مورين /
مساء الساعة السادسة كنت امشي عائدة و صديقتي لشقتنا الصغيرة ..في الطريق الذي تعمدت المشي منه وسط قلق كارين التي غالبا تعرف سبب اختياري لهذه الوجهة تحديدا
..انه ... هو يقف و يوجه عيناه الملولة هنا وهناك و بيده الخشنة سيجارة توشك على الانطفاء ...يمد ظهره العريض ليلصق السيجارة بالحائط ، ثم يعود لاشعال اخرى
فيطغى علي مرآه ، والرب انني اجاهد نفسي لكن لا استطيع كبحها من التحديق... انه الرجل الاكثر اثارة حتما ، هو طويل و خشن الهيئة شعره الطويل مسدل للخلف بعشوائية مما يجعله يبدو اكثر اثارة حتى
"هيا تحركي سنتأخر "
انتبهت اخيرا لكارين التي تنظر ناحيتي بانزعاج تقاطع افكاري
لكنني لم اكترث لامرها كثيرا ، ونظرت ناحيته مجددا و بسرعة ليلتفت هو اخيرا و تلتحم نظرتي بخاصته ، وكان تعبيره هادئا مكتف بابتسامة لبقةنظر الي مطوّلا و عقد حاجبيه الكثيفين باستغراب ، انا التي كنت احدق به شعرت بالحماقة جدا فدفعت بكارين الى الامام اقول " فعلا سنتأخر هيا "
لكنه استوقفنا وتقدم نحونا بتعبيره الهادئ والاعتيادي ليقول " من انتن ؟؟"
ثرت غيضا لانه لم يميزني وانا التي كنت احدق به كل تلك الفترة او بالاحرى الاحقه
فتكلمت انا اسبق كارين في الحديث " انا مورين ..."
فأعاد يقول "مورين ؟فقلت بسرعة اسمي كوري الاصل "
اماء براسه ثم حركه لاسفل لينتبه لسيجارته اخيرا فيطفئها ويرفع عيناه الحمراء الفتانة التي تزيده جمالا فوق الجمال الرباني ليقول سريعا وهو يتحسس سرواله الاسود الفاحم "علي الذهاب "
وادار ظهره العريض وسار مبتعدا بكتفيه المتمايلان برجولة فذةلتديرني كارين ناحيتها تتكلم بقلق " اتدركين بانه بعمر والدك ؟
"انه في الثلاثينيات فقط !!
تعبس كارين بوجهها وتقول سريعا " انكي حتى لم تبلغي الثامنة عشر !!!