البارت الاول | سقوط مع القرميد و ظهور الذئب

60 2 0
                                    


  غارقاً بالوسادة الريشية التي استعرتها دون علم أحد من الخزائن الصيفية لنا , حسنا اعترف لقد سرقتها , فلا يمكنك قول انك تستعير شيئا دون علم المالك و بخفية هكذا , لكن هذا ليس ذنبي , أنني أشعر بالصداع منذ الأمس .
_ " ألم يستيقظ بعد !
"


فتحت عيني برعب , أنه الصوت الحاد المعروف .. خطواته قادمة ... قفزت من السرير كما يقفز الحصان البري عند رؤيته لوحش مهدد لحياته , لكن اصطدم رأسي بالخزانة الحديدية القديمة أكبر من عمر جدتي وبابها لا يقفل حتى دائما مفتوح فتساقطت الكتب و الاشياء عديمة المنفعة علي و أنا أترنح باتجاه الباب ..


وبالطبع كان جاك سريعاً , فها هو أمام وجهي يضع قبضتيه على وسطه و وجهه مشدود 
_ " أتعلم كم الوقت الآن ! و هل تعلم ما هذا الموسم !!" 
كان صوته منزعجاً جداً و غير راضٍ أبدا , تجاوزته و أنا اتمتم بصوت متألم : الصداع ..لم يجعلني أنم جيداً , حقاً . صوت الرعد بالأمس كان...


قاطعني بحده وهو يتبعني إلى باب الحمام : لقد أصيبت يد لوكاس ! , يجب أن تكون بالقرب , كنت بخير بالأمس , لا أريدك أن تصاب أيضاً .. "
تنهدتُ قائلا : لن يحدث لي شيء !"
حرك يديه بالهواء نافذ الصبر : يجب أن أذهب للصيد الآن.. " 
التفتُ و أنا أحدق بعينيه الزرقاوين الغائمتين : أجل .. سأستعد حالاً و سأخرج معك... "
_ لا أظن , ستبقى مع أخيك الآن هنا .. "

نظرت إليه بنظرة " أريد أن أخرج " فبادلني بنظرة مرعبة تعني "لا "شديدة الوقع", و أنا أغسل وجهي أسمعه يتحدث لـ لوكاس كان صوته حاد و يبدو بمزاج سيء ! .. خشيت أن تكون اصابة يده خطيرة , بسرعة اغتسلت و نزلت إليهم إلى المطبخ غالباً تكون اجتماعاتنا ..و مشاجراتنا به.. 


منزلنا الريفي قوي صامد , وليس بصغير , بالقرب منه أسفل التل مزرعتنا الصغيرة و ورشة النجارة التي يعمل بها أخي ونساعده جميعا في بيع الأغراض بمحل نحن شركاء به في البلدة , كذلك والدي يبيع اللحم الفائض لمحل صديق له , نحن متعددو الحرف , لكن لم أجد الحرفة التي تناسبني تماماً و أحبها الآن .


حسنا بالنسبة لمزرعتنا مهجورة ولم تعد عامرة بالحيوانات ليس بها سوى حصان واحد يمتطيه أبي عند الصيد و آخذه أنا و لوك للنزهة احياناً , وكنا نملك لآس كلبي الالماني المفضل , لكنه مات قبل عام و حزنت كثيراً لوفاته , كان كبيراً في السن لكنه قوياً وقد حمانا كثيراً في أوقات عصاب..



_ " هاي , أأنت بخير ؟! "
حمدا لله خرج لقد والدي , رد علي أخي بعبوس وهو جالس على الكرسي يحدق بأبريق الشاي أمامه :
_" لستُ كذلك بالرغم من أنه حرق صغير ! "
حدقت به بصدمة و أنا أجلس أمامه : حرق !! , ظننته جرح , كيف هذا ؟! "
تنهد لوكاس وهو يبعد شعره البني بعيداً عن جبيه وهو يرفع يده الملفوفة بضماد أمام عيني :
_ " لقد كنت أصلح حدوة جينجر , طرقتها بالنار .. لا أدري كيف لكنها طارت لتسقط بيدي ! هذا كل شيء " 
نظرت من النافذة خلفي و أنا أقول : حسنا ! أهو جرح كبير ..؟ "

كعِمق عيونٍ ذهبيّة لذِئبٍ رَمادِيّ (والِديّ)Where stories live. Discover now