قبل ثلاثين عاماً مضوا
أبي يعمل ظابطاّ فالشرطة ، يأتي من العمل الساعه الثامنة مساءاً و أنا و امي ننتظره على العشاء ، لطالما كان أبي دائم الحكي عن ما يدور فالاقسام و التهم التي تجبر اصحابها على المجئ الى هذا المكان رغما عنهم ، كنت اشعر دائما في حديثه انه يخاف عليّ ان اكون مجرماً مثل اولئك الذين يراهم كل يومٍ بعمله ، ولهذا فهو و أمي كانا حريصين عليّ إلى حدٍ كبير ، لم اكن حتى اذهب الى المدرسة مثل الطلاب العاديين ، لقد كنت ادرس واذاكر بالمنزل وايام الاختبارات كان يستطيع ابي بسلطاته ان يأخذ إذناً من المدرسة على ان اقوم بحل الاختبارات فالمنزل ، ولكن بشرط ان يأتي مراقباً خاصاً لي البيت و يقوم بمراقبتي اثناء مدة الإمتحان ، وعندما أنتهي من الحل يستلم الورق ويذهب الى المدرسة ليسلمه .
ولكن .. بعيداً عن كل هذا ، أليس من الغريب حرص ابي و امي الشديد على عدم الخروج من داري ، ولكنهم كانا يسمحا لي بأن اجري الاتصالات بأقاربي و اصدقائي ، والكثير من الاشياء التي لو كانا خائفين علي من الاختلاط بالناس ، كانا سيرفضان ان اجري اتصالاتي بأصدقائي و اقاربي بالتأكيد ،اظن انه يوجد سراً فالامر .
ولكنني كيف سأعرفه ؟ أ أسأل ابي وامي عن الامر ؟ لا اظنهم سيقولون الحقيقه .
ارى ان الحل هو ان اخرج من البيت .. لطالما كنت اريد و بشدة رؤية السماء الزرقاء التي يتحدث عنها الجميع ، أود ان ارى بشرا كثيرون اود ان ارى عالمي .
سأنتظر عندما يناما ابي و امي و أخذ مفتاح البيت و انزل .. لا استطيع الإنتظار اكثر .
..
الساعه الحادية عشر والنصف قبل منتصف الليل ، ابي و امي يستعدان للنوم وانا كذلك .. ينتابني القلق كثيراً من ان يكشفا امري .استطعت الحصول على المفتاح بمعجزة ، كاد ابي ان يستيقظ وانا احاول أخذه ، والان حان الوقت للخروج.
لكن كيف يتم استخدامه ؟ حسنا سأحاول بأي طريقة لفتح هذا الباب .
وفتحته ولم اصدق عيناي ، ما هذا العالم الرائع ، كل هذا وانا منعزل عن هذا العالم الذي ليس له نهاية او بداية .
مكثت الى ان اتى الصباح .. ابي و امي يستيقظان ظهراً فلا قلق بشأنهم .
اوه ما هذا .. ما ذاك الضوء الاصفر ، انه يجعلني اشعر بالضيق ، اشعر بإحساس غريب ، و كأنني اود التحرر من شيئ ما .. طيفاً ما بداخلي يود الخروج .
شعوري بالضيق يزداد بمرور اللحظات ، اشعر بضيق غريب بتنفسي ، اوه ما هذا الطيف الذي يخرج مني .. اهي روحي ، هل سأموت ؟ يا الله !
* يخرج طيفاً غريباً من داخل ستيڤين *
الطيف : الآن سلِّم نفسك لي ، سأمدك بقدرة خارقة لم تحلم بها قط .
ستيڤين : م ..- من انت ؟ و ماذا تريد مني ؟
الطيف : لا تخف هكذا ، لقد اتيت لمصلحتك وليس لإيذائك ، فقط اتبعني .
ستيڤين : ولكن .. امي و أبي ، سيقلقان بشأني كثيراً .. لن استطيع الذهاب معك .
الطيف : لا تقلق بشأنهما ، ساتولى امرهما ، ستذهب معي بإرادتك او رغما عنك ، هيا إتبعني ، و إلا فلا تستاء من ما سيحدث لك .
أُجبرت على ان أتبعه ، لقد خفت كثيراً ، و في نفس الوقت لا اود الذهاب الى اسرتي مرة ثانية ، انا للتو قد نلت حريتي .
أنت تقرأ
أَوْهَام || Illusions ||
Fantasyكان علي أن أتبع مقولة جدتي : 'لا تتعمق بالحزن داخلك ، حتى لا يقتلك الوهم و انت حي' ثاني كتاباتي.