الفصل الأول الجزء الثاني

31 3 0
                                    

في اليوم التالي وفي أثناء مروري بباريس، حضر أحد أصدقائي -هارود رايمن- لوداعي   في المحطه وفيما كنا واقفين نتحدث قرب القطار، تركني فجأه ليتحدث إلى سيده . فتتبعته بنظري ورأيته يرفع قبعته لسيدة أنيقة رشيقة القوام، سمراء اللون تقارب الثلاثين من العمر، وبعد دقيقه أو اثنتين عاد إلي.

أخبرني صديقي قائلا :《لقد حصلت على رفيقة سفر ساحرة. إنها انطوانيت دي موبان -وهو يشير اليها في طرف الآخر من المحطة -ويقال أن دوق سترلسو -شقيق الملك زين -وقد أحاطها باهتمامه. إنها أرملة، غنية وطموحه :من يدري ما ترمي إليه؟ 》.

يبدو أن هذه الأرملة لم تكن ترغب في معرفتي، لأنني لم ألمحها بعد ذلك رغم أننا كنا في نفس القطار. ولما بلغت حدود روريتانيا  (حيث رأيت المسؤول ينظر إلي وكأنه ينظر إلى شبح )،اشتريت صحفا ووجدت فيها من الأخبار ما قد يؤثر في حركاتي. ولسبب ما لم أستطع تفسيره، فقد تأجل التتويج لليوم التالي. المدينه كلها كانت في هرج، وقد علمت أن مدينة سترلسو مكتظة بسكان. الغرف كلها كانت مؤجرة والفنادق كانت ممتلئة، مما جعل إيجاد مسكن لي أمرآ في غايه الصعوبة ما لم ادفع مبلغا باهظا لقاء ذلك...

لذا ،قررت التوقف في زيندا، وهي بلده صغيره تبعد خمسين ميلا عن العاصمه ونحو عشر أميال عن الحدود. وصل قطاري الي هناك مساء. فرأيت أن أمضي اليوم التالي، وكان الثلاثاء، في السير فوق التلال لإلقاء نظره على القلعة الشهيره،ثم أذهب بالقطار بعد ذلك إلى سترلسو صباح الأربعاء وأعود في المساء للمبيت في زيندا.

لذا توقفت في زيندا، وفيما مر القطار من أمامي، رأيت السيده موبان في مكانها، ولاشك أنها كانت في طريقها إلى سترلسو حيث سبق لها أن حجزت لنفسها سكنا هناك.

تم استقبالي بلطف بالغ في الفندق -وكان نزلا في الواقع لا أكثر -تديره سيده عجوز ممتلئة الجسم مع ابنتيها الاثنتين. وكانوا بالفعل جماعه طيبين هادئين. كانت السيده العجوز مغرمه بالدوق، إذ بات الآن، منذ وفاة الملك السابق،  سيد الأراضي في زيندا والقلعه المرتفعة على تلة سحيقه عند سفح الوادي، وكانت هذه القلعه على نحو ميل من النزل.

وقد أبدت العجوز أسفها بصدق لأن الدوق لم يحل مكان أخيه على العرش.

فقالت :《نحن نعرف الدوق ميشال، فقد عاش دائما بيننا، وكل روريتاني يعرفون الدوق ميشال، لكن الملك غريب تقريبا ،إذ أنه كان في الخارج كثير ولا يستطيع تمييزه بالرؤية  أكثر من واحد من عشر أشخاص 》.

وقالت :إحدى الصبيتين 《والآن ،يقال إنه خفف لحيته 》

فصرخت امها:《خفف لحيته! من قال هذا؟ 》.

《جوهان يا أماه، حارس غابة الدوق. لقد قال انه رأى الملك 》.

《اه ،نعم .الملك يا سيدي موجود الآن في كوخ الصيد الخاص بالدوق في الغابة هنا، ومن هنا سيذهب إلى سترلسو حيث يتوج صباح الأربعاء 》.

the Prisoner of zenda حيث تعيش القصص. اكتشف الآن