استيقظت بحماس كالمعتاد
حملت ورقة و قلمي المفضل ذو اللون الاحمر و بدات بالخربشة كأي طفل بعمري يعشق الالوان
و هنا اتضح لي معالم اول شي رسمته ما عدا الخرابيش ..
لقد رسمت ذئبا !
هنا بدأ ولعي بالذئاب
كنت مولعة بها حتى الجنون
يجذبني فروها الفضي و انيابها اللؤلؤية و عيونها الحادة و مخالبها الجارحة !
رغم ان الجميع كان يحذرني من الاقتراب منها و يصفها بالوحوش الضارية
الا انني كنت اراها جراءا صغيرة تحتاج طعاما و مأوى
كنت متهورة جدا و جريئة جدا !
و هذا ما دفع بي لخسارة احدى ذراعي ..
ذهبت الى وسط الغابة حيث يقع عرين قطيع من الذئاب و قدمت لهم بعض لحم خنزير بري اصطاده ابي بالأمس
لقد بدوا ودودين في البداية
لكن سرعان ما انهوا وجبتهم
و طمعوا في المزيد
و لم يلق اهتمامهم الا ذراعي العارية
و اخر ما رأيته هو انياب احدى تلك الذئاب الجائعة
بعد مدة فتحت عيني في كوخ ابي !
كيف وصلت الى هنا ؟!
ترى هل كان حلما ؟!
للاسف لا ..
ذراعي لم تعد موجودة
جلست اتأمل الفراغ الذي من المفترض ان تملأه ذراعي اليمنى
حتى قاطع تأملي صراخ ابي الحاد علي
تعرضت للتأنيب لساعات على فعلتي الشائنة
و لكن لم استمع لاي شيء قاله
و عندما انتهى من الكلام
تلفظت بأولى كلماتي بعد تلك الحادثة :
"ا-ابي ... كيف وصلت الى هنا ؟!"
نظر الي ابي بتوتر و قلق محدقا في كل الاتجاهات يحاول حبك كذبة فضحها احمرار اذنيه و العرق المتصبب من جبينه و تلك الابتسامة الكاذبة ثم رد بتلعثم
"ل-لقد وجد-دكي احد الحطاب-بين اللذين كانوا في الغ-غابة"
لكنني ادركت تماما استحالة هذا لان اخر شخص يمكن ان يكون بقرب عرين ذئاب حطاب كما انه كيف لحطاب ان يقف لصد قطيع ذئاب ؟
كانت كذبة مرتجلة تستخف بدهاء فتاة مثلي
لست اتفاخر بجدية انا اذكى من ان اصدق هذا !
و بعدها بدأت احاول التأقلم مع استعمال يد واحدة
الامر اصعب مما يبدوا
تناول الطعام كان اسهل مرحلة
لكن حمل دلاء الماء
و غسل الملايس و الاطباق و اعداد الطعام و رعاية الغنم و حلب الابقار و الاحتطاب مع عمي كانت اصعب الاجزاء
شعرت باني بلا فائدة بعد خسارة يدي
و ذلك حطم منظوري للذئاب كجراء لطيفة
لكن .. ادركت بعدها ان الذئب الوحيد الصالح هو ذلك الذي رسمته ! ..
أنت تقرأ
He was a wolf in my imagination / كان ذئبا في مخيلتي
Fantasíaحملت قلمي و ورقتي و رسمت ذئبا قلب حياتي اول رسم لي و اخر مرة استعملت فيها يدي اليمنى للرسم