استشعرت قزحيتاي النور بعد ساعات من الظلام، زاغت عينيّ في أنحاء المكان؛ لتتعرف علي ماهيته. أنها غرفتي كما أعرفها!
النافذة مفتوحة علي مصراعيها لتسمح لنسيج من نسيم الصباح بالتسلل مداعباً خصلاتي بأنامله الرقيقة، الباب مفتوح أيضاً، لكن لماذا؟
حركت ساقي؛ لأنهض، لكني شعرت بألم يضرب أوصالي، و كأني ضُربت بعنف ليلة أمس، قاومت الألم حين سمعت صوتاً أتٍ من الخارج؛ فتسللت بحذر إلي أن وصلت للصالة، و قفت خلف الستار، و أخذت أراقب التالي:
أمي، أبي و عمي فريد يتهامسون بطريقة مريبة!"ماذا تعني بأن الجثة اختفت؟"همس عمي بانفعال، ليجيبه أبي بارتباك:
"لا أعلم، لقد استيقظنا صباحاً فوجدناها اختفت"فاحتقن وجه عمي، و همس ساخراً:
"أتريد أن تخبرني أن جثة حازم استيقظت اليوم، و قررت أن تهرب؟"فنطق أبي بتوتر:
"أنا لا أدري، لكن بالأمس تحركت الجثة، و حاولت إيذاء مريم"سكت عمي، و لم يُعلق، فأردف أبي بهدوء:
"أظن أن هذا بسبب الغرفة""لا تقل هذا، أنتَ تعرف جيداً أن هذا غير صحيح"
"هذا ما كنت أظنه في البداية، لكن منذ فتحنا الغرفة، و المصائب تنزل علينا كالغيث"
كان الخوف واضح في ثنايا وجه أبي و هو يقول تلك الجملة، هدأ عمي، ثم وضع يده علي جبينه:
"و ما العمل الأن، المغسلون سيصلون قريباً، و الناس تعلم أنه مات، و سيأتون هم أيضاً، ماذا سنخبرهم؟"لم يجد أبي إجابة ترضي عمي، فقالت أمي و الدموع تغوص بعينيها:
"لنخبرهم أن ابننا ضاع بسبب و الده"زفر أبي بضيق:
"ارجوكِ يا غادة توقفي عن هذا الكلام"أنفجرت باكية، و قالت بين شهقاتها:
"لا لن أتوقف، كنت تعرف من البداية، و مع ذلك تركته ينام في الغرفة، لقد ضاع حازم،
و قريباً ستضيع مريم، و كل هذا لأنكَ رجل حقير"تمكن الغضب من أبي، و صرخ يلومها:
"ألست أنتِ من أصر علي فتح الغرفة؟ لقد أخبرتك أن تلك الغرفة ملعونة، و أنتِ قلت أن هذا هراء"فردت عليه بصوت مختنق، و مُثقل بالدموع:
"لم أكن أعلم، لم أكن أعلم أن ما خلف ذلك الباب قد يسلبني أعز ما أملك"تدخل عمي معاتباً:
"توقفا أنتما الاثنان، و كفا عن لوم بعضكما، دعونا نهتم بأمر الجثة أولاً، كما أنكما ستوقظان مريم، و من الأفضل أﻻ تعلم شيئاً عن هذا"
أنت تقرأ
لا تفتحوا الباب «مكتملة»
Horrorلا أعلم ماذا كانوا يقصدون بصمت الأموات؛ الموتى هنا لا يكفون عن الطرق والصراخ.. • الرواية تم اختيارها ضمن أفضل عشر روايات من فئة الرعب في الواتباد من قِبل 'مؤسسة أكون للإبداع العربي' • بدأت: ١٢-٨-٢٠١٨ • انتهت: ٢٧-٨-٢٠١٨ • أعلى الوسوم: الأولى في...