الفصل الثامن

3.2K 16 1
                                    

الفصل الثامن 
اتجهت سيارة مهرولة ناحيتها لاحظها وهي تخطي نحوها كسرعة فهد يتقدم ناحية فريسته أزداد من سرعته وهو يحاول أن يلحقها ليمنعها من تلك السيارة مفرطة السرعة وكأنها تسير بدون مكابح صاح بها بأعلي صوت له وهو يقول :
- أميرة
ألتفتت له دون أن تبالي بتلك التي تخطو نحوها كادت أن تُدهس أسفل عجلاتها لكن السائق في أخر لحظه ضغط علي المكابح بقوة وبمهارة حتي أصدر عنه صوت قوي وهو يحاول إيقافها فشهقت بصوت مسموع وهي تدمع وضعت كلتا كفيها علي وجهها في صدمة لتتلقي مصيرها وهو الموت ولكن سرعان ما جذبها اليه ليحتضنها وقفت السياره هي أيضاً بعدما تفادتها
أزح خصلات شعرها القصير التي تضايق عيونها الدامعة وهي ترتجف من ذلك الحادث الذي كاد أن يهتك بها فتصبح قتيلة ملقاه لا قيمة لها فمنذ متي ولها قيمة بذلك الحياة والجميع يقف كحائط ضدها حتي حبيبها أراد أن يجعلها تعترف بما فعله بها نبيل أمام الجميع لم يهتم بما سيقول عنها الناس سمعتها سيرتها التي ستصبح قطعة علكه بفم الجميع ولكنه محق أن كانت فعلت ذلك لأصبحت طليقة حرة ولم يكن ذلك الموضوع يتطور لذلك الحد فإن الناس لا تصدق سوي الأشاعات أنهم قالوا عليها الكثير أشياء البشعة لا يمكن أن نتخيلها أكان أنا أم أنت
كل تلك الأشياء مرت بمخيلتها كصوراً مشوشة التي طالما تقذف عليها من جميع الجهات لتغرق ببحور ذكرياتها الأليمة نظرت أليه بشدة وعينيها لا تشعر بهم أكانوا يدمعوا أم لا لم تسمع ما قاله وهو يمسك ذراعيها متلهفاً عليها:
-اميرة انتي كويسه
قرأت حركة شفتيه وكأن صورته هي الأخري مشوشة كتلك الصور أغمضت عيونها وهي تحاول أن تهرب من ذلك العالم لتنتقل بمخيلتها لعالم أخر لا يوجد به ظلم ولاخوف عالم أجمل من ما نحن به الآن خرت قدميها هوت بين يديه فاقدة الوعي أقربها اليه محتضنها حتي لا تقع بالأرض الصلبة البارده ضمها اليه وهو يسندها علي ذراعيه صاح بها وهو يحرك بوجهها يميناً ويساراً في محاولة لإستعادة وعيها قال بلهفة وخوف عليها :
- اميرة ردي عليا
نزل من السياره شخص أبيض الوجه ذو لحيه كبيرة التي تمس صدره يرتدي بذله سوداء انيقه ونظارات ذهبيه اللون جسده جيد بالنسبه لكبر سنه فهو ليس ببدين وليس بالنحيف أقترب منهم وقال لأحمد معتذراً له :
-أنا أسف جداً يا أستاذ
تفاجأة بأنها فاقدة وعيها قال له :
-مالها
نظر له وهو الأخر طالب منه القليل من الماء حتي ينثرهم علي وجهها لكي تستعيد وعيها ولكنه لم يفعل ذلك الشخص هكذا فقد أقترب منها وجثي علي ركبتيه بجانب أحمد وضع أصابعه السبابة والوسطي علي شريان رقبتها نظر لأحمد وهو يقول :
-بيتك فين يابني
أشار له علي أتجاه المزرعة وهو يقول:
-هناك
أردف ذلك الرجل وهو يشير له علي منزله :
- انا بيتي دا تسمح تجيبها وتيجي اشوفها
نظر له أحمد بشدة وهو يقول بداخله من ذلك الشخص أيمكن أن يثق به ويذهب معه لبيته وجده ذلك الرجل متردد بدي من ملامح وجهه أنه قلق منه فأحب أن يطمئنه و قطع تفكيره قائلاً:
- اسمي خالد فهمي رئيس قسم النسا وتوليد بالمشفي العام
نظر له احمد مرة اخري وقد اطمئن له أعتدل خالد بوقفته وقال لأحمد :
-هاتها وتعالي ورايا
حملها أحمد بين ذراعيه بخفة وسار بجانب خالد حتي دخل منزله ألقي نظرة علي أثاث منزله الفخم الذي لا يدل انه بذلك المكان بالأرياف بل انه في احدي مناطق القاهرة الكبري الراقية
وجد فتاه شابه شعرها اشقر كسلاسل الذهب عيونها خضراء كأوراق الشجر أنفها صغير ومدبب وجهها مستدير بعض الشئ شفتيها الوردية ترتدي نظارات كوالدها قالت بعفوية : -انت جيت يا بابا ولكنها سرعان ما شعرت بالإحراج من وجود أحمد معهم وهو يحمل أميرة علي ذراعيه فاقدة وعيها تماماً
أردف :
-ايوة يا خلود ومعايا ضيوف
نظرت لأميرة بشدة وهو يحملها قالت بلهفة :
-مالها دي يا بابا
أجابها خالد وهو يفتح باب الغرفة العيادة المتواجده بشقته :
-لسه معرفش انا كنت هخبطها بالعربيه بس ربنا ستر
دلف أحمد خلف خالد وضعها علي سرير الفحص ألقي نظره عليها
قالت وهي تقترب منها :
- ياخبر
اقتربت من أميرة ليبتعد أحمد عنها أخذت تفحصها وتري مؤشراتها الحيوية قالت لوالدها : - ضغطها واطي اوي يابابا دي محتاجة محلول
أقترب منها خالد أجبر عيونها علي الفتح مسلط ضوء القلم الضوئي علي قزحية عيونها ليري ما مقدار أستجابه بؤبؤة العين للضوء قال لأحمد :
- هو حضرتك جوزها
أستئنف بأيجاب :
- ايوة لسه متجوزين مبقالناش اسبوع
وضع السماعة بأذنه ووض الجانب الأخر علي صدرها قائلاً بمتضاض :
-وحد يزعل عروسته اللي بقالها اسبوع وتخلي ضغطها يبقي واطي اوي كدا دا يصح
شعر احمد بالإحراج فصمت لم يعلق خالد بل أمر أبنته أن تجهزها للفحص ثم تابع ليقول لأحمد بأن ينتظروا قليلاً بالخارج حتي ينتهي من فحصها خرج أحمد وجلس علي أقرب كرسي ظل يهتز قدميه بشدة من حدة توتره وخوفه عليها فضاق صدره وألمه قلبه لأجلها فأنه يحملها الكثير من عبء اكثر من طاقتها زفر بشدة وضع كفه أسفل خده الايمن وهو يتكأ علي مسند الكرسي لاحظ خالد قلقه الزايد عليها ولهفته عليها فقال له محاولاً من تخفيف حدة القلق :
-متعرفتيش بيك
أجابه أحمد قائلاً :
- اسمي أحمد ظابط في قسم مصر الجديده
رسم علي ثغره أبتسامه قائلاً :
- اهلا وسهلا بيك يابني
بادله الإبتسامه مستئنف بحرج :
- اهلاً بحضرتك يا دكتور اسف ازعجناك
رد عليه خالد قائلاً :
-متقولش كدا يابني ربنا يخليهالك ويهدي سركم ويطمنك عليها
خرجت خلود من عند أميرة وقالت لخالد :
- بابا تعالي
اكمل خالد :
- شوفي استاذ أحمد يشرب أيه
لم يرد أن تحضر له شئ فأنه مازال قلق علي أميرة لكنها طمئنته عليها أنها أصبحت علي ما يرام ولا تحتاج لذهابها لمشفي
قالت بأصرار علي تقديم له شئ من المشروبات :
- لا والله مينفعش انت ضيفنا ولا انت عاوز تقول علينا بخلا بقي
اكمل :
-ياخبر لا دا حضرتكم احسن ناس
تابعت خلود وهي تعرض عليه مرة أخري بأن يحتسي شئ :
- بص بابا لازم يشرب شاي اول ما يدخل البيت هعملك معاه
وافق أحمد فتركته خلود ودلفت المطبخ بينما هو ينظر لباب عيادة خالد واخذ يفرك بأصابعه حتي نادي عليه خالد من الداخل وهو يقول بصوت مرتفع :
-أستاذ أحمد تعالي
دلف احمد وجدها تستفيق موضوع بيديها أبرة متصله بمحلول أقترب منها ليمسك كفها الأيمن بكفه واليد الأخري مسد علي راسها برفق
قال له خالد بتساؤل :
-هو الجرح اللي في ضهرها دا من ايه
أجابه أحمد بإحراج قائلاً :
-رصاصه
خالد وهو يحاول ان يهدئ من قلق أحمد :
-يالهوي هو انتم لحقته كمان كنت عاوز تموتها بتطخها بالنار من اسبوع اومال لو بقيتوا سنه هتعمل فيها ايه
ضحك احمد بشدة وقال له :
-لا أنت فاهم غلط
قال له مازحاً :
- لا انا بنتي مش هجوزها لظابط شرطه ابداً ابداً
ضحك احمد من ثم أردف :
-حضرتك عسل اوي
أبتسم خالد له ليقول :
-الله يحفظك
فتحت أميرة عيونها ببطئ نظرت لأحمد لم تكن رؤيتها واضحه ولك سرعان ما أعتدلت ثم نظرت لخالد
أبتسم لها احمد وهو يقول :
-حمدالله علي سلامتك اوعي من جمبها مش طايقاك
أقترب منه خالد ليقول له وهو يبعده عنها قائلاً :
- وسع أبعد عنها مش طايقاك
ابتسمت اميرة وهي تنظر لخالد وضحك احمد
سئلها خالد إن كانت تشعر بألم بمكان ما أم لا فأجابته انها بخير
امسك رسخها وأخذ يقيس نبضها ولكنها نظرت لأحمد الذي كان قلق عليها
قال لها خالد مازحاً:
-اكيد هو اللي زعلك قوليلي وانا هزعقله
ضحكت اميرة بشدة وقالت :
-اها هو السبب
ضحك احمد بعدما فرح أنها ضحكت فأستئنف:
-هو انا جيت جمبك
تابع خالد :
-يعني هتتبلي عليك يعني
رد بسخريه :
-لا دي اميرة اسم علي مسمي
ضحكت اميرة بشدة فأزحت يديها الموضوع بها أبرة المحلول فتألمت فقال لها أحمد متلهفاً وهو يمسك يديها :
-حبيبتي مالك ايه اللي بيوجعك
نظرت لها وأبتسمت عندما وجدته قلق عليها فقالت :
-متقلقش انا بخير أبرة المحلول وجعالي إيدي
أبتسم خالد بفرحة انهم تصالحوا فتابع لها :
- وبعدين خدي هنا انتي كمان لازم فقرة النكد بتاع الستات دا وانتم في شهر العسل ياريتكم حتي كملتوا شهر انا مشوفتيش كدا
ضحكت اميرة بشدة نظر له أحمد وهو يشير عليها قائلاً:
- قولها
أكمل مازحاً :
- اسكت انت
ضحك احمد بشدة وقال :
-حاضر
تابع خالد :
- اومال لما ربنا يكرمكم وتجيبوا عيل هتعملوا ايه هتموتوا بعض
قضب حاجبية وقال مستغرباً :
- يعني مش للدرجه
رد عليه خالد بتهكم :
- اسكت انت
ضحكت اميرة ولكنها تألمت من ظهرها
فأقترب منها أحمد وأخذ يسندها ليعدل من جلستها
وصل لمكتبه وجلس عليه قائلاً :
-وبعدين خف عليها شويه انت كمان دي كائن ضعيف لا يستحمل الشرطه مش كل لما تبقي متنرفز تطخها
ضحكت اميرة ونظرت لا أحمد
ابتسم لها ثم أردف :
- حاضر يا دكتور هي في عنيا
كتب بعض المقويات والفيتامينات التي يجب عليها تناولها ثم أمد له بتلك الورقه ليقول :
-خد يا سعادت الظابط هتلاها الفيتامينات دي واكلها بلاش تاكل لوحدك واياك في يوم تزعلها هتلاقيني انا اللي وقفلك
أجابه مبتسماً :
-حاضر
ثم نظر لها ليستئنف :
- يقولك بس بم تعاليلي البيت مش بعيد
دلفت خلود وضعت الشاي علي جافة المكتب وقالت لأميرة مبتسمة :
-حمدالله علي سلامتك
ردت عليها أميرة قائله :
- الله يسلمك
جلسوا يتسامرون ويضحكون حتي أنتهي المحلول وطمئن أحمد عليها أمسك يديها وساعدها بنزول من فوق سرير المرضي
قال لهم خالد :
- رايحين فين انتم هتتعشوا معانا
نظر له أحمد قبل أن يقول :
- كلوا انتم ألف هنا ليكم الوقت أتاخر ولازم نروح
أردف خالد بتضايق :
- و الله هزعل منكم
قال أحمد له :
-هنجيلك تاني يا دكتور
قال لهم خالد :
- طيب ايه رايكم تشرفونا الجمعه نتغدي مع بعض
احمد وهو يسند أميرة ليحيطها من ذراعها قال : -باذن الله هنيجي
نظر له خالد ليقول :
-هستناكم ثم تابع وهو ينظر لأميرة:
- لازم تيجي
اومأت بالموافقه قائلة :
- حاضر يادكتور
أكمل خالد :
- الف سلامه عليكي يابنتي
أسندها علي ساعده و أمسك يديها بشدة واتجه ناحية مزرعته حاولت أن تقنعه أنها أصبحت بخير ولكنه أصر علي أن يسندها خوفاً عليها من فقدها للوعي مرة أخري دلفوا للبيت
قالت له :
- انا هنام في أوضتك
أجابها مستنكراً :
- أومال أنا هنام فين
أستئنفت بتوجس :
- شوفلك حته تنام فيها
كادت ان تتركه لتدلف غرفته ولكنه أمسك يديها ليمنعها من السير ليردف بتأسف:
-اميرة انا اسف
ألتفتت اليه لتكمل بتضايق :
-ببتاسف علي ايه
أكمل :
-أميرة انا مليش غيرك أوعي تشكي لحظه اني ممكن اسيبك أنتي حبيبتي
أبتلعت ريقها قالت بتضايق :
-احمد انا مش عاوزة تتاذي بسببي شوف انت مامتك هتقول ايه لو عرفت انك اتجوزتني من وراها
أمسك يديها وقال لها :
- ممكن متشيليش همي انتي مش ناقصه ملكيش دعوه بحاجه
نزلت دموعها فتركته فدلفت الغرفة وأوصدت الباب خلفها
دلف لمنزله ألقي بسلسلة مفاتيحه علي منضدة المجاورة للباب سار بخطوات ثابته ناحية الكنبة أراح جسده عليها أطلق تنهيدة وهو يبسط ذراعيه علي مسندها أغمض عينه وهو يحاول الأسترخاء ولكن سرعان ما أتي له مكالمه هزت هاتفه الجوال ألتقطه من جيب بنطاله وقال :
-ايوة عملت ايه
أجابه الأخر :
-حضرتك أحنا حددنا مكانهم فين
أعتدل بجلسته ملتقط ورقة وقلم من فوق المنضدة المقابله له أكمل :
-ها مليني العنوان
أخذ يدون ما يقوله له ذلك الشخص حتي أنتهي فأغلق المكالمه معه ونظر بالعنوان أزاح عينيه بالأسفل جهة اليسار وهو يشرد قليلاً تذكر ما حدث في الصباح ...
قال العسكري بتلعثم خوفاً من عمر :
-حضرة الظابط أحمد
نظر له عمر بأهتمام وهو يقول متسائلاً :
-ماله
أبتلع ريقه وهو يقول :
- أتجوز أميرة
هب عمر واقفاً وقال بغضب بعدما كور قبضة يديه :
-نعمممممم !!
تلعثم مرة اخري وهو يقول بخوف من عمر فأن نفوذه يمكن أن تخرجه من منصبه :
- ياباشا والله لسه عارف أن المأزون كتب كتابهم وسافروا ودلوقتي زمانهم
قال عمر مقاطعاً حديثه :
- بيقضوا شهر العسل
زفر بشدة وكأنه اكتسب طاقة سلبية كبيرة يمكن أن تخرج بتلك الزفرة القوية أكمل ليقول : -الله يخربيتك دا أنا هروح في ستين داهية
أخفض الأخر رأسه مطأطاً بخزي وهو يوبخ من قبل عمر
قال له عمر بغضباً وبنبرة أمرة :
- عاوز عنوانهم من تحت تقطيق الأرض سامع
هز رأسه لأسفل ولأعلي تلك الأيماءاة التي تعبر عن الموافقة كاد أن يخرج ليهرب من بطشه ليوقفه عمر وهو يقول :
- انت يا سي زفت
أجابه الثاني بتضايق :
- اؤمرني يا باشا
زفر عمر وهو يقول :
- مش عاوز حد في الدنيا كلها يعرف الموضوع أحمد وأميرة دا غيري سامع يا بقف أنت
قال له بلجلجة :
- حح حاضر يا بيه محديش هيعرف حاجة
عمر وهو يشيح يديه له لكي يرحل من غرفه مكتبه
أمسك هاتفه مرة أخري وطلب أتصل بشخص ما
في صباح اليوم التالي تسلل أشعة الشمس رويداً لتنثر نورها فيدلف ذلك النور ضايق عيونها الناعسة ففتحت عيونها ببطئ فركت بها وهي تقوم معتدله بجلستها ألقت عيونها علي النافذة التي تسرب تلك الأشعة كادت أن تقف وجدته يطرق باب غرفتها مستأذناً :
- ممكن ادخل
أجابته بالموافقة فدلف لعندها وهو يحمل بيديه صنية بها أطباق الفطور وضعها علي أقرب منضدة قابلها بغرفته نظر لها وجدها ترتدي منامة ذو الأكمام القصيرة مستديرة قليلاً من ناحية الصدر لونها أبيض مرسوم عليها ورود حمراء أزاح وجهه عنها وهو يضع بعض القهوة بفنجانه قائلاً :
- الفطار يا أميرة
نظرت له وقالت بتهكم :
- مش جعانه
أردف :
-بالله عليكي انا هموت من الجوع ومش هفطر غير معاكي
أزاحت وجهها الناحية الأخري ترك ما بيديه وأقترب منها ليجلس علي حافة الفراش أستئنف:
-لسه زعلانه مني حقك عليا
أمسك رأسها وقبله قائلاً :
-أسف حبيبتي والله العظيم غصب عني بحبك يا اميرة ومش عاوز اشوف الحزن والضعف دا في عينك
أمتلئ عيونها بالدموع فأردفت :
-وانا كمان بحبك يااحمد مش متخيله انك تبعد عني
تابع :
-عمري مابعد عنك انتي بنتي يا بت عارفه ياعني ايه بنتي
نظرت له بحزن وأمسكت يديه بشده فقبل يديها الأثنتين
قالت له بقلق :
- انت نمت فين
أحمد أجابها مازحاً :
- في حضن الفار
ضحكت اميرة وقالت مستغربه :
- لا والله قلبك جابك انك تنام مع فار
أكمل مازحاً معها :
-الفار مبيحبنيش يا ستي بيحب الحلو والابيض من ثم تابع متغازلاً بها :
-يا حلو انت يا طعم
ضحكت وهي تضع أطراف اناملها علي فمها بخجل :
- يا سلام
استئنف :
-ايوة وقف وأحضر لها الطعام وهو يستحثها علي تناول الطعام حتي لا يصيبها العياء مرة أخري فأخذت لقيمه منه
قالت اميرة له :
-تعرف يااحمد نفسي في ايه
أجابها بأهتمام وهو يحاول معرفه ماتريد ان تبوح به :
-في ايه يا حبيبتي
نظرت بعيداً عنه قبل أن تردف بحنق :
-نفسي كل اللي انا فيه دا يطلع حلم حلم ايه كابوس واصحي الاقيني جمبك في مكان بعيد عن كل الناس مكان لا حد فيه يعرفنا ولا احنا نعرف حد ونقضي فيه بقيت عمرنا
أبتسم لها وهو يقول لها :
-ان شاءالله ياحبيبتي كله هيتحل وربنا هيسهلها وهيظهرلك برائتك باذن الواحد الاحد خلي انتي عندك ثقه في الله وتوكلي علي الله
تنهدت ونظرت للسقف قائله :
- ونعم بالله
قال لها احمد بأن ينزلوا ليتمشون قليلاً بالمزرعه بعد تناولهم الأفطار ولكن اميرة قالت له :
-عاوزة اروح المولد
قال لها مستغرباً من حديثها :
- بتهزري
أجابته بجدية قائلة :
- والله بتكلم بجد انا بشوف في التلفيزيون ان في الارياف عندهم مولد
وقف وأبتعد عنها وهو يضع يديه في جيب بنطاله الأسود قائلاً :
- ما أنا مستحيل أخد مراتي حبيبتي مولد انسي
أخذت تترجاه أن يأخذها اليه حتي وافق لكن بشرط الأ يتأخرون فهو لا يضمن أن لا يقابل احد من رجال الشرطة بذلك المكان
نزلوا وظلوا يتمشون قليلاً حتي وجدوا محل لتاجير دراجات فوقفت أمامه أميرة قائلة له :
- احمد تعالي ناجر عجل زي زمان
امسكها احمد من يديها وهو يجذبها لكي يرحلوا ليكملوا سيراً قال بتهكم :
- يالا يا ماما بلاش هبل احنا كبرنا علي الهبل دا
دفعته بعيداً عنها ورجعت مره أخري للمحل وهي تطلب من صاحبه أن يأجر لها دراجة خاصة بالبنات فدلف للداخل ليحضر لها وهو يقول :
-عينيا يا أنسه
ابتسمت بفرح فانها ستركب دراجة
وقف بجانبها وهو يمسك يديها بقوة قائلاً بغضب :
-اميرة انتي هبله هتركبي عجله
قالت له بتهكم :
وفيها ايه نفسي اركب عجله يااحمد بقالي سنين مركبتيش
اجابها بقلقاً عليها :
-ياماما لحسن تقعي تتعوري أنا مش ناقص لقدر الله يحصلك حاجة مش هستحمل
قالت له بغضب :
- هو انا عيله يااحمد اقع ايه بس
أمسك يديها بقوة قائلاً صارمة :
- انا قولت لا يعني لا
نظرت له اميرة واخذت من الرجل الدراجه ركبتها وركضت بها دون ان تبالي بأحمد فقد بينت له كم متضايقة منه فوقف متضايق ليقول للبائع :
- بقي كدا ماشي يا اميرة هات لو سمحت عجله سبعة وعشرين
أخذت تحدث نفسها كم كانت حمقاء حينما عاندت معه من اجل دراجة سخيفة فأنها ضايقته بشدة وقالت أنها يجب ان ترجع مرة أخري لتعتذر له كادت ان تنظر خلفها لتعود لأحمد وجدته يركب دراجة كبيرة ضربها علي راسها بخفة تألمت وصاحت به وهي توقفها :
-ايه التخلف دا يااحمد افرض كنت وقعت
اوقف احمد دراجته أيضا وقال بغضب وسخرية :
-تقعي ليه هو انتي صغيره
أحكت رأسها من ضربته وهي تقول بغضب :
-ايديك تقيله
قال لها بغضب مستنكراً :
-احسن يا هانم انا تبصيلي وتمشي كسفتيني قدام الراجل اتفضلي قدامي علشان ترجعي العجله دي وتركبي ورايا
نظرت له اميرة واخرجت لسانها لتغيظه قائله : - لا
قادت الدراجة بسرعة كبيرة تاركه أحمد خلفها أمسك مقبض الدراجة ليتحكم فيه وقال بتهكم : - والله ما انا سيبك يا كلبه
هرولت بعجلتها من ثم هو الأخر خلفها اخذت تضحك بشده وهي في غايه السعاده انها ركبت دراجة فقد تمنت أن ترجع صغيرة حتي تستطيع ان تقود دراجة لحقها أحمد واخذوا يضربون بعضهم البعض وهم فوق دراجتهم تعالت ضحكتهم وكانهم رجعوا أطفال بسن العاشرة نظر لها أحمد وقال لها بصوت مرتفع :
- مجنونه
ضحكت وقالت ساخرة :
- حبيبي تسلم
ضحك بشدة اردف :
-والله متخلفه امشي بقي قدامي نرجع العجل دا
قالت بترجي :
- ناخد لفه كمان ياحبيبي بليز
أكمل :
- يالا يا حبيبتي الليل هيليل علينا علشان نلحق نروح المولد تتفرجي عليهم ونروح
حركت رأسها لاسفل ولأعلي وقد اقتنعت بما قاله :
-ماشي يالا بسرعه قبل ما المولد يتزحم
ضحك أحمد وهو ينظر لها قائلاً :
- طفله متجوز طفله
دفع أحمد ثمن تاجير الدراجات وظل يسئل عن مكان المولد بالبلد حتي اجابه أحد المارة أنه يجب أن يستقل سيارة ويقول له مولد أم سماح شكر أحمد ذلك الرجل
نظرت له اميرة وقالت مستغربة :
-ام سماح
مط شفتيه ورفع حاجبيه لأعلي وهو يقول:
- مش عارف
قالت له :
- هنعمل ايه
أبتسم لها ليقول :
- هنروح
أردفت بفرحه كبيرة وهي تصفق وتقول بصوت مرتفع :
-هيه هنركب اتوبيس
أستئنف وهو يمسك يديها ليضغط عليها كي تخفض من حدة صوتها :
- انتي رايحه رحله اسكتي بقي
اركبها الحافله وركب معها جلس علي الكرسي المجاور لها
قالت بفرحه صوتاً مرتفع تصفق :
- ياسواق يا شاطر ودينا القناطر
نظر لها جميع من بالحافلة ونظروا لبعضهم اخاف احمد عليها ليتعرف عليها أحد بالحافله ويبلغ عنها قال بغضب وهو ينظر لها بشدة كي تهدئ وتجلس صامته :
-اهدي شويه يخربيتك هتفضحينا
ضحكت بشدة وتابعت بصوت مرتفع :
- ياللي علي الترعه حود علي المالح
نظر لها جميع مرة أخري فقال لهم احمد معتذراً:
- معليش يا جماعه اصلها هبله
ضربته بكتفه بقوة فصاح متألماً فقالت له بتوجس :
-مين دي اللي هبله
زفر بقوة وقال بغضب :
- امي اللي هبله ياريت تنقطينا بسكاتك بقي فضحتيني
قالت بصوت مرتفع حتي يسمعها السائق :
- مولد ابو سماح ياسطااا
وضع يديه علي فمها ليسكتها قائلا :
- الله يخربيتك فضحتيني اتكتمي بقي الناس هيقولوا عليكي ايه يا متخلفه
دفعت يديه بعيداً عنها وقالت وهي تداعب وجنتيه :
- مضايق نفسك ليه يا بيبي
أردف بنبرة صارمه :
-ابقي تفي في وشي لو خرجتك تاني
ضحكت اميرة بشدة انزلهم السائق امام المولد دلفوا فأوقفها أحمد وهو يقول لها محذراً لذلك المكان :
- خلي بالك من حاجتك علشان هنا بيسرقوا الكحل من العين
اميرة وهي تمسك احمد من ساعده قالت بميوعة :
-هتسرق يعني انا معايا مودي مستحيل
أكمل مازحاً :
-والله شكل مودي هيتسرق معاكي هو كمان
ضحكت اميرة بشدة قبل أن يقول لها أحمد :
- فرجتك اهو علي المولد يالا نروح
أمسك بيديه بشدة وقالت :
- نروح فين خد هنا انا عاوزة اركب المراجيح دي أشارت بسباتها علي أحدي الأرجوحات
نظر لها أحمد ونظر لأميرة مرة اخري قائلاً بتهكم :
-اميرة حبيبتي انتي بدوخي من المرتفعات لمي نفسك بقي
قالت له :
- لا ما انت هتركب معايا ونعمل زي تايتنك
أمسك ذراعها وقال :
- انتي شاربه ايه يابت مش طبيعيه انهارده مالك
اخذت تضحك بهستريه تقدم بها ناحية أحدي اللعب فهي عبارة عن أرجوحه بشكل مركبة قال أحمد لصاحب اللعبة :
- عاوزين نركب المركبه دي يا برنس
فتح له الرجل باب اللعبة وقال مرحباً به :
-اتفضل يا باشا
ساعد احمد اميرة بركوبها وصعد هو الأخر قال لها :
- امسكي كويس يا اميرة
اخذت اميرة تصرخ وتضحك بشده بينما احمد فقد كان خائفاً عليها قابضاً علي كفيها حتي لا تفلتهما
بعدما نزلوا من فوقها قال لها أحمد
- اديني ركبتك المرجيحه يالا بقي نروح
نظرت أميرة بجانبها وجدت هنالك سيدة لديها لعبة ضرب العروسه قالت :
- عاوزة اضرب البونب دا
أزاح وجهها بعيداً وهو يقول :
- والله يا اميرة انتي فايقه ورايقه
أمسكت ساعده وقالت له بترجي :
-وحياتي عندك يا مودي علشان خاطري
زفر بشدة قبل أن يردف :
- اتزفتي امشي قدامي
فرحت بشدة وأمسكت يديه بشدة وحركت يديه للأمام وللخلف كما كانوا يفعلون وهم صغار
وصلوا للسيدة التي كانت تضع لعبه ضرب العروسه وحولها مفرقعات يجب أن تحمل البندقية وتصوب ناحية الدمية إن أصابتها ستكون الفائزة حاولت مراراً وتكراراً ولكن دون جدوي زفر أحمد ليخرج ما تبقي برئتيه من أثار السجارة التي ينفثها وهو يقف علي مقربة منها مستند بجسده علي شجرة يراقبها ماذا تفعل
قالت بتضايق :
-مش عارفه اجيبها في العروسه
ألقي بالسجارة بالارض ثم دهسها بقدميه وهو يقول بنفاذ صبر:
-انتي ماسكه البندقيه غلط أصلا
أردفت مستغربة :
- ازاي
وقف أحمد خلفها مباشرة وأعدل من مسكتها للبندقيه وضع يديه فوق يديها ثم قال لها :
- اضربي
أصابت اميرة العروسه فرحت بشده واخذت تقفز احتضنت احمد بشده من الفرح ثم ابتعدت قليلاً بإحراج
شعر بإحراجها أكمل :
-احم ممكن بقي نروح الجو برد
نظرت له وهي تمسك يديه :
-ميدو حبيبي تعالي نتفرج علي الأرجوز
ضحك وهو يزيح وجهه عنها تابعت قائلة :
- يا ميدو بقي نفسي أتفرج علي الأرجوز
أستئنف بإستنكار :
-اقسم بالله بتحسسيني اني مخرج بنت اختي اللي في المدرسه نفسها تتفرج علي الارجوز
ضحكت اميرة وامسكت يديه بشده وهي تترجاه لكي يسمح لها بمشاهدة ذلك العرض :
-وحياتي عندك نتفرج علي الارجوز ونمشي بعد كدا والله مش هفتح بوقي
تابع بنفاذ صبر :
- حاضر يا ستي يالا بينا
أخذها من يديها ودلفوا لمكان العرض اجلسها علي كرسي بالأمام لتشاهد الارجوز بدء العرض
فضحكت بشده وهي تشاهد العرض كان أحمد ينظر لها بشدة ويتابعها وهي فرحة ويبتسم لانه رائها سعيده فأن فرحتها من فرحته وحزنها من حزنه حل المساء
قال لها :
- حبيبتي يالا بينا نمشي الدنيا هتليل علينا
ردت عليه قائلة :
-العرض لسه مخلص
اكمل :
- علشان خاطري قومي نمشي الجو بقي تلج انا خايف عليكي تبردي مني
قالت له وقد وافقت علي طلبه :
-خلاص يا حبيبي يالا لاني فعلا بردت
أوقف سياره أجره اوصلتهم الي المزرعه بعدما دلفت أميرة غرفتها أحضرت ملابس لها دلفت مرة أخري للمرحاض لتستحم بعدما أنتهت بدلت ملابسها لترتدي ملابس شتويه سويت شيرت اخضر وبنطلون أسود
خرجت وجدت احمد جالس امام المدفئة يحمل كتابا اقتربت منه وجلست بجانبه أغلق الكتاب ونظر لها
نظرت للمدفئه وقالت :
- ياه ياحمد انا اول مرة اضحك كدا وابقي فرحانه كده أنا مش عارفة لولاك كنت هبقي عامله ازاي أنا معرفتيش طعم السعادة غير وأنت جمبي
أبتسم قائلاً :
- ربنا يسعدك يارب ويفرحك
اميرة مبتسمه :
- انا وانت يارب
اميرة : بقي وديني المولد تاني
احمد : عنيا حبيبتي
احمد وهو ينظر لها :
-فاكرة زمان لما كنا عيال وكنا في البرد بنشغل الدفايه ونقعد قدامها واحكيلك قصص كليله ودمنه
ضمت ركبتيها من صدرها أردفت :
- كانت احلي ايام
رفع أحدي الروايات بكفه الأيمن ليقول :
-انا جبتلك رواية علشان اقرهالك انتي بتحبي تسمعيني وانا بقرا
قالت له :
- رواية ايه دا
أبتسم ليقول :
- رومانسيه
قالت بفرح وهي تقترب منه لتجلس بجانبه مباشرة :
-الله اقرالي
أكملت لتقول :
- هحط دماغي علي رجيلك علشان تحكيلي
جذبها أليه ليضع رأسها علي قدمه قائلاً :
- نامي يا حبيبتي
وضعت راسها علي رجليه اخذ يمسد علي راسها برفق وهو يحكي لها قصص من احدي الروايات الرومانسية حتي نامت بثبات لم ينتبه احمد انها قد غفلت علي قدميه حتي قال لها :
-بس يا ستي و جاسر حبها اوي وساب بنت عمته علشانها وراح ...
نظر لها احمد وجد اميرة قد نامت بعمق تفحص وجهها الطفولي الصغير وهي نائمة فانها تشبه الاطفال ببرائتها
مال برأسه ليطبع قبلة علي جبينها أبتسم وقال :
- تصبحي علي خير حبيبتي
ابعدها احمد قليلا عنه ووقف وحملها علي ذراعيه برفق حتي لا تستيقظ فدلف بها غرفتها دسها جيدا بالفراش كاد أن يوصد باب غرفتها سمع صوت باب المنزل يطرق ...
نظر بساعه يديه فأنها تأوا للواحدة بعد منتصف الليل فمن المعروف ان اهل القري ينامون مبكراً فمن سيأتي له في ذلك الوقت المتأخر من الليل تقدم بخطوات ثابته ناحيه باب المنزل حتي أصبح علي مقربة وفرة من الباب يمكنه أن يفتحه الأن ولكنه صعق عندما وجد عمر أمامه واقف ينظر له لاحظ عمر اتسعت حدقه عيون احمد وهو ينظر له ذلك القلق وهول المفاجأة من رؤيته من تعبيرات وجهه ولكن عمر أراد أن يزيد من توتره فأرسم أبتسامة خبيثة علي ثغره قبل أن يردف :
- ازيك يا احمد ايه يا ميدو مش هتقولي اتفضل والا ايه ......
يتبع

أميرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن