|1|إِسْمُكَ جُنْغكُوك

1K 63 37
                                    

اذكر الله بداية

تركت جفناي ينغلقان ببطء و مددت يدي استشعر هواء الصباح المنعش ، اصوات الامواج و رائحة الطحالب ، خيوط الشمس الاولى التي احس بها تصعد على جسدي ، مياه البحر الباردة تلتف حول قدماي اللتان تغرقان في الرمال ، لقد داهمت هذه الجنة حواسي فجعلتني عديمة التواصل مع العالم المادي ، كما لو انني صرت جزءا من هذه الطبيعة ، عدن على الارض ، انها ارضي التي ولدتني و ربتني و سأدفن فيها

اخذت نفسا عميقا و اغلقت عيناي قاطعة ذاك الاتحاد الساحر ، اخذت اجري على طول الشاطئ حتى وصلت لمرسى المراكب ، استعدت انفاسي لأدخل الشاطئ بحثا عن قاربي ، كان يقبع بين مركبين كبيرين بينما هو صغير ضئيل ، ابتسمت لمظهره و اتجهت نحوه لأقوم بدفعه للداخل اكثر ، ركبت عليه و اخذت اجذف حتى صار لون الماء ازرق صافي ، نهضت و نزعت ملابسي العلوية لأغطس داخل البحر ، كنت انزل للأسفل و افتح عيناي فأشاهد المروج الحمراء و الطحالب و كائنات البحر تسعى ، لم تتغير منذ اول مرة رأيتها فيها ، و ككل مرة اتي لهنا هي تصطحبني لعالم اخر من الاحاسيس ، تحملني بلطف كما لو انني ريشة و تطفو بي 

اخرجت رأسي من الماء و اتجهت نحو المركب لأتشبث به ناوية العودة للبيت ، صعدت عليه و بقيت جالسة قليلا تحت اشعة الشمس حتى جف جسدي ثم قمت لأرتدي ملابسي ، لكن ما لبثت ان افعل ذلك حتى لمحت شيئا ما يطفو فوق الماء ، فكرت انه ربما سمكة ميتة لذا اسرعت اليها كي اسحبها ، لكني ما ان اقتربت اكثر حتى اتضح لي ماهية هذا الشيئ ، لقد كان جسما بشريا ! زدت من سرعتي ليصيبني الهول ما ان صرت بمحاذاة الجسم البشري ، لقد كان مزرقا بشدة ولا يتنفس ، لابد انه ميت ! سحبته من تحت ابطيه للمركب و اصعدته عليه لأمدده فوقه بصعوبة بسبب ضيق المساحة ، اخذت اجس نبضه بأن وضعت رأسي على صدره فسمعت نبضا ضئيلا للغاية ، ابتعدت عنه و نظرت لوجهه ، كان شابا صغيرا ربما لم يعش ما يكفي من الحياة ، ستكون خسارة لو فقد العالم شخصا في المنتهى القوة و الشباب مثله ، شبكت يداي مع بعضهما البعض و اخذت اضغط على صدره جهة قلبه ثم انتقلت للقيام بتنفس اصطناعي ، و ما هي إلا بضع محاولات حتى بدء ذاك الشخص بالسعال و اخراج الماء من فمه ، ثم هدأ ليعود لموضعه ممددا ، جست نبضه مرة اخرى لأسمع نبضه بوضوح ثم وضعت اصبعي بمحاذاة انفه لأحس به يتنفس ، فرحت كثيرا و حمدت الله على تمكنني من ايجاده و انقاذه

اسرعت بالتجذيف نحو الشاطئ لأنزل ذاك الشخص و اموضعه فوق الرمال ، لكن الشاطئ كان خاويا لذا وجدت صعوبة في حمله وحدي ، جررته اكثر داخل الرمال و تركته هناك ، ثم جريت نحو بيت يقبع اعلى الشاطئ ، ما ان وصلت حتى بدأت بالدق على باب البيت
" بيير ! استيقظ ! إنها حالة طارئة "

يقيت قليلا حتى فتح الباب ليظهر بيير بشعر مبعثر عاري الصدر ، تفوه ليقول
" مالذي اتى بكي في هذا الصباح أيتها المزعجة ؟ ألا يكفي أنكي تفسدين أيامي بطولها جئتي الان لتفسدي صباحي ايضا ؟ "

  حُورِيَةُ هِيلِين : جُنْغكُوك√√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن