الفصل الأول الجزء الثاني

205 13 1
                                    

أجبتُ بثقة وأنا أتحامل على نفسي لأقف قائلة "لو كان نهايتي الموت فالأفضل عندي أني أموت شجاعة ولا أني أعيش و أموت جبانة ".

تغيرت تعابير الفتاة للإنزعاج، حاولت اخفاءها سريعًا، فأكملتُ و قد علمت أنني نجحت في إثارتها حتى وإن حاولت هى الأخرى إبداء العكس "صدقيني أحنا ممكن نحاول نقاوم الحرب الوهمية و نساعد بعض علشان ندي عزيمة لبعض حتى لو خسرناها مرة و تانية و تالته أكيد حييجي يوم و نكسبها ".

قاطعتها الفتاة بيأس "مستحيل نكسب هو أقوى مننا ،مش حيسيبنا إلا و روحنا سايبة جسمنا ! ".

أكملتُ بهدوء  "لو تمن حربي هى موتي، فعلى الأقل و أنا بموت حكون على ثقة أني محاربة شجاعة، و حموت و انا فخورة بده، وبعدين أعتبريها رحلة او مغامرة ".

ردت الفتاة وهى تنظر في عيني حياة محاولة سرق منها الأمل قائلة بخوف "بس المغامرة دي خِطرة جدا ".
أجبتُ بسخرية "و ماله أنا بضحك في وش مخاطر ها ها ها ".

ابتسمت الفتاة قائلة "أنتِ عندك كام سنة ؟"

أجبت و أنا  أحاول الانحناء بشكل مرن رغم عجزي قائلة "أنا حياة ٢١ سنة، و أنتِ ؟"

وضعت الفتاة يدها أسفل رقبتها و محركاها بخفة(على طريقة الفيلم الكرتوني طرزان ) "أنا جيمي ".
ابتسمتُ إليها بسعادة قائلة "الله  ما أنت ليكِ في السيستم أهو، لا دي شكلها حتبقى مغامرة حلوة بس بجد اسمك ايه ؟"

ابتسمت الفتاة قائلة "اسمي رنيم في البطاقة لكن الشهرة جيمي، و عندي ٢٤ سنة "

تصافحت معها قائلة بلغة ترحيب  "مرحبا بكِ في أولى مراحل  معركة الوحش  ...دلوقتي لازم نعاهد نفسنا عهد أن كل واحدة تحارب مع التانية، و تخفف عنها، و متسبهاش علشان ميستفرضش بيها الوحش ، ونكون فاهمين كويس أن المعركة دي هى المعركة الفاصلة في حياتنا و لازم نكون أدها مهما كلف الأمر ".
أكملت جيمي قائلة بحماس  "و لو واحدة وقعت التانية تكمل الحرب و تنتقم ليها و للتانية "

نظرنا إلى بعضنا البعض قائلين في نبرة واحدة "اتفقنا ".

لاح فجر جديد معلنًا عن بداية جديدة لكلانا، استيقظتُ أولا، ثم اتجهت ناحية سرير جيمي قائلة "يا صباح الرعب الرعب الساعة سته و على المقيمين خارج مدينة الرعب المحافظة على فروق التوقيت ، درجة الحرارة في الضل ٢٥ و ده كويس للزواحف، و احتمال يكون جو هايل للكسل في السرير، أو النوم  أو أقولك الاحسن عمل تمرينات للمخوفاتية، أصحى يا شلبي" .(و اقتربتُ من أذن جيمي ثم أطلقت صفيرة )

استيقظت جيمي في فزع، قائلة و هى تفرك عينها "أيه يا ماما في حد يصحي حد كده ؟ هو كان حد قالك أنك مارد وشوشني  " .

ضحكت بخفة واكملت بصوت ملئ بالحماس "أصحي يلا ورانا معركة لازم نلحقها من أولها ".

جيمي و هى تنظر في  اتجاه عقارب الساعة  "بذمتك في حرب بتبدأ الساعة ٦ الصبح ،ده أنا لو رايحة المدرسة مش حصحى قبل سبعة ".

أجبتُ بسخرية "اممممم شكلك من البنات اللي كانت بتحب تتذنب أول حصة ".

جيمي و هى تعيد رأسها مرة اخرى على الوسادة و تقرب منها الغطاء مرة اخرى  "يا بنتي دي متعة مش أي حد يعرف قيمتها سبيني أنام بس شوية و هحكيلك مغامراتي مع مراقبين الدور".

أمسكتُ بالغطاء، و انتزعته من عليها قائلة "طب قومي بدل ما أفكرك بخرزانة مستر إيهاب وأخليكي تكرهي الذكريات ".

وجهت جيمي وجهها تجاهها قائلة "مش حلوة "ثم أخرجت لسانها إليها، و عادت مرة أخرى تُكمِل نومها .

استيقظت على أثر المياه وهى تتناثر على وجهها ،لتفتح عيناها بغتة، و هى تقاوم شهقتها كغريق يحاول النجاة مطلقًا شهقات متتالية، لتنظر بإتجاهي وأنا ملقى على الأرض من كثرة الضحك وتتجه نحوي بخطى بطيئة أثر تأثير العلاج عليها .
جيمي بتحدي "بقى احنا فينا من كده طيب " أمسكت بوسادة من الفراش، و ألقتها بخفة علي .

توالت الأيام و تكاتفتُ أنا و جيمي ، تقاربنا أكثر أصبحنا سندا لبعض، فحينما انتهي من جلسة الكيماوي تنتظرني، و تمسك بيدي، ثم تحاوطني فتكون لي حائط لن اسقط في وجوده، فتعيدني إلى غرفتنا، و تضعني على فراشي، ثم تبدأ في محاكاتي حتى أوسد على ذراعها ؛كذلك أفعل ذلك أنا أيضا حينما تأتي جلستها .
خوضنا سويا تلك المغامرة لأشهُر دون استسلام، بدأت نتجائجنا تشير للإيجابية مما زاد من عزيمتنا في هزيمة الوحش .
و في إحدي الأيام زجرت فيها الريح السحاب ، و انهالت الأمطار بغزارة صاخبة حيث توالدت من خلال تلك الأمطار المصحوبة برعد موسيقى تبث الرعب في قلب من يسمعها ، استفقتُ على ذاك الصوت توجهت نحو تلك الزجاجة أُراقب خلفها هطول المطر ، لاحت لي فكرة إفاقة جيمي فهي قد أخبرتني بحبها الشديد لرؤية الأمطار، و الاستمتاع بها وهى تتناثر على وجهها ، لم اتمهل الكثير ، توجهت إليها وبدأت في محاولتي لإفاقتها ،ولكن لم تبدي لي استجابة في ذلك ، زفرتُ بقوة فأنا على علم بمدى تكاسلها ، أمسكت بوسادة من سريري و ألقيتها على وجهها لم تنجح تلك أيضا في التغلب على تكاسلها ، اقتربت من أذنها و أطلقت صفيرة و لكن دون جدوى ، بدأ قلبي في الإضطراب ، أمسكتُ بكلتا ذراعيها و بدأتُ هزها بعنف ، ظلت نائمة ايضاً !
بدأت النداء بأسمها و أنا لازلت أهزها بعنف،  و في كل مرة يزداد صوتي في الارتفاع حتى أطلقت مرة واحدة صرخة دوت في المشفى بأجمعها منادية بأسمها، و لم أشعر بدموعي التي قد انهمرت اثناء إنشغالي بها ، أتى أحد الاطباء و معه الممرضة أثر صوتي المرتفع، و الذي ما إن فحص جيمي حتى وضع الفراش على وجهها معترفا أنها قد صمَّت صداها .

رحلة حياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن