتأذي ولكنها اكتفت بالصمت قطع هذا الصمت اضواء كثيرة في السماء تعكس اشعتها عليهم نظرت نحوها وجدت العديد من الأضواء مختلفة الألوان تخرج من نفس موضع خروج الاشعه الأولي لكن بسرعة رهيبة وكميات هائلة .كانت الرؤية صعبة لكن ما الذي يحدث بحق الجحيم أهذه نهاية العالم ام تجربة نووية ام ماذا !!
تابعت الموقف بصمت وأخذت قوة الضوء تنخفض حتي أصبح شعاعا واحدا طويلا في السماء وعموديا علي الأرض نهايته ابعد من مدي الرؤية وبدايته ليست معروفة وألوانه كثيرة بشكل مخيف .كأنها لوحة علي شكل عصاة طويلة قام بتلوينها فنان محترف .
فجأة وبدون سابق انذار انفجرت هذه الأشعة،رأت الاشعه تتشتت في السماء متجهة نحو الشارع .لم يتحرك أحد من مكانه ،سكن الجميع فكل ما حدث حدث في بضع دقائق ،لا أحد يعلم ما يحدث ولا احد يعلم ما سوف يحدث .
فجأة وجدت الاشعه تخترق اجسام الناس ولكنها تختار من تخترقه كأن شيئا ما بجسدهم يجذبها إليهم أو أن هناك من يتحكم في هذه الإشعاعات فيجعلها تصيب من يشاء رغبة في انتقام أو ما شابه ذلك .فزع الناس لما يحدث فجميع من تخترقه الاشعه يسقط علي الأرض صريعا .كانت لا تعلم ما يحدث فجرت بسرعة الي أحد الملقين علي الأرض لتتفقد نبضه لتجده ضعيفا يكاد لا يوجد .
اسرع الناس من حولها يحملون الملقون علي الأرض .بعضهم اتصل بالشرطة لتري ما يحدث وجاءت الشرطة علي الفور ولكن ما باليد حيلة والبعض الآخر اتصل بالاسعاف لنجدة المغشي عليهم .اخد الناس يسعفونهم بقدر الإمكان ،كانت الاشعه قد زالت وليس لها أثر اطمئن الناس علي عدم وجود المزيد وهرولو جميعا في الشوارع كان مرادهم الوحيد هو معرفة سبب ما حدث ،قد يكون تسرب إشعاعي من محطة الطاقة المخيفة الموجودة وراء الغابة .ولكن فجأة ومن العدم انطلق شعاع ازرق ضخم ازرق اللون بطريقة جميلة بنفس الطريقة التي انطلق بها الشعاع الذي سبقه واتچه أيضا الي الشارع وكأنه مبرمج من احد علي أن يصل الي هدف معين ،بدون وعي اخذ الناس يصرخون هذه المرة .لم يعد الصمت بطل الليلة بعد الآن ،الجميع يهربون منهم من يحتمي في البيوت ومنهم من يستمر في الجري بلا وجهة ، هي فقط واقفة تراقب ما سيحدث ،لم تكن من صفاتها الهرب ابدا ،فالهرب سيفوت عليها عرضا مشوقا .ولكن ماذا لو كانت هي ضحية هذا العرض ماذا لو انقلب أصحاب العرض ضدها وعارضو تطفلها وتدخلها فيما لا يعنيها .
قطع شرودها صرخه ذلك الفتي (آدم ) الذي كان ينادي عليها منذ فترة وهي بالكاد تسمعه ،صرخ عاليا وقال لها "احترسي " نظرت له في دهشة ثم بخوف وترقب .
نظرت أمامها لم تستطع رؤية اي شيء من ضوء ذلك الشعاع لكنها فقط تيقنت بأنها في مرمي الهدف وأنها سوف تكون ضحية العرض بحق هذه المرة . اصطدمت الاشعه بجسدها بقوة ولم تتشتت الأشعة هذه المرة كما حدث من قبل ولم تخترقها بل امتص جسدها الشعاع الضخم كله وكأنه يأتي عندها ويتلاشي فكيف دخلت جميع هذه الأشعة لجسدها ،قارب حوالي خمس دقائق وهي بهذه الحالة لم يقترب إليها أحدا ولا يسعهم ذلك حقا فقط هذا الفتي الوسيم الذي حاول أن يبعد عنها الاشعه لتصطدم بعضها به فيقع مغشياً عليه وهي فقط معلقة هكذا يمتص جسدها الصغير كما هائلا من الأشعة ،مغمضة عيناها وكأن روحها انطفأت . وفجأة اختفي سرب الاشعه المجهوله وسقطت علي الأرض كما تسقط الريشة ،خفيفة ليست كسقطة عادية فقط وكأن أحد ما مددها على الطريق، بعد هدوء الوضع اقترب صاحب محل بالقرب منها ليضع يده علي رقبتها ليتفقد النبض وكان في أعماقه مدرك بأنه لن يجد أي نبض لكنه تفاجأ بقوة النبض حتي كادت يده أن تقفز من مكانها لقوته .
أخذت نائمة هكذا ثلاثة أيام والجميع ظن انها دخلت في غيبوبة ما لكن في اليوم الرابع استيقظت وكانت المفاجأة .