# لونا
ما هذا المكان؟ ومن ذلك الرجل؟ عيناه بها شيء غريب. أظنه شيء يجذبني إليها دون أن أشعر. لكن ما بها وقفته؟ يبدو وكأنه على حافة الانتحار؟!! سألته بطريقة أعرف أنها وقحة قليلاً "يا هذا!! ........أنت فلتخبرني أين أنا........وما هذا المكان"
رد علي بنظرة باردة وقال لي "ولما يجب علي اخبارك؟"
لا أعرف ما الذي حل بي بعد سماع صوته لكن لم أشعر إلا بنبرة غاضبة متلعثمة تخرج مني "أنت...كيف..."
هو ذلك النوع من الشخصيات الفخورة إذا؟ انا لا أعرف هذا المكان ولا هذا العالم لذا يجب أن أضغط على نفسي لكي أحصل على إجابات لأسئلتي. أعرف طريقة التحدث مع هذا النوع جيداً.
حاولت أن أتحدث بطريقة لبقة قدر الامكان
"أنت تعلم أنا تائهة ولا أعلم أي شيء لذا هل لك أن تساعدني؟ وسؤال آخر هل سئمت من حياتك؟لأنك تبدو وكأنك على وشك الانتحار"
"انتحار ها ؟ ليست فكرة سيئة ولكن أنا متردد هل لكِ أن تساعديني" ماذا أيحاول السخرية مني؟
أعرف أنه يحاول السخرية مني ولكن ليس أمامي حل آخر سوى مجاراته
"حسناً سأساعدك ولكن ليس قبل أن تساعدني"
"تبدين مثيرة للإهتمام لنرى ما الذي تريدين أن تعرفيه "
أجبته في الحال "كل شيء"
رد عليّ بنبرة أخرى ساخرة أقسم أنها كانت تشبه طريقة أولئك المهرجين في عالمي الذين يحاولون إلقاء النكات السخيفة قائلاً:
"حسناً أهلاً بكِ على الكرة الأرضية من الواضح أنكِ فقدتي عقلك ولكن لا بأس نحن في القرن الواحد والعشرين وهذا المكان يدعى المشفى الذي يُعالج فيه الناس من الجروح والأمراض وأنتِ على سطح هذا المشفى صمت قليلاً وأكمل لقد أجبت على جميع أسئلتك دعينا نكمل الصفقة وأريني كيف ستساعديني؟"
كرة أرضية! ما هذا؟ هذا المكان يدعى بالكرة الأرضية؟ لحظة لماذا أستطيع التحدُث مع هذا الشخص؟ وبهذه اللغة الغريبة؟ هو يبدو أسيوي مثلي أيضاً ! ياللغرابة!
أخرجني من تفكيري صوته الذي يحثني على إكمال ما اتفقنا عليه . أكان يعني ما يقوله في مساعدته على الانتحار؟ لكن هذا سيكون قتل وليس انتحار
لم أتردد في إمساك عنقه حتى حينما رأيت نظرته المصدومة تلك. أعرف حق المعرفة أنني لن أقتله لأنني سمعت صوت خطوات تقترب نحو هذا السطح . بحق الله من المجنون الذي سيقتل شخص ما بعد معرفته أنه انتقل إلى عالم آخر؟
وأخيراً فُتح ذلك الباب
ظهر شخصٌ يبدو أنه يشابهني بنفس الجنون مكملاً مسرحيتي
ادعيت البراءة بقولي "لقد كنت أحاول أن أجعله يرتاح وأنفذ الإتفاق"
بعدها وجدته يسحبني ممسكاً معصمي. الللعنة لماذا هذا الجسد ضعيف للغاية؟؟؟ أشعر أن جسدي خفيف للغاية حتى هذا الفأر يستطيع سحبي بكل سهولة.
منذ أن استيقظت وأصبح تفكيري كله أسئلة ألن يتكرم أحد ويشرح لي ما الذي يحدث هنا؟
وهذا الآخر الذي يدعي أنه أخي ألن أتخلص من وجود الإخوة هنا أيضاً؟ في العالم الآخر واحدٌ يوهمني أنه أخي وهنا واحد آخر يقول أننا متصلان بالدم ياللسخرية!
رددت بنبرة باردة عن قصد قائلة "من أنت ؟"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأخيراً غادر بعد محادثته لبعض الوقت استنتجت أن شخصية هذا الأخ ليست بهذا السوء
أخيراً الهدوووء أحتاج إلى تجميع أفكاري وما تبقى من عقلي
(هذا الجسد يبدو مناسباً لي جداً فقط مع بعض التعديلات سيكون أفضل) هذا ما فكرت به بعد تقبُلي لفكرة انتقالي لعالم آخر.
بعدها فتحت ذلك الزجاج لأقف على حافة السور متأملة في السماء (أنا هي أنا . لا يهم أي شيء ولا أين أكون المهم أنني مازلت أنا )
قاطع تفكيري ذلك الأخ يبدو عليه الفزع! ماذا به؟
قال لي مفزوعاً "ماذا تفعلين يا مجنونة...لا لا أقصد يا أختي ابتعدي قليلاً فقط عن النافذة"
أهو قلق عليّ؟ تحدثت محاولة تهدئته "لا تقلق أنا أستطيع الطيران حتى انظر " كنت سأريه أنني أستطيع الطيران هنا أيضاً لكنه قاطعني مرة اخرى
"لا لا لا لا حسناً أعرف أنكِ تستطيعين الطيران ولكن ليس الآن موافقة؟ ابتعدي عن النافذة "
أوه أهذه نافذة ؟ مفهومهم عن النافذة مشابه إلى حد ما مع عالمي. ولكن يبدو أن الوقوف على حافتها شيء خطير لديهم (هذه الأميرة لا تخاف من شيء ) إذا خلف هذا الزجاج يوجد العالم الخارجي صحيح؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(أتطلع لاكتشاف هذا العالم) قاطع تفكيري للمرة الثانية صوت اهتزاز في الغرفة ولكن رأيت وجهاً لشخص لا أتمنى رؤية وجهه أبداً
ايان ذلك الأخ او الذي أوهم الجميع أنه أخي ظهر أمامي فجأة
" أعرف أنكِ متفاجأة لرؤيتي هنا . لكن قبل أن أبدأ في الكلام لا تنفعلي عليّ لأنني مجرد صورة كونتها لأستطيع محادثتك ببساطة إذا ألقيتي شيئاً لن أتأثر لانني مجرد صورة . وجودك هناك سيعترض طريقي ولن تكوني سعيدة هناك أبداً لذا بحثت عن أسلم حل وهو انتقالك إلى هذا العالم . كوني سعيدة في هذا العالم يا فتاتي. سيكون الأمر محيرًا في البداية ولكن ستعتادي على العيش هنا ونصيحة أخيرة البشر عموماً كائنات لا يجب الوثوق بها لذا لا تثقي بأحد بسهولة. اعتني بنفسك وانتظري عودتي إلى اللقاء"
ثقة انظروا من يتحدث عن الثقة! أتمزح معي ذلك الوغد عديم الأخلاق!! كان يعلم أنني سآتي إلى هنا ؟؟ بأي حق يستطيع ان يقرر أين أكون وهل أعترض طريقه أم لا ؟
لا أشعر بشيء سوى الغضب. الغضب وحسب
قبل أن تتلاشى صورته أمسكت بإحدى المزهريات وألقيتها عليه صارخة "ايان أيها الوغد"
لم أشعر بنفسي إلا وأنا ألقي جميع الأشياء في الغرفة ويبدو أن شيء من هذه الأشياء اصطدم برأس أحدهم
مارك أخ هذا الجسد أو بمعنى أصح أخي!
يتبع....