قِصصٌ مُنوعّه

كُرَة ألبِلياردُو

كانَ السيّد جِيمس بريس يُفكّر بِبطء ويتكلّم بِبطء. مَع هٰذا كان يَتمتعُ بِـ عقلٍ عَظيم وكانَ عالماً عظيماً جداً

عرفتهُ مَعرفةً جيّده تماماً. أنا مَندوبُ الصَحيفه وقد تكلّمتُ معه عِدّة مراتٍ نِيابةً عن جَريدتي

كانَ بريس رجُلًا صغيرَ الحجم بِـ وجهٍ شاحِب ونَحيل, وشعرٍ شائِب وخَفيف. كانَت ملابسهُ كملَابِس رجالِ الَأعمال, لٰكِن شخصيتُه لا تَبدو قويه أو جريئَه علیٰ الِإطلاق. بدا دائِماً غيرَ مُتيقِن, كأنهُ يَترددُ حول كل شيء

مَع هٰذا, أظنُ أنه قد يتمكّن في مُناسبةٍ ما أن يُفكِر بسُرعه ويتصرّف في الحال. في الحَقيقه, أنا أشكُ بأنهُ قاتِل

لستُ متيقِناً مِن هٰذا, وعلیٰ أيّ حال لا يهُم هٰذا الٓان. إذا كانَ قاتلًا فإنهُ لم يُعاقَب أبداً. والٓان فاتَ الَأوان

كانَ إدوارد بلُوم وجِيمس بريس طالبَين في الجامِعه في الوقتِ نفسِه, ولمُدةٍ تَزيدُ عن عِشرين سنةً فيما بعد قاما بِالكثير من العَمل معاً. كانا في العُمر نفسِه, ولم يكُن أيٌّ منهما مُتزوجاً. لٰكِنهما كانا علیٰ طرفيّ نقيضٍ فيما يتعلقُ بكُل الُأمورِ المُهمه الُأخریٰ

كانَ بلُوم كوميضِ نورٍ حَيّ, كانَ طويلًا وعريضاً وواثِقاً من نفسِه. كان عقلهُ سَريعاً وعمليّاً, وكانَ فخوراً بهٰذا. رأیٰ دائِماً التَطبيقات المُمكنه لَأيّ إكتشافٍ علميّ

كسبَ أرباحاً من كل شيءٍ فَعله. في سِن الثامِنه والَأربعين كانَ واحداً مِن أغنیٰ الرجالِ علیٰ الَأرض

كانَت أفضلُ آلاتهِ قد وُضِعت علیٰ أساس أفكار بريس. بينما أصبحَ بلوم أكثرَ شُهره وثَروه. كسبَ بريس الكَثيرُ مِن الِإحترام في الجامعه, حيثُ كانَ لا يَزالُ يدرّس

ذاتَ يوم, خطرَت بِبال بريس فِكره جَديده عن الجاذِبيّه, وإقترحَ أنّ مِن المُمكن تَخفيض هٰذهِ القُوه. لذٰلِك قرر بلوم وعلیٰ نحو طبيعي بناء أول آلةِ ' جاذبيّه-الصِفر ' التي ستُدمِر الجاذبيّه تدميراً كاملًا

ذهبتُ لَأریٰ بريس نيابةً عن جَريدتي, التي كانت تُدعیٰ ' تيلي نيوز بريس '

طبعاً, ذكرتُ له ' جاذبيّه-الصِفر '. بَدا مُرتاباً إلیٰ حَد ما

قالَ أخيراً: " جاذبيّه-الصِفر؟ لستُ متأكداً بالكامِل من أنّ هٰذا مُمكن !!

قُلت: " يعتقدُ مِستر بلوم بأنها مُمكِنه "

" أستغربُ إذا كانَ مُحقاً. إنهُ لم ينهِ دراستهُ في الجامعه كما تَعرف, لٰكنهُ يقيناً يتمتّع بعقلٍ غير عاديّ. وقد جعلهُ رجلًا غنياً جداً!"