مرت الايام و الأسابيع
و ووجين زادت حالتها سوءا اكثر مما سبق
سورن طول الوقت برفقتها و دوما تتفقدها خوفا عليها
و جوشوا ايضا قلق عليها و ما دوما يزورها للإطمئنان عليها
تتغيب ووجين كثيرا و لا تذهب للمدرسة الا قليلا بسبب تدهور حالتها النفسية و الصحية
ساعات نومها قلّتْ لا وبل صار عندها هلوسات
جعل من المسكينة تفقد اعصابها
ووجين لم تجد اي حل سوا اخذ العلاج من الطبيب النفسي
الذي لطالما كان يصف لها انواع الادوية لتهدإة الوضع و لكن هذا لم يفلح قط
فجأة انقلبت حياة ووجين رأسا على عقب
اكتئاب .. هوس .. خوف .. قلة نوم .. توحد .. نقص الشهية
هذا كله صار يهدم حياة المسكينة يوما بعد يوم
و لكن جوشوا لم يتركها يوما .. ما دوما يحرص على اخذها للطبيب و الاعتناء بها جيدا
صار يطبخ لها و يطعمها و يظل ساهر حتى لنومها حرصا على ان لا يراودها الكابوس مجددا
ووجين كانت جد متفاجأة من أفعال جوشوا الغير طبيعية تلك
لقد كان يعتني بها بشكل مبالغ فيه جدا و كأنه شقيقها
حاولت ووجين اقناعه بالذهاب و لكنه رفض رفضا قاطعا و ظل دوما معها
و بسبب كثرة زيارات جوشوا لها و اهتمامه الزائد جعل من تلك المساحة تصبح اقل كُبرا
ووجين ماعادت تستطيع فعل شيء بدون جوشوا
صارت تريده و بشدة .. مثل الرضيع الخائف الباحث عن والدته
كل افكارها تشتت و شكلت عقودا داخل رأسها
لا تريد الشفاء و لا تريد العودة لحياتها الطبيعة
و لا تريد ايضا التخلص من كابوسها
فكل ما تريده الآن هو جوشوا ..
صارت تفكر فيه ليل نهار و اسمه يتردد دوما في قلبها
تشعر بالحياة من جديد عندما تراه يدخل بيتها
واذا رحل تشعر و كأن احدهم دفنها حية !
ووجين ضاع تفكيرها و حواسها بالكامل و هي الآن لا تدري ما سيحل بها
استبقى هكذا طول العمر ؟
حبها له يزداد يوما بعد يوم لدرجة ان قلبها صار ممتلئ من شدة الكتمان و الألم
بينما الآخر .. همه الوحيد هو عودة روح ووجين الطبيعية لا اكثر
او كما يقول
فتاة البسكويت
....