الدعوة التاسِعة.

1.1K 178 101
                                    

-
أفلَت لوى يدُها مِن خاصّتهِ برويّةٍ،ثُم تنهَّد طويلاً مُعيداً خُصلاتهِ القصيرة للخلفِ،قبلَ أن يشعُر بكفّيها على كتفيهِ بلُطفٍ.

"لوى.."همسَت ليرفَع أنظارهُ لها مِن جديد،جاعِلاً مِنها تُردِف مُزدرِدةً لُعابُها بخِفّة ريثما تقول:

"أُقدِّر مشاعِرُك اللطيفة تِلك،حقّاً!،ولا أُنكِر أننى لدىّ ما أكِنّهُ لَك مِن إعجابٍ منذُ حديثُ مارسلِن عنك.."

تنهَّدَت بخفوتٍ مُسترسِلةً:
"لكِن يومان فحَسب ليسَ كفيلان لجعلُك تقعَ بحُبّى لوى.."

"فايث..أنا أعلمُكِ منذُ سنواتٍ عِدّة،و إلى الأن لَم أستطِع كبح مشاعرى بعيداً،لقد حاولتُ مِراراً و تِكراراً لكِن قلبى أبىٰ الأمر،لا يعنى أننى أرجوكِ لقبول حُبّى،إنّهُ مُجرَّد إعترافٌ و إنتهى.."صرَّح لوى بنبرةٍ هادِئةٍ كالعادة ثُم مسحَ على وجههِ بكفّهِ الأيمَن بإنزعاجٍ بادٍ عليهِ.

هى تعلَم أنّهُ كرِهَ حديثُها معهُ بتِلك الطريقة المُثيرة للشفقةِ بالنسبةِ إليهِ.

"ليسَ بتِلك الطريقةِ لوى!،لِمَ لا تُعطينى فُرصة؟،إعطى فُرصةً لى و لقلبى،لزهرة الإعجاب داخلى فُرصة كىّ تنمو و تترعرَع بحُبُّك.."سألتهُ ببعضِ الإنفعالِ و الحُزن،ليرفَع لوى كفّيهِ مجاذِباً خاصّتُها مِن فوق كتفهِ،قبلَ أن يُقبِّلهُما بلُطفٍ بالِغ.

"كاذِبٌ إن أخبرتُكِ أننى لستُ سعيداً بإعترافُكِ بذلِك،لكِن إعلمِ أننى مُقدِّرٌ لمشاعرُكِ و قلبُكِ،وسأنتظِر طويلاً.."عقَّب لوى ثُم ختمَ حديثهُ بإبتسامةٍ،جاعِلاً مِن الإبتسامةِ تعود لقلبِها قبلَ ملامحُها الرقيقة.

"لا تعلمِ فايث كَم كان حُلماً جميلاً،كنتُ أُصلّى ليلاً و نهاراً كىّ أُمسِك بيدكِ فحسب،أشعُر بكِ قُربى،لكِن بالنهايةِ تغلَّب علىّ شيطانى و جعلنى أُفكِّر بِكَم أنا أحمقٌ كىٌ أُطالِبُ بحُلمٍ بعيدٍ كهذا..لكِن،أنظُرى الأن؟"إسترسَل لوى بنبرةٍ أضفَت نوعاً مِن الدفئِ لقلبِ فايث،ثُم ضغطَ على يِدها بخِفّةٍ قائِلاً:

"أنتِ تتمسّكين بيدى أكثَر،وكأنَّ غداً لَن يأتِ.."طالعَت فايث كفّيهُما المُتعانِقان بتوطيدٍ،لتبتسِم مِن جديدٍ على تفهّمهِ و عدَم مُبالغتهِ بالأمر.

"أنتَ تجعلنى أشعُر بالحُب دون تكلُّفٍ لو.."إعترفَت ليقُقهقِهان بخِفّةٍ و خفوت،قبلَ أن تُفلِت إحدى يديهِ مُعاوِدةً جذبهِ برفقتهُا.

"لنعود.."همسَت مُبتسِمةً ليومئ لها بإتفاقٍ،قبلَ أن يعود الصمتِ كالحائِل بينهُما مِن جديد.

هى كُل وهلةٍ تلتفِت لتنظُر لهُ،وهو مُطمئِمنٌ لصوتِ أنفاسُها بجانبهِ،ويدهِ القابِعة بين خاصّتُه.

دعوةٌ زرقَاء » لويس توملِنسون.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن