(1)

96 10 11
                                    

،،،
"لا توجد كلماتٌ مناسبة تُقال لشخصٍ غادره الأمان"

□المقاطعة المركزية:وبالتحديد العاصمة إيستروس□
...........
*قبل أربعة عشر سنة*

..

"أوه..انظري أريس أليس جميلا؟"

تساءلت بصوتها الرقيق في سعادة غامرة وهي تنثني بركبتيها في زاوية متجر للمجوهرات لتصل إلى مستوى محدثتها فيما راحت تتأمل بإعجاب القرط الفردي المستقر في أحد كفيها وقد تدلت منه حلقة معدنية اتصلت بقطعة معدنية أخرى مستديرة حملت بجوفها الكُروي بلورة امتزجت الألوان بداخلها لتعكس فيما يشبه المجرة الفضائية برقت في توهج أخاذ
اتصلت بها حلقة معدنية أخرى ليتدلى منها الجزء الرئيسي للقرط المتمثل في هيئة فراشة الإمبراطور الأرجوانية نُقشت بدقة فوق قطعة من الزجاج تداخل مع لون زُرقتها لمحة من التركوازي والأرجواني في مزيج مائي أضفى إليها نوعا من البريق الخاص فيما كانت حدود الأجنحة وجسد الفراشة نفسه مطلي بالأسود والذي بدا عن قرب وكأنه سماء ليليه قد اكتنزت بعدد لا يحصى من النجوم اللامعة.

رفعت الأم عينيها نحو طفلتها في إبتسامة متحمسة لتحصل على جواب يشجعها أكثر على شراء ذلك القرط إلا أنه سرعان ما تبدلت ملامحها لتطل بإستغراب نحو ملامح ابنتها التي لم تتغير أو تُظهر أدنى تفاعل مع حماستها
كانت تقف فقط تبادلها النظرات بمقلتيها ذات اللون القِرمزي والذي كان هو الشيء الوحيد المشترك بينهما وما دون ذلك فهو مختلف تماما
كانت عيني الأولى ذات سمةٍ طفولية بريئة وبمجرد النظر تستطيع رؤية تلك الروح المرحة تنبع من داخلها فيما تصبّغت خصال شعرها بالأشقر المموج المنسدل حتى ننتصف شعرها ،شفتيها الوردية الصغيرة التي توسطت بشرتها البيضاء بتقاسيم وجهها الرقيقة،
في حين جاءت ذات الثمانية أعوام لتبدو أكبر من عمرها بكثير ،بتقاسيمها الخاوية التي لا يُحركها شيء إلا إذا كان في غاية الأهمية،
عيناها التي ألقت بظلال رموشها الطويلة فوق مقلتيها الأشبه إلى مقلتي قطٍ شرس وقد ضاعف لونها القرمزي من حدة هيئتها ولطالما كانت سلاحا فعالا تجعل المتنمرين يهرعون بالهروب مباشرة بعد رؤيتها،
داعبت بعض خصال شعرها المموج ذا اللون الفاحم جبينها وانسدل من خلفها حتى أسفل ظهرها.

"أمي أنتي تحبين الفراشات كثيرا لذلك تنجذبين نحو أي شيءٍ يحمل صورتها"

قالت بنبرة خاوية وهي ترمق والدتها التي بدت سعيدة بذلك القرط لتعود الإبتسامة الى شفتي والدتها وعادت تتأمل القرط بسعادة قائلة

"أجل أنا أحبها ألا تظنين أنها أكثر الكائنات جمالا؟..إنها مخلوقات رقيقة جدا تبعث بشعور مريح تنجذب دائما نحو الزهور والروائح الجميلة "

🦋 كـارِيسـا🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن