استيقظ كعادتي يوميًا بعد الظهيرة، يتذمرون بشأني و ينعتوني بالكسولة، كيف أمكنهم ذلك ؟ كيف يتجرؤون على قول ذلك؟ ليعلموا أولًا ما يوجد داخلي،ليعلموا السبب خلف اختبائي تحت غطاء فراشي. ألا يفهمون بأنني مرهقة؟مرهقة، محطمة، ممتلئة، سأصاب بالجنون قريبًا، رأسي يكاد ينفجر من كثرة تجول المشاكل به، قلبي أصبح كهلًا ضعيف لا يقوى على شيء، أنا أصبحت قطعة مهترئة لا يمكن استخدامها في المستقبل. يا للسخرية!! لو وجدت كلمة أكثر عمقًا من مرهق لوصفتُ بها عقلي و قلبي.
أستغرق ثوانٍ، دقائق، ساعات أراقب فيها سقف الغرفة. أن أحفظ تفاصيل السقف أكثر راحةً من أن أنهض و أواجه الواقع الموجع. أصبحت متبلدة. لا أعلم هل أشعر بالحزن، بالسعادة، أم بالألم؟ أنا لا أعلم حَقًّا!!
لا يملك أي أحد الحق في لومي، و كيف لهم الحق و إذ من أعيش معهم هم من يغرزون السكاكين يوميًا في قَلْبي! يعلمون ما أكرهه و يفعلونه. لذلك أصبحت هكذا!!حولوني لشخص غريب لم أعرفه قط. أريد الاختفاء، البقاء بمفردي بعيدًا عن البشر.
الضوضاء تحيطني من كل جانب لكن الآن لم أعد أهتم و أنا من كنتُ أكثر من يمقت الإزعاج . لأن الإزعاج و الضجة بِداخِلي أكبر بكثير مقارنة بضوضاء الخارج!
أصدقاء! هه، ما معنى أصدقاء؟ أنا محاطة ببشر غريبو أطوار كاذبون مخادعون و لا أَجِد كلمات تصفهم بدقة! أتسمونهم برفقتي؟ أشعر بأنني غريبة بينهن. يقولون لي لمَ أنتِ هادئة ؟ لمَ لا تبوحين لنا؟ يا إلهي ستجعلونني أضحك و أنا لا أملك الرغبة لذلك! لمَ لا ترون نفسكن أولًا ؟ لمَ لا تراجعون تصرفاتكن أولًا؟ لا أملك القوى لأهتم بكن!!
عائلة؟ و كأنني فقدت كيفية الكلام، ماذا أقول؟ لا أعلم حَقًّا! عائلة مفككة تلبس قناع المحبة و الترابط لكن ماذا حقيقتهم؟ أناس تكره بعضها البعض تحسد و تمقت ! يتظاهرون بالترابط أمام الناس!!
"دعني من التفكير، يتوجب علي النهوض" قالت لنفسها، "سأخرج لاستنشاق بعض الهواء" هكذا فكَّرت. خرجت للتلة و أصبحت ترى المدينة بصورة مصغرة،الهواء يداعب شعرها، قامت بضم ركبتاها و أذنت لدموعها بالتساقط.
عادت لغرفتها، ارتمت على فراشها، أغلقت عيناها و غطّت في سبات عميق لم و لن تستيقظ منه!
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
