|2|بَيْضَاءُ سَنُلَونُهَا

504 46 61
                                    

اذكر الله بداية

رفعت جفناي بصعوبة من شدة ثقلهما ، ادرت مقلتاي في انحاء المكان الذي انا فيه ، غرفة خشبية مؤثتة ، اين انا ؟ من انا ؟ انني صفحة بيضاء ! لا اتذكر اي شيئ !

نهضت من على الفراش و اتجهت ناحية الباب لكن ما لبثت ان المس مقبضه حتى فتح و ظهرت امامي فتاة صغيرة ، فورما لمحتني مقلتاها اصدرت شهقة عالية ثم جرت نحو الممر و هي تصرخ
" لقد استيقظ ! لقد استيقظ ! "
هل يعقل انني في بيت عائلتي ؟
بقيت قليلا افكر ثم خرجت من الغرفة و نزلت من على الدرج بهدوء ، و بدأت المح بضعة اشخاص اعمارهم مختلفة من اطفال حتى كبار واقفين اسفل السلم و يتهامسون حول من يجب ان يصعد ، و كانوا يتسألون هل يجب ان ينتظروا شخصا مدعوا بهيلين ، رفع احدهم رأسه كي يزفر لكن عيناه التقت بهيئتي ليشهق ، فورا استدار الباقي ليروني و يصدروا نفس رد الفعل : الشهيق

تقدمت من بينهم امرأة تبدو في الاربعنيات لابد ان تكون والدة الباقي و قالت بصوت حنون
" هل انت بخير يا بني ؟ "
نزلت الدرج حتى وصلت قبالتهم و اومئت ايجابا لها ، ثم اتجهت نحوها لأقوم بضمها و اقول
" انا بخير امي ، لا تقلقي علي ، ابنك بخير بفضل اعتنائك به "

صرخات و شهقات صدرت من الاخرين لكن يد امي التي طبطبت علي انستني فيهم ، يد خشنة جرتني من حضنها ليقول صاحبها و الذي كان شابا ربما في عمري
" اسمعني ايها الفتى ، لا اعلم مالذي حدث لعقلك ، لكن لا تتجاوز حدودك "

اوليسول عائلتي ؟ اصدرت علامات تعجب و بقيت احدق فيهم ، ليقول الشاب نفسه
" أيعقل انك لا تتذكر شيئا من ماضيك ؟ "
اومئت بالايجاب لهم ليزفروا بقلة حيلة ، ثم استرسل الشاب في كلامه
" دعنا نوضح الاموؤ من الان ، انت لا تنتمي لهذه العائلة شقيقتي وجدتك تطفو في البحر و احضرتك- "

قاطعته الام و دفعته بعيدا عني لتمسك بيدي و تقول
" لا تستمع لما يقوله ذاك الجاهل ! انت ابني من الان فصاعدا ايها الفتى "

صوت فتاة من جديد قاطعها
" مالحماقة التي تنطقون بها ؟ يجب أن ننتظر هيلين كي نقرر-"  لقد تمت مقاطعتها من فتاة اخرى لتمسك بيدي و تقول
" هيلين ؟ من هيلين ؟ لقد وقعت في حب هذا الفتى و سأهرب برفقته ! "

كانوا يتحدثون امامي و انا فقط فاغر فاهي لا ابدي اي حركة ، لم يتركوا لي حتى الفرصة لأفكر من اين جئت و من انا او من تكون هيلين هذه ، طفح كيلي لأصرخ بصوت عالي ، فعم الصمت الكلام لأقول بصوت متردد
" انا آسف لصراخي عليكم ، لكن ارجوكم اهدؤوا- "
صوت قرقرة صادر من معدتي قاطعني لأحس بخجل شديد ، لكن الاخرين اكتفوا بالضحك لأفعل انا المثل ، ثم جررتني الوالدة و هي تقول
" تعال لتملأ بطنك و بعدها سنتحدث ايها الفتى "

  حُورِيَةُ هِيلِين : جُنْغكُوك√√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن