٨

194 47 21
                                    

-جونغكوك. 
أَردفت والدتهُ فور دخولها للحديقةِ عندما رأته .

-أتعلم كوك لقد مر وقت طويل منذ آخر مرةٍ رأيتك بها. 
تكلمت فور جلوسِها بجانبهِ

-مر وقت طويل جداً.
ردَ بصوت مهزوز إتبعه تنهيدة طويلة

-انا آسف جونغكوك لكن أَنت تعلم أنا حقاً لا يمكنني المكوث بكوريا أشعر  بالإختناق بوجودي هنا .
تكلمت بهدوء مخفضةً رأسها .

-أمي أرجوكِ لنتجاهل فقط الماضي ونرميهِ وراء ظهورنا نحن لن نستطيع المضي قدماً في حياتنا بتمسكنا بالماضي وما حدثَ فيه ، لي دونغ يول نال عقابهُ وهو الآن يمكث في السجن ليتعفن بهِ لبقية حياته…

-أنتَ لن تفهمني جونغكوك. 

-لا أنا افهمك ، أَنا أعلم ما فعلهُ دونغ يول بوالدي وسُمعَتهِ وأقدر تعب هانييل طوال هذهِ السنين لإرجاعِ ما فقدناه لكن لنفعل ذلك لأنفسنا ليس للتباهي أمام اللعين دونغ.
تكلمَ بصراخٍ يعبر عن الذي كتمه بداخله طوال السنين الماضية

-جونغكوك ما اللعنة التي تتفوه بها. 
أَردفت تنهضُ من مكانها.

-أنا أقولُ كل صحيح يا أمي، لن أكتمْ بداخلي الآن سأقول فقط الحقيقة ألا تظنين أنك أنتِ وهانييل قد تماديتم قليلاً فنحنُ أخدنا حَقنا الذي سُلب منا .
كانتْ ستقاطعهُ  ليكمل
-حتى هانييل لا يسمحُ لي بدراسةِ التخصص الذي أريدهُ، بالرغمِ من أنهَ لم يعمل بسلسلةِ المطاعمِ التي تركها والدي وإفتتح شركةً خاصة بهِ بناءاً على رغباتهِ…

لتغادر أمه الحديقة تاركةً إياه يصرخُ مع نفسه فهو بعد طول سنين قابل والدته والتي بالمفترضِ أن تسمعَ ما حصل مع إبنها وما فعلت به الحياة بعد تركِها له وهو في أمس الحاجةِ لها ولحضنها ومن يربت عليهِ قائلاً بأن كل شيء بخير رغم إنهيار كل شيء حولهُ .
---
تسيرُ في ممر المشفى ذهاباً وإياباً تحاولُ طردَ الأفكارِ السيئةِ التي استوطنت عقلها ، ففي منتصف الدوام أخدتها جدتها من المدرسةِ بسبب تعب والدتها المفاجئ. 

-جونغكوك إنها هناك
أردف تايهيونغ لصديقه بعد بحثهما بالمشفى عن يونمي .
 
تجلس برفقتهما تايهيونغ يربت على كَتفها مُحاولاً تهدئتها ليرن هاتفهُ
بمكالمة من منزلهِ. 

- أعتذر يونمي أنا سأغادر الآن جونغكوك سيبقى معك .

-ما رأيكي بالمشي خارجاً؟

تسير بجانبه تجر أقدامها بصعوبةٍ، بينما الآخر عقد لسانه عن النطقِ بكلماتٍ للتخفيفِ عنها. 

-أتعلم جونغكوك أنا لاشيء من دون أُمي .
بصوتٍ منخفض تحدثت تغمض عينيها بقوةٍ مانعتة دموعها .

التفت يقف مقابلاً لها بيدين حاوطتها بقوةٍ ، لتركز رأسها على صدره سامحة لنفسها الآن بالبكاءُ ، اقترب من أذنها يهمس
-كل شيء سيكون بخير .

أبتعد عنها بعدَ عناق طويل، يمسح بيديهِ بنعومة على خديها .
-لا فائدة من البكاء يونمي، فقد أدعي لها بالشفاءِ. 

همهمت ليمد بعدها يده مردفاً
-أعطني هاتفك. 

-لقد سجلتُ رقمي و رقمَ تايهيونغ إن إحتجتي أي شيء إتصلي بي أو بتايهيونغ .
تكلمَ يناولها الهاتف. 

-أنا الآن سأغادر سآتي في الصباحِ، إعتني بنفسكِ جيداً ولا تهملي صحتك أرجوك. 

---
-يونمي. 
أردفت جدتها بنبرةً غاضبة.

-ماذا يفعل أبناء كيم وجون هنا وبرفقتكِ ؟

ـــــــــــــــ




HOPE حيث تعيش القصص. اكتشف الآن