«العالَم الأوَل»

254 23 20
                                    

عَيناها تُبددان جَميع انواع السَعادة.

"لا تَراجُع يا مارسيلين" قالها زين وهو يَنظُر لَها لِـتَومأ لَه بِقَليلِ مِن الخَوفِ.

احيانًا يَكون الخَوف شَيء جَيّد، فَهو يَكون مِثل الحِماية.

"لا تَراجُع يا زين" كان حَال مَارسيلين الخَوف، عَليٰ عَكسِ زين الذي يَتعامَل مَع كُل هَذا كأنه لِعبة سَخيفة.

بَينَما هو لَيس.

"انا اشعُر انّ كُل هَذا مُجَرد لِعبة سَخيفة ولا يُوجَد عوالِم او شَيء مِن هَذا" قالها زين وهو يَنظُر إليٰ شاشة الحاسُوب المَوضوع امامه بِسُخريةِ.

"نَحنُ نُريد انْ نُجَرب كُل شَيء، نَحنُ نَبحَث عَن شَيء مُشوّق بَعيدًا عَن هَذا المَلل، أنَسيت؟ فلا داعٍ مِن عَدم التَجرُبة" قالتها مارسيلين.

"إذن لِماذا انتِ خائفة" سأل زين.

"لأنّه شَيء جَديد" قالتها مَصحُوبة بِتَنهيدة فِي نِهايةِ الحَديث.

"انا بِجانبِكِ يا جَميلتي" قَالها وهو يَبعَث فِي شَعرِها بِهدوءِ.

"مَتىٰ ستَبدأ ظُهور العوالِم؟" سألت مارسيلين.

"عِندما نَكون هَادئين النَفس، ذو بال صَافٍ، عِندها سَنَدخُل فِي العوالِمِ" قال زين.

"انتَ سَتَدُخل قَبلي" قالت مارسيلين.

"نَعم، اُريدُكِ بِخَير" هَمس زين، ولَكن هي قَريبة مِنه كِفاية لِتَسمَعه.

"انا اكُون بِخير بِرفقتك فَقط، انا خائفة، لِننسَحِب يازين" قالت مارسيلين.

لِيسحَبها زين داخِل عِناقه.

"تعالي إلىٰ مأواكِي ياجَميلتي" هَمس زين وقَبّل رَأسها.

"أتَتَذكَرين؟ لا تَراجُع، إذا لَم اكُن بِجانبِك فِعليًا، فَتأكدي انّي بِجانِبكِ رَوحيًا، انا دائمًا هُنا، فَهَذا ملجأي مِن الحَياةِ" قالها زين، وَوضع يَده عَلىٰ قَلبِها.

لَم يأخُذ مِنها رَد، فَعلَم انّها غَفيت داخِل حضنه كَالمُعتاد..

----

استَيقَظَت مِن نَومِها لِتَشعُر بِبرودة، بِرودة تَشعُر بِها عِندما تَكون لَيست داخِل عِناقه الدافئ.

وَجدَت وَرقَة مَطوية بِعنايةِ، لِتَفتحها وتَنبَعث مِنها رائحته وعطره المُميز، نَعم! زين عِندما يَكتُب خِطابًا ما، عَادةً ما يَضع عِطره عَليه.

لا يُهِم السَبب الآن.

"اهدَيتيني وَردة، فَأهديتُكِ قَلبي، أتتَذكرين ياجَميلتي كَيف كان لِقاؤنا جَميل مِثل وَجهك تَمامًا، رُبما تَستَيظين لا تَجديني بِجانِبك، عِندها سأكُون فِي العالَمِ الأول..فَقَط اعلَمي جَيّدًا انّي اُريدك بِجانبِي الآن، انا ضَعيف بِدونك، كُوني هَادئة لِتَكوني بِجانبي، انا بالفِعل داخِل قَلبِكِ الآن، ولَكِن اُريدُ انْ احظىٰ بِعناقكِ، انا الآن فِي مَكانِ بَعيد عَن مَلل عالَمنا، انا الآن فِي عَالَمِ يَحتاجك، مِثلما احتاجك انا تَمامًا"

الـعـوالِـم السَـبعـة || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن