تحرك لوكاس خلفي وهو يحمل حقيبة الأدوات الثقيلة بيده السليمة والاخرى الملفوفة بها ذلك الشيء , قال يردعني :" دعك من تلك الآن , الغيوم قادمة , و الظلام سيحل قريباً .. سوف نكون ثقيلين جداً وبطيئين , سنآتي بيوم آخر لأجل مدفئتك .. "
_ " آآه لا بالطبع , لن أعود مجدداً لهذا المكان البشع , ما رأيك أن نحرقه بعدما ننتهي .. جاك لن يكون آسفاً "
زفر لوكاس بحده وسألني :" كم تحتاج ؟! "_ " بضع قرميدات فقط , سأضعها بهذا الخيش .. آع ما هذا ؟! "
_ " انتبه للدرجات .. خذها من الأعلى و اهبط ! سأنتظرك خارجاً , هذه الأشياء ثقيلة "صعدت بسرعة و خطواتي تطقطق على الدرجات الخشبية , خشب المنزل جيد جداً , لو أفككه مسمارا مسمار و آخذ كل شيء ثم أحرق الباقي... ورشة أخي ستكون ممتنة و ممتلئة تماماً , هل يمكن أن تكون مهنتي في المستقبل هي مفكك المنازل القديمة !.
صعدت على السطح ثم حدقت بالسماء , آه تباً ... حقاً كيف تقلب الجو بهذه السرعة , الغيوم السوداء أصبحت فوقنا تماماً , لهذا شعرت بالظلمة فجأة تحل , الرياح بدأت تشتد , آخ سيقتلنا جاك ان علم بأننا كنا هنا بمثل هذا الوقت .. لكنه لن يعلم على لوك أن يبقى صامتاً .. لكنه سيعرف كل شيء بالنهاية كونه سيرى الأدوات و القرميد أيضاً .. هل سيغضب مني ... هيه أني أرى البحيرة هناك ..!
_ " كـــولن ... كــول ! هيا اسرع ! العاصفة حلت فوقنا ! "نظرت للأسفل بحذر وأنا اقول : " حسنا .. ها أنا .. "
أخذت القرميد المتفكك اصلاً من قرب فوهة المدخنة كانت مغطاة بالخشب جاك فعل هذا كي لا يسقط شيئا ما بداخلها أو ربما كي لا يعشش طائر أحمق هنا... حملت القرميد بالخيش و فكرت هل اختصر الطريق و أقفز إلى أسفل ؟!.جعلت نفسي انزلق قليلا للحافة , فصرخ بي لوكاس : " إياك... ! إياك أن تفعل هذا ..! انزل من الدرج.. كـول !! "طمأنته بعبوس : " لا تصرخ مثل أبي , سأكون بخير ...! "و قبل أن أتهيأ رأيته مجدداً ... الذئب .. كان رمادياً قريباً للأبيض, تبا أنه لا يزال هنا ؟!. مالذي يريده...!آخ , شيء ما طار بعيني .. رفعت يدي لأتحسس عيني متألماً لكني فقدت توازني سريعاً فانزلقت بسرعة لم أدرك ما حدث حاولت التمسك بالحافة ولكن ... سقط خيش القرميد متناثر و صوت صراخ آخي ينادي .." آآآه " وقعت بقوة على باب القبو ثم تدحرجت لأقع على ظهري متألماً بكل ذرة من جسدي , هذا قاسٍ...! و ساقي أشعر بها سحقت , لقد وقعت عليها بكل ثقلي , سحقاً كل هذا بسبب ذلك الذئب الغبي .._ " كووول ! , كــول يا ألهي , أيها الأحمق !
"
لم اقدر على الحراك , صرخت بألم قائلا :" ساقي .. لوكاس , ساقي لا يمكنني تحريكها أنها تقتلني ! "أخذ أخي يطبطب عني الاتربة و يتفحص رأسي , وهو يشتمني و يصرخ بي .. ثم قال بقلق :" يا ألهي كول , ربما كسرت ساقك أيها المجنون المتهور... قلت لك أنزل من الدرج , هل أنت مصاب بالصمم ! "نظرت نحوه بألم من عيني و قلت صارخاً :" ما كان ليحدث هذا لولا ذلك الذئب الغبي الذي ظهر فجأة .."_ " أصمت الآن , كما أنه لا يوجد ذئاب هنا .. أعني .. اهدئ اتفقنا .. خذ انفاسك..."تنفست بحده و أنا أتمتم برأس منكس :" و أنت أيضاً أهدئ .. آسف .. لم انتبه .. "_ " لا بأس أخي ستكون بخير , سنآخذك للمشفى .. ما أن نعود .. جرب هل تقدر على تحريكها الآن ولو قليلاً "نظرت لساقي الممددتين أمامي , تلك الساق اليمنى اصيبت بالخدر فجأة , امسكتها بيدي فقط ولم أكد أحركها حتى تصاعد ألم رهيب بها .. عضضت على شفتي أكتم صرختي , لكن أخي صرخ بدلا عني قائلا بقلق شديد :_ " يا ألهي ! ربما كسرت بالفعل ! لا تتحرك .. لا تتحرك اهدأ .. "اخذت اتنفس بصعوبة و أنا أنظر إليه , لقد ألقى بكل الادوات و هرع للداخل , بعد غيابه قليلا شعرت بالقلق و ألتمع البرق فجأة و اشتدت الريح .. تنفست مجدداً , لن يمكننا العودة للبيت...!عاد أخي يركض ومعه قماش كبير , لف ساقي كلها بدأ من فخذي , ثم انحنى نحوي وهو يعطيني ظهره :" هيا سأحملك لنعود بسرعة... "قلت مصدوما معترضاً : " لا ... لا يمكننا .. "_ " بلى .. كما أن والدي لا يعلم أين نحن وقد بقي ثلاث ساعات على المغيب و ربما أكثر ..أنك تحتاج لعناية طبية سريعة... "شعرت بالغضب مما يحدث لي , لكني تمالكت نفسي و قلت بضيق :" لا , ربما التوت ساقي فقط ..و... "زجرني وهو ينظر إلي من فوق كتفه بعيونه الخضراء الغاضبة تشبه عيون أمنا الراحلة :" أتقترح مثلا أن أتركك و أعود بوالدي مع الحصان , السيارة حتى لا يمكنها الوصول إلى هنا , إلا إذا اردت المكوث بمنزل جدي بعض الوقت و اخبرك بأن النوافذ و الأبواب لا توصد جيداً و السقف ليس بحالة ممتازة بهذه الحالة لن أتركك و والدي لن يعلم أين نحن... "قلت بضيق وأنا أشعر بأني بدأت أتعرق و جسدي يسخن :" ربما يخمن أين نكون و... "_ " هيا اسرع وجهك بدأ يشحب و قبل أن تبدأ الأمطار...! "استسلمت و تمسكت به بقوة حركني بحذر وهو يقول :" هل تتألم هكذا ؟! "تنفست بصعوبة لأني شعرت بالألم الشديد , لكني قلت :" آآه لا .. ليس كثيراً "
حملني أخي بسهولة ربما لأنني خفيف قليلا أو لأنه قوي بسبب أعماله اليدوية المتنوعة و البندقية وضعتها أنا فوق ظهري.. ثم تذكرت اصابة يديه فقلت بقلق شديد :" يدك لوك ... لكن ... "_ " يدي بخير جدا ... و يمكنك أن تصمت و تدعني اركز على الطريق.. "
نزلنا من التل إلى الغابة و أنا أشعر بالألم الواخز مع كل خطوة , آه كم كنت أبلهاً , و جاك سيقتلني و سيوبخ لوك بقسوة أيضاً... آه .. بدأت تمطر .. هذا ما ينقصنا .. لوكاس سيشعر بالتعب قريباً , والمنزل ليس بقريب..
YOU ARE READING
كعِمق عيونٍ ذهبيّة لذِئبٍ رَمادِيّ (والِديّ)
Werewolf~{ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته }~