"حتى بعد مرور تلك السنوات الطِوال، لا زلت أتذكره جيدًا و أتذكر كل شيء عنه، مكان سكنه و أسرته، حتى أنني لا زلت أتذكر جمال ملامحه عندما ترتسم على وجهه إبتسامة.
للأسف الشديد جدًا أن كُل السُبل التي أسلكها تؤدي إلى عينيه، و أنني لست محظوظة كفاية لأكون بحياته.
لا أعرف إلى متى سأظل على هذا الحال، لكن ما أعرفه حقًا أنني إن رأيته اليوم، سأعود مراهقة من جديد، و سيصدر من قلبي ذاك اللحن الذي صدر عندما رأيته لأول مرة.يومٌ آخر يمُر، و أنا لا زلت أتمنى أن ألمحه و لو حتى صدفة."
كتبت تلك الحزينة الهائمة و أغلقت دفترتها، لتتوقف بعد تمشية طويلة لتشتري أي مشروب ليروي عطشها.
بينما كانت تختار من بين العديد من المشروبات المُثلجة، أحست بهاتفها يهتز بحقيبة اليد خاصتها، فهرعت لتلتقطه سريعًا فتجد اسم صديقتها على الشاشة.
"نور! كيف حالك؟"
أجابتها بسعادة عارمة، فهي لم تسمع صوتها منذ فترة طويلة.
"فريدة، لقد أفتقدتكِ أيتها الغامضة و أتمنى أن تكوني بخير."
تمكنت فريدة من الشعور بأن صديقتها تصطنع تلك النبرة المرحة، فسألتها دون تردد: "أنا بخير، ما بكِ؟ نبرة صوتكِ غريبة."
تمكنت من سماع صديقتها تتنهد فتقول بجدية شديدة: "كنت أتمنى أن أُحدثكِ بظروف أفضل من تلك، لكن ما باليد حيلة .." تنهدت من جديد و أكملت: "تُوفِيَ والدا محمود في حادث فجر اليوم."
وقع ذلك الخبر على مسمعها وقع الصاعقة، و سرت رعشة طفيفة بأنحاء جسدها لتعاوِد إلى سيارتها من جديد في عجلة من أمرها بينما هي تتحدث متلعثمة: "سآتي إليكِ حالًا لنرى كيف سنتصرف."
ركبت سيارتها بعدما أغلقت هاتفها سريعًا، لتنطلق إلى وجهتها و بقلبها حزن شديد جدًا عليه و على حاله لكنها كانت تدعو الله طوال الطريق بأن يلهمه الصبر.
في ذلك الحين، كان يشاهدها من بعيد شخصًا مهتمًا بها لكنها لا تعرف و في الغالب لن تعرف أبدًا. لسوء حظها، عندما تلقت ذلك الخبر أفلتت يداها ذلك الدفتر ليقع على الأرض حيثما كانت واقفة.
هرول إلى حيثما كانت تقف، فإلتقط ذلك الدفتر بفضولٍ غير عادي و ألقى نظرة خاطفة عليه، فإزداد فضوله عندما وجد أنه مليئ بالكتابات.
ليبدأ بالتفكير بها جديًا، و شعر بأنه سيكون هناك بينهما رابط، و هي لن تعرف أيضًا ...
أنت تقرأ
Blue Passion
Fanficأصبحت قريبًا جدًا منها، حتى أنه لم يكُن هناك أي شيء يحول بيني و بين أفكارها الكامنة برأسها المُرهَق. النشر: ٢١/١/٢٠١٨