المقدمة

5.1K 94 4
                                    

المقدمة

بداخل ذلك المنزل باحدى الاحياء المتوسطة ,الكثير من السيدات يرتدون الملابس السوداء منهم من يجلس صامتاً ومنهم من ظهر الحزن على ملامحه ومنهم من يبكي..يبكي على تلك التي فارقت الحياة في شبابها ,هناك في ذلك الركن البعيد تجلس فتاة في الرابعة عشر من عمرها ترتدي ملابس سوداء ,تجمع شعرها الاسود الكثيف على شكل كعكة ,جفت الدموع من عيناها واحمرت من كثرة البكاء..اليوم فقدت والديها..فقدتهم ولم يعد لها غيرهما..مسحت تلك الدمعه التي انسابت على وجنتها وهي ترى السيدات يرحلون..دخلت الى تلك غرفة والدتها في منزل جدتها..جلست على الفراش تحدق في الفراغ الذي امامها..لا تصدق انها اصبحت وحدها..سمعت صوت اشقاء والدتها بالخارج يتحدثون..اقتربت من الباب لتستمع لما يقولون..سمعت صوت سميحة خالتها الكبرى تقول:وان شاء الله هي هتعيش فين
اجابتها ماجدة خالتها الاخرى قائلة:اوعوا تفكروا اني ممكن اعيشها عندي وانتوا عارفين ان جوزي مستواه حساس مقدرش اخليها تقعد معايا
هتفت سميحة:وانا مستحيل اخليها تعيش وسط ولادي..انتوا ناسين هي متربية فين؟
تجمدت الدموع في عيناها الزرقاء..لم تستطيع ان تبكي..اصبحت نظرتها جليدية ,هم يستعرون منها لان والدها كان فقيراً..كان يعمل سائقاً على سيارة اجرة لكنه كان رجلاً..وهذا ما دفع والدتها للزواج منه رغم رفض اهلها..حاولت ان تبكي لكن دموعها تجمدت ,بل تجمدت هي كلياً واخر شئ سمعته هو صوت خالها "ادهم" وهو يقول بصرامة:خلصت خلاص ضحى هتعيش عندي لحد ما تروح بيت جوزها...
***

حكاية حب بقلم نهلة مجديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن