حلقة السادسة

62 1 0
                                    

مشهد الاول
عايشة جول تقترب منه وتضع يدها على وجهه و تمسح دموعه
عايشة جول : انا ليس لدي الحق لاحبك حتى لو يوم واحد
عمر يضع يديه على يديها ويقول :لماذا تحتاجين ل حق لكي تحبّني
عايشة جول :أظنك تنسى كثيرا هذه ايام انا متزوجة فلا يحق لي ان أمنحك حتى نصف اليوم
عمر :انت مدينة لي بذلك فانا منحت كل قلبي و حياتي لك قبل الحادثة اللعينة وحين استقيظت من غبيوبة رأيت ان حياتي كلها سرقت مني دونما ان اعلم بذلك
عايشة جول تسحب يديها من وجه عمر و تقول :اعتبرني شئ لن تراه بعد الان
عمر :كنت اظن قلب الانسان لا يتغير لان قلبي ما زال كما هو
عايشة جول :انا متأسفة و لكنني لا أستطيع ان أمنحك ذلك اليوم رجاءا لا تضغط علي فانا لا اريد ان اكسر قلبك أكثر
عمر يبتسم ودموع تملئ عينيه :من واضح ذلك عليك فانت طيبة جدا معي و انا السئ هنا
عايشة جول :اخرج يا عمر من غرفتي رجاءا
عمر : الم تشتاقي إليّ
عايشة جول :انني اسفة لكني لم اشعر بالملل بما فيه كفاية لأشتاق إليك
عمر : كنت دائما اسال قلبي عنك و قلبي يرد و اسال أين انت فيرد قلبي بانك هنا و اساله انتي لا زلتي هنا صحيح؟ فأخبريني بانك موجودة و لكني الان اسالك لماذا جعلتني احبك اذا كنت ستختفين ؟
عايشة جول :يقال ان النهايات ما هي الا بداية لكل البدايات الجديدة و اظن عليك تبدا من جديدة و تنسى هذا السؤال ففتيات كثيرات في العالم تذهب واحدة و تات اخرى لا تعلق نفسك على واحدة لا تستحق حبك الأسطورية
عمر :لا اصدق ما اسمع منك الان هل انت حقا عايشة جول التي اعرفها
عايشة جول :نظرت الى نفسي في مرآة اليوم حتى أتأكد بنفسي اذا كنت هي
عمر :لديك بالفعل مسمار مفكوك برأسك ينبغي ان تذهبي للمشفى
عايشة جول : اعتقد ان كلها مفكوك برأسي اظن علي ان اذهب
عمر يضحك ودموع تملئ عينيه ويقول :هل تريدين مني ان اختفى
عايشة جول :لا أريد ان العب معك لعبة الاختفاء رجاءا اذهب الى غرفتك و استجمع عقلك و حياتك
عمر :هل بق لدي عقل
عايشة جول :هل ذهب عقلك للتنزه مثلا
عمر :لان عقلي و قلبي ليسا معي سأظل في غرفة امراة متزوجة و ينام عمر على سرير عايشة جول و عايشة جول واقفة تنظر اليه باستغراب :هل ستنام هنا ام ماذا أيها مجنون
عمر :لن انام سأتكلم حتى اشبع و انت حتى تنفجري
عايشة جول :ما هذا الاستبداد
عمر :يقولون ان الحب الحقيقيه هو العطاء انظري الى حالتي لقد منحتك كل شئ أملكه لقد استهلكتني لدرجة اني اصبحت مفلس تماما فانا لم اعد املك قلبا حتى
عايشة جول :علمت مؤخرا باني أفعى سامة التي لدغتك و سرطان في قلبك لا استغرب ان اكون سبب في إفلاسك فانا سبب كل مصائب في حياتك و ماذا بعد اظن قائمتي سوداء طويلة لديك و لا أنكر ذلك فانا لي شرف حقا
عمر :عجبني انك مستمرة بالسخرية لان ليلتنا ستكون طويلة
عايشة جول :لا ارى نجًوم في سماء و اتسائل هل ستمطر
عمر :لا يوجد امطار في صيف
عايشة جول :كنت اتحدث عن دموع عينيك التي تبدو واضح في عينيك رغم انها لم تسقط حتى الان
عمر :استمري فانا لن اذهب و دموعي ستكون محبوس في عيني لا تقلقي فقط اقلقي على حساسيتك التي ستبدا قربيا
عايشة جول :يوجد محارم ورقي الحمد الله
عمر :هل انتي بخير بدوني لا اصدق ذلك
عايشة جول :انا بخير للغاية وسعيدة للغاية لأنني اخرجتك ورميتك كليا من حياتي و لم أعد أغار عليك كمجنونة التي تشتعل ككبربت فقلبي لم يعد معدة للحريق و لم أعد افكر بيك ليلا و لا نهارا و لا انتظرك ارتحت اخرج من غرفتي
عمر : سالت سوْال و انفجرت هكذا حسنا سأخبرك حقا ما يخيفني ليس غيابك انما ما يخيفني هو الاعتياد على غيابك و هذا ما يقتلني
عايشة تلف وجهها ناحية الثانية و تقول :تعرف ما هو أفضل وقتا لي في المدرسة
عمر ينظر اليها باستغراب و هو مستلقي على سريرها :لا اعرف ما علاقة ما أقوله الان بمدرسة
عايشة جول :بل له علاقة فانا أفضل وقتي كان غياب عن المدرسة
عمر :يالهي اصبحت مدرسة بالنسبة لك هل حقا بدات تكرهينني كدراسة
عايشة جول :اشعر بانني في الامتحان أمامك كل يوم ورقة جديدة و أسئلتها لا تنتهي فوقت الامتحان يعد تعذيب
رغم ذلك أودك ان تحيا حياتك و ان تستمتع بوقتك
عمر يضحك ودموع تتساقط من عينيه ويقول : فهمت لا تبنى احﻻم معك أنما تهدم فقط تصبحين على الخير فالجو اصبح ممطرة الان و رعد آتي لا محال اظن علي ان اخذه معي الى غرفتي
عايشة جول :أغلق باب وراءك و عمر ينظر اليها ويمسح دموعه
عمر: انا لم اعد ارى شئيا في عينيك لا افهم ماذا حصل لك حقا
عايشة جول : الواقع بانني تغيرت و قلبي تغير و انت لا تعرفين كالسابق
عمر يخرج من غرفة عايشة جول و يرى نيهان واقفة بجانب باب ويقول :هوايتك قديمة لا تتغير
نيهان :لم اسمع شئيا سوى النشرة الجوية
عمر :لاسف لم يكن عشق ممنوع جزء الثالث كما اريد
نيهان :لا يليق بيك ان تكون مهند لعوب و اختي تكون سمر الخائنة و سيد عدنان يكون زوجها فهو من سنها فهو ليس بالعجوز حتى
عمر :لا اعرف ماذا اقول حقا هل هذه دعابة حتى لا ابكى
نيهان : اعرف اكثر من اي شخص اخر بانك لست بخير لكنني لن اقلق عليك او اواسيك و هذا لأنني اكره ان اراك تنهار
عمر :لن انهار فانسان ميتة لا ينهار يجب ان تفهم ذلك
نيهان :يالهي هل تطورت حالتك و توفيت من مرض عايشة جول لم يخبروني بذلك
عمر :لا مزاج لدي حقا ارجوك اتركني لوحدي و يذهب عمر الى غرفته و تدخل نيهان وراءه و تقول :حاولت اكون ظريفة و لكني انتهيت الان اظن علي ان اكون صديقة الان و ان اسالك عمر ما بك
عمر :هل حقا هي سعيدة
نيهان :لا افهم لماذا تسال عنها فهي تخليت عنك بكل سهولة و انت نائمة في غبيوبة و لم تنتظرك حتى تستقيظ بعد خمس شهور من غبيوبتك تزوجت من غيرك
عمر : انا و انت و هي كنا قربيين جدا من بَعضُنَا منذ طفولتنا فمنزل جدنا هذا جمعنا كلنا تحت سقفه
نيهان :نعم اعرف ذلك
عمر :هناك شئيا في عيني اختك لا افهم ما هو
نيهان :هي تغيرت كثيرا بعد غبيوبتك فهي لم أعد اعرفها
عمر :في السابق كنت ارى كل شئ بيها من عينيها و لكنني لم أعد ارى شئيا
نيهان :لانها تغيرت
عمر :تبا ما كان علي ادخل الى غبيوبة
نيهان :لم أكن اعرف دخولك الى غبيوبة كان من إرادتك
عمر :ليست فكرة جيدة ان ابقى في منزل اليوم سأخرج الى خارج حتى افكر
نيهان :تفكر بماذا
عمر :سوْال تعرفين إجابته و يخرج عمر من غرفته
و تخرج نيهان من غرفته و تذهب مباشرة الى غرفة اختها
نيهان :لم لا تبكين
عايشة جول :انا ميته من الداخل
نيهان بكل استغراب :ما معنى هذا
عايشة جول :معناه بانني سئمت من أسئلة تافهة
نيهان :حسنا انا افهم انك لم تعد تحبينه و لكن لماذا لم توافق على طلبه فهو يحبك كثيرا و حالته سئ للغاية فأين تلك مشاعر التي جمعتك بيه بالماضي و ليس معقولة عدم بكاءك على حالته فانا دمعت عيني أمامه رغم انني لست مذنبه في حقه و تألمت من اجله و استغربت برودك معه
عايشة جول :انتهيت
نيهان :انا لست مسلسل حتى انتهى
عايشة جول :انا لا اشاهد مسلسل تافه أحسه مضيعة للوقت أقفل باب وراءك
نيهان :يالهي الان اصبحت باردة ايضا معي
عايشة جول :كان جو ممطرة منذ قليل أظنني اصبحت باردة بسببها
نيهان : منذ عودتك اصبح منزلنا هذا يتحول من الشئ الى اخر اولا حوار مستشفى مع عمر و منذ قليل حوار النشرة الجوية لا اعرف اذا كان منزلنا مستشفى ام الاستديو النشرة جوية ام شتاء القادمة و لا أنسى حوار مدرسة ايضا
عايشة جول :اكتشفت ان أهميتي في منزل كثير
نيهان :نعم أهميتك كثير لانك الوحيدة التي تفهم سخريتي التي اخفي بيها حزني على ما حصل ليلتها
عايشة جول :كونك تملكين فما لا يعطيك حق ان تردد قصة تلك ليلة كأغنية مشهورة أخبرتك ذلك سر لن يخرج من فمك لا تنسى وعدك لي
نيهان :ولكن تلك اغنية مشهور لا تختفى من عقلي
عايشة جول :أظن ان لديك وقت فراغ الكثير حتى تفكر اشغلي نفسك بالعمل او بهواية دعي الامر تلك في طَي نسيان
نيهان :حقا نسيت انني اتكلم مع واحدة اخرى فانت لست اختي تلك حتى تحس بمعاناتي انا اعتذر لأنني أردت اتكلم
عايشة جول :من جيد انك فهمت ان البعض الأشياء لا يجب ان نتحدث عنها مع غرباء ولا حتى لانفسنا
نيهان تخرج من غرفة عايشة جول
مشهد الثالث في منتصف
عايشة جول تسمع الأصوات من خارج غرفتها و تقرر ان تخرج غرفتها انها لم تستطع النوم و ترى خادمة صوفيا و هي تبكي و خايفة
عايشة جول نستغرب :ماذا يحصل هنا
صوفيا :سيد عمر تعرض للحادثة لقد تلقينا اتصال من مستشفى و سيد عاصم و سيد رشاد و معهم هاندا خرجا الان
يبدأ يدين عايشة جول بالارتجاف و يظهر خوف و قلق على وجهها و تركض من امام خادمة و ترى امامها نيهان و امها يستعدان للخروج من باب و تقول لهما :هل هو بخير ماذا قالوا
نيهان :لا وقت لدينا لكلام يجب ان نذهب حتى نطئمن عليه اتصلي بعدين لاحقا حتى تعرفي عن مريضك
عايشة جول :من قل سأنتظر هنا فانا ات معكما
منيرة :بيجامة النوم كيف ستاتين معنا
نيهان :امي انا قلق جدا لا أريد ان انتظرها حتى تغير ملابسها ودموع تملئ عينيها
منيرة :اظن عليك الانتظار يا عايشة جول خبرا منا عن عمر
و عايشة جول تركض الى غرفتها مسرعة دونما ترد عليهما و تخرج نيهان و منيرة و يركبا سيارة و حينها فجاة تركب عايشة جول معهم و هي مرتدية معطف على بيجامتها
عايشة جول :هيا نيهان اسرعي علينا نعرف عن عمر رغم لا يوجد دموع في عينيها و رغم صمودها يديها كانت يرتجفان بشكل ملحوظ و الخوف كان في عينيها و قلق
نيهان لاحظت ذلك عليها و لكنها لم تقل شئيا لانها كانت قلق حتى رعب لاجل عمر
منيرة :ادعو رب ان لا يحصل شئيا لعمر رغم اني لم أنجب ولدا لوالدكما كنت لا احس بنقص لوجود عمر في منزلنا فكان بمثابة ابني لي لم يسألني و لم يقل شئيا لي و لا لرشاذ حينما عرف بزواجك رغم انني كنت اعرف انه حزين و لكنه حاول لا يظهر شئيا لينا و يحسسنا بألمه انا خايفة جدا عليه فهو ولدي و أمه تركته و رحلت حتى يكون أمانة في عنقي ودموع تنزل من عينيها
نيهان تحاول تصمد و لا تظهر خوفها :لن يحصل له شئيا يا امي
عايشة تظل صامتة و لا تتكلم و تظهر الى خارج و تحاول لا يظهر الارتجاف يديها أمامهما
مشهد الرابع في مستشفى
منيرة و نيهان و عايشة جول عند الاستقبال في مستشفى
نيهان :انا قريبة عمر شاداغلو اين هو. الان
ممرضة تات الى موظفة الاستقبال
ممرضة :يالهي هذه ليلة مزدحمة جدا فانا كنت في غرفة عمليات شخص الذي ات من حادثة قد مات لا اعرف كيف حالة عائلته التي امام غرفة عملية لقد هربت من هناك
نيهان تدمع عينيها
موظف الاستقبال تنظر الى ممرضة :انا مشغولة الان لا ترين سنتحدث لاحقا عذرا ما اسم الذي قولتيه لي و هي تنظر الى نيهان
نيهان :لا اصدق انه مات و تنهار منيرة و كانت ستقع و نيهان تمسكها حتى لا تقع و من جهة عايشة جول تحس بأن قلبها سيتوقف من خبر و ممرضة تات الى منيرة و نيهان و تشعر بالاسف لانها قلت عن موته فقلت :انا اسفة حقا هل هو ولدك و تبكي منيرة منهارة و تأخذها ممرضة مع نيهان التي تحاول تتماسك و لكنها على وشك البكاء و يذهبان مع ممرضة و تبقى عايشة جول في مكانها و تحاول تلحق بيهم و لكن قدميها يرتجفان كيديها رغم ذلك تحاول تحرك قدميها الى امام حتى تمشي و موظفة الاستقبال تنظر اليها و تقول :هل انت بخير
عايشة جول لا ترد عليها و كانت فجاة حسيت انها لا تستطع ان تقف و وقعت و غمضت عينيها و لكنها استغربت بأن احدا قد مسك بيها و شمت رائحة عطر في انفها :هل مت و تسمع صوت يقول لها :لا اظن ذلك يشبه صوت عمر و تفتح عينيها و و تنظر امامها و تقول :انت لم تمت حقا انا اراك امامي
عمر :انني أموت كل يوم من حبك ما زالت تسالنني
عايشة جول تعانقه بالشدة و عمر يشعر بانه استرجاع تلك فتاة غيورة التي تحبه كثيرا و نسى نفسه في عناقها
عمر :هل ظننت اني مت حقا
انتهيت حلقة
اتمنى رأيكم في حلقة اليوم
من تاليفي Fatima Albalooshi

العد العكسيWhere stories live. Discover now