الفتاة التي لا تنطفئ | السجين الأول

1.7K 214 96
                                    

ولجتُ لشُقّتي؛ كنتُ أحملُ الخيبةَ على كتفيّ حتّى تدلّيا .

أينَ الثّقة تلك؟ القُوةُ مجهولةُ المصدرِ تلكَ؟ هل انطفئت تِلكَ الشّعلةُ بداخلي؟

أنَا الفتاةُ التي لا تنطفئ؛ إدلهم جوفي .

كنتَ السّبب؛ أنتَ السّببُ، غزلتُ لكَ أجملَ السماتِ في عقْلي .

فكسَرتها ببراعةٍ

أحبَبْتُك بنابضِ بكرٍ هشّ؛ يُناغي محبهُ .

فهشّمتهُ؛ كُنتُ أرتجي حبًا كحبّ قيسٍ لليلى؛ ومَا تبّقى في أنامِلي سوى الحُطام .

بدأتُ التّلفظَ بيأسٍ تشبع لنبرتي وأنَا أخطّ في مذكرتي

" كنتُ أرتجِي سعادةً أبدِيةً، لكِلينا؛ ومَا السّعادةُ سوى وهمٌ

كَجرعةِ علاجٍ مزمنٍ؛ قضَى عليهِ الزّمن

هَا أنَا الآنَ مُمسكةٌ بهندَامك؛ كحالي منذُ ثلاثِ أشهر؛ بينَما أنت تُلقي كلماتِ الحب في وجهِ معشوقتك

أتسائلُ هل تخجلُ كما كنتُ أفعل؟ هلْ تحبّ حيائَها كما 《 كُنتَ 》 تُحبُ خاصتي؟

هلْ أنتما الآن تضْحكَان، بينمَا دموعِي تحَاكي وسادَتي؟

أتظاهرُ بالقوّة وَوسادتي تُظهرُ خيبتي، أحببتكَ بنقاوة، وأحبَبتني بدناءة

والإثنانِ متناقضان "

غفوتُ مع دُمُوعي؛ كَانت تحتضنُ وجنَاتي بقنوط؛ كَانت تسردُ لهن تفاصيلَ جزَعي .

رأيتُ شيئًا ما، كان هُناكَ رجلٌ ضخمُ الجثّة يَرْمي بي إلى زنزانةٍ؛ تآكَلت جُدرانها، قُضبانُ الحجرةِ صلبةٌ كأفئدتنا

والنّافذةُ في العليّة؛ تودعُ أشعة الشّمس السلسبيلية، وتَغريد العصافير

كَانتِ الألوانُ القاتمة أساس الّلوحة

" ما إثْمي؟ "

" أنتِ الآن في زنزانةِ الحزن الأبدي؛ خالفتِ عقد السّعادة الأبدية

《 يتوجبُ عدم إحزان أحدهم ولَو كان ذاتَك 》 "

تسائلتُ بنبرةٍ كان فيها أملٌ يكَادُ يفنى

" كيفَ أخرج؟"

" أسْعدِي وأصلحي البَشرية؛ إبتداءً بذاتكِ، أعيدي تلك الفتاة التي لا تنطفئ "

عَقِدْ | contract [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن