الفصل الثالث
توطدت علاقتهما سريعاً لتتحول لحديث يومى ورسائل صباحية ومسائية
غمرتها سعادة وهمية "هل حقاً سيتقبل الأمر إن علم بحقيقتها وانها مونى ذات الفتاة الصغيرة الحالمة من كانا يقضيا سمرهما بشرفة منزلها يتسامرا عن أحلامهما المستقبلية ويستمع لها دون توقف وهى تثرثر عن صديقاتها ومدرستها
هل حقاً ذات الحازم العاشق من يغمرها برسائل الغرام ووعود الزواج وبالفعل طلب رقم والدها وعنوانها عديداً وهى ترفض الفكرة وتتعلل دوماً
هل حقاً سيظل بنفس تفكيره بها إن علم أنها ذات المنى مشوهة الجسد ......
...................................................
فى غرفة مكتبه بالجامعة
تجلس فى وضع مريب على إحدى ركبتيه ينهال من ثغرها ما أراد ليقطع عليهما صوت هاتفه قتنتبه لما كانت تقترفه منذ قليل فى حق ذاتها حتى وإن كان خطيبها وقرانهما قريباً إلا أنها أعطته ما لا يستحق حتى وإن كانت مجرد قبلات وضمات إلا أنها تحمل الكثير من الإهانات لذاتها أولاً وإهانة لكرامتها أمامه ثانية
فمن ينل دون تعب لن يراها جديرة باحترامه يوماً وقد حدث بالفعل بمشاجراتهما المستمرة التى تنهيها قبلات ثغرهما
شك وغيرة غير مبربرة من ناحيته لها
خطيبته الحسناء طالبته الجامعية يكبرها بما يزيد عن العشرة أعوام ولكنها فرصتها لتصل سريعاً وهو يراه الحسناء التى أثرها وأوقعها فى غرامه ويستمتع بدور سادى لمشاعرها وأفعالها وهى تلبى دون رفض وإن كانت مجرد أقوال لأا أفعال فالخطئ خطأ من البداية
إنها ليان الفتاة الطموحة الحالمة الطبيبة التى لم تتخرج بعد أوقعت استاذها الجامعى بشراكها أم أوقعها لا يهم
المهم خطأ يكبر ويتزايد يومياً وسيطرة عقلية تامة منه عليها وهى تبرر أفعاله بغيرته المفرطة عليها
ارتضت بكونها الطبيبة التى ستصبح يوماً زوجة الطبيب الشهير واستاذ جامعى أيضاً
يا لى من سعيدة الحظ "هكذا تردد دوماً "
..............................................................
تناقض جلى صار بين التؤأمتين
فتلك ليان وقورة وجادة ظاهرياً منحلة بداخلها تتمسك بلإغواء والمساوامات لتحصل على ما تريد ممشوقة القوام جميلة طبيبة لم ينقصها شئ بنظرها ونظر من حولها وأضيف لذلك خطبتها من الطبيب استاذها الجامعى ترى حاضرها ومشتقبلها مشرق
على النقيض تلك الخجولة الضاخكة الباكية التى ضاع من سنوات دراستها العديد ليس لنقص بها بل بعمليات متكررة لتعيد لجسدها الجاذبية ولوجنتها اليسرى الحيوية بعد أن تشوه معظم جسدها وشق وجنتها فى حادثة شجار الحارة
سنوات ضاعت وسط غرف العمليات ووعود بعمليات تجميلية فشلت معظمها لتترك ندوب فوق وجنتها وأخرى أكبر فى جسدها
تختبئ من العيون التى تراها ساخرة أو عقلها يصور لها أن الجميع يسخر من وجهها تغوص بعالمها الافتراضى مستمتعة بذلك العشق القديم الذى تجدد منذ أشهر فقد مر عام منذ أرسلت له طلب الصداقة وتحادثا سويا نبت العشق بقلبه لتلك الغامضة التى تأبى حتى أن تصارحه بعنوانها أو رقم جوالها يكتفى برسائل محادثاتهم وتعليقاته على خواطرها ومنشوراتها حتى جاء اليوم وصارحها علنية برغبته فى خطبتها
الفصل الرابع
تفرك راحتى يدها بقلق متوجس وريبة فاليوم ستقابله أخيراً
لكن اللقاء لم يكن يحملها بشغف إنما بقلق ممزوج بالرعب مما سيؤول إليه حالها بعد أن يعلم حقيقة من أحب ومن هى تلك المجهولة التى أثرته طوال العام الماضى خلف الشاشات
بالأمس أعطته موعد للقاء فى إحدى المقاهى الاجتماعية بعد إلحاح دام لشهر منه وبالفعل حسمت أمرها بالأمس وطلبت أن يلتقيا أولاً قبل أن تفاتح أهلها فى موضوع خطبتهما التى ينويها
جاءها مسافراً من محافظته تحمله الأشواق ليرى تلك التى شغلته ليل نهار لعامٍ كامل .
يقترب منها ها قد لمحته يدلف من بوابه المقهى يجول المكان بعينيه ولا يعرفها أمسك بهاتفه يعبث به رأته فعلمت أنه سيراسلها ليعرف أين هى ومن هى وسط تلك الوجوه الغير مألوفة
بقلب مرتاب ويد ترتجف كتبت رداً على رسالته"أنا المنقبة اللى فى أخر ترابيزة على اليمين"
بعيون متلهفة يطالع المنضدات يبحث عن فتاته المنشودة .
وجدها أخيراً وزادت بهجتها أنها منتقبة اقترب من منضدتها بابتسامة واسعة
خفقات قلبها تكاد تكون مسموعة ارتجافة أناملها واضحة
وقف أمام المنضدة بابتسامته البشوشة "أنسة مونى"
دون أن يخرج صوتها أومأت رأسها بالإيجاب
سحب مقعداً وجلس يراقب تلك المطأطأة
ليقطع الصمت "أنا بجد متتخيليش فرحتى إزاى أنك وافقتى أخيراً أننا نتقابل ونتعرف على بعض أكتر صدقينى انا مش لعبى ولا بضحك عليكِ أنا فعلا معجب بيك ونفسى أتعرف على عيلتك و....لتقاطعه أخيراً رافعة وجهها المختبئ تحت نقابها "بصوتها المبحوح المرتجف"إزيك يا حازم؟"
الصوت مألوف .تلك العينين التى بالكاد تظهر من تحت نقابها تلك العينين مألوفة جيداً
لتكمل هى " طنط عاملة إيه؟ وعمى ؟
بالكاد يحاول تمييز الصوت يبرق بعينيه جيداً ليشهق فجأة"منى"
تحولت نظراتها المرتجفة فجأة لثبات محاولة طمأنة ذاتها لا تدرى ممن أو لما فهى حقاً لم تتجاوز أو توعده بوعود حب واهية لم تفعل شئ سوى أوهام بنتها بعقلها الباطن لحياة سعيدة مع حبيب طفولتها
صمتت ولم تجبه
ليهدر به "منى" انطقى خرستى ليه؟
بنفس النظرات الثابتة "ايوا منى المحروقة اتفاجأت يا حازم ولا أقولك يا حزومة زى ما بتطلب منى دايما أقولك وأنتَ بتكلمنى ليل نهار عالشات
لم يدرى إلا وكفه تعتصر كفها الساكن فوق المنضدة بغضب يضغط فوق أسنانه "اخرسى خالص وليكى عين كمان"
تأوهت ليترك كفها فلم يفعل فضربت بكفها الأخر فوق كفه بقوة فتركها ليهدر بها "كنت بتضحكى عليا وبتسلى وقتك يا منى داف ى واقعك مبتعملهاش بتعمليها ورا شاشة تليفونك
ياما زرتكم ومبتكلفيش نفسك حتى تخرجى تقابلينى ومستخبية ورا اللى لابساه دا
بتلعبى بيا يا بنت عمى يا محترمة
بنفس الثبات " أنا مكنش قصدى أضايقك أو أعشمك بشئ أنا كنت بعمل فيك مقلب مش أكتر و.....ليقاطعها هادراً مقلب ..بتعملى فيا مقلب تخلينى أحبك وشهور أتحايل عليك تدينى رقم أبوك وأجى أقابلك بعد ما جيت ساعتين سفر وفى الأخر تقوليلى بهزر
"تعلم أنها الخاسرة إذن لما الاعتراف بما يدمى قلبها وبأنها حقاً تريده ولم تكن تتسلى أو تتلاعب عليه حقاً تريده .......تريد من يشعرها أنها أنثى ليست مجرد شبح أنوثة
خلف ذلك النقاب تلك العينين المذبوحة حبيسة الدمعات يكاد لسانها ينفجر بحقيقة ما تضمره له وكرامتها تأبى وعقلها يناقض قلبها " لن يتزوجك لن يقبل من يتزوج فتاة مثلك نصف جسدها مشوه ...احفظى ما تبقى من كرامتك وأبلغيه أنه مجرد مقلب مشاغبة افتعلتيه لابن عمك ليس أكثر
كانت شاردة تحدث ذاتها غير منتبهة لأى من كلماته لم تستمع إلا لجملته الأخيرة "قومى أخلصى خلينى أروحك ولو أبوكى سألك قوليله قابلتك بالصدفة وأصلاً أنا اتصلت بيه من ساعة قلتله إنى فى المحافظة وهعدى عليه أزورهم
لم تدرى بردة فعله تلك يحق له يحق له إن احتقرها إن سبها ولعنها يحق له ما يريد فهى الملامة فقد اعجبت بدور العاشقة المرغوبة حتى وإن لم تعترف بذلك عقلها وقلبها المشوق لتجربة العشق هيأها لتكمل مسرحية العشق خلف الشاشات حتى أرادت بكامل قواها العقلية أن تنهى تلك المهزلة المسماة بالعشق الوهمى وتختبره إن كان حقاً يريدها سيتغاضى عن كونها مشوهة وإن كان يتسلى فهى أخبرته أنه مجرد مزاح عليه تصديقه أم لا لن تهتم لن تهتم سوى بذلك الاختبار أختبار عشق حقيقى أم حب فيسبوكى ليس إلا
أنت تقرأ
حب فيسبوكى
Romanceحب فيسبوكى رواية للكاتبة بسمة محمود أحمد اهداء لتللك الفتيات العفيفات خلف الشاشات قابعات بانتظار عشق واهى حرمهن منه الواقع لم تجدوه بالواقع فهل تتخيلن وجوده بعالمكن الافتراضى ؟ قد تجدوهن وقد تقعن فى فخ العشق الكاذب العشق هو من سيجدكن كن ع...