دودتي .. أهذه أنتِ ؟
أين أنا؟ وما هذا الشيء الملتصق بجسدي ؟
ما الذي فعلته دودتي بي ؟
ما الذي فعلته لها حتى استحققت هذا العقاب؟مرت الأيام ونحن معاً ، أن تفارقني فكرة بدت شبه مستحيلة
كيف لي أن ابتعد عن صديقتي الأولى وقد بادلتني بالحب الذي لا يَحظى به اي بشري في هذه الحياة ؟تقدمت نحوي من بين أوراق شجرتها وقالت :
-" هل لي في أن ... "
احمرت وجنتاها خجلاً ، ابتسمتُ لها وحثثتها على الكلام :
-" اطلبي ما تريدين "
شقت وجنتيها ابتسامةٌ بسيطة وتابعت :
-" جاء الشتاء والمكان بارد ، هل ...."
عادت لصمتها لأعود وأحثها على الكلام ،استرسلت بخجل :
- " هل لي في أن اسكن في معدتكِ إلى أن ينتهي الشتاء فقط؟ "
ضحكتُ ساخرة ، كل هذا الخجل من أجل طلب بسيط ؟
-" بالطبع تستطيعين "
أجبتها بسرور لأشعر بها تخترق جلدي وتمشي في دمي إلى أن استقرت في معدتي ، هاقد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كياني
همستُ مرحبة :
-" أهلاً بك "
جاء الشتاء وما يحمله من زمهرير قارس
لحسن الحظ أن دودتي فكرت في الأمر مسبقاً وإلا لكانت الأن ميتةهي معي ولن تبتعد عني وهذا يريحني فهي تفهمني أكثر من فتيات الحي الخرقاوات، أولئك المتحذلقات لا يصدقن بأنني أتكلم مع دودة تسكن داخل معدتي ، لست بحاجة إليهن هنّ لا يردنني وأنا كذلك ... دودتي تكفيني
استلقيت على السرير محاولة الاسترخاء ، سألتني بخجل مجدداً :
-" ملاك ، هل لي بطلب من فضلك؟ "
-" صديقتي أطلبي ما تريدين دون تردد أو دعيني أقول خذي ما تريدين دون طلب "
أجبتها بثقة لتجيب بدهشة :
-" حقا ؟"
-" أجل "
-" أنا أريد فقط بضع شعيرات من شعرك لأصنع لنفسي وشاح يدفئني "
همهمت أفكر ، هو غالي علي كثيراً ولكن لا شيء أغلى من دودتي ، ثم هي ستأخذ بضع شعيرات فقط
ابتسمت وأومأت بالإيجابمرت الأيام على طلبها الأخير وشيءٌ غريبٌ أصبح يحدث لي
أرى خصل شعري تسقط في الحمام أو عالقة على الفرشاة خصل شعري في كل مكان إلا على رأسي
أهذا بسبب دودتي يا ترى ؟وقفت أمام المرآة لأغسل وجهي ويا لهول ما رأيت، تراجعت خطوتين للوراء بصدمة، أهذه أنا؟ أين شعري هذا مستحيل .. انا صلعاء .
أنت تقرأ
مغازل الشتاء
Fanfictionالفائزة بمسابقة أكون للنشر الورقي ها هو الشتاء والبرد قارص ، تريد تدفئتي ، ستصنع وشاحاً لي من شعري تريدني أن أقتل نفسي بنفسي الغلاف من تصميم : قوت القلوب