' يا إلاهي انا لازلت حية ' هدا ما هتف به عقلي تلك اللحظة .
قابلني وجه أخي ذو الملامح الفرحة أعتقد بسبب عودتي إلى الجحيم ، فأدرت رأسي قليلا ليتسنى لي رؤيت أبي الذي كانت ترتسم إبتسامة على محياه هو أيضا أظن لنفس السبب ، فأزحت عيناي قليلا لتقابلني مزيج من ملامح الغضب ، اليأس ، و خيبة الامل يحملها وجه والدتي ، لم أستطع التحذيق بها أطول و هي تحمل هذه النظرة لذلك عدت بنظري لأبي .
كانت الغرفة هادئة بشكل واضح ، و لكنني أردت كسر هذا الصمت ، لقد بدأ يزعجني !
" أنا حقا أسفة لا أعرف ما السبب الذي جعلني أرتكب هذه الحماقة . أعلم أن الجميع غاضب مني و لكن للأسف لا أستطيع العودة بالزمن للتراجع عما فعلت "
أنهيت جملتي بعد بدل مجهود لقولها و أمل أن تأتي بنتيجة أو على الأقل تكون سببا في تحسين ملامح أمي .
إنتظرت و إنتظرت و لازال الصمت سيد المكان حتى بدأت أشعر بأن هذ حلم أو أنني لست حية ! .. فتكلمت مجددا " أعلم أنني اخطأت و أنا أعتذر من كل قلبي على ذلك "
بعد مبادرتي بالحديث للمرة الثانية بدأ العبوس في ترك وجه أمي و لكنها سألتني بحدة فورا "جودي . لما حاولتي الإنتحار ؟ " .
إبتلعت بصعوبة و بدأ وجهي يتصبب عرقا فأنا بالفعل لا أملك إجابة منطقية .
" أنا أسألك لثاني مرة لما فعلتي هذا ؟ " كررت سؤالها بنبرة أحد من سابقتها .
لم يعجبني إصرارها حقا ، و لكن معها حق فالجميع ينتظر ردي .
" لا أعلم " خرج صوتي بارد مما إستشرى غضبهم جميعا .
" حقا ! أتسمين هذا جواب " شعرت بطنين في أذني ، بسبب صراخ أبي القريب مني .
" نعم " بصقت بنفس النبرة .
يا إلاهي أعتقد بأنني سأقتل عما قريب !
إنفعل أبي من ردي و هم بالمغادرة لحجة إكمال إجراءات خروجي من المشفى .
و أما أمي التي أرمقتني بنظرة خيبت الأمل و إلتحقت بأبي هي أيضا ، ليتبقى أخي فقط .
" ألا تريد الإلتحاق بهم ؟ " سألت بسخرية لالْحظ بأنه لا يأبه لكلامي بل أشاح وجهه عني كأنه يود قول' ما كل هذه الدراما !! ' .
" ألهذه الدرجة مزاجكِ سيء ؟ " سألني بضجر
" عفوآ ؟ " هذا ما إستطعت إخرجه ، و لكن هناك سؤال يدور ببالي لذلك قررت طرحه .
" دانيل ! " قلت بجدية لاسمعه يهمهم كأجابة تزامنا مع رفعه لرأسه يإنتباه .
" من الذي قام بجلبي للمشفى ؟ " تسألت بفضول لألمح ملامحه الغير مبالية .
" و ما المهم في الأمر ؟ أهم شيء أنك بصحة جيدة الأن " أجاب بإستنكار واضح مما أذى لجلب غضبي .
أنت تقرأ
One Minute of thinking | دقيقة من التفكير
Teen Fictionاحْياناً نَحْنُ لَا نُفَكِر بِمَا قدْ نَفْعَل و لو لِلَحْظةُ وَ لَكِنْ قدْ نَنْدَم عَلَی مَا فَعلّنَا مَدی الحَيَاةُ؛ واحْيَاناً يَتوَجبُ عَليّنَا مُوَاجَهة الحَقِيقَة فَبِقَدرِ مَا هِي تُؤْلِم بِقدْر مَا نَسّتَطِيعُ تَخَطِيهَا بَعَد مُوَاجَهَتِهَا...